ابيي من زاوية اخرى

مشكلة ابيي من القضايا العالقة بين الشمال و الجنوب رغم وجود الحلول المطروحة لكن تنفيذ تلك الحلول وتنزيلها على ارض الواقع تظل امر شائكا لكن من زاوية اخرى تسود العديد من المفاهيم الخاطئة و المخلوطة وسط العديد من الجنوبين سواء كانوا من المثقفين او من عامة الشعب وبما ان قضية ابيي تهم انسان ابيي من الدينكا نقوك في المقام الاول ثم الشعب الجنوبي في المقام الثاني فانه من الواجب تصحيح تلك المفاهيم وازالة التناقضات لان مشكلة ابيي لا يمكن ان تحل دون السند الشعبي من جنوب السودان وسوف اذكر على سبيل المثال بعض المفاهيم المخلوطة والتي تكون لها اثار سلبية على قضية.
يعتقد بعض الناس من جنوب السودان ان سكان ابيي هم خليط من الدينكا نقوك والمسيرية مربوطين بعلاقات الزواج والنسب فيما بينهم.
كما يعتقد بعض الناس ان ابناء ابيي لم يشاركوا في صفوف الجيش الشعبي في حرب التحرير.
ويعتقد بعض الناس ان تحرير ابيي واجب يقتصر على ابناء ابيي من دينكا نقوك فقط.
سوف اكتفي بهذا القدر من الامثلة و نواصل الموضوع فهذه المفاهيم الخاطئة ليست بالضرورة منتشرة وسط كل الجنوبيين كلهم لكن نحن في حاجة الى الدعم العاطفي من كل الجنوبيين و يستوجب تعريفهم بالصحيح ونقف بقلب رجل واحد فمثلا الحديث عن اختلاط اجتماعي بين مجتمع المسيرية و دينكا نقوك غير صحيح فالمجتمعين كانا في حالة صراع دائم حالت دون ازدهار العلاقات الاجتماعية كالزواج والاندماج الثقافي بسبب دعم الحكومة السودانية للمسيرية ضد الدينكا نقوك فعاشا في حالة الرفض للاخر.
اما بخصوص اشتراك او عدم اشتراك ابناء ابيي في الجيش الشعبي فان ابناء ابيي هم اول من رفعوا السلاح ضد حكومة نميري بعد اتفاقية اديس ابابا عقب تماطل حكومة نميري في اجراء الاستفتاء التي وعدت بها تلك الاتفاقية وكانت تمرد ابناء ابيي في سبعينات القرن الماضي وعقب تاسيس الجيش الشعبي سارع ابناء ابيي للانضمام الى صفوفها وشاركوا اخوتهم في النضال ضد الظلم.
واخيرا مسئولية تحرير ابيي هي مسئولية مشتركة بين ابناء ابيي بصفة خاصة وكل ابناء الجنوب بصفة عامة فالنزاع على منطقة ابيي تختلف عن النزاع في جبال النوبة والنيل الازرق لعدة اسباب لان ابيي كانت تتبع للجنوب وضمت الى الشمال عكس ارادة و مصلحة شعب دينكا نقوك فانسان ابيي كانت ارضه في الشمال بينما يعامل كجنوبيي لانه لا فرق بينه وبين الجنوبي فالثقافة واحدة والامتداد العرقي واحد و من الناهية الاخرى رغم انضواء ابناء النيل الازرق وجنوب كردفان في اثناء حرب التحرير الا مطلبهم كان مختلف فقد كانوا يطالبون بالحصول على حقوقهم في ظل وجودهم ضمن نطاق شمال السودان بينما يطالب ابناء ابيي بالعودة الى اصلهم , في الوقت الحالى الصراع في ابيي تاخذ الطابع القانوني تسير وفقا للحلول السلمية في مراحل معينة و المجتمع الدولي المتمثل في الاتحاد الافريقي و الامم المتحدة تسعى بكل الوسائل السلمية للوصول الى الوضع و الحل النهائي لقضية ابيي الا اننا لا نستطيع الاعتمادعلى دعم المجتمع الدولي وحده لكسب قضية ابيي فالدعم الجنوبي من فئات المجتمع كافة هو العمود الفقري لنجاح قضية ابيي و نعلم ان اعلام المؤتمر الوطني تحاول بكل الوسائل لتضليل الراي العام العالمي لطمس ملامح الواقع في ابيي باختلاق قصص لا مكان لها على ارض الواقع لكن تظل ايماننا قوية وان عودة ابيي الى جنوب السودان اكيدة و و شيكة.
بقلم: بقت مكواج انقويك
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اولا يا استاذ بقت ملواك ليس المؤتمر الوطنى الذى يدافع عن ابيى كما صورت انت فى كتاباتك وانما كل السودان من اقصى الشمال والى اقصى جنوبه ومن شرقه والى غربه مع قضية ابيى وليس المسيريه فقط هم المعنيين بابيى نحن نفرق تماما بين القضايا القوميه والاخرى الداخليه التى تهمنا نحن كسودانيين ونحن قادرين على حلها بعون الله…اما قولك ابيى جنوبيه فهذا ماسوقه الاعلام الجنوبى ولكن انت تعرف تاريخ قدوم دينكا نقوك واستقرارهم فى هذه المنطقه(1906) بعد هروبهم من النوير المقاتلين الاكثر ضراوه واحتماء دينكا نقوك بالمسيريه الذين صدوا النوير على اعقابهم وهذا خير دليل على ان المسيريه موجودون اصلا انما الفرق بينهم وبين الدينكا فهم عرب رحل لانهم يشتغلوب بالرعى اما الدينكا قد استقروا وذلك لاشتغالهم بالزراعه فالمسيريه هذه ارض اجدادهم فكيف تقول بأنها ارض نقوك بدين اذا طفح الكيل وبلغ السيل الزبى فسوف نحررها كما حررنا ابو كرشولا او نتوصل لصيغة معايشه مرضيه للطرفين…فلكم الخيار

