استلبتها شخصيته العلمية والفكرية .. ليمياء متوكل :التجاني الماحي شغلني عامين لانجاز الاحتفاء بمئويته

حوار : ماجدة حسن

ربما يعرف الكثيرون ليمياء متوكل من خلال برنامجها الشهير(حلو الكلام) عبر إذاعة( البيت السوداني) , لكنني عرفتها (دؤوبة) من خلال بحثها في سيرة البروفيسور الراحل التيجاني الماحي خلال عام كامل من اجل الاحتفاء بمئوية ميلاده التي بثتها إذاعة( البيت السوداني) , وكواليس الثلاثية ومصادرها وضيوفها وردود الفعل عليها كانت مثار فضولنا وأسئلتنا في هذا الحوار.
تقول ليمياء: فكرة التوثيق وإحياء الذكرى للبروف التجاني الماحي بدايات العام 2009م عندما قدمت في استديو المنوعات معلومة عنه عرفت فيها انه أول أفريقي يتخصص في علم النفس وانه أبو الطب الأفريقي وانه يتحدث مجموعة من اللغات من بينها الهوسا والكتابة الهيروغليفية وكنت مندهشة جدا وبدأت رحلة البحث عن هذا المفكر ولشح المعلومات لم أجد في الشبكة الدولية للانترنت سوى السيرة الذاتية ،و تشاء الظروف وأنا اعد في يوليو 2011م برمجة برنامج في المقهى للاحتفاء بعام البيطرة والتقى بأول خريجات سودانيات من جامعة الخرطوم كلية البيطرة وهن دكتورة ختمة حسن الملك ودكتورة نادية عبد القادر ودكتور منى الماحي لم اصدق حينما عرفت أنها الشقيقة الصغرى للبروف وبعدها بدأت في الإعداد واستقبلني الأستاذ مصطفى محمد الماحي شقيق البروف التجانى ودكتورة منى بمنزلهم بالصافية وأعطتني مجموعة من المصادر كانت خير معين في البرمجة وهي التيجاني سادن المعرفة للدكتور حسن ابشر والمجلد الثاني الذي حققه البروف احمد الصافي والدكتور طه بعشر ومجموعة المقالات التي خرجت في العام 1971 فى مجلة (الخرطوم) لمجموعة من المفكرين وزملاء وتلاميذ الراحل ومجموعة من الأسماء, وإصدارة البروفيسور مقدمة في الطب العربي الذي صدر العام 1959 وكتابات أخرى متناثرة عن الكوة وعن البروف.
* ولماذا كانت فكرة الاحتفاء به على أيام؟
فكرة أن تكون البرمجة على مدار عدد من الأيام جاءت من عظمة الراحل وما قدم لتاريخ الصحة النفسية عالميا وداخليا وعن الشخصية الموسوعية وعن غزارة المادة والمعلومات من قبل مجموعة من الذين اثروا البرنامج حضورا وحكيا عنه انه بحق يستحق ان نحتفي بمئويته, وقد اشار طارق البحر مدير الإذاعة الى ان تكون الاحتفائية على مدار ثلاثة ايام ونطلق عليها ثلاثية الاحتفاء بمئوية البروفيسور التجانى الماحي.
* كيف تحصلت على ضيوف الثلاثية؟
اتصلت بهم من قبل شهرين بالضبط وابدوا استعدادهم للمشاركة وهم بروف احمد الصافى وبروف الزين عباس عمارة ودكتور قاسم عثمان نور والأستاذ بدر الدين سليمان صهر التجانى وابن اخت التجاني وبروف احمد الفحل أمين مكتبة جامعة الخرطوم والخبيرة النفسية بمستشفى التجانى الماحي حنان عوض والدكتور كمال ابوسن استشاري نقل الأعضاء بالمملكة المتحدة وعرفت ان دكتور حسن ابشر خارج السودان هو والأستاذ مالك بدري وشيخ أردني عبد الرحيم واتصلت أيضا بالدكتور احمد عثمان سراج والدكتورة ناهد محمد الحسن كما تم الاتصال بمكتب السيد الصادق المهدي للمشاركة وأيضا عرفت ان بينه وبين البروفيسور التجانى علاقة وذكريات أيضا تم الاتصال بمكتب البروفيسورالزبير بشير طه وتمت الاستجابة من البعض بالإضافة لأسرة التجانى .
وبمشاركة طاقم من الإذاعة بدأ التسجيل من سبتمبر وبدأ الترويج في الإذاعة بهذه البرمجة والانطلاقة في نوفمبر.
* بم خرجت من هذه البرمجة؟
قرأت أكثر من أربع مرات مقالات التيجاني وما قرأته فيها مفهوم الصحة العقلية في التاريخ وفى شرق البحر الأبيض ومجموعة بحوث منها ديناميكية الصراع والتحول الحضاري والعلاقات الإنسانية وأثرها في تربية المواطن العربي ورعاية الطفل وعلاقتها باضطراد العمران والعقاقير والأصول العربية للطب الشعبي فى السودان وبقية المقالات المهمة له وإصدارة الزار والطمبرة فى السودان وما كتب عنه, وتاريخ الطب العربي له ,فتخيلي بم خرجت من هذه العوالم؟؟ هذا غير الحديث الطيب عنه من قبل الضيوف أنا ما زلت في عالمه وقد استلبتني الشخصية المبهرة العظيمة ومعجبة بالتاريخ وبالسيرة المفخرة وسعدت جدا أن ارتبط اسمه بإذاعة البيت السوداني وقد احتفينا بمئويته وسعيدة ان يرتبط اسمي في الإعداد بالبروفيسور التجانى الماحي وأمنت إن من هذه الأرض خرج كثيرون عباقرة يجب أن نعرفهم ونتعرف عليهم ونعرف بهم الآخرين عبر الإذاعة.
* نعرف عنك اهتمامك بالتوثيق والدليل أكثر من مائة وسبعين شخصية كانوا في برنامج (حلو الكلام) ما سر هذا الاهتمام؟
أثق في الشخصية السودانية وأوقن ان ملايين الملايين من المفكرين والعلماء يعملون في صمت بعيدا عن الإعلام في تقديم ما يفيد وهذا هو دور الإعلام والإعلامي بالتعريف بهم وبما يقدمون من قضايا في المجالات كافة لذا تجدني مهمومة وشغوفة بمعرفتهم. وعلى الصعيد الأدبي نعم ضيوف كثر في برنامج (حلو الكلام) وأقول استمتع ثلاث مرات عند جلوسي مع الضيف قبل التسجيل وعند التسجيل وعند بث المادة وأكون متوجسة ومتوترة بالنسبة لردود الفعل من الجمهور وقد تعلمت كثيرا وأفادتني هذه التجربة ومن هذا التنوع الفكري لضيوف حلو الكلام وكثيرون أيضا اعد بهم المستمع في المستقبل.

الراي العام

تعليق واحد

  1. مجهود جبار ومقدر ويعبر عن وطنيه صادقه ارجو منك ياأستاذه ان تجمعي كل هذا الجهد لهذه التوثيقات في شكل كتيب او موقع الكتروني او بمساعده موقع الراكوبه الرافد والموقع السوداني المخلص حتي يستفيد منه جيلنا الحالي والقادم جزاكم الله خيرا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..