التجربة الإسلاموية الكيزانية وأثرها.. !!

هل حكم الإسلاميين لنا تجربة وستنتهي؟. وما هي أثارها؟.
لذلك أنصحك بمشاهدة الفيلم الأمريكي التجربة بالرغم من إنشغالك بتجربتك الخاصة ودخولك فى دوامة عويصة نوعيا أو فيلم رعب أو مسرحية سخيفة تعايشها يوميا. لقد سنحت لى الفرصة بمشاهدة فيلم “The Experiment”. الفيلم عبارة عن قصة حقيقة للدراسة النفسية التى قدمها مجموعة من الباحثين يقودهم الدكتور فيليب زيمباردو من جامعة ستانفورد. عرف فيما بعد بإختبار سجن ستانفورد.

ويحكى الفيلم؛ بمقابل مادى، أعلن عن الإختبار فى الصحافة. شباب يتم سجنهم لمدة إسبوعين بشروط بسيطة جدا أهمها أن الدين ليس شرطا أساسيا، أي كل له دينه. فى النهاية اختير 24 شابا. قسمت المجموعة عشوائياً بالتساوى إلى 12 مسجون و 12 حرس. تسلم الحراس عصي شرطة، وبزات، وكاميرات لمراقبة المساجين واتيح لهم حق التمتع بحرية فى إختيار ما يأكلون والخروج بحيث دوامهم فى شكل ورديات. أما السجناء فألبسوهم رداءتً فضفاضة بلون واحد من دون ملابس داخلية وصنادل مطاطية كتموت تخلى أو رطب. وكل سجين ألصق فى رداءه رقم. وكان عليهم لبس قبعات ضيقة من النايلون لتبدوا رؤوسهم كما لو أنها محلوقة تماماً. كما وضعت سلسلة صغيرة عند الكاحل كمنبه دائم على أنهم مسجونون ومضطهدون.

التوجيهات التى أعطيت للفريقين عدم العنف الجسدي. التجربة يمكن ان تنتهي فى أى لحظة إذا رأى المراقبون خروج التجربة من مجراها وذلك بإضاة نور أحمر.

قال د. زيمباردوا للحراس: «يمكنكم أن تولدوا إحساساً بالخمول لدى السجناء، ودرجة ما من الخوف، من الممكن أن توحوا بشيء من التعسف يجعلهم يشعرون بأنكم تضطهدونهم وبأننا جميعاً نسيطر على حياتهم. حددوا خصوصياتهم ولا خلوات. سنسلبهم من شخصياتهم وفرديتهم بمختلف الطرق. بالنتيجة نريد ان نولد هذا الشعور بفقدان السيطرة من طرفهم. بهذا الشكل سوف تكون لنا السلطة المطلقة ولن تكون لهم أي سلطة.». ولنعرف نتيجة ما هي رد الفعل.

لم يتحدث د زيمباردوا مع السجناء فتركوا ليواجهوا ما أعد لهم.
دجج المكان بالكاميرات لمراقبة التجربة. كان الجميع حريص على إنهاء التجربة للحصول على المقابل المادى. ولكن هل تمهل المحاكاة التجربة حتى تكتمل الصورة؟.

فبعد اليوم الأول الذي مر دون ما يستحق الذكر، تفاقمت الإحتكاكات فى اليوم الثانى الذى أسفر عن عصيان. تطوع الحراس للعمل ساعات إضافية للقضاء على التمرد، دون أي إشراف من قبل الطاقم المشرف على الاختبار. بعد ذلك،
إبتكر الحراس حيل بمحاولتهم تفريق السجناء والفتن بينهم وتحريضهم ضد بعضهم البعض من خلال تقسيمهم إلى زنزانتين واحدة ((للجيدين)) والآخرى ((للسيئين))، ليوهموا السجناء من وراء ذلك إلى أن هناك مخبرين تم زرعهم سراً بين السجناء. لقد نجحت الخطة وآتت الجهود أكلها، فلم يظهر بعد ذلك أي تمرد كبير. وقد ذكر بعض المستشارين بأن هذه الخطة تستخدم بنجاح في السجون الحقيقية في أمريكا !.

وسرعان ما تحول السجن إلى مكان منفر وغير صحي. وصار الدخول إلى الحمامات امتيازا، قد يحرم منه السجين. وقد أجبر بعض السجناء على تنظيف المراحيض بأيديهم المجردة. وتم إخراج الفرش والوسائد من ما سميت زنزانة
((السيئين))، وأجبر السجناء على النوم عراة على البلاط. أما الطعام فكثيراً ما حرم السجناء منه كوسيلة للعقاب. و فرض العري على السجناء وتعرضوا للتحرش الجنسي والإذلال من قبل الحراس. ولم يحدث أي تحرك أنذاك.

مع تقدم التجربة، ازداد السلوك السادي عند بعض الحراس. شاعت بين السجناء مظاهر البكاء والاضطراب في التفيكر. والطريف ان الذى سيطر على قيادة الحراس وأصبح عرابهم يعطيهم أفكار القمع والتعذيب النفسى ويصدر الأوامر كان قد قال في المعاينة: أنا متدين ومصدرى لمعرفة الخطأ من الصواب والخير من الشر هو الله عز وجل.

وحدثت إضرابات وضرب عنيف بعد أن تم قتل أحد السجناء. فنشبت ثورة عارمة تسلح فيها السجناء وتراكم عندهم الشعور بالإنتقام وهبوا لينقضوا على الحراس وأوشكت أن تكون مجزرة دموية حقيقية لا تبقى ولا تذر لولا ان الإختبار انهي بعد 6 أيام فقط.

وخلاصة الإختبار او هذه التجربة هو لإستعراض ومعرفة أنواع وأنماط الطاعة والانصياع التي يبديها الناس عندما يتعرضون لنظام أيديولوجي يحظى بدعم اجتماعي ومؤسساتي. لقد تم توظيف هذا الاختبار لتوضيح وفهم معالم قوة (السلطة). وبدت نتائح هذا الاختبار متوافقة مع اختبار أخر أجراه عالم إسمه (ميلغرام) وسمي باسمه. وهو يدعم فكرة ((التنسيب المكاني)) التي تقول بأن الوضع أو الواقع هو الذي سبب سلوك الأفراد في الاختبار أكثر من أي شيء موروث في شخصياتهم.
وختم د زيمباردو بأن السجناء يمكن ان يستجيبوا بأحد ثلاث طرق: إما المقاومة بنشاط، أو الانهيار، أو بالرضوخ والطاعة وهي حالة ((السجين النموذجي)).

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..