مقالات سياسية

البرهان و حميدتي – سائق البص و مساعده اللذان نهبا المسافرين

د. حامد برقو عبدالرحمن

1

هنالك طرفة تحكى في غرب السودان أبان ظاهرة النهب المسلح او قطاع الطرق في ثمانينات القرن الماضي 

 

يقال ان قطاعاً للطرق أو النهب المسلح اوقفوا بصاً سفرياً. كعادتهم قاموا بتجريد المسافرين من كل ما خف وزنه و ثقل ثمنه

 

النهابون في العادة لا يهتمون بالسائق أو مساعده ،بذلك لا يخضعان للتفتيش أو المراقبة 

لاحظ مساعد السائق بأن النهابين يملكون سلاحاً واحداً فقط

و لأنه غير معرض للمراقبة أبدى لزميله السائق نيته في مهاجمة النهاب الذي يحمل السلاح 

في لحظة حاسمة انقض المساعد على النهاب و أخذ سلاحه ، ليلوذ باقي النهابين بالفرار

عندها هتف المسافرون فرحاً.لكن و للمفارقة صوب مساعد السائق فوهة البندقية نحوهم ،

طالبا منهم الإنصراف دون مس شيء مما جمعوه للنهابين و دون ان يلتفتوا

 نفذ المسافرون ما طلب منهم مرغمين ، بعدما تأكدوا ان منقذهم قد تحول هو الاخر الي قاطع طريق عندما وجد فرصة لذلك

 

2

ما نعيشه اليوم مع كل من عبدالفتاح البرهان و نائبه محمد حمدان  حميدتي يجسد ذلك المشهد بإمتياز

 

رغم تاريخ الرجلين مع دماء الأبرياء في أقليم دارفور خلال العقدين  ، إلا انهما لعباً دورا محورياً في إسقاط نظام الرجل الواحدنظام القاتل عمر البشير؛ فظن البعض و للأسف أنا واحد منهم ان الرجلين قد انحازا للحق و الوطن 

و ما كنا لنتوقع ان يقوم الرجل و نائبه بما قام به السائق و مساعده قبل ثلاث عقود

3

في مساهماتي المتواضعة قد قلت في العسكريين الإنقلابيين ما لم يقله الإمام مالك في الخمر ، لكن و للحق كنت أظنهم أفضل مما ظهروا به منذ الأيام القليلة الماضية

 

لوقت قريب كنت أظن ان المكون العسكرى حل ضيفاً على المكون المدني في مجلس السيادة، بإعتبار ان الثورة في أصلها ثورة الشعب ضد العسكريين اللصوص الإنقلابيين الحانثين لمواثيق السماء و الأرض

لذا توقعنا منهم مرعاة  حرمة الضيافة ، إلا أنهم اصحبوا شركاء في البيت ثم اصحاب للبيت بعدما سجنوا اهله و قتلوا بعضهمو مازالوا يفعلون بدم بارد

4

أحزنني و بعمق تواطوء الدكتور جبريل ابراهيم و السيد مني اركو مناوي مع الإنقلابيين القتلة

 

مخطيء من يظن نيل حقوق اهل ام كدادة أو الطينة أو بورتسودان بمعزل عن حقوق اهل طابت و عطبرة و كوستي

الظلم الذي وقع على أهلنا في الهامش السوداني خلال عمر الدولة الوطنية لا يمكن تعويضه بالتعامل مع العسكريين الإنقلابيين الخونة 

انما يكون التعويض عن طريق التأسيس لدولة القانون و المواطنة المتساوية و الحريات 

و تلك الاهداف النبيلة يمكن تحقيقها عبر الثورة السودانية و حكومتها الانتقالية رغم كل الصعوبات التي صاحبت التجربة، بسبب تغلغل عناصر النظام البائد في جميع مفاصل الدولة بعد تمكين دام لسنوات عوضا عن رعونة بعض مكونات الحاضنة السياسية لحكومة الثورة

5

نتفهم صعوبة فطام العسكريين الافارقة الذين رضعوا من الانقلابات لأكثر من ست عقود ، لذا ليست من الحكمة ان نطالب بإبعادهم من المشاركة في الفترة الانتقالية و لا  نحمل تجاه الإنقلابيين اي روح للإنتقام ، لأنهم في الأصل ضحايا الجهل بالمهام الدستورية 

 

كل ما نطلبه هو الاطلاق فوري لسراح جميع المعتقلين و على رأسهم دولة رئيس وزراء الشعب الاخ عبدالله حمدوك و طاقمه الوزاري ليباشروا مهامهم 

 

رغم حاجتنا الملحة الي ذلك ؛ إلا انه لا حديث اليوم عن اي تعديل وزاري قبل عودة حكومة الثورة و عودة جميع مؤسسات الدولة التي اوقفت بقرارات الإنقلابيين

إنها ثورة حتى النصر 

 

[email protected]

‫10 تعليقات

  1. كلام حق اريد به حق
    ياريت كل مثقفينا يعرفوا مكر وطمع العسكر
    للاسف المدنيون هم الذين طمعوا العسكر
    للاسف ليست للوطن خطوط حمراء
    للاسف ليس كل السودانيين وطنيين