  2. الاختلاط موجود والدليل على ذلك بعض ابناء المسيرية يحملون اسم دينق ( انا اعرف واحد بالاسم اسمه دينق عيساى) التقيت به فى سوق ام طجوك – مومو حمام – ربع الحج وهو رجل فى الاربعينات من عمره و مسيرى اما وابا وسمى على صديق والده
    الحل الوحيد هو التعايش ومثل هذه المشاكل المعقدة لا تحل بالسلاح. انظر الى كشمير وحدود جنوب السودان مع يوغندا وكينيا. نعم نحن نعلم انكم كنتم عماد الجيش الشعبى لكن هذا لا يعنى ان يضيع الجنوب وقته وموارده من اجل ابيى

  3. فانسان ابيي كانت ارضه في الشمال بينما يعامل كجنوبيي لانه لا فرق بينه وبين الجنوبي فالثقافة واحدة
    والامتداد العرقي واحد وهكذا ينطيق الحال على اهلنا المسيرية اذا تم ضم ابيى للجنوب يصبحون فى الجنوب وانتمائهم وعرقهم وثقافتهم شمالية , اذن تبرير ضرورة انضمام ابيى للجنوب لم يكن منطقيا . الحل الوحيد الموفق هو ان تكون منطقة ابيى منطقة تعايش اجتماعى وتكامل اقتصادى يربط الجنوب بالشمال او تستمر الحرب ويكون ضحيتها اصحاب الحق الاصليين وهم المسيرية ودينكا نقوك ليصبحو بين سندان الجنوب ومطرقة الشمال . يا اهل ابيى اصحوا وفكروا فى مصالحكم المشتركة والحل لا يتم الا عن طريقكم

  4. مـكواج (جيباك)

    دوما يجب أن يسعى الانسان للسلام بقدر المستطاع والحرب تكون في أخر المطاف واذا رغبت الحرب تاكد من قوة غريمك وتاكد دوما سلام بقدر الربع او النصف أخير واحسن من حرب خاسرة

    أضع في رأسك اذا حاربت حكومة الشمال والمسيرية وقضيت عليهم جميعا هل ستحلوا لك حياة على رؤوس أموات
    فتأكد الحرب لن تكون هي الحل ومن سابع المستحيلات أبادة المسيرية وجيش الشمال أنتم كدويلة جنوبية وليده يجب ان تحافظوا على إنسانكم الذي أنهكته الحروب ولكن من اول بيان لكم بإعلان دولة الجنوب أعلنتم بداية حروب أخرى في الحدود بمدكم السلاح وصناعة حركات مناوية ضد الدولة الاولى وهي السودان
    فأنتم من حرب الى حرب هذا يعتبر تفكير ليس بتفكير حكييم يا سيد أسعوا للسلام وإحترام الغير لا تظنوا أنتم لوحدكم في العالم أنتم الاسياد للدنيا

    أنظر اذا تحارب الدينكا والمسيرية ومات من كل طرف النصف هل هذا هو حل؟

    يا اخي هناك حروب أخرى يجب أن تخوضها أنت ومن معك وهي حروب ضد الجهل والتخلف بتنمية إنسان الجنوب وكما ارجوا إن الاعمار والتنمية هي أشد الحروب للانسان فكروا لبناء وطنكم السودان الجنوبي الحالي وفكروا في إيجاد وسيلة للخروج بسلام في منطقة أبيي لا ينجروا وراء الاملاءات في الدخول في حرب مرة أخرى
    وتاكد اول من يحرق بنيران أي حرب في أبيي هم إبناء الدينكا والمسيرية
    اوصيك لا تظن بعد النفق لا نور تأكد لكل قصية حل
    وشكرا أبو محمد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..