عفواً أصدقاء وطلبة البروفسير عبدالله الطيب ، للبروفسير وجه آخر.

أنا مع ذكر محاسن الموتى ، على الرغم من ضعف الحديث الذي رواه أبوداؤد والترمزي من حديث عمران ابن أنس المكي عن عطاء عن عمران أن رسول الله عليه وسلم قال :” اذكروا محاسن موتاكم ، وكفوا عن مساويهم” . الحديث أنكره البخاري ، وحكم عليه الألباني بالضعف.
يمر علينا العام العاشر بعد وفاة العلامة الألمعي البروفسير عبدالله الطيب عبدالله ? نسأل الله أن يتغمدة برحمته ? وأن يجعل علمه صدقة جارية له.
لقد درج أصدقاء وبعض طلاب البروفسير النجباء ، يعيدون سيرته كل عام يمر على وفاته ، ويحدثوننا عن جوانب لا نعلمها عنه ، أو ينشرون بعض أعماله الغير منشورة ، وهو عمل مفيد نثمنه ونقدره ، وهو يمثل عندي وفاء طلبته لعطائه. لقد كان البروفسير عبدالله الطيب موسعة في علمة ، فهو العالم باللغة العربية وأسرارها ، وهو المفسر والمفكر لدرجة الأجتهاد في علوم كثيرة.
لقد وقفت على مقالات كثيرة كتبها طلبته ، وفي كل مقالة أجد معلومة جديدة عن عالمنا الجليل ? رحمه الله – . وقفت متأملا ما خطه يراع الأخ الدكتور مصطفى أحمد علي عن البروفسير” العبقري الأوحد، في تذكّر عبداله الطيب ” طوّفنا فيها بذكريات البروفسير في جامعة سيدي محمدبن عبدالله بفاس ، وعن الدورس الحسنية التي كان يلقيها العلماء في شهر رمضان في حضرة جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله .
نقول في العامية ” الميت في ذمة الله ” يفعل الله به ما تشاء ، أما المشتغليين بالتاريخ كأمثالي نقول “في زمة التاريخ” ، ولما كان بعض ضروب التأريخ بأنه علم لا يرحم ، وهو يقلب وينقب وينقد كل الأوجه ، فأقول هناك جوانب سالبة في حياة كل منا ، لا يرصدها ولا يكشف نقابها إلا التأريخ.كنت أتوقع من طلبة البروفسير وأصدقائة العارفين به أن يقدموا لنا الجانب الآخر عن أستاذهم.
لقد سجل لنا التاريخ بعض الهنات عن حياة البروفسير عبدالله الطيب ، سوف أوردها بالتسلسل .
بداءاً بموقفه من أحداث توريت المؤسفةعام 1955 التى راح ضحية لها مجموعة الأسر الشمالية بتوريت ، وقف البروفسير موقفاً لا يشبهه ولا يشبه العلماء ، فطفق يكتب ويهجو أهل الجنوب بهجاء لا يقل بشاعة عن هجاء المتنبي لكافور ، ويذكرهم بالزبير باشا ، وهو القائل :
ألا هل درى قبر الزبير بأننا * نذبح وسط الزنج ذبح البهائم
فالإشارة للزبير يعني بها الزبير باشا ، قد أثبت تهمة يحاول قبيلة الزبير باشا نفيها عنه وعن قبيلتهم ، وهي تهمة تجارة الرقيق ، وبالتالي موقف البروفسير هنا يبدو وكأنه يؤيد وحشية وفظاعة الزبير باشا في قهر الجنوب . ومذلك أشارته ووصفة للجنوبيين بالزنج يعيد للأذهان ثورة الزنج بالبصرة ، وهو يردد ما قاله ابن الرومي عن ثورة الزنج ، وهو أيضاً من يخوفنا به كل من الدكتور نافع على نافع ، والطيب مصطفي ، وثلاثتهم ينتمون لنفس القبيلة التي إنتسب لها الزبير باشا.
أما الثانية ، نكتشفها في مذكرات الدكتور إحسان عباس عن سيرته الذاتية في مؤلفه ” غربة الراعي ” التي نشرتها دار الشروق للنشرعام 1996 ، حيث يذكر الدكتور إحسان عباس كيف أن الدكتور عبدالله الطيب ? رئيس قسم اللغة العربية – صعّب له أمر تجديد عقد عمله كأستاذ بجامعة الخرطوم ، بشبه أن الدكتور إحسان عباس هو مصدر معلومات كتاب الأديب اللبناني أحمد أبو سعد ” مختارات من الشعر العربي “. الكتاب يصف الدكتور عبدالله الطيب بأنه يكثر الهجاء لوطنه وأهل وطنه ، وذلك لا يليق بعباد الله الطيبين. ووضع الدكتور عبدالله خيارات صعبة للدكتور إحسان عباس منها أن يتم فصل الأستاذين مصطفى عوض الكريم ومحمد المهدي المجذوب من قسم اللغة العربية ، أو أن يجدد له عقده لمدة عامين ، رفض الدكتور إحسان أن يكون سببا في فصل زميله ، وكما رفض عرض تجديد عقده لسنتين بدلا عن خمس سنوات . فقرر مغادرة السودان ، الذي أحب أهله وأحبوه .
أما الثالثة ، يظهر عدم ديمقراطية الدكتور عبدالله الطيب في رفضه قبول نتائج معركة إنتخابات أدارة جامعة الخرطوم عام 1968 التي فاز بمقعدها الدكتور عمر محمد عثمان (كلية الإقتصاد ) فاحتج الدكتور عبدالله الطيب ، وقال إن النوبيين تآمروا ضده وقام بنشر قصائد بالصحف بهذا الصدد.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مقال غث لا يسمن ولا يغني من جوع ويبدوا ان لك ثارات مع المرحوم ولضعف حججك في النيل منه حاولت ان تربطه بنافع والطيب مصطفى – عموما رحم الله عبد الله الطيب وشفاك قبل ان تلحق به ويحاجك عند رب عادل

