بل مصرك ومصيرك يا الأمام الصادق المهدى

كتب الأمام الصادق المهدى مقالاً بعنوان مصرنا و مصيرنا فى محاولة لربط ما يجرى فى مصر من تحوّلات سالبة بعد الثورة التى أزالت طاغية وفرعون مصر حسنى مبارك ونظامه من سدّة الحكم فى مصر, بمصير السودان الذى دخل النفق المظلم فى الآونة الأخيرة نتيجة لسياسات المؤتمر الوطنى الذّى حكم البلاد والعباد لمدة تقارب ربع قرن من الزمان بسياسة الثور فى مستودع الخزف فدمّر كل القيم السمحة و دمّر الأحزاب ودمّر العلاقات القبلية المتأصلة من القدم بين قبائل السودان المختلفة و دمّر الجيش السودانى القوى الى جيش مسيّس وضعيف يعمل لحماية النظام والبلاد تتآكل من أطرافها وهم يقتلون المواطنين فى حروب عبثية ويتركون الوطن تستبيحه مصر فى حلايب وشلاتين و أبو رماد وفى أراضى الشمالية المتاخمة لحدود مصر ويتركون الأحباش يستولون على الفشقة وخلافها من أراضى سودانية على الحدود , جاى تقول لى يا الأمام مصرنا ومصيرنا !!!!
مصر التى تربطها بمصيرنا يا السيد الأمام هى التى سافر أليها الجلابة فى تآمر فاضح فجلبوا الأنجليز والمصريين الذّين قضوا على الدولة المدنية التى أسسها جّدك محمد أحمد المهدى والخليفة عبد الله ود تورشين التعايشى فقضوا عليه و هو جالس على فروته ضاربين عرض الحائط بكل قيم وقوانين الحروبات !!!! مصر التى تربطها بمصيرنا هى التى سجنت قائد ثورة اللواء الأبيض على عبداللطيف فى القاهرة حتّى الممات,كانت أعظم ثورة فى تأريخ السودان فقد كانت ثريّة بقادتها من كل السودان عبيد حاج ختم والعقد الفريد من قيادات اللواء الأبيض لو قدّر لها النجاح لما عانى السودان العذاب حتّى الآن .مصر هى التّى حظيت بالتنمية والعمران فى تلك الحقبة السوداء من تأريخ السودان بينما الحديقة الخلفيّة لمصر كان نصيبها القصر الجمهورى ومبنى البريد فى الخرطوم , بينما كل الموارد كانت تخرج من أرض العطاء السودان الى خزانة الأنجليز . مصر هى التى ضربت بطيرانها الغادر الجزيرة أبا فى عهد مايو عندما رفض عمكم الأمام الهادى المهدى ظلم نميرى وبطشه للشعب السودانى فى تدخل سافر فى شئوننا الداخلية يا السيد الأمام , مصر هى التى سحلت السودانيين بدم بارد فى ميدان مصطفى محمود بالقاهرة دون أن ترمش لهم عين ونظام المؤتمر الوطنى لم يستطع أن يقول بغم !!! مصر هى التى تنظر الى السودان حتّى اللحظة بأنها جزء لا يتجزأ من مصر, وأن شعب مصر يؤمن بأن الملك فاروق ما زال ملك مصر والسودان وأن مصر والسودان ( حتّة واحدة ) لدرجة أنها دخلت من ضمن برامج الأنتخابات الرئاسية حيث تعّهد أحد الفراعنة بأسترداد السودان الى حظيرة مصر ؟؟؟
نتفق معك تماماً يا السيد الأمام الصادق بأن أستمرار النظام بسياساتة الحاليّة لم يعد ممكناً, بل سيزيد من تفكيك البلاد وحجم التدخّل الخارجى فى شئونها ,ونختلف معك كليّاً فى قولك ( تحرّك الجبهة الثورية الراهن أذا فشل فأنه يزيد من حمامات الدم فى السودان , وكذلك أذا نجح فأنه سوف يفتح باب أستقطاب دموى أثنى و أسلامى/ علمانى يدمّر السودان !!!؟؟؟
لآ أدرى ماذا تقصد بذلك فأنت لا ترغب فى فشل أو نجاح الجبهة الثورية , فأن تعنى أن يتفكك الجبهة الثورية ويختفى دون أن يترك أثراً فى الحياة السياسية و الأجتماعية والسلطة و الثروة فهذا بالطبع غير منطقى على الأطلاق لأن أثر الجبهة الثورية السودانية موجود الآن فى جميع أنحاء السودان و أزداد كيل بعير بتوقيع أحزاب مهمّة على وثيقة الفجر الجديدعلاوة على أنتصاراتها الباهرة فى شمال وجنوب كردفان ودارفور وهى قد أصبحت على مرمى حجر من كرش الفيل , مما يؤكد أن الجبهة الثورية حقيقة ماثلة فى السودان الحالى ورقم صعب لا يمكن تجاوزه أو القضاء علية مهما جيّش المؤتمر الوطنى المجاهدين والدفاع الشعبى وجيش النظام المشغول بحراسة التنظيم وليس الوطن الذى تمّت أستباحتة كل من هبّ و دبّ.
السيد الأمام أن الجبهة الثورية التّى تبخس لها أشياءها, هى نفس مكونات جيش محمد أحمد المهدى وخليفته ود تورشين , منهم المسلم و المسيحى وغيرهم ومن مختلف الأثنيات السودانية جنوبها وغربها وشرقها وشمالها ووسطها فما أشبه الليلة بالبارحة فى نفس المكان مع أختلاف الزمان أنطلقت جيوش المهدية وبنفس التركيبة لجيوش الجبهة الثورية لتنتصر فى شيكان بالقرب من أبو كرشولا لتحررمدينة الأبيض ومن بعدها أم درمان والخرطوم . فهل سيعيد التأريخ نفسه؟؟؟ أكيد نعم و بالحيل كمان ,
الأمة الأسلامية التى ترنو لها فى مصر هى نفس حزب الأخوان المسلمين التى تجذرت الى السودان لتسبب لنا هذه البلاوى والأحن والمحن التى يعيشها السودان وشعبه الآن . و أيضًاالأمّة الأسلامية التى تنشدها هى أيضاً نفس الخلافة العثمانية فى تركيا التى غزت بلاد السودان من أجل المال والعبيد ليحاربها جدّك المهدى من أجل أسترداد كرامة المواطن السودانى . فأن حارب المهدى الأتراك العثمانيين مركز الخلافة الأسلامية فى تركيا من أجل العلمانية أذن تصح مقولتك بأن الجبهة الثورية تحارب المؤتمر الوطنى من أجل العلمانية, مالكم كيف تحكمون ؟
محمد أحمد المهدى لم يستخدم القوّة الناعمة لأخراج المستعمر التركى من البلاد , فكيف تطالب الجبهة الثورية أو المعارضة السودانية بأستخدام القوّة الناعمة والوسائل السلمية لتغيير النظام ؟ ألم تسمع( بأمسح أكسح قشو ما تجيبو حى و أكلو نى ) ؟؟؟.
مصر لا يهمنا فى شىء سوى حسن الجوار والأحترام المتبادل ومصرنا ومصيرنا هى دعوة صريحة لمصر للتدخّل فى شئوننا الدخلية وهو نفس التدخل الدولى الذى ترفضه وتخشاه مع تعنت نظام المؤتمر الوطنى .فأن قبلت أن تحدد مصر مصيرنا فهذا رأيك لوحدك وليس رأى المواطن والوطن مع أحترامى وتقديرى .

