الشريف بدر والمتعافي والإسلاميون الطفيليون،،وهــــذه "أُمُ " جرائمكم في الجزيرة..!ا

صديق عبد الهادي

إن الإعتراف الذي تمَّ تثبيته في مضابط محكمة الطعون الادارية العليا، والذي ادلى به الشريف عمر بدر رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة والذي تضمن تأكيده بأن القرار المتعلق بتوفيق اوضاع ملاك الاراضي في مشروع الجزيرة إنما هو صادر من مجلس إدارة المشروع، ولا من اي جهة سواه، وكذلك التصريح "المدهش" الذي ادلى به د. المتعافي وزير الزراعة الإتحادي، والقائل فيه بأن لا علاقة لوزارته بقضية الارض وملاكها في مشروع الجزيرة، هذان الحدثان وضعا ليست قضية الأراضي وحسب، وإنما مجمل قضايا مشروع الجزيرة والمناقل على جادة الطريق الصحيح. الكل مقتنعون، حد اليقين، بأن ذلك سيحدث، وذلك بالقطع ليس رجماً بالغيب وإنما بفضل إنعام النظر في حقيقة الصراع الذي يدور على ارض المشروع. فأهل الجزيرة يلازمهم الحق ويقفون على ارضه الصلبة، وبينما ممثلو رأس المال الطفيلي الاسلامي (رطاس) على الجانب الآخر يتلفحون بالباطل ويتكئوون على حوائطه المائلة. ما حدث هو، ومما لاريب فيه، اول الغيث بعد سنواتٍ طويلة ماحلة!!!.
إنه، وبقدرما ينبلج الحق من وسط العتمة فإن أرض الباطل تميد، وبقدرما يشقُّ الحال ويستطيل الظلم، او هكذا يبدوان، فإن الناس لن يعدموا منْ يستصرخ ولو بعضاً من الحق حتى لو اطبق الحصار وعلا الباطل وسدّ الأفق. ففي موضوع مشروع الجزيرة كان ذلك هو الحال، إذ ومن بين ثنايا الظلام والتعتيم ووأد الحقيقة وتبني حملات التجهيل المنظم أطل علينا ، وحتف انف سلطة الإنقاذ ورأسماليتها الطفيلية الاسلامية (رطاس)، تقرير "مشروع الجزيرة: الحالة الراهنة وكيفية الاصلاح"!!!.
إن الحقائق الخاصة بالتعدي على المشروع والتي اوردها التقرير في تجرد كامل تمثل اساساً مادياً لجرائم يحاسب عليها القانون. وهو تعدي اطرافه متمثلة في سلطة الانقاذ بوزاراتها المعنية من زراعة ومالية وغيرها، ومجلس إدارة مشروع الجزيرة، ومن ثمّ إتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل. سنعرض لتلك الجرائم بالتفصيل وتباعاً.
"أُمُّ" الجرائم/
(*) جريمة نزع الأرض وتشريد المزارعين والعاملين بالمشروع/
واحدٌ من اوجه عظمته، ان مشروع الجزيرة يمثل شكلاً متقدماً من اشكال تنظيم علاقة الانسان بالارض، حيث انه، وعلى ضوء ذلك، اُعتبر واحداً من التجارب الانسانية المتفردة ليس على المستوى الوطني وانما على مستوى العالم. وحول صون تلك العلاقة كان الصراع التاريخي مستمراً لما يقارب القرن، وهو عمر المشروع تقريباً منذ تأسيسه. فبينما كانت القوى الخيِّرة تعمل وبإستمرار على تطوير تلك العلاقة ودفعها في وجهة ان يتم توظيف كل الموارد وليس الارض فقط في خدمة الانسان على مستوى المنطقة وعلى مستوى الوطن، ظلت قوى الشر والتي عادةً ما تنمو وتفرِّخُ في اوكار الانظمة القمعية تعمل وبعزم على مصادرة المشروع ومن ثمّ توظيف موارده في صالح فئة رأسمالية قليلة. وقد كانت اسوأ قوى للشر تلك التي نمت في وكر نظام الانقاذ الحالي، ألا وهي الراسمالية الطفيلية الاسلامية (رطاس)!!!. لم تتعامل اي قوى في تاريخ المشروع مع مؤسسات الراسمال العالمية التي سعت وراء إعادة تشكيل علاقة الانسان بالارض في مشروع الجزيرة بذلك القدر من التواطؤ والانكسار الذي تعاملت به الراسمالية الطفيلية الاسلامية مع تلك المؤسسات وعلى راسها البنك الدولي. إنه ومن المعلوم، أن من ركائز سياسة البنك الدولي تحويل ملكية الممتلكات العامة إلى القطاع الخاص. وهي سياسة تلتقي وتطلع الراسمالية الطفيلية الاسلامية (رطاس)!!!. فلذلك لم تتوان طلائع الراسمالية الطفيلية الاسلامية ممثلة في الشريف بدر والمتعافي في تنفيذ كل الجرائم في حق مشروع الجزيرة، والتي تدرجت في مراقيها إلى ان وصلت سقفها الاعلى في تهديد حياة الناس في المشروع عملياً، ولتكون بحق "أُمّ" الجرائم!!!.
إن منطقة الجزيرة هي واحدة من بين المناطق القليلة جداً في السودان ، وذلك بفضل المشروع، التي يمكن الحديث عنها بعلمية. وبذلك نعني انه حين الحديث عن الانسان في الجزيرة يمكن تناول التركيبة السكانية بدقة قد لا تتوفر في حال مناطق غيرها. وذلك بالقطع مما يساعد على كشف البعد الحقيقي لحجم الجريمة التي ارتكبها ويرتكبها الشريف بدر والمتعافي والطفيليون الاسلاميون في حق سكان الجزيرة.