  2. وزير المالية الذي ضُبِط يصلي
    31 يوليو، 202117

    د. حامد برقو عبدالرحمن د. حامد برقو عبدالرحمن

    د. حامد برقو عبدالرحمن

    (1)

    الدكتور جبريل ابراهيم ؛ حفيد كل من الخليفة/ محمد فضيل و إبن عمه السلطان/ عبدالرحمن فيرتي لم ألتقي به غير مرة واحدة في سبتمبر عام 1998 في طرابلس عندما تزامن تواجدنا هنا للمشاركة في كسر الحظر الجوي الذي كان مفروضا على ليبيا -هذا برغم اننا من خلفيات و منطلقات متباينة، حيث شارك الاخ جبريل ضمن الوفد السوداني الرسمي في المحفل الذي حضرته أيضا القوى الافريقية الحية من الحكومات و المنظمات . ذلك أول و آخر لقاء به رغم صلة الرحم.

    (2)

    دارت عقارب الساعة ليحمل جبريل ابراهيم السلاح ضد نظام الإنقاذ بجانب إخوته مني اركو و عبدالواحد محمد نور برؤى منسجمة مع جون قرنق دي مبيور ، و مالك عقار و عبدالعزيز الحلو لجعل السودان بلدا لجميع ابنائه – و حمل السلاح ضد الحكومات القائمة أعلى درجات النضال .

    جبريل لم يفقد في الحرب ضد النظام العنصري البائد شقيقه الدكتور خليل ابراهيم- مؤسس و قائد حركة العدل و المساواة وحده انما فقد الكثير من إخوته في حركة تحرير السودان بشقيها و الجيش الشعبي لتحرير السودان العمومي و الشمالي معا عوضا عن إخوته و رفاقه في العدل و المساواة ، و كان من ضمنهم شقيقه الأكبر الباشمهندس ابوبكر ابراهيم .

    أريد ان أجمل القول بأن ما دفعه جبريل ابراهيم من اجل ان يصل السودانيون يومنا هذا كان ثمنه باهظاً. لذا من المجحف اتهامه بموالاة النظام المندثر.

    (3)

    تنفيذا لإتفاقية جوبا للسلام جاء الحاصل على شهادة الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة ميجي في طوكيو وزيرا للمالية و الاقتصاد الوطني .

    تسلم وزارة منهارة بفعل سياسات الرجل الواحد (المخلوع عمر البشير) الذي أوجد اقتصادات متوازية ثلاث ؛ وهو الاقتصاد الذي تقوده شركات الجيش و الاقتصاد الذي تقوده شركات جهاز الامن و الاقتصاد الوطني المسكين الذي يتكفل بدفع رواتب العسكريين و الامنيين دون ادنى ولاية على أموال المجموعات العسكرية التي تنشط حتى في سوق الغلال و الخضر .

    خلال فترة قياسية و بالتناغم مع دولة رئيس الوزراء حمدوك استطاع الوزير المقتدر إجراء جراحات ناجحة على إقتصادنا المعتل الأمر الذي حفز المجتمع الدولى على اعفاء الكثير من الديون على السودان و اعادة الثقة الي البنوك السودانية و غيرهما من المكاسب التي ستعبد الطريق لإقتصادنا الوطني.

    (4)

    في مايو الماضي أبدى الدكتور جبريل ابراهيم بصفته المواطن أو الانسان رأيه حول إتفاقية عدم التمييز ضد المرأة سيداو ، وهو رأي شخصي يرتكز على معتقده الديني و يشاطره في ذلك سودانيون آخرون .

    و في مناسبة اخرى تحدث عن الايجابيات التي طرأت على الاقتصاد الوطني بعد التواصل مع دولة إسرائيل لكن استدرك القول بأن التطبيع مع الدولة العبرية شأن شعبي و ليس حكومي.

    بسبب التصرحين السابقين شنت مكونات من القحت حملة شرسة ضد وزير المالية الي حد المطالبة بعزله ، بزعم انه (كوز).

    (5)

    من أخطر أخطاء القوى التي كانت و مازالت مناوئة لنظام الإنقاذ هو تنازلها عن الدين و جعله و كأنما من مملتكات الجبهة الاسلامية القومية، رغم ان نظام المخلوع عمر البشير قد شوه الدين ، بنهبه لأموال الدولة و سفكه لدماء الابرياء بإسم الدين و رب العالمين.

    (6)

    قبل أكثر من عقد راسلتني في الخاص زميلة لي بموقع سودانيز اونلاين تحذرني من إستخدام المفردات الدينية و هي من شاكلة ( بحول الله و بإذن الله ) خشية ان يتهمني الزملاء من المعارضة بالكوز ( برغم ان جل ما كنت اكتبه كان ضد حكومة الكيزان ).

    قدرت شعورها لكن لم أتوقف عن ما يعظم رب السودانيين و العالمين.

