تداعيات إعتقال حسين هبري وابعادها السياسية والاجتماعية في تشاد

*. ما هو التأثيرالذي سيحدثه اعتقال حسين هبري ومحاكمته في الداخل التشادي؟
* هل أن ملاحقة أنصار هبري، أو ممن خدموا معه آنذاك من قيادات رفيعة مستهدفة حالياًً، او الذين تم اعتقال بعضهم على خلفية الحدث في الداخل والخارج، سيسكتون وتكمم أفواهم وتمر القضية مرور الكرام، أم ان جرد الحساب بين الاطراف سيطول خلال عاجل الأيام القادمة؟
* ما هي العواقب التي قد ستنتج عن قضية هبري وتداعياتها الآنية واللاحقة بين أبناء الشمال في التبستي ب(BET)؟
* ما هو الأثر الملموس لدى المواطن التشادي في ظل الحملة التي يقودها إدريس دبي هذه الأيام لتعبئة الرأي العام التشادي ضد القضية وفي هذا الوقت بالذات، وبعد (23)سنة من الملاحقات القانونية المستمرة لحسين هبري، ولماذا؟
* هل أن هبري هو الرئيس التشادي الوحيد الذي اقترف جرائم بحق الشعب التشادي والآخرون من بعده أبرياء ؟
* اين هي الحقيقة الغائبة في ملف قضية هبري؟، أو أن الأمر كما ذكرت زوجة هبري أن القضية كلها كانت ممنهجة بعناية ودفع مقابلها أموال طائلة(2) مليار فرنك مقابل تحريك المياه الراكدة؟
* لماذا أبناء الشمال في (BET)، وبعد صراع طويل بينهم حول السلطة(هبري/قوكون/دبي) يصفون حسابات سياسية بينهم عبر القضاء، وهم في عاداتهم وتقاليدهم لايعيرون للقضاء أهمية مطلقة دون الرجوع إلى العرف المحلي كما جرت العادة في كثير من المواقف المشهودة لهم في تشاد؟
* هل ان هذا الأمر يعدو مجرد صراع نفوذ اجتماعي وسياسي برز للسطح بعد غياب القذافي عن المشهد في شمال تشاد، ويراد به سيطرة فئة على أخرى على مصير الشمال، أم أن الموضوع كله يعتبر ترسبات ماضٍ وضغائن قديمة حان الوقت لإيجاد مخرج لها عبر المحاكمات والصاق التهم وتجريم اناس بعينهم لابعادهم عن المسرح السياسي في تشاد، وكأن احدا لم يرتكب جرماً بالبلاد؟
* ما هو صلة قضية حسين هبري بالأزمة الليبية التشادية في الحدود بعد سقوط معمرالقذافي؟، وهل ان سلطات طرابلس الجديدة ستقف متفرجة على الوضع في حال اندلاع حريق هائل حول الحدود المشتركة؟، لاسيما وأنها كانت في الماضي حليفة لهبري(جبهة إنقاذ ليبيا) التي وقف معها هبري، واحتضنها كمعارضة سياسية وعسكرية مشروعة للشعب الليبي في وقت عصيب، ولا يمكن لاحد أن يتبنى معارضة ليبية خارج التراب الليبي في ذاك الوقت، حتى من قبل الدول العربية؟
* ماذا يجري من تطورات وترتيبات سياسية واجتماعية في إقليم التبستي ولا يدري به الشعب التشادي؟.. بروز قيادات جدي، ومسؤولون جدد، وأناس يطلون إلينا برؤس وبأساليب جديدة، هل هذه تبستي التشادية التي نعرفها، أم أن هناك شيئا غير معلوم طرأ ولايعلمه التشاديون، وبعيداً عنا في صحرائها القاحلة وجبالها الوعرة؟
* كيف نستقرء إفادات رئيس الوزراء الليبي علي زيدان لوسائل الإعلام:-(أن تشاد تلعب دور المحرض للقبائل المشتركة ولأغراض سياسية من عبر الحدود)؟، ماذا يعني الوزير الأول الليبي بذلك؟
* ما هو وجه الصراع المحتمل في شمال تشاد بغض النظر عن قضية محاكمة حسين هبري؟ هل هي سياسية، ام قبلية، وما هي الأطراف المرشحة افتراضاً للصراع وفقاً للحملة التي يقودها إدريس دبي هذه الأيام؟ وما هو الدور الذي سيلعبه السلاح الليبي السائب في الحدود بين البلدين في ذلك الصراع بعد سقوط القذافي؟
* إلى متى ستظل حدود تشاد وليبيا متازمة ومشتعلة منذ عهد القذافي والى اليوم بسبب قطاع شريط(أوزو)في الماضي، أو غيره حالياً، ولماذا؟.. وأسئلة ..وأسئلة ..