يشير تقرير لجنة بروفسور عبدالله عبد السلام إلي ان توزيع القوى العاملة في مشروع الجزيرة كالآتي/
"- 116,000 مزارع،
– 2,805 موظف،
– 10,085 عامل،
– 10,500 عمال مؤقتين،
– 50,000 عمال لقيط،
– 70,000 عمال زراعيين،
– 13,500 عمال محالج،
جملة العمالة 272,890 عامل
أما وقد زاد عدد المزارعين إلى 130,000 أي بزيادة 14,000 مزارعاً فإن جملة العمالة ربما تصل إلى اكثر من 300,000 عاملاً داخل المشروع". (التقرير ص 24-25).
ومن زاوية اخرى يشير د. سلمان محمد احمد سلمان، الخبير القانوني في البنك الدولي، إلى ان تعداد المزارعين واسرهم يصل إلى مليون نسمة، وان عدد العمال الموسميين مع اسرهم يصل هو الآخر إلى اكثر من مليون نسمة، وانهم، اي العمال الموسميين، وكما المح هو، يعيشون في ظل اوضاع سيئة داخل "الكنابي". ويشير كذلك إلى انه "يقع ثلث ولاية الجزيرة تحت إدارة المشروع ويتأثر 80% من سكان الجزيرة والبالغ عددهم 6 مليون بشكل مباشر او غير مباشر بالمشروع". (راجع وقائع ندوته بعنوان"أضواء على مشروع الجزيرة المنشورة في موقع "الاقتصادي السوداني"، وكذلك في التقرير الاستراتيجي السوداني العاشر لمركز الدراسات السودانية والمعروف بـ "حالة الوطن").
ولننظر الآن في حلقة واحدة من حلقات "أُمُّ" الجرائم ولنرى ماذا فعل الشريف بدر والمتعافي بموظفي وعمال المشروع، والبالغ عددهم حسب التقرير 12,890 شخص، أي (2,805 + 10,085). لقد كان هذا العدد 15,000 عامل وموظف في ثمانينات القرن الفائت وبالتحديد قبل تطبيق قانون الحساب الفردي في 1981م، (راجع د. سلمان). إنه وفي سبيل القضاء على القوى العاملة في المشروع إعتمد الشريف بدر والمتعافي على دراسة تمّ التعاقد بشأنها مع احد الشركات التركية المشبوهة والتي اوصت بان مشروع الجزيرة يحتاج ولاجل إدارته لعدد 328 فرداً فقط!!!. (دراسة الشركة التركية منشورة كملحق في كتابنا "مشروع الجزيرة وجريمة قانون 2005م، مطبعة دار صادر، بيروت في لبنان).
ولكل عاقل ان يتخيل بان مشروع قوامه 130 الف مزارع وبمساحة تصل إلى 2,2 مليون فدان مربع وان 80% من عدد سكانه الستة مليون يتأثرون بما يجري فيه، من الممكن إدارته بعدد 328 شخص فقط!!!. هكذا يمكننا ان نفهم لماذا يواجه الوطن الآن، كامل الوطن وليس إقتصاده وحده، كارثة الانهيار الكامل. وقد كانت "لجنة بروفسور عبدالله عبد السلام" محقة تماماً حين قالت،"إن إدارة مشروع كبير مثل مشروع الجزيرة يحتاج إلى قيادة مقتدرة وكادر ذي خبرة وتدريب. وما رشح من معلومات عن الدراسة التركية التي خلصت إلى أن حاجة المشروع للكادر البشري لا تتجاوز 328 فرداً يُعد ضرباً من الترف الذهني الذي يجانب الحقيقة والواقع، بل حتى ابسط المنطق". (التقرير ص 37).
وبالفعل قامت الرأسمالية الطفيلية الاسلامية (رطاس) ممثلة في طلائعها، الشريف بدر والمتعافي، بتصفية القوى العاملة للمشروع في حفل "ماسوني" "طفيلي" بمدينة الحصاحيصا. كان حفلاً اشبه بإحتفاليات "زاد الشهيد"، تلك التي كانت تُنظم في سبيل حربٍ كانت معلومة العواقب للجميع، وبمنْ فيهم أغنياؤها الموعودون.
إن إكمال الحلقات الاخرى من الجريمة الكبرى سيتكفل به التطبيق الكامل لقانون سنة 2005م وذلك من تشريدٍ للمزارعين والعمال الزراعيين، ومن إنتزاعٍ للارض ومصادرة لها، إلا ان الطريق ما زال طويلاً وشاق امام الراسمالية الطفيلية الاسلامية (رطاس) حتى تتمكن، هذا إن طال عمر نظامها، من إلتهام مشروعٍ لأهله هذا التاريخ المجيد والمشهود في سوح العراك. ولا يسعنا في الختام سوى القول بأنه وما على منْ يخالجه، ولو ضنيناً من الشك، إلا أن يعلم بأن الإعتراف الذي ادلى به الشريف بدر امام محكمة الطعون الإداية ما هو إلا اول الغيث!!!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
(*) التقرير المعني هو تقرير لجنة بروفسور عبد الله عبد السلام، والمعروف بـ "مشروع الجزيرة: الحالة الراهنة وكيفية الإصلاح". قدمته اللجنة للحكومة في يوليو 2009م، إلا ان الحكومة تكتمت عليه، وآثرت عدم نشره وذلك لخطورة ما يحتوى عليه من حقائق دامغة بخصوص التعدي والنهب الذي تمّ لممتلكات المزارعين ولاصول المشروع، اي بخصوص الجرائم التي ارتكبت في حق المشروع والتي سنعرض لها تباعاً في هذه الكتابة.
(**) بالتزامن مع جريدتي "الأيام" و"الميدان" في يوم 30 اكتوبر 2011م.