    بعض الأقليات الفكرية و الطائفية التي سرقت ثورة الشباب و تسلقت الي القحت جعلت من كل متدين هدفاً في ظل حربها الخاسرة ضد عقيدة غالبية المجتمع السوداني .

    جبريل ابراهيم و بوتيرة ثابتة يأخذ بإقتصادكم الي أفاق فيه الكثير من الخير للسودان و السودانيين،

    لذا دعوه يصلي و يصوم ، ذلك يرضي ربه و ربكم .

    [email protected]

    هذه تذكرة لمن أصابه النسيان، اعيد نشر المعلقة الشعريه التي تغزل فيها حامد برقو على ابن عمومته جبريل، مقارنة لمحاولة برقو ذم الدباب جبريل وقوله في مقاله اعلاه( احزنني مشاركة جبريل ومناوي في الانقلاب…. الخ) لاحظو الفرق في لغة الخطابه في بين مقال برقو السابق وردة فعله اليوم على الانقلابي جبريل..

    … يا دكتور برقو لا تحاول (خمنا) فلقد ولي زمان الخم..
    … اتمنى ان تكتب لنا عن جمهورية دارفور او سلطنة دارفور المستقله عن بقية السودان عن كيفية حكم دارفور…

    …. لا ترد على بأن دارفور لن تنفصل عن السودان، لأن ذلك امر مفروق منه خاصة بعد مشاركة الجيوش الدارفوريه، جنجويد الريزيقات جيوش الزغاوه بقيادة جبريل ،مناوي، خميس أبكر. جيوش تمازج في انقلاب البرهان الكيزاني..
    ….نعم لقيام دولة دارفور المستقله وعليهم يسهل وعلينا يمهل…

    1. يا زول
      نحن بنتكلم في مواجهة الانقلاب
      و أنت تقول افصل دارفور
      فصل دارفور شنو
      الرجوع للحق فضيلة أيها الحاقد
      و انا من الشمالية
      و الرجوع للحق فضيلة

      1. قصدك دارفوري استقر اهله في الشماليه.
        انفصال دارفور قادم لا فرار منه .رضينا ام ابينا ،لن نسمح بجيوش الرزيقات والزغاوة احتلال ارضنا والعبث بمقدراتنا وحضارتنا الضاربه في جذور التاريخ…

        1. كانه لو انفصلت دارفور كل الدارفوريين حيرجعوا دارفور بعد انفصالها
          الجنوب بعد ما انفصل و برضو في اربعة ملايين جنوبي في السودان و برتكبوا جرائم القتل
          فقط الحل هو
          تاسيس جيش قومي
          و شرطة قومية
          و فيدرالية في السودان
          و انا لست دارفوري زي ما بتكورك و اي واحد يتكلم في الوحدة هو دارفوري يا سيف الجهل
          حقيقة انا احييك على جهلك
          اما جيش الرزيقات و الزغاوة كما تسميهم
          فلا تربطهم ب اهل دارفور
          ف ليس اهل دارفور جميعهم مجرمين كما تقول
          ف انت حكمت على اهل دارفور ب أفعال ثلاثة اسخاص
          و لما يحكم احد على اهلنا في الشمال ب افعال البشير و علي عثمان و نافع و عبد الرحيم
          و طبعا ده ارفضه
          ف انت حتبكي و تقول
          لا ما تعمم
          و اكرر ليك انا من الشمالية شئت ام ابيت
          يلا سلام

  3. فكرتك جيدة لتحليل وسرد الموضوع بطريقة سلسة
    والحمدلله رجعت للحق وكمايقولون الرجوع للحق فضيلة.

  4. اخى الأستاذ حامد لقد اخطأت فى أسماء السائق و مساعده. السائق و مساعده هم جبريل و مناوى و أديك زيادة فى البيعة سليمان صندل و عبدالعزيز عشر و إن اللبيب بالاشارة يفهم.

  5. كرام الاخوة من المعلقين
    تحية طيبة
    اشكركم على التفاعل مع المقال المتواضع.

    هنالك ثمة شيء يتطلب التوضيح؛
    لم يحدث قط أي غياب في العقل حتى يعود أو يُستعار ، إنما هي مسألة ثابت و متغير في قضايا الوطن .

    الثابت الذي ظللت أدافع عنه دون هوادة هو ذلك الثلاثي( وحدة و كرامة و حرية السودان و السودانيين).
    ذلك هو الخط الذي أسير فيه منذ ان عرفت بعض الكتابة.
    أما المتغير هو من يسهم في ذلك الثلاثي من الناس.
    إذا ما إلتمست في الاخرين من يسعى الي تحقيق تلك الغايات أيدته بلا تحفظ ، لكن وقتما تغير ،غيرت رأيي تجاهه مهما كان الثمن .
    لذا ليس لدي أدنى إحساس بتغيير مواقفي ، انما قد تغير من ذكرتهم بالحسنى في يوم من الايام لمواقف نبيلة اظهروها تجاه الوطن و انسانه.

    ذلك هو معيار ولائي أو مناهضتي للآخرين .

    1. بس يا استاذ برقو ياريت تتخلى عن جبريل و مناوي ديل ما بمثلوك و لا اهل دارفور

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..