مـَـنْ أورثَ المـــدينةَ هـــــذا السكونْ ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

تنامُ المدينةُ
على رصيفٍ من عذابْ
تتوسدُ الأرضَ الحزينةْ
والمسافاتِ الخرابْ
تخبو الأصواتُ
يتلاشى صوتُ التأوهِ
يضيعُ في محيطٍ من سرابْ
إني هويتك يا بلادي
مثلما أمٍ
تحبُ وليدها
يقطر قلبها حباً
شيئاً من حنين الناقة حين فنائها
وانفلاتَ الحسرةِ الكبرى
زقزقة زُغبِ العصافيرِ ، انبلاج الفجرِ ، سقوط الماءِ
وارتعاش الأرضُ الخرابْ
يكبرُ في الليل
بؤس المدينة
بؤساً لا كنه له
فعيون الناس
لا تحتويه
وظنون الليل
لا تحمله
نسماتُ النيلِِ الحزين
لا …
والسابلةُ غابتْ أصواتُها
أعياها البكاءْ
في مدينتي
ذُلَّتْ أنوفُ
وصُنعت كفوف
أضحى فعلها
أن تحرس الجبروت
تسقيه المُدام
يتجبرْ ..
فتعقدُ الأكفَ للتصفيق ..
وترفعُ صورته ..
في البيوتِ وفي الطريقْ ..
في مدينتي
المناضلُ القديمْ
والحارسُ الصفيقْ
في مدينتي سواءْ
في مدينتي
تتغيّر الألوان ..
شكل الوجوه …
والأكف …
والعيون …
صارت القلوب تجهل ما الطغاة
والنيل تهجره الضفاف
والفقر يعجبه الجشع
والخفائر ودَّعها العفاف
في مدينتي
تبدَّلت الهموم
صار الشباب يرعى في الملاهي
والرزايا
لن أُجادله سؤالي
فجوابه ..
في فجعة الصمت الممدّد في خيبة هؤلاءْ
في مدينتي
النهارُ يفقدُ لونه
أو يشبه الإنسان
حين يفنى في زوايا الخوفْ
في مدينتي نسينا ذات يوم بهجة الزمن الجميل
كان لنا حُصاناً
فسلبوه الضبيحْ والصهيلْ
هذي مصيبتنا
وليلُنا صار يجهلُ فجره
إيهٍ و يحترفُ السكونْ !

عروة علي موسى ،،،
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..