صديق عبد الهادي
[email protected]

تعليق واحد

  1. يا حكومتنا الرشيدة اتركوا مشروع الجزيرة كما كان وادعموا اهله حتى يعود الى
    مجده الاول فقد كان البقرة الحلوب لكل اهل السودان فهو لهم يعني الحياة كلها فلذلك اخشى ان ينفلت اهل الجزيرة فهم في موقع استراتيجي اذا اغلقوا الطرق وحرقوا المحاصيل فستكون كارثة على الجميع محصول القمح سينتهي بقشة كبريت في كل نمرة لايحتاجون الى سلاح ولاتدريب الكل يستطيع ذلك ولايمكن ترحيل كل اهلها ولو رحلتموهم سيكون الانتقام اصعب ياحكومتنا الرشيدة الرجوع الى الحق فضيلة وقمة الشجاعة فقد تراجع سيدنا عمر رضي الله عنه لامرأة وارجوا لكم التوفيق

  2. أخوي صديق عبدالهادي – خيراً ما قلت وهذه الحقيقة التي تتغاضى عنها حكومة الإنقاذ – فلنا أرض نزعت منا لتعويضنا قيمتها وآلآن لنا ست سنوات لا قدرنا نزرعها ولا منحنا تعويضاً نواجه به مصاعب الدنيا أعطو ناسهم من التعويضات وتركو بقية المزارعين يتصارعون الفقر والحاجة وحتى آلآن نطالب بحقنا والمواعيد المزيفة والضحك على الدقون ولماذا تمنح البعض وتترك الباقين أين العدل في ذلك – وبعدين تترك الباقين إلى متى والقيامة خلاص باقي ليها ثلاثة شهور – وحرام عليكم وحرام عليكم يا ناس الإنقاذ الله ينتقم منكم واحد واحد 0

