أطول وردية حراسة في التاريخ ..!

«الزواج مؤسسة رائعة، لكن من ذا الذي يرغب في الإقامة بمؤسسة» .. غروشو ماركس!
المؤرخون يقولون عن الصفة التشريحية لجسد التاريخ، إن الأحداث هي اللحم، وإن الأسباب هي العظم، ويقولون أيضاً – إن الشغف هو نخاع التاريخ الذي لولاه لما اندلعت الأحداث ولما قامت الثورات ..!
واللغويون يقولون إن كلمة شغف مأخوذة من شغاف القلب (قطعة الجلد الرقيقة التي تلامس القلب) .. منزلة الشغف في الهرم العاطفي أعلى من منزلة الحب، فلكي تنجح في المحافظة على شريك العاطفة لا يكفي أن تحبه، بل ينبغي أن تكون شغوفاً به، مقبلاً عليه ..!
إذا غاب الشغف عن مهنية الكاتب تحول إلى بائع، وتحولت نصوصه إلى دكان لبيع الكلام .. وإذا غاب الشغف عن سياسة الحاكم تحول إلى سلطان جائر .. وإذا غاب الشغف عن مملكة الزوجية تحولت إلى جوار فاتر في بيت واحد .. ورفقة مملة .. وزمالة خاملة في مؤسسة لا تعترف بقانون التقاعد ..!
موت الشغف هو الذي «يُمنطق» الكثير من الغرائب التي تطرأ على سلوك الشركاء وتجعل الناس يضربون كفاً بكف .. موت الشغف هو الذي يفسر خيانة الأزواج لزوجاتهم مع نساء أقل جمالاً ودلالاً وجاذبية .. وهو الذي يجعل اللهفة تنتحر .. والأشواق تصير سماداً لبذور الشقاق والعزوف والزهد .. والعداء و المكابرة .. فيتحول الحب إلى (مرحوم كان طيباً) ..!
موت الشغف هو هاجس الزوجة الأكبر .. ربما لانعدام الخيار .. وربما لأن الإفراد والقصر في علاقات النساء المؤطرة هو نزوع فطري قبل أن يكون حكماً شرعياً .. و ربما لأن البداية من جديد تعني توحداً جديداً مع آخر غريب ومريب .. الأمر الذي تفزع منه طبيعة المرأة الموحدة ..! لكي يعيش الشغف بين الأزواج لا بد أن تموت اللامبالاة .. وأن «تُحَجَّم» الطمأنينة لأن الحفاظ على حياة هذا الكائن الحساس هو مسئولية الزوجة وقدرها الذي يتغذى على الخوف .. الخوف من الفقد .. الخوف من تغير الحال .. الخوف من خمود العاطفة .. الخوف من أن لا تكون هي الأقرب، والأجمل، والأكمل في عقله قبل عينيه وقلبه ..!
ولكي يبقى الشغف هو سيد الموقف لا بد أن تتلون الزوجة كل صباح .. وأن تغير جلدها مع تعاقب الفصول وتواتر المناخ .. وأن تضبط «مد» مقدراتها على إبراز محاسنها مع «جزر» عينيه، وأن تحافظ على فنجان قهوته ساخناً .. حتى لا يعكر المذاق .. ويطير الدخان ..!
فالزواج باختصار ? يا سادتي – هو أطول وردية حراسة في التاريخ .. والرجل المتزوج هو أشرس الثوار وأكثر المجندين محاولة لـ (قد السلك) .. لذلك تبقى العلاقة الزوجية أكثر المناخات السياسية ملاءمة لنشوء حركات التمرد ..!

الراي العام

تعليق واحد

  1. الاستاذة منى مقال رائع يشرح الحياة الزوجية – الرجاء من الجميع البقاء داخل السلك وعدم قده – المسؤولية عمظيمة وان شاء الله الاجر جزيل … الزمن دولاب يوم لك ويوم عليك …اذا كان الثاني عليك بالصبر وانتظار الفرج من العلي القدير…ان الله مع الصابرين…سلامتكم جميعا الراكوباب…

