“بل بس” و “لازم تقيف” حرب سودانية أخرى

الزين عثمان
حرب السودان تدخل على مائة يوم منذ اشتعالها بالخرطوم و من دخان خرابها , والدمار الذي طال البنية التحتية مع توقف كامل للحياة ومن وسط احياء العاصمة التي اضطر الناس فيها لدفن موتاهم وسط الاحياء السكنية بعد أن عز عليهم الوصول للمدافن ينطلق جدل السؤال . من الذي اطلق الرصاصة الأولى ؟ لكن الجدل الذي يشبه سؤال ايهم أولاً البيضة ام الدجاجة ؟ يبدو دون جدوى وبلا معني في ظل الاثار الكارثية للحرب وتحديداً على المدنيين الذين يريدون استبدال سؤال الماضي باجبة الحاضر وصناعة مستقبل بلا حرب بلسان حال جماعي يرددون ليس من أطلق الطلقة الأولى بل ايقاف الموت وبشكل نهائي ذلك هو المطلوب
سودان ما بعد الخامس عشر من ابريل لا يصطرع فيه الجيش النظامي مع قوات الدعم السريع التي يصفها بالمتمردة ولا تبدو المعركة هنا هي معركة قائد الجيش ونائبه السابق المعركة تجاوزت البرهان وحمدان لتأخذ بعدها الاخر وتصبح معركة من يدعون لاستمرارها وهم يمتطون شعار “بل بس” ويطلق عليهم تندراً من مناؤئيهم “البلابسة” وهم يرفعون الشعار النقيض لاستمرار الحرب تحت وسم وهاشتاق “لازم تقيف” معركة البلابسة ودعاة وقف الحرب مسرحها وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الاعلامية الاجنبية في ظل توقف شبه تأم لوسائل الاعلام السودانية من صحف وتحول المقر الرئيسي لهيئة الاذاعة والتلفزيون لساحة معركة يحاول كل من الطرفين السيطرة عليها .
يربط البعد بين حرب ابريل 2023 وثورة ابريل 2019 حين نجحت جموع الشعب السوداني المعتصمة امام ساحة القيادة العامة في الإطاحة بنظام الرئيس المعزول عمر البشير عبر ثورة شعبية سلمية رفعت شعارات الحرية السلام والعدالة كما انها نجحت في المقابل بالصعود بمن يخوضون الحرب الأن لكراسي المجلس السيادي عبر شراكة “مدنية عسكرية” ضبطتها الوثيقة الدستورية التي تم الانقلاب عليها بواسطة الجنرالين في أكتوبر 2021 عبر ما اصطلح بتسميته اصلاح المسار الثوري يقول احد الشباب الذين شاركوا في ثورة ديسمبر لاسقاط البشير وفي مواكب مقاومة انقلاب البرهان حميدتي “المفارقة ان ذات الشوارع التي شهدت معارك بين المكونات العسكرية مجتمعة والشارع الرافض لانقلابها هي الشوارع التي تشهد الأن مواجهة العسكريين العسكريين وان السر في كل ما يجري هو العمل على قطع الطريق على المسار الثوري ويصف الشاب المعركة المشتعلة الان بين دعاة الحرب والرافضين لها بانه امتداد طبيعي للنزاع بين الثورة ومن اسقطتهم ويحسم هي تمظهر فقط لمعركة الثوار و”الفلول” في إشارة لانصار النظام القديم
حسنا وربما لتاكيد فرضية ان الحرب الراهنة مرتبطة بالمسار الثوري في السودان فأن الرافضون للحرب يربطون بين الدعوة لاستمراريتها وبين انصار النظام القديم بالنسبة لهذا الفريق فانها حرب “الكيزان” وأن مناصريهم في الجيش والدعم السريع هم من أشعل فتيلها كأخر محاولة لاستعادة السلطة مع ربط بين ما يجرى الأن وبين ما جرى في تسريع خطوات الاتفاق الاطارئ باعتباره محاولة جادة لاستعادة الحكم المدني في البلاد يدعمون رؤيتهم تلك بمشاركة بعض منسوبي نظام البشير في الحروب الدائرة الأن وتوظيف نتائجها الختامية لقطع الطريق امام عودة المدنيين للتأثير السياسي وتحديداً قوى الحرية والتغيير الجدير بالذكر هنا ان تحالف قوى الحرية والتغيير سبق وأن اعلن رفضه للحرب واكد على سعيه من اجل ايقافها عبر نشاط واتصالات بالمجتمع الدولي والإقليمي
عبر نشاط اعلامي يقود دعاة “بل بس” معركتهم الاسفيرية يعلنون من خلالها دعمهم للقوات المسلحة في حرب “الكرامة” مطالبين بضرورة حسم المليشيا وفق تعبيرهم عبر القوى المسلحة ودك حصون مناصريها وهم يصفون ما يجرى بأنه انقلاب على الشرعية الدستورية للقوات المسلحة عبر تمرد قائد الدعم السريع وحاضنته السياسية “قحت” بالنسبة لهم فان الدعوة لايقاف الحرب باطل اريد به باطل وان الحياد نفسه محاولة من قوى الحرية والتغيير للالتفاف على دعمها لتمرد الدعم السريع وقائده كما ان اتفاقها الإطاري كان في الاساس وصفة الحرب التي يجب ان تستمر حتي شنق اخر قحاتي بإمعاء أخر متمرد والشعار هو “بل بس”
في الوقت الذي يتفرج فيه السودانيون على المعارك التي تدور في وسطهم بين القوات المسلحة والدعم السريع فأن الكثير منهم يظل محروماً من متابعة معركة وحرب الاسافير بين الفريقين فقط لأن الكثير منهم لا يجد خدمة الانترنت بعد أن تأثرت الاتصالات بالقصف المدفعي وان بعضهم لا يجد حتي قيمة الحصول على الخدمة في بلد الحرب العاجزة حكومتها عن دفع رواتب العاملين لاكثر من اربعة شهور وبسبب ذات الحرب .
مقال فى الصميم ونقول لجماعة البل بس كما ذكر الكاتب على أحمد الحل فى شنق اخر ضابط خاين بامعاء اخر كوز .الله لا كسبهم