سودانيون في أمريكا (54): الجمهوريون (2)

واشنطن، محمد علي صالح
هذه هي الحلقة الثانية عن الجمهوريين (أنصار محمود محمد طه) في أمريكا. وأكرر بأني اريد تحاشى الكتابة عن الأديان والعقائد، لأنها مواضيع معقدة. وأفضل الكتابة عن شخص معين، كتب رايا معينا، في موضوع ديني معين.
اختلف معه، أو اتفق معه.
في الحلقة الأولى عن الجمهوريين، اختلفت مع الأخ المحترم عبد الله النعيم، البروفسير المرموق في جامعة ايمورى (ولاية جورجيا)، ومؤلف كتب كثيرة عن الدين، وناشط في مجال حقوق الإنسان.
كانت المناسبة مقابلة معه، في الشهر الماضي، في الانترنت (زوم)، أجرتها مجموعة “دعم الثورة السودانية في ديلمارفا، في ولاية ماريلاند”.
في الحلقة الأولى، اشرت الى الكتاب الذي كان أصدره النعيم في أمريكا، قبل 12 سنة، باللغة الإنجليزية: “الإسلام والدولة العلمانية” وانا قدمت عرضا للكتاب، في ذلك الوقت، في صحيفة “الشرق الأوسط.” ونشرت مع العرض نقاط اختلافي معه.
هو دعا الى فصل الدين عن الدولة. وانا كتبت بأن القرآن لا يفصل الدين عن الدولة.
وها نحن، بعد 12 سنة تقريبا، هو يكرر فصل الدين عن الدولة (حياد الدولة)، وانا اكرر ان القرآن لا يفصل نفسه عن الدولة.
وأكرر هنا بأن القرآن لا يفصل نفسه عن أي شيء: الدنيا والآخرة. الحياة والموت. السياسة، والاقتصاد، والاجتماع، والعائلة، والفنون، والآداب. حتى الجنس، يدخل القرآن غرفة الزوجية، ويأمر الزوج ألا يمارس الشذوذ مع زوجته.
النعيم، في مقابلة الشهر الماضي، كرر النقاط الآتية:
1. “إقامة دولة اسلامية وهم باطل لا أساس له على الإطلاق. والمشكلة ليست ان الدولة الاسلامية فشلت في السودان، بل ان فكرة الدولة الاسلامية في حد ذاتها لا يمكن ان تنجح في اي مكان.”
2. الشريعة الإسلامية لا يمكن ان تطبق بواسطة الدولة التي تدعي انها إسلامية. “سيسبب ذلك إفساد تطبيق الشريعة، وإفساد المجتمع.”
3. “أناقش هذا الموضوع كمسلم. وأرجو ان أكون مسلماً في كل جوانب حياتي. لهذا، عندما أعارض مشروع الدولة الإسلامية، افعل ذلك من منظور إسلامي.”
4. “أنا أدعو للفصل المؤسسي الصارم بين الدين والدولة. فلا يمكن، ولا يجوز، للدولة ان تتخذ اي موقف ديني باختلاف الأديان، وليس الإسلام وحده.”
أثناء المقابلة، فوجئت بتدخل، واعتراض، دكتور عمر القراى، من قادة الحزب الجمهوري،
وعرفت، لأول مرة، ان النعيم لا يمثل كل الفكر الجمهوري.
(كان القراى مسئولا عن المناهج في حكومة عبد الله حمدوك بعد ثورة ديسمبر. واشتهر بنشر كتاب للتلاميذ الصغار، على غلافه صورة الرسام الإيطالي مايكل انجلو، التي رسم فيها الله، ورسم آدم عاريا، يظهر عضوه التناسلي).
اثناء المقبلة مع النعيم، تدخل القراى، واختلف معه. وانتقد “الدولة العلمانية” و”الدولة المحايدة”. واقترح “الدولة الإنسانية”. ووصفها بأنها “دولة قائمة على مستوى علمي تتلاقى فيه الأديان، والأفكار الانسانية.”
