بمناسبة مرور عشر سنوان على اندلاعها دارفور ازمة تنتج ازمة

فى مثل هذه الايام من العام 2003 عاشت مدينة الفاشر احزانا لم تعهدها من قبل بفعل الهجوم المباغت لحركة تحرير دارفور d-l-a)) هكذا كان شعار الحركة التى اعلنت عن نفسها بضرب مدينة الفاشر مخلفة اكثر من مأئة قتيل ومئات الجرحى مقسمين من المواطنين والعساكر حيث كان الرصاص عشوائيا ومن كل الاسلحة
وبعد ان عرف العالم بميلاد حركة مسلحة فى دارفور كان لبعض مكونات دارفور راى منقسم حول هذه الحركة وماهيتها واهدافها وبخاصة مكون القبائل العربية التى لم يكن لديها ادنى علم بالحركة فثارت الشكوك حولها الى ان سبقت افعالها اقوالها بقتل العمده ابو حلو وابناءه (بكاورا) وهم من القبائل العربية فى بواديهم وتكررت الاحداث ضدهم حتى تيقنو ان هذه الحركة ما قانمت الا لاستهدافهم وتحرير دارفور منهم وتطورت الاحداث وازدادت الامور سوءا بين القبائل العربية والحركات المسلحة التى اصبحت تحقق الانتصارات يوما بعد الاخر واصبح الاستهداف والمضايقات تتزايد يوما بعد يوم على العرب وتمت سرقة الاف من الابل والمواشى من قبل المتمردين الى ان هبت رياحهم فاغتنموها بوقفتهم مع الطرف الاخر (الحكومة) لحماية انفسهم وللحصول على اكبر قدر من الدعم والعتاد
وتبرر القبائل العربية وقفتها مع الحكومة بعدم استشارة الحركات لها بتكوين حركة تبحث عن حقوق المواطن الدارفورى خاصة وانها اى القبائل العربية تؤثر على مجريات الاوضاع على الارض وهذا ماثبت لاحقا مما جعل الحركات المسلحة تعض اصابع الندم لعدم اشراك العرب معها او على الاقل تحييدها هذا فضلا عن الاعتداءات المتكررة على الدمر والفرقان ونهب الاف الرؤوس من الابل
استفادت القبائل العربية من الدعم الذى وجدته من الحكومة واصبحت تمتلك قزة موازية لقوة الحركات الدارفورية المتمردة ان لم تكن اكبروشهدت دارفور موجة من المد والجزر بين الحركات وما شايعها والحكومة وحلفائها ولكن المحصلة النهائية الدمار والخراب الذى حدث بهذا الاقليم واذا ما اردنا الحديث عن الدمار والخراب فلنترك البنية التحتية جانبا ولنتحدت فقط لما الم بالنسيج الاجتماعى للمجتمع الدارفورى والاثار التى افرزتها الاومة والظواهر الدخيلة على المجتمع الدارفورى
لقد انتجت ازمة دارفور ازمة جديدة تمثلت فى ظهور جيل جديد سواء كان منتميا للحركات المسلحة ام الحكومة هذا الجيل لايعرف سوى التعامل مع بندقيته واصبح اسير اهواءه مخدرات على عينك ياتاجر ومؤثرات عقلية لاتعرف من اين اتت جيل سيشكل فى حد ذاته مهدد للمجتمع باسره لانه شب على معالجة كل شىء بالعنف
سوف تدفع مكونات دارفور بحركاتها ومليشياتها وكل قبائلها فاتورة التمرد والتجييش غالية بعد ان تجد نفسها اضاعت جيلا كاملا حرم من كافة حقوقه وسيحاكمها هذا الجيل لما الم به من ظلم وضياع
مالم يستيقظ الجميع من نومتهم والحاق ما يمكن ادراكه نعم تحاربت القبائل مع بعضها وان كانت بشعارات مختلفة وانتقم كل لنفسه على طريقته الخا صة واتهم كل طرف اخوه بايذاءه تارة يصدقون وتارة يكذبون لاستدرار عطف حليف او رفع معنويات ولكن فى اعتقادى ان الاوان قد حان لان يجرد ابناء اقليم دارفور حساباتهم عربا وعجم وزرقة كما ظهر هذا المصطلح الموغل فى العنصرية مصاحبا للازمة
نعم جاءت اليوناميد وقبلها الاتحاد الافريقى وتعددت المنابر حتى اصبحت ممله لدرجة ان المواطن العادى اصبح ينظر اليها على انها مضيعة للوقت وهدر للمال وفى اعتقادى ان مشكلة دارفور لن تحلها مبادرة منسقة فى الخرطوم او حتى بعثة الامم المتحدة (اليوناميد) التى صارت جزءا من المشكلة رغم امكاناتها الهائلة ، الحل يكمن فى اجتماع ابناء دارفور الحادبين على مصلحتها المؤثرين فى مجتمعاتهم نعم مع توفير الجو المناسب لذلك من خلال ابعاد كافة الرموز التى باتت تتكسب من المؤتمرات الهلامية وفى مقدمتهم ولاة الولايات الذين اصبحو جزءا من المشكل وليس جزء من الحل بالاضافة الى تواضع ابناء دارفور جميهم بحركاتهم وجنجويدهم فى ضل شجرة لوضع حد لمأساة اهلهم الغلابى فى معسكرات اللجوء والنزوح
حدث تهتك للنسيج الاجتماعى نعم ودخلت الاقليم عادات وثقافات جديدة واحترب الناس مع بعضهم ولكن برغم ذلك لابد من الجلوس والحوار والاتفاق وقبول الاخر لضمان حياة افضل للاجيال القادمة فهل يمكن ان يتحقق ذلك وهل من يستجيب لهذه الدعوة

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..