مقالات وآراء

الحركات الدارفورية انتهازية مغلفة بالنضال

 

علاءالدين بابكر

رفعت الحركات الدارفورية عقيرتها عالية قبيل تشكيل حكومة الأمر الواقع في بورتسودان، أزبدت وأرعدت وحذّرت بعواقب وخيمة في حالة تحريك وزرائها من حقائبهم أو تخفيض نسبة 25%، وإذا حدث تغييرهم يُعد مخالفة لما يُسمى باتفاق سلام جوبا، الذي مات وشبع موتًا بنص الاتفاقية نفسها، لأن الاتفاق مربوط بفترة زمنية انقضت مع الفترة الانتقالية المؤودة.

متوقع من الحركات الدارفورية أن يغيروا مواقفهم ويسبّوا القوات المسلحة ويطرحوا خطاب المظلومية القديم من جديد في حالة تحريكهم من المناصب.

كذلك الجيش جاهز لتغيير خطابه وموقفه بإعادة القوالب القديمة والجاهزة (متمردين تشاديين، مرتزقة).
الطرفان بدأوا في استخدام وسائلهم الصدئة؛ الحركات صعّدت من وتيرة خطاب الكراهية، اللايفاتية ما قصّروا، سمّموا الفضاء العام، والجيش حرّك أذرعه “بنات الاستخبارات” بالحديث عن فساد الحركات في السلطة بمعزل عن باقي الحكومة، كأنما الحكومة مشكلة من الحركات لوحدهم.

كذلك، المتابع لرغبة الحركات الجامحة في السلطة يعتقد أن اتفاق جوبا، الذي أزكموا أنوفنا به، ليس فيه غير بروتوكول السلطة، وفي الواقع وردت فيه ثمانية بروتوكولات بجانب السلطة، وهي: بروتوكولات الثروة، العدالة والمساءلة والمصالحة والتعويضات وجبر الضرر، النازحون واللاجئون، تنمية قطاع الرحّل والرعاة، الأرض والحواكير، والترتيبات الأمنية. كلها بروتوكولات وردت في الاتفاق، لكن لا يأتوا بسيرتها نهائيًا، فقط الاهتمام بالسلطة، وإذا تم تحريكهم سيتحدثون عن قضايا النازحين واللاجئين، وهذا يوضح طبيعة هذه القوى وانتهازية مواقفها.

هذه القوى في سبيل مصالحها ساندت الانقلاب ورفضت أن يُسمى الانقلاب بالانقلاب، قالت هذه إجراءات تصحيحية، فضلًا عن مشاركة النظام المباد عبر ما يُسمى باتفاق أبوجا واتفاقات أخرى.

اليوم بدأوا يتحدثون -وفي وقاحة يُحسدون عليها- أن هناك عدم التزام بالمواثيق والعهود. ذات المجموعة وقفت مع من انقلب على الوثيقة الدستورية وأبعدوا وزراء الحرية والتغيير، حينها ما جابوا سيرة مواثيق، المواثيق شماعة يرفعونها عند الحاجة.

عندما هدّدهم ياسر العطا وقال: “ما في حاجة اسمها حياد، وأنتم أعضاء مجلس سيادة، وزراء اتحاديين، وحكام أقاليم، يا تحاربوا معانا أو الباب يفوت جمل”؛ انحنى قادة الحركات الدارفورية لوقاحة العطا وتهديده، وطوالي أعلنوا مساندة العطا وكيزانه في الحرب، حفاظًا على الكراسي. وإذا غيّروهم، عادي ممكن يقلبوا ويحاربوا مع الطرف التاني.

هذه القوى بلعت مبادئها وقاتلت مع من قاتلته عشرين عامًا، بنفس خطاب السلطة، وساعدوا على تصريف خطاب الكراهية الذي أنتجته السلطة ضد كل من يخالفهم في الرأي والموقف.

بالمقابل، ما في شرعية لسلطة بورتسودان حتى تساوم الحركات بهذه الطريقة الفجّة. السلطة فقدت شرعيتها منذ انقلاب 21 أكتوبر، الذي قاداه طرفا الحرب الحاليان، واختطفوا السودان ودمّروه منذ تلك اللحظة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..