=======
هكذا، اختلف مع هذين الجمهوريين المحترمين، مثلما اختلفت في الماضي مع شيوعيين، وعلمانيين سودانيين محترمين في أمريكا.
حقيقة، بعد 48 سنة في امريكا، هذه اول مرة اكتب فيها عن الدين، وعن كتابات سودانيين في أمريكا عنه.
كتبت عشرات الحلقات عن سودانيين في أمريكا تفوقوا في مجالات تخصصهم. وعشرات الحلقات عن نقاشاتهم عن فصل جنوب السودان. وعشرات الحلقات عن السودان في الإعلام الأمريكي. وعشرات الحلقات عن كتاباتي في الصحف الامريكية. وعشرات الحلقات عن ذكريات السودان. وكتبت عن حياتي في أمريكا، وزوجتي، وابننا، وبنتينا.
وكتبت ربما 200 حلقة عن وثائق أمريكية عن السودان (من قبل الاستقلال حتى سنة 1979. توقفت دار الوثائق الامريكية عن نشرها. وسأعود اليها متى عادت).
لماذا بدأت اكتب عن السودانيين والدين في امريكا؟
قبل شهور قليلة، بدأت أقرأ كتابات في قروب “يوكانا” (خريجي جامعة الخرطوم في أمريكا الشمالية) عن الإسلام والمسلمين. واستغربت بسبب ما كتبوا عن القرآن، كلام الله:
(حذفت الأسماء)
1. كتب شيوعي بأن القرآن يفصل الدين عن الدولة، ولكن الإنجيل والتوراة لا يفصلانه.
2. كتب علماني بأن الأمريكيين يفصلون الدين عن الدولة. ويجب ان يحدث ذلك في السودان أيضا.
3. كتب مسيحي بأن القرآن لا يفصل الدين عن الدولة، ولكن الإنجيل يفصله. وتجرأ، ودعا المسلمين لاعتناق المسيحية.
أقدم اعذارا لهؤلاء، وأمثالهم. كثير منهم قاسوا من ظلم حكم الإسلاميين في السودان. وهربوا، وجاءوا الى أمريكا، قلعة الحرية.
لكنهم ارتكبوا خطأين كبيرين:
1. خلطوا بين الإسلام والإسلاميين. وقبلوا تفسير الإسلاميين للقرآن. وأيضا، قبلوا تفسيرات القرآن التي كتبها مفسرون قبل مئات السنين. كان يجب عليهم قراءة القرآن بأنفسهم، وفهمه بأنفسهم. (نعم كلمات القرآن صعبة، لكن روحها تعلوا على كلمات أي كتاب آخر).
2. استعملوا الطريقة الغربية في نقد الأديان. وهي طريقة ورثها الغربيون من نقد الإنجيل والتوراة. لكن، القرآن كلام الله، ولم يكتبه الناس (مثل الانجيل، والتوراة، وكتاب بوذا، وكتب الهندوس). أيضا، هذه طريقة غير إسلامية. لا ينتقد المسلم القرآن. نعم، يدرس غير المسلم القرآن ليعرفه. لكنه، ما دام لا يؤمن بأنه كلام الله، كيف يقتنع به؟
هكذا، ظهرت في كتابات المسلمين الغربيين (مثل سودانيين في أمريكا) كتب مثل: “العلمانية في القرآن” و “الديمقراطية في القرآن” و “حقوق الإنسان في القرآن” و “حقوق المرأة في القرآن.”
وقبل ذلك، خلال سنوات القومية العربية، ظهرت كتب مثل: “الاشتراكية في القرآن” و”الوحدة العربية في القرآن.” حتى “الناصرية في القرآن.”
لكن، لا توجد في القرآن كلمات “العلمانية” و “الديمقراطية” و ” الاشتراكية” و “حقوق الانسان” و “حقوق المرأة” و “حقوق الأقليات” و “حقوق الشاذين جنسيا.”
توجد في القرآن كلمات “روح الله” و “رحمة الله” و “رعاية الله.”
