البكَّاي..!!

* في مثل يوم الجمعة هذا- الذي نصوم فيه عن السياسة- حدثت قصتنا تلك التي جاءت تحت عنوان (منقة كسلا)..
* وللذين لم يقرأوا الكلمة المذكورة نقول إن رفيق صبا- من غير أهل حلفا- لم يكن يكف عن البكاء منذ أن حل والده بحيِّنا منقولاً من كسلا..
* فهو دائماً في حالة بكاء؛ في المدرسة أو في السينما أو في النادي أو خلال أمسيات السمر المقمرة في (الساحة)..
* وأصل الحكاية أن الوافد الجديد لحلفا ذاك كان يحب فتاة كسلاوية قال إنه لم ير (أحلى) منها في حياته رغم أن حياته هذه- آنذاك- لا يُعتد بـ(طولها)..
* ثم كان يطلق عليها اسم (منقة كسلا) إعجاباً بأغنية شعبية من أغاني برنامج (ربوع السودان) الإذاعي يقول مطلعها:
منقة كسلا حلوة وصافي لونا…
تومتي بريدا غرب القاش سكونا…
* وحين ازدادت حالة زميلنا هذا سوءاً- جراء دموع أشبه بـ(الطرفة البكاية)- قررنا أن نذهب إلى كسلا في عطلة من عطلات نهاية الاسبوع كيما نضرب عصفورين بحجر..
* أن يزور (البكَّاي)- حسبما ما سميناه- (منقته) عسى أن يجف دمعه أو يخف كثيراً..
* وأن نزور نحن (عيناً) لا يكاد يجف (دمعها) هي توتيل..
* وما أن توقفت العربة بنا في (قلب) سوق كسلا- نهار يوم جمعة- حتى أوشك أن (يتوقف قلب) صاحبنا بعد أن تنسم (الدُعاش) الكسلاوي ذاته الذي تتنسمه فتاته بعد أن كفكفت السحب (دموعها) في تلكم اللحظات..
* وما حدث- من بعد ذلك- أشرنا إليه في كلمتنا تلك بعنوان (منقة كسلا) ولكن (الجديد) هو ما أفادنا به (بطل الحكاية) نفسه هاتفياً قبل يومين..
* فقد قال الذي يشغل منصباً (حساساً) الآن إن زيارة قام بها لكسلا جعلت دمعه ينهمر كما في سابق العهد وإن كان السبب- هذه المرة- غير ذي صلة بما مضى..
* قال إنه أبصر في زقاق من أزقة الحي (العتيق) شبحاً يتخبط يمنة ويسرة ليتشكل أمامه (حطام إمرأة) حين صار على بعد خطوة منه..
* وعندما تمعن في وجه الشبح هذا فوجيء صاحبنا بأنه ذو ملامح تبدو (مألوفة) لديه..
* بل هي مألوفة إلى حدٍّ جعل قلبه يستعيد ذكرى ضربات له بسوق كسلا قبل سنوات عديدة خلت كادت أن تتسبب في (توقفه عن الخفقان)..
* ونظرت في عينيه عميقاً- المرأة الشبح- ثم غمغمت بكلام لم يفهمه وهي تواصل مشيها (المتخبط) إلى أن ولجت زقاقاً آخر..
* وختم حديثه متسائلاً من كنا نلقبه بالبكَّاي هذا: (هل يمكن للزمن أن يفعل في من كانت يوماً «أحلى» واحدة في الدنيا فعلاً مثل هذا؟!)..
* فقد بدا شاحباً لونها من كانت- في زمن مضى- (حلوة وصافي لونها)..
* هكذا همس ثم…………(بكى)!!!!!

آخر لحظة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا ود عووضة كان الذاكرة ما خانتنى منقة كسلا دى سيدة معروفة من اسرة كبيرة هناك وناس كتار من كسلا بيعرفوها .انشالله مقالك دا ما يزعلا……………..

  2. يشهد الله حيرتنا معك في آخر لحظة يا ود عووضة !!! بعيدآ عن السياسة ..
    انظر هداك الله .. انتقام انثي .. فحطام امرأة بكسلا .. وجمل مروح .. ثم بطة عرجاء .. في غفلة مجموعة من الهلافيت ……..

  3. وماعرف السبب الوصلا للجنون شنو؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  4. ما بلاش يا عووضة من هذه الحكاوي التراجيدية ، الناس أساساً في حالة بكاء و حزن من فعايل النظام الذي بدلاً من تصدير منقة كسلا صار يصدر بنات السودان إلى دول الخليج

  5. لعلك مش مخنوق يا ود عووضة في اخر لحظة !!! اذ تهت بنا فى منقة كسلا وانتقام امرأة مع عذاب اهل الراحات و تار جمل المروح وقدلة البطة .. بس بقت علي الرقيص !!! ولا عزاء للهلافيت ..
    وخوفي ان لاعلاقة لذلك بعدم انبساط ( الحاج ) مني ..

  6. وكما ضاعت كسلا المدينة الجميلة الحالمة وغيدها الحسان كدلك ضاعت محبوبتكم وتحولن الى شبح فى شبح المدينة حليل الزمن الجميل يا ود عيوضة زمن اسحق وهلاوى وكجراى وتوفيق صالح جبريل وعمر الشاعر وابراهيم حسين واولاد عروة وعمر محقر والقائمة تطول الان غيرو النسيج الاجتماعى واتو بالمخربين ليعوسو فيها فسادا لك اللة يا وطنى

  7. ترويحة الجمعة .. لك التحية استاذنا عووضة لقد خرجت بنا من الدوام اليومى .. السياسة وبلاويها

  8. رائع يا عووضة.

    لكن رفيق صباك دا ياعووضة قال الذي جعل دمعه ينهمر في المرة الأخيرة وبعد كل هذه السنين غير ذي صلة بالذي مضى. يا عووضة قول لي صاحبك دا ليه علاقة بالذي مضى وألف علاقة ياخاين.. ياخاين لاحول الله ولاقوة إلا بالله.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..