خواطر مغترب

لو أنَّ كلَّ عصفورٍ بحاجةٍ إلى تصريحٍ من وزير
الداخليَّهْ..
ليطيرْ..
ولو أنَّ كلَّ سمكةٍ بحاجة إلى تأْشِيرَةِ خروجْ
لتسافرْ..
لانقرضتِ الأسْمَاكُ والعَصَافيرْ…
نزار قباني

لم يترك البعض لنا في الوطن
إلا حرية الانتحار أو الرحيل
فتعلمنا التنفس تحت الماء كالأسماك
وأتقنا الطيران في الفضاء كالعصافير
عبثا ً يفرغون هواء الروح من الأوكسجين
ويقصون أشجار الغابات ..
سنظل نحلق ونبني أعشاش الكلمة الحرة داخل الغيوم
غادة السمان

هل كان يعنينا طه حسين وقرأء التاريخ وتنبأ بأننا المعذبين فى الأرض؟!!
*وهل كان يعنينا التيجاني سعيد في رائعته ارحل وكل الارض منفي؟؟!!
*وهل كان المنفي الاختياري كافي للاشباع رغباتنا في الحياه.؟؟
* أسئلة نخاف من أجابتها خاصة حين تحاصرنا الوحدة والجدران الأربعة
*سافرت من السودان وزداي دعوات والده و والد احبهم حد الاشباع.
*والاخوان والاخوات واصدقاء تلتحفهم البراءة وصدق الضحكة الصفو.
*وطافت بخاطري لحظة الوداع ( قلنا ما ممكن تسافر..
لا لا ما بنقبل نسيبك تمشي للوحدة وتعاني
برضو ما بنقدر نقاوم شوقنا من بعدك ثواني
وما بنغنى وراك كلمة وما بنشوف البهجة تاني
غايتو لو شفقان علينا ما أظنك يوم تسافر
) ودموع الوالده(باقي الدموع الفي عيني ..يا يمه ما بغلن عليك ..ساعة الوداع اجرح عينيك)
ساعتها حزمت حقائبي وقلبي وهربت الي المنفي الاختياري أملا أن اجد ملاذا لأحلامي في الغربه المره بعد ان طردني وطني كحال اي خريج خرج من وطنه بحثا عن المال والعلم.
*وكنت احمل جواز سفر مكتوب عليه(مواطن في مملكة اللامبالاه) وتلقيح ضد (الجدري والحمي الصفرا)
*وفصيله دم تعطي الحب لكل الناس وتقسمه بالتساوي .
*ويحدوني العشم بان احقق احلامي وادرك مقولة علي كرم الله وجهه( الغني في الغربه وطن ..والفقر في الوطن غربه)
*هذا لا يشكل مدخلا للخيبة والكسل الوجداني.
*برغم انني ارهقني الشوق وسنين الغربة والرغبة وحريق الدم في أوردتي المنهكة
*وبرغم شوقي الي الخرطوم وأزمنة فضاءاتى الجميلة و شوارع الخرطوم وأزقة أم درمان الدافئة والصلاه في مساجد الخرطوم..وصوت الماره في شوارع السوق العربي..و ركوب الحافلات .
*لكن في الدواخل بقايا من حبر اسطر به احروفي وابقى دائما فى حالة رحيل ودائما يسكنني الغياب والرحيل..و في النفس بقايا من طموح يستطيع علي الاقل فتح مساحات التفاؤل .
* انا لا انكر انني كنت مشحون بكيمياء الشارع و فيزياء الطموح والرغبه في اشباع طموحي.
*واذكر انني في اول معاينه اصطدمت بمقوله تشكل خطر جارف يهدد مستقبل السودانين بالخارج هي(ان السوداني كسول).
*وهي مقوله منتشره بقوه في سوق العمل الخليجي .
*واعلم بان وراء هذه المقوله اخوتنا المصرين باعتبارنا اننا المنافسين الوحيدين لهم في سوق العمل الخليجي.
*لانهم يعلموا اننا اشتهرنا بالامانه.
*حقيقة استفزتني هذه المقوله..وساعتها قبلت براتب ضعيف في نظر (اي خريج).
*رغم علمي بان السودانين لهم دورهم بارز في تنمية الخليج العربي.
*عسي ولعل اوصل رساله مفادها (ان اكون خير سفير لبلادي) و(وان السودان بخير).و(واننا احسن الشعوب)
دعوه لكل مغترب:
*ضروري جدا ان نكون قادرين علي الاحساس بنبض الوطن ورهافة الانتماء
*وان نكون خير سفراء للسوداننا الحبيب.
وان نعلّم الدنيا بأكملها كيف تعيش علي نبض الانسانيه
* وان لا .. نساوم
بالمباديء والاخلاق السودانيه السمحه
وان نبني سودان جديد .
وان نأسيس لقيم اجتماعية جديدة
منحازة للانسانية .
*وان نعلمهم
دروس في الاخلاص والتفاني والامانه العلميه والامانه .
*وان نعلمهم ادب الاختلاف والحب والتسامح.
*وان نفرض عليهم لهجتنا الجميله والانيقه حتي يغردون بها.
وبرضو
الاطفال يافاطنه بغنو
الافراح لا بد من ترجع!!

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..