** لسنا بصدد الإجابة على التساؤلات أعلاه، ونترك المجال هنا لذاكرة القارئ للإجابة عليها، أو يشحذ خياله لكي يعرف من جملة التساؤلات ماهية نوع الإجابة الممكنة حسب مقدراته الفكرية، وبالطبع أن القارئ لبيب ومراقب ومطلع وقريب من الأحداث التي تدور حوله..

– لا احد ينكر في البلدين أن المشكلة بين ليبيا وتشاد ستظل معقدة ومتقدة باستمرار، وستظل على حالها بسبب، أو بغير سبب، وهنا لايسعدنا المجال لذكر الأسباب مجتمعة، أو تفاصيلها من والى، ولكن الواقع يقول لنا أن الأزمة التشادية الليبية ليست وليدة الليلة، أو الحدث العابر، ولكنها مجموعة متكاملة من صور مخلفات سياسات سابقة وسيئة وبغيضة لدى الشعبين، ولكن الشعبان ورثانها كماهي، وكما تبدو للعيان أمامنا اليوم.
ولقد كانت سياسة القذافي في تشاد، سياسة متسلطة باتجاه شعب تشاد وفقاً لطموحات توسعية، وتعبرعنها بصراحة ابجديات سياسته كما يعرف الكثيرون، وهي ان تشاد حديقة خلفية لأمن القومي الليبي عبر تأمين الحدود المشتركة، وتقابلها سياسة حكومات تشادية متعددة بسبب وجيه، او غير وجيه أحياناً، وان اغلب السياسات بين البلدين كانت تعبر عن (صب الزيت على النار)، ليزيد الوضع إشتعالاً،، ولايمكن أن تهدء النار المتقدة بين البلدين إلا بتغيير المتسببين في إشعال الفتيل،، ويقول المثل التشادي :-(إذا أُحرق منزل جارك فلا تفرح فان السنة اللهب، أو شرارته قد تمتد إلى منزلك)..!!
** هكذا كان حريق ليبيا منذ عهد القذافي أتى ليحرق التشاديين ويسرق منهم الحياة الغالية، والسبب، أننا جيران،!! وفي حكاوينا الشعبية المتواترة تقول:-( كانت الحدأة، أو الحدية جاءت لتبني عشاً لها بين مجموعة من اعشاش الطيور، فقالوا لها انك سيدة للجريمة، لانريدك أن تبني عشاً بيننا، فقالت لهم أنني طائر مثلكم، وبعد شد وجذب، فوافقوا لها ببناء عش لها بينهم.. ففي يوم من الأيام اختطفت الحدية لمحاً مشوياً، والتصق باللحم جمرة نار، فوضعته في عشها كي تطعم فراخهها، فإذا بكل الأعشاش تحرق الواحد تلو الآخر .!)..
** خلال حكم القذافي أن تشاد كانت من ضمن الدول التي نالت نصيبها الكافي من التسلط الليبي والتغول على أراضيها(احتلال شريط أوزو)، وذاق الشعب التشادي الأمرين من سطوة القذافي التوسعية على اعتبار أن تشاد عمق امني واستراتيجي لليبيا القذافي، وفي تلك اللحظات التاريخية سقط أناس محبوبين إلى قلوب في سبيل الأرض التشادية في معركة التحرير، وإنني كنت ممن دعوا إلى إسقاط سلطة العقيد منفرداً وبدون تحفظ، وكانت سلطات أنجمينا ترسل المرتزقة إلى ليبيا لدعم القذافي من اجل المال أو المجاملة السياسية، ولا ننسى أن لليبيا القذافي مصالح مع النظام الحالي ما تزال مستمرة، وإلا كيف نفسر أن إدريس دبي لازال يضمر العداء الى السلطات الجديدة هناك، و ويتهمها بدعم تمرد تشادي في الوقت الذي يقوم بحماية بقايا القذافي والحفاظ على أموال ليبيا المنهوبة بتشاد؟.. فضلاً عن اللعب بتناقضات القبائل المشتركة بين البلدين كما ذكر الوزير علي زيدان، ونقول وبكل تأكيد أن دبي لم يتعلم من أخطاء الماضي، وتحديداً في مشكلة دارفور مع السودان الشقيق واللعب بالتناقضات القبلية وسفك الدماء البريئة وحياكة المؤامرات والدسائس عبر الحدود..