في القرآن، ينفخ الله من روحه في كل إنسان يخلقه، ومعها رحمته، ورعايته. (نعم، يرعى الله الذين لا يؤمنون به). لكن، لان “الروح من امر ربى”، لا يفهمها الإنسان (ربما هي في العقل اللاواعي. وربما العقل اللاواعي يسمو على العقل الواعي).
في القرآن، لا يظلم الله الناس الذين خلقهم. ويرحم أكثر مما يغضب. ويغفر أكثر مما يعاقب.
في القرآن، يهبط الله الى مستوى الناس، ويحدثهم عن النار والجنة، حتى يفهموه.
في القرآن، يكاد الله يركع أمام الناس الذين خلقهم، ويرجوهم ان يتوبوا، حتى يتوب عليهم. (“وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ … يريد الله ان يخفف عنكم”).
في القرآن، يكاد الله يقول انه لن يعاقب المسيحيين بسبب “التثليث” (“إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم”).
في القرآن، يكاد الله يقول انه، في نهاية المطاف، سيغفر حتى عن الذين لا يؤمنون به.
رحمة الله أوسع مما يعرف كل الناس.
هذه هي “استثنائية القرآن” التي كتبت، وسأكتب، عنها.
يا ليت المسلمين الذين يخاطبون الأمريكيين (مثل الاخوين المحترمين عبد الله النعيم، وعمر القراى) يقولون لهم ذلك، بدلا عن اللهث وراء المفاهيم الامريكية، مثل: “حقوق الانسان” و “الدولة العلمانية” و “الدولة الإنسانية”.
==========
الكاتب عينة نموذجية لبؤس الاسلامويين وتخلفهم المزري … سنوات فى امريكا وهذا المنغلق الطبلة لا يزال حبيس منطق اركان النقاش الطلابية فى الخرطوم … فشل تام عن استيعاب الحياة فى امريكا ناهيك عن المشاركة المنتجة فى فضاءات الحياة الديمقراطية الحرة … فهو مشغول فى اعادة تدوير صراعات السبعينات واجترار هذا الهراء الذي لا طائل منه مجرد طنطة زي كركبة البطن لا يسمعها الا صحابها ومن رماه سؤء الحظ لجواره …
هذا هو نتيجة الفشل التام وعدم المقدرة علي المشاركة والنجاح فى خوض مضمار الحياة السياسة فى امريكا مثلما فعلت الجاليات الصومالية والهندية والباكستانية حتي وصلت الي قمم الكونغرس وعتبات البيت الابيض، وهذا هو النموذج البائس الذي حير الباحثين والمراقبين من الامريكان للشأن السوداني، شريحة من متعلمي الجامعات السودانية تعيد انتاج ومشغولة باجترار تجارب ندوات ام درمان الاسلامية والفرع فى الاسافير و زووم و تحاول بلا جدوي خلق عالم مواز لامبدة كرور فى ضواحي ميريلاند ونيوجيرسي …
الحهل موهبة اما الجهل النشط فهو عاهة و انحطاط غريزي عند البعض ولا علاج او حل له !!
الزول ده من دون الناس أمره يحيّر. أتذكر كتب عن طرشته عبد الرحمن الراشد السعودي الكاتب الراتب في الشرق الأوسط عندما كان يعتصم بلافتة يفتكر انه يدافع عن الاسلام و في الحقيقة كان يعبّر عن جهله. أتركه و أترك أمره و أنساه الى أن يتحلل كجثة بحر و تزروه الريح. كلما أقراء له يصيبني باحباط في يسمى المثقف السوداني و هو ليس كذلك عبارة عن صحفي جاء للصحافة من اتجاه الصحافة بقدر هائل من التخلف المر الذي لا يمحاه إلا موت من يحمله.
