من وحي الأزمة المصرية

ولعل الواقع الذي افرزته ثورات الربيع العربي جعل من حسابات المراقبين للأحداث يعتورها التعقيد قليلا .فثمة متغيرات القت بثقلها في قواميس السياسة .فباتت الديمقراطية التي تمت ولادتها متعسره يصيب جسمها اعراض حديثة من متلازمة الواقع ..فقد غاب باختياره الخوف من السلطة وحاكميها الي حيث الجرح والتعديل والمحاسبة العاجلة التي تخضع سنين الحاكم الي مقاييس النجاح والفشل ومن ثم الخروج والتظاهر لأسقاط الرئيس..علي ضوء الحساب والنتيجة ..
بدأ الموقف من مصر والتي ينظر لثورتها دائما بالتقدير فموقع الدولة وتعمقها في الخارطة العالمية جعل من ثورتها مسار إهتمام وتأمل عميقين كانت بدايته بالثورةالجماهيرية التي اجبرت الحاكم ساعتها علي خلع نفسه وتسليم السلطة للجيش ومن ثم كانت العملية الديمقراطية ..ولكن الديمقراطية التي رسخت في اذهان الناس علي ان الإنقلاب عليها دائما يكون بليل من (العسكر) هاهو الشعب المصري يدخل مفردة حديثة علي الواقع السياسي بؤأد الديمقراطية عبره ..ولعل ذلك قد يكون مبعث تساؤل واستفهام نتجاوزه باختيارنا الي حيث مانريد ان نكتب باقلامنا الا ان ذلك الواقع الجديد قد يجعل من دول الربيع العربي كلها في حيز الأزمة فالتحاكم الحقيقي اضحي لدي الشعب سواء بالحكم علي التجربة بالسلب والإيجاب ..
اضحي الشعب لاعبا اساسيا في قبول ورفض الحاكم المنتخب .لم يعد هنالك من صبر علي الديمقراطية في ظل تلك المحاكمة القاسية ..فالشعب اضحي يستعجل قطف الثمرة فهو يريد رفاهية عاجلة تكون مكافاة حقيقية لجهده ومجهوده في الخروج علي الحاكم ولكن طبيعة الثورات الشعبية تحتاج للصبر الجزيل بغية الخروج من حماس الثورة الي ساحات العمل والرفاهية ..
وفي ظل تلك المتغيرات يصعب اختيار البديل الذي يتوافق عليه كل الناس ..ففي الحالة المصرية اذا نجحت المعارضة في مسعاها بسحب الثقة من الحاكم المنتخب من يضمن مستقبلا ان لا يخرج اولئك المعزولون فيقومون بتعبئة الشارع ضد الحاكم المنتخب بنفس الشعارات ونفس المنوال وبالتالي يتبدد الاستقرار وتعم الفتنة وتدخل البلاد حيز الفوضي الخلاقة ..
يحمد للشعوب خروجها باختيارها علي كل مستبد طاغية في حكمها وخروجها عليه .لكن ينبغي ان ينظر للخروج الي الشارع من زوايا شتي قد تفتح الباب واسعا لتكهنات غير محمودة العواقب وغامضة للنتائج ايضا قد تدخل جمل البلاد في سم الخياط وتعصف باستقرارها وماتنشده بخروجها في مستنقع الأزمات سبعين خريفا ..ولعل دول الربيع العربي اضحت تتحسس شعوبها خوفا من تكرار النموذج المصري في الخروج السافر علي الديمقراطية ..وبعضهم يستبعد تماما حدوث ذلك ولكن قرائن الاحوال ومااستجد من متغيرات يجعل من استقرار كل الدول في كف عفريت ..فالشارع اضحي ذو استجابة سريعة لكل دعوات الخروج واسترداد الحقوق علي ضوء ماراينا في الواقع المصري ..
هو واقع جديد يستحق الدراسة العميقة .فالديمقراطية لم تعد محصنة في ظل هدير الشارع وشعاراته المباشرة ..ولم يعد هنالك من صبر حقيقي يضمن لكل رئيس منتخب في انزال برنامجه لارض الواقع فقد يسبق (الغضب) عليه الصبر عليه فلاتجدي ساعتها مفردات الشرعية والانتخاب ..فقد حكم الشعب علي التجربة بالفشل وقد يكون الاجماع ساعتها بالتحاكم الي العسكر ..ولكن هل يصبر الشارع علي ذلك الواقع ام يحكم عليها بالخروج اخري ..

مهدي ابراهيم احمد
[email][email protected][/email] Mhadihussain @gmail.com

تعليق واحد

  1. عزيزي مهدي إبراهيم احمد / السلام عليك
    هي فقط أربعه أعوام ولا احد لديه صبر ولا يوجد احد يحترم
    خيار الشعب !!! ( كلهم ) في مصر والسودان ( العسكر )
    يلتهمون تضحيات الشعب ويهدرون مجده بدواعي كثيره
    فنحن الان وسط منطقه ضبابيه تتعاورها رياحهم الهوج
    فتكسوها بطبقه كثيفه من الغبار فيحسبها العابرون منهم
    بغير عشق او التزام كياناً مظلماً يصيب حتي اخلص الرجال
    بالخيبة !!! والتي تدفع بعضهم الي حد الخيانة !! وشكراً

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..