أخبار السودان

التسليم والتسلم والتسريح السياسي

د. حيدر ابراهيم علي

من المؤكد أن الكثيرين قد اصيبوا بقدر كبير من الغضب والاحباط وخيبة الأمل بل قد يكون اشمئزازا، بسبب الاحداث السياسية التي عاشها السودان هذا الاسبوع.فهي تحمل قدرا من الاستخفاف وعدم الاحترام لهذا الشعب العظيم الذي ارتقي بقياداته هذه لمدارج التقديس.ولكننا بدورنا نتحمل مسؤولية الغفلة والعبثية حين تركنا أمرنا لسنين طويلة لهذه القيادات-الحاكمة والمعارضة.فقد عرف حزب المؤتمر الوطني باحتقاره للشعب وتجاهله لما يقول،والمثال لذلك موضوع الفساد والذي تمارسه الحكومة باستفزاز واضح.خاصة حين تطلب الدليل بينما تقرير المراجع العام بين ايديهم.اما القيادات المعارضة،فهم الآن داخل القصر بعد أن صدعونا بسلم مفاتيح البلد والجهاد المدني .

هناك ابتذال للسياسة والحكم والديمقراطية،فتصوروا المساعدة والاستشارة المقرونة بالحكمة والحنكة والخبرة، تطلبان من هم دون الاربعين.ولو قال الانقاذيون أنهم يريدون البركة والخيرة،لكان مقبولا.وأن ينسي الحزب(الأصل)أصله وفصله ويجلس مع فرعه المنشق راضيا مرضيا يقاسمه نصيبا متساويا من المقاعد. وأن يعود إبن الزعيم صاحب الاجندة الوطنية مفردا الي الخدمة العسكرية دون مئات الضباط المفصولين تعسفيا.ثم ما الذي يميزه علي الآف العقداء في الجيش لكي تقلد منصب وزير دولة للدفاع؟

هذا الحالة تستوجب اعادة التفكر في التاريخ الوطني بعيون جديدة تري كل الثقوب التي تملأ ذلك التاريخ المهمل. وأن نطرح الاسئلة من جديد علي كل الوثوقيات المقبولة دون أدني ريب أو شك.ومن أهمها:هل هؤلاء السادة ديمقراطيون حقيقة؟وهل يعني لهم هذا الوطن ما هو أبعد من دائرة المهدي وسواقي المراغنة؟ ومن يراجع التاريخ يري صلتهم بالمستعمر ثم مع الطغاة.هذا الرصد هو محاولة لتخفيف الغضب حين تعرف الاشياء علي حقيقتها.

من البداية علق البريطانيون آمالا عراضا علي دور الزعامات الدينية، ففي1899 أذاع كتشنر منشورا-اشبه بخطاب نابليون في مصر-أنه اتي ليخفف أوجاع المسلمين وليشيد دولة إسلامية تقوم علي العدل والحق ولكي يشيد الجوامع ويساعد علي نشر الاعتقاد الصحيح.وعرفت الادارة البريطانية أهمية الطرق الصوفية واتباعها الكثيرين وانتشار تنظيماتها الهرمية المتدرجة وقدرتها علي تنظيم اعضائها علي العمل في منظمات جماهيرية.وبنوا سياستهم علي ثنائية الطائفية والقبلية في اخضاع أهل هذا البلد الشاسع.

حصل بعض مشائخ الطرق الصوفية علي تسهيلات ومساعدات أي اوضاع تفضيلية وتمكنت بعض الطرق من استغلالها جيدا وراكمت ثروات هائلة. ويأتي الانصار بزعامة السيد عبدالرحمن المهدي علي رأسها.فقد استفاد المهدي بقدراته التنظيمية والادارية من هذا الوضع الي أقصى حد.وللمفارقة يسمي السيد الصادق ،الاكواخ التي كان يعيش فيها عمال السخرة الانصار في الجزيرة أبا والنيل الابيض ب:كوميونات! وكانت هذه الامتيازات بمثابة مقايضة،تنازل بموجبها الأبن عن مقاومة وكراهية المستعمرين.وقد عبر عن المقايضة، بطريقة شديدة الرمزية حين اهدي السيد عبدالرحمن المهدي، السيف الذي حورب به البريطانيون،الي ملكة بريطانيا العظمى اثناء زيارة وفد سفر الولاء للندن عام1919.
قصة سفر الولاء هي فضح مبكر لطبيعة هذه القيادات وحقيقة وطنيتها،
يجب أن تعرفها هذه الاجيال التي حرمتها الانقاذ-عمدا-من دراسة تاريخ الوطن.فقد جمع الحاكم العام البريطاني المشائخ ورجال الدين والاعيان ليشرح لهم ملابسات اندلاع الحرب العالمية الاولي وانضمام تركيا لالمانيا ضد الحلفاء.وتحمسوا لتأييد بريطانيا واصدروا العرائض التي جاء فيها:-" حكومتنا العادلة التي لم ير الاسلام والمسلمون منها الا كل خير ديني ودنيوي وجميعنا في استياء من قيام تركيا بهذه الحرب التي نتبرأ منها فانه لا مصلحة فيها للمسلمين".ثم:-" تركيا التي حاربنا ظلمها من قبلكم(…)نرفع لحكومتنل العادلة ولاءنا واخلاصنا قلبا وقالبا،اذ لم نر منها سوى احترام ديننا وتعمير مساجدنا وتوظيف العلماء لتعليم ديننا وتوظيف القضاة الشرعيين للفصل في امورنا بموجب الشريعة المحمدية،وتشييد المدارس لتربية اولادنا وتعليمهم وتسهيل طريق الحج للزيارة النبوية ونشر العدل والامان في جميع انحاء بلادنا وحسن معاملتنا".(للتفاصيل راجع :مكي شبيكة-السودان عبر القرون،طبعة دار الثقافة،بيروت،ص471).