  3. اخى صديق الهادى
    نشد على يدك ونثمن جهودك الكبيره لاحقاق الحق وللاستنهاض بالمشروع الذى شنق من الوريد للوريد ولفضح ماهو باين للاعين وما هو مستور فعلينا ان نقف جميعا يداً واحده من اجل هذا المشروع الذى كان عمود الاقتصاد السودانى من العشرينات من القرن الماضى .
    واننى لا انسى كلمة وزير الزراعة المتعافى بتلفزيون السودان القومى حيث قال : ان انتاج جنوب القضارف فقط يساوى ضعف انتاج مشروع الجزيرة وكذلك المشاريع المروية . واسترجعت الذاكرة لقانون 2005 وربطه بحديث المتعافى :
    اذن الامور مرسومة ومخطط لها لتصفية المشروع وبيعه فى سوق الله اكبر – واننا نناشد كل علماء الجزيرة والسودان كافة الحادبيين على اقتصاد الوطن للتعبير والوقف صفا واحدا من اجل هذا المشروع – ونامل فى تكوين جمعية مشروع الجزيرة ولله الحمد الجزيرة وكافة اهل السودان لان الجزيرة بوتقه انصهرت فيها جميع القبائل والاقاليم زاخرة بالعلماء والمفكريين والاعلامييين والشباب النيريين للدفاع عن هذا المشروع .
    فانها دعوة لكل الحادبيين على مصلحة الوطن واعادة هذه المشروع الى سيرته الاولى – ندعو كافة العلماء بالابحاث الزراعية والوزارات والاقتصاديين فى كافة السودان للكتابه وتوضيح الخلل وما هى المعالجات وكذلك للاعلاميين فى كافة السودان .صفاً واحد من اجل السودان والمشروع – لا للبيع – لا للتصفية – لا لاتحاد مزارعى الجزيرة – نعم للنهضة الزراعية ولمشروع الجزيرة على اسس علمية وعلاقة انتاج واضحه بين المزارع والحكومة والارض –

  4. لك الله يا أرض المحنة وحسبنا الله ونعم الوكيل علي الذين شردوا أهلك واوصلوهم الي اقصي درجات الفقر والفاقه ونتمني أن يتكاتف أبناء الجزيرة جميعا في سبيل الرقي والنههضة بمنطقة الجزيرة وأيا حبذا لو اقيم مؤتمر جامع لجميع المفكرين والخبراء من ابناء الجزيرة الميامين لتولي دفة النهضة بمنطقة الجزيرة بدلا من ابناء الابالسة هؤلاء لانني متاكد بان الجمرة مابتحرق الا الواطيها ولي في هذا الموضوع عودة………..

  5. الاخ\ صديق

    الشكر لك وأنت تكشف المتلاعبين بحقوق اهلنا بالجزيرة… وان الحق لا يضيع ابدا والجور والظلم عمره قصير….. الان علي جميع اهل الجزيرة التكاتف ونبذ التفرقة والحزبية والتعاون من اجل قضيتهم الكبري ولو ادي الامر الي حرق المحصول بالكامل حتي يعرف المتلاعبين الفاسدين انهم لا يمكن لهم تمرير اساليبهم الفاسدة….
    هم يريدون تشريد المزارعين بجعلهم مديونين للبنوك ولهم ومن ثم بيع الحواشات الي اشخاص معينين من ضمنهم الشريف بدر.. وحتي يصبح المشروع ملك لقلة من الطفيليين الانتهازيين….
    يا …اهلنا بالجزيرة عليكم بالوقوف يدا واحدة امام هذا العبث الذي يحصل لامنا الرؤوم الجزيرة…وعلي أن نلرمي كل خلافاتنا الحزبية وراءنا من اجل ارضنا وابناءنا !

  6. مشكور أخي صديق عبد الهادي ووفقك الله وسدد خطاك ونور الله قلمك وان يجعلك سيفاً في وجه الظلم والاستبداد
    هذا المدعوا الشريف حرامي كبير أعرفه منذ ان كان والي ولاية الجزيرة .ولدينا معه قصة
    انا من سكان ود الفضل محلية شرق الجزيرة . هذا الشريف باع أكبر ساحة في القرية لشركة سودا تل وعندما طالبنا الشركة بدفع مقابل علي هذه الارض اتضح ان الشركة لديها عقد شراء من الشريف والي الولاية.

  7. يا ناس طبيب عام فاشل كان بالسعودية يصرف 4000 ريال علاقته شنو بالزراعة ، ياعالم أتقوا الله فينا ، يا عالم أتقوا الله في الشعب السوداني ، والله فوضى بمعنى الكلمة ، الله واكبر ليوم الحساب .

  8. يا ربي ارينا في المتعافن هذا يوما اسود من سواد الليل

    يا ربي الفلوس الاخدها من مال الشعب يصرفها في مرض يلم فيهو واهلو

    الزول دهـ ما خايف يقابل ربو ………………..

    يا ربي اي زول اخذ من مال الشعب دهـ قرش يطلع من في عافيتو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..