ما هو النظام السياسي في الدولة الاسلامية بمعني كيف تتكون السلطة التشريعية والتنفيذية هل بالتعيين واذا كان كذلك من له حق التعيين ومن اين اتي بهذا الحق وان كان بالانتخاب فمن الذي يحق له ان ينتخب و ينتخب هل المسلمون فقط (في هذه الحالة فرقت بين المواطنين علي اساس ديني ومن ثم يصبح الغير مسلم مواطن درجة ثانية في وطنه)
وماهي العلاقة بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية ومن يحاسب من ام تكون الحاكمية لله ويحق لرئيس الدولة حق نقض احكام القضاء كما كان يحدث في العهد السابق – طبعا ده مثال بسيط عن الاسئلة التي تتبادر لزهن الانسان عند الحديث عن النظام السياسي<
لذا لابد من ان تتقدم المجموعات التي ما زالت تتحدث عن تطبيق الاسلام في السياسة ان يقدموا فكرة متكاملة عن النظام السياسي الذي يريدون تطبيقه ومناقشته لاقناع غالبية الناس به ومن ثم تطبيقه حال اقتنعت الغالبيه به
اما ان يكون الحديث هلاميا وعاطفيا من غير فكر فستكون نتائجه كارثيه كما حدث طوال الثلاثون عاما الماضية واكاد اجزم ان المشروع الحضاري الذي نادي به الانقاذيون قد فشل لهذا السبب(عدم وجود فكر بل شعارات فشلوا في تطبيقها علي ارض الواقع ومثال لذلك ضم المجلس الوطني مسيحيين ولا دينيين ونساء من المناط بهم التشريع للدولة المسلمة)
لهذا كله ولمساواة جميع المواطنين في الحقوق والواجبات طالبت جماعات عدة بفصل الدين وتكون الحاكمية للشعب < اما ان تنادي بحاكميه الله وتنصب نفسك خليفة الله في الارض واذا تمت معارضتك سياسيا فهذا يعني معارضة الاسلام ومن ثم تلفيق تهمة الردة واعدام من خالفك كما حدث للاستاذ محمود محمد طه – اعتقد هذا السيناريو اصبح غير مقبول والناس من خلال تجربة الثلاثون عاما الماضية قد اتعظت ولن تلدغ مرة اخري
ذكر الكاتب عبارة أعجبتني فقال ، يدرس غير المسلم القرآن ليعرفه. لكنه، ما دام لا يؤمن بأنه كلام الله، كيف يقتنع به؟ هذا هو حال غير المسلم لكن مابال من يظن انه مسلم ينكر ضوء الشمس في وضح النهار.. اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
كدا عاين الفوق ليك ديل والتحتك، فواحد بشبهك؟؟ أمشي لغلغ بعيد مع الجاهلين
أقول للجميع بمن فيهم أستاذي في القانون البروف عبد الله النعيم والذي جزم باستحالة قيام الدولة الإسلامية ويبدو أن في مخيلته شكلاً أو نظاماً وهيكلاً معيناً للدولة الاسلامية المستحيلة عنده مهمته تطبيق الأحكام والحدود الشرعية وأحكام الجزية والذمة. أما دكتور القراي فكان أقرب للوجهة الصحيحة وهي استبعاد التصور الشكلي الوظيفي للدولة الاسلامية ببيت مالها زكاة وجزية إلخ. واتجاهه لتصحيح البروف النعيم بتسمية الدولة بالقيم التي تنطلق منها وهي الإنسانية، ووصفها بأنها “دولة قائمة على مستوى علمي تتلاقى فيه الأديان، والأفكار الإنسانية”أي ما توافق عليه الناس من قيم إنسانية كحقوق الإنسان والمساواة الإنسانية إلخ – فالدولة تعني القيم مثل الحرية والمساواة والعدل والحقوق بالمفهوم المطلق والإسلامي المقيد ولا تعني تنظيما وشكلا محدداً. أما صاحب المقال فطفق يخبط هنا وهناك خبط عشواء بغير هدى. فالأفكار والمسميات التي وجدها في الغرب مثل العلمانية و الديمقراطية و الاشتراكية و حقوق الإنسان و حقوق المرأة و حقوق الأقليات و حقوق الشاذين جنسيا- وقال بأنها كما لا توجد في القرآن لا توجد في التوراة