******
ادخل البريطانيون الطائفتين في تنافس وسباق لتأكيد الطاعة من خلال التلويح
بالامتيازات.وبالنسبة للختمية،يري(فول)ان السنوات التي سبقت عام1924 شهدت اعادة تنظيم الختمية لتصبح أقوى المجموعات نفوذا في السودان.فقد استفادوا من هزيمة المهدية"وكانت فترة علاقة حميمة مع الحكومة،وقام الختمية خلالها بدور الوسيط الفعّال لأفكار وسياسيات السلطة الادارية".ويضيف:-"وساعدت عائلة الميرغني خلال الحرب في الشؤون الدولية والسودانية ايضا.واثناء الاستعداد للثورة العربية،فان السيد علي لم يقدم النصح لونجت فحسب،بل كان الوسيط الذي كان ونجت يتصل عن طريقه بالشريف حسين في مكة(…)وعند تنظيم الاوضاع في غرب الجزيرة العربية،ساعد السيد علي مجهود البريطانيين لتحسين علاقاتهم مع الشريف حسين ومع محمد الإدريسي حاكم عسير".(جون فول،1992:265) وكان السيد علي علاقة وثيقة مع ونجت منذ المهدية.ومع أن سلاطين لم يكن عموما بالطوائف الدينية إلا أنه كان يعتبر السيد علي صديقا مخلصا للحكومة-حسب تعبيره.

استطاع البريطانيون خلال الثلاثين عاما الاولي عقب الاحتلال،تأهيل الطائفتين
للعب الدور الحاسم في سياسات :فرق تسّد،وفي تخذيل العناصر الوطنية الناشئة.وقد فطن احمد خير لدور الطائفية حين انقسم الخريجون بين الطائفتين والسيدين،بداية مما عرف بمعسكريّ :الفيليين والشوقيين.وقد اثار ذلك الانقسام ألم خريجي الاقاليم وبعض المحايدين،واستهجنوا هذه الظاهرة:-"أن رأوا الفريق المسيطر علي النادي يعتمد علي تأييد المهدي باشا له ماديا ةأدبيا وعدديا.أما الفريق الثاني فقد كان زعماؤه من انصار المرغني باشا لكنه كان يرتكز في القاعدة علي جمهرة الثائرين علي القيادة الدينية،المتطلعين الي فجر جديد، ونهضة علمانية متحررة من فساد التقاليد".(كفاح جيل،ص70). وقال البعض لو كان الزعماء الدينيين متفقين معهم علي قضايا ومبادئ،لجاز للمثقفين أن يسيروا معهم.ولكن واقع الأمر بخلاف ذلك-" فان المنطق يقضي علينا أن نحتفظ بتوازن القوى وأن نستفل هذا الموقف الي أبعد مدى لمصلحة حركة شعبية مستنيرة فاهمة ديمقراطية وإلا فاننا نرتكب خيانة تاريخية نحو الوطن بالانحراف عن الجادة".(ص107)هذا تحذير مبكر للمثقفين ولكن كانت لهم حساباتهم الخاصة.فقد كان الكثيرون يرون انه من الواقعية التعاون مع الزعماء الدينيين لأنهم يحظون بنصيب ساحق من التأييد الشعبي.لذلك يرون أن التعاون معهم أمر لازم لنجاح أي حركة شعبية.(ص105).ولكن هل هذا التنازل بلا ثمن؟لقد دفعوا الثمن ولم يكونوا اكثر ذكاءا من المولانات ?كما ظنوا.ويقول شوقي في قصيدة كتابي:

وكم منجب في تلقي الدروس تلقي الحياة فلم ينجب
أو كما نقول بالسوداني: القلم ما بزيل بلم.
هذه صورة لتعامل القيادات الدينية مع الاستعمار بالاضافة لتحالف الخريجين وتنازلتهم لحساب القوى التقليدية.ولايسمح المقام بتفصيل مرحلة الحركة الوطنية،وسوف احاول كتابتها في سانحة اخري.ونقفز الي سؤال ديمقراطية الطائفتين.