حسن علي شريف
كيتشنر / أونتاريو / كندا
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. القوةالناعمة هي حصريا على الامام ما شايفه جعل رأس الهرم في حزبه للجنس الناهم

  2. حفيد محمد احمد المهدي يعلن فشله بالرغم من انه كان معوقا حقيقيا في تاريخ السودان ….الان يحاول يستجدي الفكرة التي جلبت المصريين والانجليز لاحتلال السودان وقتل الوطنيين الاحرار الذين ال اليهم الحكم كعبدالله ود تورشين ابن الهامش…الان تلوح في الافق بوادر تحالف الغبش ابناء الهامش باستلام الحكم في السودان رضي الامام ام لم يرضي …لذا نصيحتي له بان يسمع الكلام ويحترم نفسه ولا ينسي ان السودان للسودانيين

  3. رد في الصميم علي هذا الامام الذي اصابه الخرف فلم يعد يميز بين مصالحه ومصالح بلده
    مصر هي معوق تاريخي للسودان ونموه والفاهم غير كده عليه مراجعة التاريخ
    كل الانقلابات العسكريه حظيت بمساندة الحكومات المصريه
    مصر لاتريد للسودان وشعبه التطور .. تريد لنا ان نظل خدما لها ولمصالحها
    افيقوا ايها السودانيون وتحرروا من الاستعمار المصري وقبله من الاستعمار العسكري والاخواني

  4. مقال رائع وأرجو أن أزيدك كبل بعيرين عن الصادق المهدي فقد قال ذات مرة الدكتور منصور خالد حفظه الله في ثمانينيات القرن الماضي عندما سئل عن رأيه الشخصي في الصادق المهدي قال بالحرف الواحد “هذا رجل مرتبك ومربك لغيره” ولعمري ما من جملة أبلغ في وصفه من هذه الجملة فلله درك د. منصور

