غرب دارفور ..يا للمفارقة !!

بسم الله الرحمن الرحيم

مبدعاً كان من قام بتصوير دخول النازحين لأمانة الحكومة في الجنينة حاضرة غرب دارفور..لأن الصور التي بثت عن الأحداث التي جرت..لم تغن عن أي مقال فحسب ..بل صورت جوانب لا يهتم بها الجميع..فلئن كان تناول الحرق والتدمير للقرى والضحايا ..مما يتناوله الجميع ..بل كرة تتقاذفها الأطراف فيما بينها..إلا أن الصورة قالت ما لا يستطيع النظام إنكاره مطلقاً..فما أبدع الانسان السوداني البسيط في التعبير عن نفسه وشواغلها وهمومها عندما يبلغ به الأمر مدى لا يمكن تحمله.
فمن توقع أن يبلغ الأمر بالمواطنين البسطاء إلى التفكير بالقدوم بالمشكلة إلى أمانة الحكومة ..بكل ما يملكون؟.فالحمير وبها مواعين ملء المياه التي يحتاجون إليها ..لا تتحدث عن شبكات مياه في القرن الواحد والعشرين..أما الكهرباء فتلك أمنية تغالي في خياليتها كل الفهوم..ولم تأت سيارات حتى من الهكر..وأتوا بغنمهم التي يمتلكونها ..بأعداد تقل عن أعداد البشر المتواجدين في ساحة أمانة الحكومة..في حين أن الوضع الطبيعي في منطقة ريفية أن تكون أضعاف عدد السكان..وجوالات البلاستيك تحتوي على بقية ما يملكون من حطام الدنيا
لكن المفارقة الكبرى هي المقارنة بين كل هذه الصورة التي مثلها النازحون..ومبنى أمانة الحكومة بطوابقه الثلاث وبخريطة تقارب القصر الجمهوري القديم..فأي سفه هذا الذي ينفق المليارات في مبان كهذه وحال محكوميهم بهذا البؤس ؟ المنطقي الوحيد في هذه الصور ..هو تحلية الحمير والماعز بنباتات الزينة في المبنى المنيف !! باعتبار أنها قد تناولت وجباتها..
وبعد كل ذلك تتحدث الحكومة عن وجودها وسلطتها وجرائم الآخرين ..وجثث القتلى داخل المدينة مسجاة في منظر لم يألفه هؤلاء البسطاء..فمن أين لهم بنقالات وغطاء للجثث في قراهم عندما يندلع فيها الحريق..صور المعاناة ليست جديدة بالطبع..فأكواخهم ورواكيبهم البائسة تنتشر صورها ..أما الجديد فهذه المفارقة بين عالمين..وبعد ذلك يتحدث المتحذلقون عن عدم وجود مبرر لاحتجاجاتهم وعن انعدام المظالم ..مالكم كيف تحكمون؟
أما آخر المفارقات التي يمكنني تسجيلها ..فهو في الواقع سؤال برئ..هل كان بلاط وسيراميك هذا المبنى ليقبل آثار أقدام هؤلاء إن يأتوا بهذه الكيفية ؟ فدونهم البواب والحاجب والحراس ..أما الدواب ..فيا لوقاحتها..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..