ولا الإنجيل، وهو معذور يتحقق عن الأشياء بأسمائها والمسميات هي مصطلحات عرفية يتعارف عليها الناس ويسمونها وفق مفاهيمهم السائدة وقد تتغير أو تكون لها مرادفات – وكان الأجدر أن ينفذ من وراء هذه المسميات إلى المعاني والقيم التي تجسدها أو تمثلها. أما الحقوق فكلها مشتقات من الحرية وتجسيد لها مضافة للإسم المقترن بها حتى حقوق الشواذ فهي تعني حريتهم في ممارسة شذوذهم. أما العلمانية و الديمقراطية و الاشتراكية”فهي نظم حكم تركز كل منها على جانب سياسي معين كملكية وسائل الإنتاج في الاشتراكية والعلمانية على استبعاد الدين والقيم الدينية واتباع ما يقرره المجتمع بلا قيد ديني، والديمقراطية قد تكون في بلد علماني أو اشتراكي لأنها تقتصر على ممارسة الحقوق السياسية فقط للمواطن وهي تتمثل في المساواة لاغير، إذ أن الأفراد والأغلبية التي يشكلونها من خلال الديمقراطية هي التي تأتي بالقيم التي يريدون تطبيقها سواء كانت دينية أم علمانية. فمع أن هذه المسميات لا توجد بأسمائها بالضرورة في الكتب الدينية ولكن قد توجد معانيها وقيمها فيها. فالديمقراطية المقيدة بالقيم الدينية موجودة في القرآن وهي الشورى، ليس التي في سورة آل عمران (فإذا عزمت) (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) فهذه شورى النبي وحده، فهي شورى غير ملزمة له لأنه يعمل بالوحي في الأمور الدنيوية كما في الأمور الدينية التي ليس فيها شورى وانما تبليغ والتزام، وانما جاءت توجيهاً للنبي الرسول في سياق (لو كنت فظاً غليظ القلب) كنوع من اللين مع أصحابه وذلك بمشاورتهم استئناساً لهم في الأمور الدنيوية خاصة لأن أمور الدين ليس للرسول الاستشارة فيها، وهذا الاستئناس لا يحتم قبول رأيهم، فقد يأتيه وحي بخلافه – أما الشورى الملزمة هي التي تكون بين متساويين وهي التي وردت في سورة الشورى (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38) وهذه شورى المسلمين بعد وفاة النبي الرسول المعصوم وصاحب الوحب حتى انتقاله للرفيق الأعلى وليس من من المسلمين من يخلفه في صفاته المذكورة حيث أصبح جميع المسلمين متساوون حكاماً ومحكومين، لا أحد يمتاز على أحد في الحقوق المدنية والسياسية فوجب اختيار الحكام بالشورى وشورى المتساوين لا تحسم إلا بالأغلبية فليس لآحد عزيمة إذ العزيمة بالوحي ولا أحد يوحى إليه من بعد النبي فوجب إمضاء قرار الأغلبية وهي ما تساوي الديمقراطية – غير أن هذه الديمقراطية “الاسلامية -لأن الغالبية مسلمين” مقيدة بعدم نجاوز حدود الشرع، كما إذا طبقت الأغلبية أحكام دينها فإنه يأمرها بمراعاة حقوق الأقليات من أصحاب الديانات الأخرى والوثنيين – فما يطبق على المسلمين لا يطبق على غيرهم في قانون العقوبات مثلاً لأن الدين الإسلامي ينص على ألا يرجم غير المسلم ولا ردة أصلاً لغير المسلم وتقطع يد غير المسلم ولا رجله ويجلد شارب الخمر غير المسلم وحتى إذا سكر فيجوز سجنه أو تغريمه بدل الجلد أو اعفاؤه مع التعهد – وحتى المسلم نفسه شارب الخمر يجوز ألا يجلد وانما يسجن أو يغرم أو يتعهد بألا يكرر إذا كانت تلك أول مرة له – لماذا لأن شرب الخمر ليس حداً وانما هو تعزير يجوز لولي الأمر أن يحكم بما يراه وفقاً للمصلحة العامة كما فعل الخليفة عمر ولكنه زاد عدد الجلدات، وكان يمكنه الحكم بخلاف الجلد أو انقاصه – والحد لا يزيد ولا ينقص ولايبدل نوع عقوبته.
