مقرسم .. لؤلؤة يخططون لتدميرها

جزيرة مقرسم هي لؤلؤة البحر الاحمر بجمالها الاخاذ وشعبها المرجانية الفريدة ورمالها الصافية النقية وكائناتها البحرية كالسلاحف والاسماك البهية المتعددة الالوان وغابات المانجروف التي اشتهرت بها شواطئ السودان… يقول الاستاذ عمر شريف حمد عن محمية مقرسم ودنقناب في موقعه [url]http://www.blogger.com/profile/06743127685419723862[/url] تقع محمية خليج دنقاب وجزيره مقرسم في الساحل الغربي فى شمال وسط البحر الأحمر وتعتبر من اكبر المحميات البحريه والساحليه فى منطقه البحر الاحمر . ويبعد حدها الجنوبي 120 كيلومتر تقريبا شمال بورسودان ،وتمتد في اتجاه الشمال حوالي 80 كيلومتر بمحاذاة الساحل.. ويوجد بها عدد من احزمه الشعاب المرجانيه و جزرالكلس المرجانى والجزر الصخريه وغابات المانجروف.وتعتبر منطقه استيطان لعدد من الاحياء البحريه ومناطق تجمعات موسميه لبعض الانواع ومناطق تعشيش للسلاحف البحريه والطيور.
ان انفراد مقرسم بهذا الصفات جعل منها محمية طبيعية.فكان ان صدر قرار جمهوري بتاريخ الثالث عشر من اكتوبر لسنه 2004 وموافقه مجلس وزراء ولايه البحر الاحمر بموجب القرار رقم (35/2003) بتاريخ 4/5/2003 باعتبار مقرسم ودنقناب محمية بحرية.
تنفرد منطقة دنقناب مقرسم بوجود اللؤلؤ الطبيعي منذ القدم, كما اجريت فيها مصلحة الاسماك بالتعاون مع هيئات اجنبية وبالاستفادة من الخبرة اليابانية محاولات لخلق مزارع للؤلؤ, الا ان تلك المحاولات لم تجد الجدية من قبل السلطة. فكان الاهمال وخراب التجارب واهدار للاموال المانحين. الا ان السكان بفطرتهم الطبيعية عرفوا كيف يعيشون من جمع اللؤلؤ الطبيعي والكوكيان والزرنباك والاسماك.
ومن المضحك والمبكي ان نفس الرئيس الذي وقع عام 2003علي مرسوم يفرض الحماية الطبيعية لمنطقة مقرسم دنقناب هو نفسه الذي حضر مع اثرياء عرب للاعتداء علي المحمية. ان الرئيس عندما وجد بضعة مليارات من الدولارات ليضعها في جيبه قرر تدمير هذا المكان الذي يشهد له العالم بالانفراد بهذا الجمال. انه ينوي القضاء علي غابات المنجروف وعلي الاسماك والشعب المرجانية وعلي مزارع اللؤلؤ وفوق ذلك علي حياة بؤساء الناس الذين اعتادوا علي كسب سبل العيش من الاسماك والكوكيان والزرنباق واللؤلؤ. انه لم يقم حتي اللحظة باخطار سكان المنطقة ما يضمره لهم من تخريب. انه ينوي ازاحة كل اثرللغابات والكتل المرجانية من سطح الجزيرة واشادة كتل من الاسمنت والسيخ والحديد علي كل شبر من الارض تناطح السماء.
انه اعتداء اثيم علي الطبيعة وعلي حقوق انسان المنطقة. ولذلك وقف الكرباب, اهل المنطقة, وقفة رجل واحد وقالوا لا .. لا للتدمير والخراب والاعتداء والاهمال.
هل يعلم عمر البشير ماتذخر به جزيرة مقرسم من خيرات؟ ان الجزيرة تقف علي طبقات هائلة من الجبص, يليها طبقات ضخمة من ملح الطعام النقي ومن ثم الذهب؟.
هل يعلم البشير ان مقرسم بوضعها الحالي يمكن ان تورد المليارات من الدولارات سنويا ان وجدت من يسعي الي تطوير السياحة ويزيل كل العقبات التي تعرقلها من تقييد لحركة السياح والتشديد في المراقبة ومنع المشروبات وفرض اللبس الاسلامي, والتفتيش والازدراء والاحتقار؟
هل يعلم ان هذه المحميات تعتبر من اجمل وامتع مكان للسياحة في العالم وانها يمكن ان تورد للخزينة ما يفوق ما تورده كل المرافق الاخري مجتمعة؟ [url]http://www.weather.com/travel/worlds-most-amazing-coral-reefs-20130307[/url] هل يعلم سيادته ان السياحة قد تدمرت في عهده؟ فقد بلغ عدد السواح القادمين عن طريق وكالات السياحة قبل الانقلاب المشئوم حوالي 900 سائحا وتقلص العدد الي 245 بعد الانقلاب؟
هل يعلم ان تدميره للمحميات البحرية سيؤدي الي مقاطعة بيوتات السياحة والمنظمات الدولية المختصة بحمايتها لنا؟ والي المسائلة امام الامم المتحدة وجمعياتها المتخصصة في حمايةالبيئة وخاصة المنظمة الاقليمية للمحافظة علي بيئة البحر الاحمر وخليج عدن؟
تقول هذه المنظمة ان بيئات البحر الاحمر وخليج عدن تمتاز بكونها واحداً من أهم البيئات البحرية والساحلية في العالم بالإضافة إلى الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية.
تتميز المخاطر التي تواجه الإقليم في التلوث البحري في استنزاف الموارد البحرية والصيد الجائر مما يوجب تعاوناً إقليمياً. وتم تدعيم برنامج بيئة البحر الأحمر وخليج عدن في عام 1982 بالاتفاقية الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن والمعروفة بـ “إتفاقية جده” لعام 1982. والتي تشير بوضوح إلى التزام حكومات الإقليم وعزمها السياسي لمعالجة قضايا البيئات البحرية والساحلية للبحر الأحمر وخليج عدن. [url]http://www.persga.org/inner_ar.php?id=32[/url] ان المحافظة علي المحميات البحرية ملزم قانونيا لكل الدول المطلة علي البحر الاحمر, فليعي ذلك عمر البشير.
علي اثرياء البترودولار ان يدركوا ان الشعوب لن تسمح بالاعتداء علي ارضها وارثها وممتلكاتها ومحمياتها وستنتزع حقوقها طال الزمن او قصر.

تعليق واحد

  1. العجيب في موضوع مقرسم ان المنشئات الصناعية والتجارية المراد اقامتها يمكن اقامتها في اي مكان علي طول الساحل السعودي والسوداني ولكنهم اختاروا مقرسم المحمية الطبيعية بالتحديد…هذا الموضوع يجب النظر اليه مع محاولات نهب الكنوز الموجودة في هذه المنطقة وفي عمق مياه البحر الاحمر…حكومة متامرة وفاسدة وعلي المواطنين حماية مقدراتهم..وامثالك يا دكتور الامل المرتجي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..