  5. ياخوانا هنا في مشكلة في السودان والسودان الشمالي فقط يعني السودان الشمالي دايما يوجد عقدة تكبر وفي نفس الوقت عقدة نفص لابد من علماء علم النفس دراسنها ولاتوجد عندنا في غرب السودان ولااعتقد انها موجودة في الشرق حيث ان السوداني الشمالي يعتقد انه احسن من الأتراك واحسن من المصريين واحسن من الجنوب سودانيين وااحسن من الغرابة وهو يعتقد انه في نفس الوقت مضطهد من المصريين وانا حسب راي الشخصي فقد سافرت الي مصر كثيرا لم اجد اي مشكلة في المطارات المصرية او مع اي مواطن مصري قابلته اثناء اجازاتي البسيطة هنالك الشيخ الصادق المهدي هنا تجاوز عن الكراهية والمكايدات السياسية واثبت انه فعلا يتجاوز الماضي ويضطلع الي المستقبل في فتح باب الصداقة مع الجميع مصريين او غير مصريين ياخوان في الشمال السوداني لازم نعترف بالواقع اننا لانملك شارع ظلط واحد في العاصمة نفتخر به واننا نحتفظ في بيوتنا بالنفايات سبعة ايام حتي تجمعها سيارات الوالي ومن كثرة النفايات حتي الملائكة صارت لاتقترب من منازلنا ياخوانا تواضعوا لله

  6. شكرا لك الاستاذ حسن
    لقد ألجمت الامام بس نسيت ان تخبرة بأنة سبب بلاوينا و احسن لة ولناان يترك الشأن السياسى و يقبض على إمامة الانصار بيدية لان هذا شأن يخص فقط كيان الانصار .

  7. على الرغم من إنه مقال لا بأس به من ناحية الحفاظ على مكتسبات الوطن ومصالحه الأساسية، إلا أنه يفتقر للشفافية وفيه نوع من العنصرية. لا تنسي بأن الكثير من السودانيين جاءوا من أصول حبشية وأريترية ومصرية ونيجرية ووتشادية. يعنى لما تتكلم عن موضوع كهذا لازم تتحلى بالشفافية وتكون منطقى وتتكلم عن مصلحة البلد فى المقام الأول والاخير. يعنى أنحنا متين نتعلم نحترم بعضنا البعضن ماعارف؟!!! يمكن لما القيامة تقوم. كفاية عنصرية يا ناس . والبلد محتاجة لسودانى أصيل يحترم كل الأجناس والسحنات والأعراق.

  8. الاخ الكريم لك التحيه هنالك تصحيح في اسم الثائر السوداني البطل عبيد حاج الامين وليست عبيد حاج ختم اظن التبس عليك الامر وانت من الذين درسوا في جامعة الخرطوم في بحر الثمانينات وعاصرت عضو جماعة الاخوان المرحوم عبيد ختم. والذي فيما بعد سميت اشياء كثيرة باسمه شارع وقاعه وحي وهلموا جرا.

  9. حسب ما نعرفه عن المصريين أنهم يعتدون بعلمائهم وخبرائهم وسياسييهم وكلهم حملة دكتوراة بغض النظر عن مستواهم ولا يسمعون أو حتي يلتفتون لآراء الآخريين وخاصةً من السودانيين ( البرابرة) ؟؟؟ وهذا هو الواقع الذي دائماً ما نبرهنه لهم ونقوم بتمثيل صاحب البطل ونجيده في كل محادثات أو إتفاقيات معهم ؟؟؟ الصادق المهدي مالك طائفة الأنصار يحب الظهور والإستعراض بأصدار التصريحات والبيانات المنمقة والتي لا تفيد ويهرب من مناقشة قضايا وطنه المنكوب بعصابة الكيزان والطائفية المتخلفة ؟؟؟ ودائماً ما يعرض برة الحلقة ؟؟؟ السودان الآن يمر بمرحلة حاسمة تتلخص في : حرب مشتعلة وإنهيار إقتصادي وغلاء فاحش وتدني مريع في كل المناحي مما دعي لهجرة عماله وكوادره وكل من لا ينتمي للعصابة الحاكمة والتي كل يوم تضيق الخناق علي المسحوقيين وتهجرهم وتبيع أراضيهم وتقتل وتسجن وتعذب كل معارضيها وتستقل كل الأجهزة القمعية لإسكاتهم ؟؟؟ كما أنها تستقل كل موارد الدولة وزيادة مرتبات أجهزة القمع لتحفيزهم لأداء مهمتهم القذرة وكذلك تجييش الشباب وغسل أدمغتهم بإستقلال الدين والعنصرية لرميهم في محرقة الحرب ممنيين أنفسهم بالزواج من بنات الحور والإستشهاد في سبيل عصابة المشير المطلوب من العدالة الدولية بجريمة قتل وتصفية وتشرييد ملايين الأبرياء فقط لأنهم طالبوا بحقوقهم الشرعية في وطنهم ؟؟؟ والثورة في الطريق إن شاء الله ؟؟؟

  10. هذا هو النقد الهادف الذى يستفيد منه القراء . احترام للشخصية موضوع النقد وادب فى الخطاب هذا هو الكاتب الذى نبقى . لو كل الصحفيين بهذه الطريقة المحترمة لما كانت هناك ضغينة . هذا النقد اذا قرءه السيد الصادق المهدى يحترمه ويحترم من كتبه بصدر رحب ويشكره عليه ذاد الله من امثالك واحييك على هذا المكتوب الجميل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..