ولا لِدُنيا قد عمِلوا..!!

لمن السودان هذا الوطن الشاسع الموبوء..؟
هل ما زال ملكاً لنا جميعاً أم هُناك من يرى غير ذلك..؟
كُنا إلى وقتٍ قريب نظُنه ملكاً لنا نفعل فيه ما نشاء ما دمنا نتمتع فيه وغيرنا نحن بحقوق المواطنة التى تُحتم علينا بالإيتاءِ بكامل واجباتنا تجاهه مع نيل ما يخُصنا من حقوقٍ غير منقوصة ، هكذا ظننا وما كُل الظن بالطبع إثم سيما ومن بيننا من استطاع أن يسترد لنا سيادته المفقودة من المُحتل بعد نضال طويل ، وبلا نضال جاءت الانقاذ تُبشرنا باسترداده ثانية من استعمار آخر يتمثل فى حُكم البيتين أو ما يُعرف بالديمقراطية الثالثة وما فيها من فوضى سياسية ، جاءت الانقاذ بشبابها الغُبش (يومها) تهتف بأن مقاليد الحُكم قد آلت إلى أهل السودان والحاكم والمحكوم فيه سواء يُمثل (الفقر) القاسم المشترك بينهم.
مرت العقود ونحن فى الربع الثانى للقرن ومازالت الانقاذ تُمسك بتلابيبه..
والحال يا أعزاء يُغنى عن السؤال..
تغيرت أحوال الناس كثيرا ،إلى الفقر ذهب معظم أهل بلادى ، وإلى عالم الثراء والرفاهية ذهب بعضاً من أهلها من أصحاب الحظوة ، ثراء فاق فيه بعضهم أهل البيتين الأثرياء المنزوع منهم السلطة قسرا ، ذهبوا بعد أن فرطوا فيها ولم يرعوها حق رعايتها ولكنهم كانوا أكثر تأدباً واحتراماً لأهل السودان ولم تكن مُفردة (الفساد) كثيرة التداول أيام حكمهم ولا غيرها من الألفاظ وعبارات المن والتهديد المُتداولة اليوم..
تغيرت أحوال بعضُنا كثيراً بعد أن أتت الثروة بمباهجها تسعى إليهم بسسب السلطة المُطلقة ونسوا أو تناسوا أنهم إلى شريحة الفقراء كانوا ينتسبون وكُل ما هُم فيه اليوم من جاهٍ وما حصدوه من أموال هو لهم وحدهم يستمتعون به لا يجب أن ينازعهم أحدٌ من العامة فيه ..
ولا لِدُنيا قد عمِلوا..
لم يظُن هؤلاء النفر أن (العازة) السودانية ولادة وقد أنجبت غيرهم كذلك من باستطاعته أن يُلحق السودان بمن سبقوه ولكنهم تواروا خوفاً على أنفسهم من السقوط فى مستنقع السياسة الأسن (اليوم) أو أن يُصيبهم شيئاً منه يُدنس سيرتهم الناصعة وهم كُثر ، للأسف لم يعُد فى السودان مُتسع لأمثالهم هاجر منهم من هاجر وآثر بعضهم الصمت وهم يستمعون إلى من يتوعدهم بالنيل منهم إن هم حاولوا انتزاع الحُكم منهم ..
وكان لحس الكوع أقرب لمن أراد..
وقطع اللسان لمن تفوه أو بتر اليد لمن حاول..
لم يقف هؤلاء رُبما بتأنٍ عند كتاب الله الكريم رغم استشهادهم الكثير (قديماً) بأياته فى مُناسباتهم الكثيرة وفيه يُحدثنا الحق جلّ وعلا بأن المُلك له وحده وهو القادر على انتزاعه متى شاء فاعتبروا (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء) صدق الله العظيم.
نسأل الله العون..
بلا أقنعة…
صحيفة الجريدة…
[email][email protected][/email]