فساد حتى في شراء آليات الموت..!َ

مرتضى الغالي
الانقلاب المشؤوم والحرب اللعينة أوجدا (بيئة مثالية) لممارسة الفساد..! وأفظع أنواعه ما ظهر في تقارير علنية تحدثت بالأرقام والوقائع عن صفقات سلاح قامت بها سلطة الانقلاب في بورتسودان..!
كشفت هذه التقارير الموثقة عن (فساد مريع) في صفقة سلاح (ممهورة بالتوقيعات الرسمية) من سلطة الانقلاب بقيمة 12 مليون دولار بلغت فيها (الكوميشنات) رقماً أكبر من قيمة الصفقة نفسها..!
سلكة بورتسودان الانقلابية تواصل الفساد على ذات الصورة والوتيرة التي وضع أساسها نظام الإنقاذ الفاسد ومارسها علىلا مدى ثلاثين عاماً ولا غرابة .. فالحال هو الحال والشخوص هم الشخوص .. والكيزان هم الذين يديرون الحرب الآن .. ويديرون (زمبلك) روبوت البرهان..!
العمولة أكبر من قيمة الصفقة..!
جاء في كتاب “البداية والنهاية لإبن كثير” أن رجلاً سأل معاوية بن أبي سفيان أن يساعده في بناء داره فقال له معاوية: وأين دارك؟ قال الرجل بالبصرة..قال معاوية وكم اتساعها؟ قال: فرسخان في فرسخين .. قال له معاوية : لا تقل داري بالبصرة ولكن قل البصرة في داري..!!
العمولة أكبر من قيمة الصفقة..!
لقد بلغت فروقات الأسعار والنقل الجوّي وحدها 10 مليون دولار تمثل (80%) من المبلغ الكلي للصفقة .. وذهب هذا المبلغ للسماسرة وشبكة الفساد..وخالفت أسعار الصفقة أسعار السوق بفروق فلكية..! وظهر فجأة توقيع شركة باكستانية مجهولة .. رغم أن عقد الشراء تم إبرامه مباشرة مع الشركة المورَّدة..!
وإذا كانت فروق الشحن والنقل والعمولات تساوي أكثر من ثلاثة أرباع حجم الصفقة .. يا ترى كم دخل الجيوب من مجمل الصفقات خلال سنوات الحرب..!
من هنا نفهم سر الحرص على مواصلة الحرب..؟!
هل يستطيع رئيس وزراء البرهان طلب ملف هذه الصفقة وهو منشور ومرفق بالخطابات المتبادلة (بالانجليزي يا مُرسي) بين وزير دفاع البرهان والمحلقيَن العسكريين في إيران وباكستان..؟!
خاصة وان رئيس وزراء الانقلاب تحدث عن (مكافحة الفساد وعن الشفافية) .. التي نخشى أن تكون مثل شفافية كتابة السيرة الذاتية أو مثل “شفافية عبدالحي يوسف” الذي كان يصرخ بضرورة التصدّق في العشر الأواخر..ثم لهف في أيام الإنقاذ الأخيرة (5 مليون دولار) وطار بها إلى اسطنبول. الله لا كسّبكم..!