** وفي الاخير، أن محاكمة حسين هبري مطلب شعبي تشادي، ولكن عندما يروج له دبي نعتبره جزء لا يتجزأ من الهروب من الواقع المرير خلال خدمته العسكرية والأمنية مع هبري،، والتاريخ لا يرحم، إدريس دبي هو واحد من أعوان هبري في آلة القتل بجميع مراحلها، وان ثار على هبري فهذا لايعني انه اسقط الحق العام للمواطنين المتضررين جراء الأحداث الدامية في تلك اللحظة الحرجة من تاريخ تشاد العبثي خلال(8) سنوات عجاف، ولاتزال آلة الأجرام مستمرة، وباسم سلطة إدريس دبي خلال(23)عاماً، وهي الاكثر دموية من العهد الذي سبقه في عهد هبري ..
** فنقول أن دبي شريك جريمة هبري بكل المقاييس رغم انه يريد أبعاد نفسه من أحداث جرائم هبري سياسياً وقانونياً، ولا يمكن أبداً….فالاجابة تأتي لنا من مواطني جنوب تشاد، وتقول لنا:-(ا ن دبي ارتكب جرائم بحق الشعب التشادي أكثر من هبري. بأضعاف مضاعفة، ومنها الاغتيالات السياسية للمدنيين والعسكريين، ومواطنين عاديين شرفاء)، بل امتدت لتصل إلى دول الجوار(دارفور، أفريقيا الوسطى، ليبيا ومالي..الخ..
** لا نعقد مقارنة في الجريمة الوطنية لحسين هبري بتشاد والأجرام الكبير الذي يقوده إدريس دبي في داخل البلاد وخارجها..
ونواصل

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كلهم في القتل سواء ، منذ تمبل باي ، فليكس مالوم ، جوجوني ودي ، حسين هبري ، إدريس دبي ، كلهم مجرمون قتلة قبليون عنصريون جهويوت ، ليس لهم وازع ديني أو أخلاقي يردعهم من سفك دماء الأبرياء ، نظر أخي نصف سكان تشاد مهجرون خارج الوطن ، في نيجيريا والكاميرون وأفريقيا الوسطى والسودان وغيرها من الدول الفريقية ، بل نجد كثيرا منهم غيروا جنسيتهم وتخلوا عن انتمائهم لتشاد وذلك بسبب حكامها الظلمة الذين بطشوا بهؤلاء المساكين ..
    أانظر أخي العزيز تخلف تشاد كدولة ، وتخلف التشادي كمواطن كل هذا بشبب حكامها المتخلفين الذين أسندوا ظهورهم على القبيلة والعنصرية والجهوية .. وهذا الغبي المسمى إدريس دبي ، أقل نا يوصف إنه شخص منفصم الشخصية
    وشكرا لمقالك ونأمل الإجابة على ما طرحته من أسئلة ولك التحية مرة أخرى ,,,

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..