الإشاعة… سلاح الإخوان الأبرز!!

نقوش
لؤي قور
نشط فلول النظام البائد في الفترة الأخيرة، وبشكل ملحوظ، في بث الإشاعات والأكاذيب على منصات التواصل، من قبيل التبشير بحرب أهلية وشيكة، واشتباكات مسلحة تدور في الخفاء، أو تلك المتعلقة بمصير الحل السياسي في السودان.
تستهدف تلك الإشاعات (تخويف) الشعب، وإثنائه عن المضي قدماً في العملية السياسية، على طريق العودة إلى الوضع الانتقالي وإنهاء الانقلاب.
الناظر إلى نشاط الإخوان، قبل وبعد استيلائهم على السلطة في العام (1989)، يستبين وبوضوح مدى اعتماد هذه الجماعة على صناعة الأكاذيب والإشاعات، وبث خطاب الكراهية بين المكونات المجتمعية، بغرض التفرقة بين الناس.
وهو خيار وحيد لكل أقلية تحاول الانفراد بالسلطة، والقوة الجبرية، في مجتمع متعدد الأعراق والثقافات والأديان.
ولما نضب معين الفلول من الأفكار عقب الهزيمة الساحقة، وسقوط نظامهم في ديسمبر المجيد، عمدوا إلى تكرار ذات الأساليب القديمة، في انتظار نجاحها هذه المرة، لسبب مجهول.
ولعل أهم ما ميز تجربة الحركة الإسلامية في حكم السودان هو الاستعلاء على الشعب منذ البداية، والتعامل معه على أنه (رهينة) لمشروع التنظيم، يستهدفونه بالمحاولة القسرية لإعادة الصياغة من جديد، وعلى نسق (الإخوان).
كان الإخوان حينها مدفوعين بغبن شديد، ونقمة كبيرة على الناس. ربما تأثراً بما عبر عنه الراحل الترابي حين قال: “قلنا إن الإسلام – ويقصد الحركة الإسلامية – لا بد أن يتمكن هكذا بنفسه”، في إشارة واضحة لصعوبة وصول الإخوان للسلطة بالطرق السلمية، ولم يكن أمامهم ثمة بديل عن تقويض النظام الدستوري القائم، لتقام دولة (الحركة الإسلامية) على أنقاضه.
ولربما نقم الإخوان حينها على الشعب، أنه جعل من المستحيل وصولهم إلى لسلطة عن طريق صندوق الانتخابات، ليحكموا منفردين.
ولما كان المشروع الإقصائي الإخواني لا يقبل القسمة على اثنين، فقد حول الإخوان الصراع السياسي في السودان إلى حرب (جهادية)، مع كامل الطبقة السياسية السودانية، ولم يروا في استيلائهم على السلطة غير أنها (غزوة) انتصروا فيها، فأُحلت لهم بعدها الدماء والغنائم.
أمر آخر رافق تجربة حكم (الإخوان) الدامية، وهو حرصهم على بث الإشاعات والأراجيف، حرصاً منهم – كأقلية سياسية – على تقسيم الناس، ولو على أسس (عرقية)، تستنهض حمية الصراعات القديمة فيهم، أو لإبقائهم في حالة (اللايقين) بكافة السبل لأطول فترة ممكنة، واستخدموا أجهزة الإعلام الرسمية لبث هذه (الأراجيف)، إبان سنوات حكمهم الأولى، ومن ثم انتقلوا في مرحلة لاحقة، لبثها من خلال وسائط التواصل الاجتماعي.
وفي معظمها أخبار (تافهة) تفتقد المرجع والدليل، وتهدف للإثارة، وإشانة سمعة الفاعلين في العملية السياسية، وترويج الأخبار الكاذبة، وما إليه من أنشطة.
تولى كبر تلك الإشاعات في عهد الديمقراطية الثالثة إعلام الإخوان ممثلاً في صحيفتي (الراية) و(ألوان)، وكان ذلك بغرض إضعاف الحكومة المدنية، تمهيداً للانقلاب.
ومن ثم انتقلوا إلى محاولة إضعاف الأحزاب السياسية السودانية والتقليل من تأثيرها من خلال تخوين قادتها، وإلصاق التهم الجزافية بهم، وكان ذلك بعد استيلائهم على السلطة.
دقوا طبول الحرب الأهلية في الجنوب عن طريق برنامج (في ساحات الفداء) التلفزيوني، بعد أن حولوها – بدورها – إلى حرب (جهادية)، يتمتع المشاركون فيها من قوات التنظيم بمعجزات لم يؤتها حتى الرسل والأنبياء، وكانت كلها أكاذيب انكشف زيفها بمرور السنوات.
ارتبط بث الأكاذيب والإشاعات بـ (الإخوان)، واعترفوا بذلك غير مرة، بل إنهم أقاموا مراكز تحت عنوان (قياس الرأي العام)، وكانت كلها مؤسسات أمنية تستهدف التجسس على الناس.
وفي أواخر سنوات الإنقاذ البائدة، اعتمدت الحركة الإسلامية على بث الإشاعات والأخبار الكاذبة، وحتى الفيديوهات الإباحية، والمعلومات المضللة على وسائط التواصل، وتعامل الناس معها بالتكذيب، ومحاولة الحصول على المعلومة من مصادرها الموثوقة، وعدم الترويج لأي خبر ما لم يتم التحقق من صحته، فخسر الإخوان (معركة الوسائط)، وهم على سدة السلطة ما أدى في نهاية المطاف إلى سقوط نظامهم في الحادي عشر من أبريل.
لكن (الإخوان) لا يزالون يعولون على (الخديعة) سبيلاً للسلطة، حتى بعد أن انكشف كل شيء. والمغزى هنا أنه “لا متعة في مسرح العرائس حينما يكون محرك الدمى ظاهراً للعيان”.
حفظ الله السودان وشعب السودان
الديمقراطي
فعلا ده اسلوب اعلامي كيزاني لكن انتو القحاتة برعتوا فيهو ..كذب و اشاعات يوميا ابتداء من مليارات الدولارات التي اقنعتم البسطاء بوجودها في ماليزيا و هي اكبر من مدخرات البنوك الماليزية و قلتوا كمان تحت مخدة الرئيس و ارقامكم دي خزن بنك السودان ما بتشيلها ..تقول لي اشاعات