  2. ان صدق مانسب للدكتور عبدالله الطيب من قوله بأن بالعرب كانت عشر قبائل اشتهرت بالحسد هاجر منها تسع للسودان ، فلاشك عندي انك من احدها. أي فائدة نستفيد منك ان تغتال في شخصيته والتي هي من القلائل جدا التي يبجلها السودانيين، انه الحسد لاشك.

  3. من عيوب علماءنا ومنهم البرفسور عبد الله الطيب تجاهله وغضه الطرف عن سياسة الإقصاء والأذدراء والتهميش التي أنتهجها أبناء أقلية الجلابة من القبائل الثلاثة (جعليين، شايقية ودناقلة) على بقية مكونات الوطن السوداني الكبير، وأرتكبوا في سبيل تكريس السلطة والثروة في أيدي أبناء القبائل الثلاث المذكورة أبشع الأنتهاكات وجرائم الحرب وجرائم ضد الأنسانية والإبادات الجماعية، من خلال جيش عنصري التركيبة سيطر الجلابة على مناصب الضباط وخريجي الكليات العسكرية بصورة شبه حصرية فيه. هذا الجيش العنصري البغيض والذي يطلق عليه اصطلاحا (قوات الشعب المسلحة) أرتكب أفظع الأنتهاكات ومارس أحط وأقذر سياسات الوقيعة والفتنة بين القبائل ومد أطرافها المتحاربة بالأسلحة الفتاكة لأحداث أكبر عدد من خسائر في صفوف ابناء هذه القبائل. هذا الجيش العنصري كانت وما زالت تسانده اذرع مدنية مثل وسائل الإعلام (تلفزيون، إذاعات وصحف صفراء)، السلطة القضائية ومؤسسات المال والتجارة في الدولة إلى جانب أحزاب طفيلية (الأمة ، الاتحادي، البعثي والشيوعي) وتبرر لممارسته البشعة وتسوق لقوميته المفقودة.

    البرفسور عبد الله الطيب وغيره من العلماء وقادة الرأي العام كانوا يدركون هذا الواقع المرير ويعرفون حجم الخسائر البشرية المهولة، التي وصلت إبادة قرى باكملها وتهجير مناطق كاملة في الجنوب ومع ذلك ظلوا يغضون الطرف عن ممارسات القتل والأذدراء والإقصاء والتهميش وسفك دماء الأبرياء.
    لذلك فانا شخصيا لا اتشرف ولا أحتفي بأشخاص وعلماء من شاكلة عبد الله الطيب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..