مقالات وآراء
حراك واثق ، وشعب منتصر ، وتسووييون شرذمتهم التسوية !!!

أحمد عثمان عمر
التاسع عشر من ديسمبر ٢٠٢٢م في الذكرى الرابعة لثورة ديسمبر المجيدة ، حتى الان ما تم رصده في الشارع ، الخرطوم وبورتسودان وسنار ونيالا وبربر ومدني وكوستي وعطبرة وكسلا والقضارف والفاشر وكادقلي ، وبقية العقد الفريد ممن وقعوا في دفتر حضور الثورة ، وأمنوا على خيبة التسوويين وسماسرة ومسوقي الإتفاقات مع المجرمين من جنرالات الإنقاذ ولجنتها الامنية .قالت الشوارع مجددا لا للتفاوض والتسوية والمساومة مع قتلة الثوار ، ولا للتفريط في دماء شهداء الشعب العظام ، ولا للافلات من العقاب والسماح لجنرالات الانقاذ بتحديد مستقبل السودان السياسي ، عبر شراكة دم جديدة مع (قحت). فبالرغم من اغلاق الكباري في العاصمة القومية ، والقمع غير المسبوق والمتصاعد من قبل العصابة الحاكمة الذي لم يهدأ في ظل الإتفاق الإطاري المزعوم ، فرضت جماهير شعبنا ارادتها في المركز واقلقت سلطة المجرمين وادواتها للجريمة المنظمة المتنكرة في زي القوات النظامية ، كما هزمتها الجماهير بمجرد توقيعها الحضور في دفتر الثورة في المدن المذكورة جميعها.
والناظر لهذا الحراك العظيم ، يفهم ما يحدث في معسكر التسوية . فحتى هذه اللحظة هذا المعسكر يعاني من شلل وعدم قدرة على التقدم في اتجاه الإتفاق التفصيلي النهائي ، الذي من الراجح ان تفشل قوى التسوية في ابرامه او على الأقل في الوصول إليه موحدة . فزعيم العصابة الحاكمة في مخاطبته للقوات في المعاقيل ، انكر ان تكون هناك تسوية لتسليم السلطة للمدنيين ، وعزز ماظل يردده من ان القوات المسلحة لن تخضع الا لحكومة منتخبة ، وهو ما يتفق مع الإتفاق الإطاري الذي جعل هذه القوات خاضعة لحكومة ديمقراطية ، على عكس أكاذيب (قحت) التي تزعم بأن الإتفاق اسس لمدنية الدولة . وهو أيضاً يؤكد جوهر التسوية القائمة على انفراد العصابة بالاجهزة العسكرية والامنية والنظامية ، واخراجها من سلطة الحكومة المدنية الواجهة ، مع تأكيد سلطة الجنرالات التي تسود مع حلفائها من حركات محاصصة جوبا على سلطة رئيس الوزراء الذي سيعين بالتشاور معهم و بموافقتهم ، عبر السيطرة على مجلس الامن والدفاع المبتدع الحاكم الفعلي وصاحب السلطة الفعلية.
موقف العصابة وقيادتها الواضح المتمثل في عدم تسليم السلطة للمدنيين ، يضع التسويين في (قحت) في ورطة ، ويمنعهم من النجاح في تسويق اضاليلهم جماهيريا ويضعهم بين مطرقة الشارع الثائر وسندان المجتمع الدولي الذي بذلوا له الوعود بتمرير تسوية الدم الجديدة وقسمة الشارع وتشتيت شمل المقاومة. لهذا بدأ هذا التجمع الهش في التصدع ، فها هو حزب البعث يخرج علنا من تحالف (قحت) و يقرر الرجوع إلى الشارع برغم عدم تقديمه لنقد صريح لدوره في تسوية الدم السابقة ، وهاهي الأخبار ترشح حول رغبة واسعة في الحركة الشعبية شمال جناح عراب تسوية الدم الجديدة في الانسحاب من اتفاقها الاطاري ، والأخبار تترى عن الصراع الواضح داخل حزب الأمة القومي بين تيار التسوية المعزول في القيادة وقواعد الحزب ، والتململ في حزب المؤتمر السوداني لاتخطؤه عين المراقب الحصيف ، بالرغم من استماتة قيادته في تسويق الإتفاق الإطاري الذي ولد ميتا وهو الآن “جنازة بحر” تحتاج لمن يسترها بالدفن ، وجماهير شعبنا قادرة على قبرها بكل تأكيد.
فالحراك المجيد الذي اكد في ذكراه الرابعة أنه اقوى ، تمكن من اسقاط قيادة الإنقاذ واجبر جنرالاتها على القيام بإنقلاب قصر وخلع زعيمهم البشير وحل تنظيمهم السياسي وإدعاء انحيازهم كذبا للشارع، واجبرهم على عدم الإنفراد بالسلطة والاحتيال عبر شراكة الدم الاولى مع التسوويين في (قحت) ، كذلك اخافهم حتى الموت فاندفعوا لارتكاب جريمة العصر بفض الاعتصام فاصبحوا مطلوبين للعدالة ، وحشرهم في الزاوية فاضطروا للقيام بانقلاب ثان ضد شراكة الدم التي افشلها الثوار ، ومنعهم من تكوين حكومة بعد انقلابهم الفاشل وعزلهم واسقط جميع مخططاتهم ، واوشك على اسقاط سلطتهم التي تحاول (قحت) الآن اعطائها قبلة الحياة . وهو يفشل الآن اتفاقهم الاطاري وتسويتهم المجزأة ، ويمنعهم من التقدم نحو الإتفاق التفصيلي النهائي الذي ربما تجاوزوه لتوقيع دستور انتقالي ، يكرس سلطة المجرمين ويعفي التسوويين من الفشل في تسويق اتفاق تفصيلي يفضح طبيعة التسوية التي تساوي انتحارا سياسيا كامل الدسم.
فهل هناك انتصار أكثر من ذلك للحراك الجماهيري ؟ الانتصار الماثل بالرغم من أنه ليس نهائي ، يتمثل في منع الانقلابيين الذين يمثلون الذراع الضاربة للإنقاذ ودولة التمكين من تحقيق اهدافهم ، ووضعهم في خانة الدفاع لا الهجوم بالرغم من وجودهم في السلطة ، وعزلهم جماهيريا وافشال خطط شركائهم في قسمة الشارع الثائر لتسويق شراكة الدم معهم وتعويمهم ، والتاثير حتى على المجتمع الدولي الداعم لشراكتهم والراغب في تعويمهم ، بمستوى يجعل مجلس الامن مؤخرا غير قادر على تمرير قرار يدعم تسوية ثنائية بين (قحت) والعسكريين المجرمين.
شعبنا قادر وحراكه منتصر ، وهو في الاتجاه الصحيح لتحقيق نصره الكامل باسقاط العصابة الحاكمة وإزالة التمكين ، وبناء دولة انتقاله بشرعية ثورية ، لتؤسس لتحول ديمقراطي مستدام.
كل عام وشعبنا بخير وثورته جذوتها باقية وحراكه منتصر.
وقوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!!! .




يادكتور أحمد
أمل ان تكون الصورة اصبحت أكثر وضوحا لك
العملية السياسية متقدمة الى الامام بعد فصلها من مكبلاتها الايدلوجية وعزل اليسار والقوميين العرب
التظاهر الحاصل الان ليس ضد التسوية ولكن داعم كبير لها للضغط على المكون العسكرى بالانسحاب من العملية السياسية