أما الروح يا كاتب المقال هي من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا وهو أنها الأمر الذي يبعث الحياة في جسد الكائنات الحية جميعها من الكائنات الدقيقة والنبات والحشرات والزواحف والطيور والكافة الحيوانات بما فيها الانسان. فهي بهذا المعنى طاقة حياة فقط في الجسم ليقوم بوظائفه الفطرية كعمل الجوارح نمن نظر وسمع وذوق وشم واحساس الخ ولا علاقة لها بالنفس التي تتحكم بحركات الجسم الإرادية أي بتوجيه هذه الجوارح والحواس. فالذي يوجد في وعي الانسان هي النفس فكل كائن له نفس يعي نفسه حتى بعد موت الجسد بخروج الروح الحياة منه وتبقى النفس ووعيها بذاتها إلى يوم الحساب. أما الروح الأخرى المعروفة في أمين الوحي جبريل.
تصحيحات
ولا تقطع يد غير المسلم ولا رجله ولا يجلد شارب الخمر غير المسلم
أما الروح الأخرى المعروفة فهي أمين الوحي جبريل.
تصحيح
أقول للجميع بمن فيهم أستاذي في القانون البروف عبد الله النعيم والذي جزم باستحالة قيام الدولة الإسلامية ويبدو أن في مخيلته شكلاً أو نظاماً وهيكلاً معيناً للدولة الاسلامية المستحيلة عنده مهمته تطبيق الأحكام والحدود الشرعية وأحكام الجزية والذمة. أما دكتور القراي فكان أقرب للوجهة الصحيحة وهي استبعاد التصور الشكلي الوظيفي للدولة الاسلامية ببيت مالها زكاة وجزية إلخ. واتجاهه لتصحيح البروف النعيم بتسمية الدولة بالقيم التي تنطلق منها وهي الإنسانية، ووصفها بأنها “دولة قائمة على مستوى علمي تتلاقى فيه الأديان، والأفكار الإنسانية”أي ما توافق عليه الناس من قيم إنسانية كحقوق الإنسان والمساواة الإنسانية إلخ – فالدولة تعني القيم مثل الحرية والمساواة والعدل والحقوق بالمفهوم المطلق والإسلامي المقيد ولا تعني تنظيما وشكلا محدداً. أما صاحب المقال فطفق يخبط هنا وهناك خبط عشواء بغير هدى. فالأفكار والمسميات التي وجدها في الغرب مثل العلمانية و الديمقراطية و الاشتراكية و حقوق الإنسان و حقوق المرأة و حقوق الأقليات و حقوق الشاذين جنسيا- وقال بأنها كما لا توجد في القرآن لا توجد في التوراة ولا الإنجيل، وهو معذور يتحقق عن الأشياء بأسمائها والمسميات هي مصطلحات عرفية يتعارف عليها الناس ويسمونها وفق مفاهيمهم السائدة وقد تتغير أو تكون لها مرادفات – وكان الأجدر أن ينفذ من وراء هذه المسميات إلى المعاني والقيم التي تجسدها أو تمثلها. أما الحقوق فكلها مشتقات من الحرية وتجسيد لها مضافة للإسم المقترن بها حتى حقوق الشواذ فهي تعني حريتهم في ممارسة شذوذهم. أما العلمانية و الديمقراطية و الاشتراكية”فهي نظم حكم تركز كل منها على جانب سياسي معين كملكية وسائل الإنتاج في الاشتراكية والعلمانية على استبعاد الدين والقيم الدينية واتباع ما يقرره المجتمع بلا قيد ديني، والديمقراطية قد تكون في بلد علماني أو اشتراكي لأنها تقتصر على ممارسة الحقوق السياسية فقط للمواطن وهي تتمثل في المساواة لاغير، إذ أن الأفراد والأغلبية التي يشكلونها من خلال الديمقراطية هي التي تأتي بالقيم التي يريدون تطبيقها سواء كانت دينية أم علمانية. فمع أن هذه المسميات لا توجد بأسمائها بالضرورة في