  2. والله يامنوية حكاية الشغف دى انا مامقصرة فيها مثلا لما يجى من الشغل ويفتح الباب دقات قلبى بزيد ومن غير مااشعر بقعد اغنى ليهو بركة الجيت بركة الجيت اآآآى سمح انت وبسكويت00ولما امشى الشغل برسليهو على الوبايل مقاطع اغانى زى فراقك طال فراقك طاااال

    اما حكاية التلوين كل صباح دى جربتها مره ومشيت صالون تجميل راقى وغيرت لون شعرى وبقى زى شعر نانسى عجرم ومكياجى زى هيفا وهبى ورجيتو فى عيد زواجنا على سنجة عشرة ولما جا عاين لى بامتعاض وقال لى

    ماكنتى طاعمة زى موية الزير مالك بقيتى زى قرد الطلح

    اها تفتكرى بعد ده كلو راجلى ممكن يقد السلك

  3. ياستاذةالسودان اصبح الشغف حصرياً علي الكيزان .. بالمنطق كدا انا جاي من الشغل تعبان والمصاري دوبك قدر الحاجة دا ان الله سلمك من الامراض فكرك زوجتي تقابلني بالاحضان وحب وشغف وكدا لا لا لا .. حليل زمن نميري زمن كانوا بدلعوناي ابو فلان داكتير علي هسع ياراجل هامابتخجل انت قوم شوف شغلك دي عيشة هسع ….الخ

  4. المؤرخون يقولون..! واللغويون يقولون..!ويقولون أيضاً..!انتي قولتي شنو .! مقال كلو قيل وقال ؟؟؟ بعدين مشكلتك شنو انتي مع العلاقة الزوجية والرجل المتزوج ؟؟؟؟ عيانه بالزواج شكلك عندك عقدة ؟؟ اخبار المعتمد شنو مابقي وزير دولة ؟؟ فراغ صحفي ؟؟

  5. شكرا للاستاذة منى على هذا المقال وننتظر منك الكثير من المقالات في الشؤون الخاصة حتى يستفيد هذا الجيل من الشباب والشابات من تجاربك وخبراتك المتعددة في الزواج لذا نرجو الاستمرار في الكتابة حتى تعم الفائدة واكرر لك الشكر..

  6. (وأن تضبط «مد» مقدراتها على إبراز محاسنها مع «جزر» عينيه) .. يا سلام يا منى سلمان أقصد أبوزيد على روعة التعبير و سحره الذى هو مثل سحر حبي لكما (بت أبوزيد و بت سلمان).. بالله كان طلقوكم قولوا لرجالكم من يدينهم ولي إيدي.. وكمان شوف التعبير الآتي :-
    (والرجل المتزوج هو أشرس الثوار وأكثر المجندين محاولة لـ (قد السلك) .. لذلك تبقى العلاقة الزوجية أكثر المناخات السياسية ملاءمة لنشوء حركات التمرد ..!) .. في الجزئية الأولى يكون دا شعب السودان ..والجزئية الثانية دي الحكومة.. بيختها مش كدا؟ بسيطة إتذكروا حلاوة (المنتين) أعنى 2 منى

  7. أفتكر حاجة الرجل للزوجه كبيره ومتنوعه والزوجه النجيضه المفروض تعرف كيف تتعامل مع زوجها
    يعنى ممكن اكون محتاج ليها فى اليوم الواحد
    1- زوجه
    2- صديقه
    3-أم
    3-أم عيال
    4-صدر حنون
    5- ممرضه
    فالزوجه الناجحه هى التى تستطيع ا، تؤدى كل هذه الادوار كل حسب وقته واحتياجه وكذلك الرجل
    ولك أخت منى كل التقدير المقال رائع

  8. كيف يمكن لحاكم أن يكون شغوفا يا منى. حدثينا عن شغف الحاكم يا ستنا… فآه آه من شغائف الحكام

  9. أذكر عبارة كان بقولها صديق لأسرتنا ولم يكن على وفاق مع زوجته.. كان يقول المرأة التى لا تستطيع أن تصنع مداخل فرح لزوحها فلتسقط فى مزبلة التاريخ..بالله كلامه ده مش بينطبق على حكومتنا و ممكن نستفيد من كلامه ده بطريقة أخرى ونقول الحكومة التى لاتستطيع أن تصنع مداخل فرح لشعبها فلتسقط فى مزبلة التاريخ ..قولوا آمين..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..