الكتب الدينية ولكن قد توجد معانيها وقيمها فيها. فالديمقراطية المقيدة بالقيم الدينية موجودة في القرآن وهي الشورى، ليس التي في سورة آل عمران (فإذا عزمت) (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) فهذه شورى النبي وحده، فهي شورى غير ملزمة له لأنه يعمل بالوحي في الأمور الدنيوية كما في الأمور الدينية التي ليس فيها شورى وانما تبليغ والتزام، وانما جاءت توجيهاً للنبي الرسول في سياق (لو كنت فظاً غليظ القلب) كنوع من اللين مع أصحابه وذلك بمشاورتهم استئناساً لهم في الأمور الدنيوية خاصة لأن أمور الدين ليس للرسول الاستشارة فيها، وهذا الاستئناس لا يحتم قبول رأيهم، فقد يأتيه وحي بخلافه – أما الشورى الملزمة هي التي تكون بين متساويين وهي التي وردت في سورة الشورى (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38) وهذه شورى المسلمين بعد وفاة النبي الرسول المعصوم وصاحب الوحي حتى انتقاله للرفيق الأعلى وليس من من المسلمين من يخلفه في صفاته المذكورة حيث أصبح جميع المسلمين متساوون حكاماً ومحكومين، لا أحد يمتاز على أحد في الحقوق المدنية والسياسية فوجب اختيار الحكام بالشورى وشورى المتساوين لا تحسم إلا بالأغلبية فليس لأحد عزيمة إذ العزيمة بالوحي ولا أحد يوحى إليه من بعد النبي فوجب إمضاء قرار الأغلبية وهي ما تساوي الديمقراطية – غير أن هذه الديمقراطية “الاسلامية -لأن الغالبية مسلمين” مقيدة بعدم نجاوز حدود الشرع، كما إذا طبقت الأغلبية أحكام دينها فإنه يأمرها بمراعاة حقوق الأقليات من أصحاب الديانات الأخرى والوثنيين – فما يطبق على المسلمين لا يطبق على غيرهم في قانون العقوبات مثلاً لأن الدين الإسلامي ينص على ألا يرجم غير المسلم ولا ردة أصلاً لغير المسلم ولا تقطع يد غير المسلم ولا رجله ولا يجلد شارب الخمر غير المسلم وحتى إذا سكر فيجوز سجنه أو تغريمه بدل الجلد أو إعفاؤه مع التعهد – وحتى المسلم نفسه شارب الخمر يجوز ألا يجلد وانما يسجن أو يغرم أو يتعهد بألا يكرر إذا كانت تلك أول مرة له – لماذا لأن شرب الخمر ليس حداً وانما هو تعزير يجوز لولي الأمر أن يحكم بما يراه وفقاً للمصلحة العامة كما فعل الخليفة عمر ولكنه زاد عدد الجلدات، وكان يمكنه الحكم بخلاف الجلد أو إنقاصه – والحد لا يزاد ولا ينقص ولا يبدل نوع عقوبته. أما الروح يا كاتب المقال هي من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا والقليل المعلوم أنها الأمر الذي يبعث الحياة في جسد الكائنات الحية جميعها من الكائنات الدقيقة والنبات والحشرات والزواحف والطيور وكافة الحيوانات بما فيها الإنسان. فهي بهذا المعنى طاقة حياة فقط في الجسم ليقوم بوظائفه الفطرية كعمل الجوارح نمن نظر وسمع وذوق وشم وإحساس وشهيق وزفير وخفقان قلب الخ ولكن بالنفس هي التي تتحكم بحركة الجسم الحي الإرادية أي التي تقوم بتوجيه هذه الجوارح والحواس. فالذي يوجد في وعي الإنسان هي النفس فكل كائن له نفس يعي نفسه بها حتى بعد موت الجسد بخروج روح الحياة منه وتبقى النفس ووعيها بذاتها إلى يوم الحساب. أما الروح الأخرى المعروفة فهي أمين الوحي جبريل.