*********
لم تصمد الطائفتان طويلا امام اختبار الديمقراطية بعد الاستقلال1956.فقد قام حزب الامة بتسليم السلطة للعسكريين في 17نوفنبر1958،في صفقة تقضي بعودة السلطة لهم بعد فترة قصيرة ولكن لم يلتزم العسكريون بسبب دخول عناصر ختمية(اللواء شنان)في الصراع.وبدأ حزب الامة بعد هذا في معارضة النظام.ومن الناحية الاخري،شرع الختمية في دعم العسكريين.واصدروا مع بعض المتعاطفين معهم،ما عرف بمذكرة كرام المواطنين،في9/12/1960.وبعد مقدمة مقتضبة تقول المذكرة:-"…وساد البلاد جو من الاستقرار الذي يؤمن كن مواطن مخلص أن توفيره امر لازم لسير التقدم وليجني الشعب ثمرات الاستقلال الذي كافح من أجله".ويهاجمون القوى المعارضة بسبب مطالبتها بالديمقراطية:-" ولقد حاولت التشبث بالديمقراطية التي كانوا هم السبب في تشويهها وجعلها مركبا ذلولا للوصول إلي أغراضهم الخاصة وأغراض المستعمرين من ورائهم هذا بالرغم من ان المواطنين جميعا يعلمون بأن الثورة قد اعلنت بأنها بصدد إيجاد ديمقراطية سليمة مستمدة من واقع البلاد وتقاليدها وطبيعتها".

وتكرر نفس الموقف مع انقلاب25مايو1969 فقد بادر الختمية بتأييد الانقلاب بسبب التقارب المحتمل مع مصر.وأصدر الامين العام لحزب الشعب الديمقراطي،الشيخ علي عبدالرحمن الامين،كتابا تحت عنوان:الديمقراطية والاشتراكية في السودان،دعا فيه لفكرة الحزب الواحد.
أما بالنسبة للانصار فيقوم السيد الصادق المهدي بمهمة فلسفة وفكرنة موقف الطائفة من الديمقراطية.وقد كان لفكر الوحدة والفتنة والفرقة الناجية،أثره المشوش علي فكرة الديمقراطية في ذهن(الصادق)المهدي.وقد وصل به التشويش وسوء الرؤية لدرجة حرمان الدول الحديثة الاستقلال من حق التعدد الحزبي خشية الفرقة.ففي حديث عن ضرورة وحدة الدول الافريقية،والتي يراها مجرد دويلات لا معنى لها(عدا مصر ونيجريا)الا في اطارات اتحادية موسعة.وهنا يكتب بثقة:-" اما النظام السياسي الملائم لهذه البلدان فلا يمكن أن يكون النظام البرلماني المتعدد الاحزاب لان هذا النظام لا ينجح الا في مجتمعات نالت قدرا معلوما من التطور الاجتماعي والاقتصادي.هذه البلدان خامات تفتقر للبناء ولا يمكن أن يقوم تغير البناء في لجة الصراع والافتراق.ان المجتمعات المتقدمة في اوربا وامريكا عندما تواجهها ازمات كبرى تعلق نظامها السياسي وتوحد الاداء والادارة والقيادة في ظل احكام استثنائية.وبلداننا في ظروف تأزم شامل لا يفلح في مواجهتها الا اتحاد الارادة الوطنية".
(احاديث..،ص118-119).ويضحي(الصادق) بالديمقراطية من اجل الوحدة،فالتعدد والاختلاف لا يقودان ?حسب رأيه- الا للفتنة.ولكنه يحذر من محاولة توحيد الارادة قسرا وعن طريق الاجهزة البوليسية،فهذا مستحيل وعالي الكلفة.وهنا يستدرك ويشترط "انبعاث نظام ديمقراطي شعبي يوحد الارادة بوسائل عديدة دون اللجؤ لسياط الجلاد".(نفس المصدر السابق).والشعبي هنا غير الحزبي،باعتبار أن الشعب شئ واحد غير منقسم.وقد اوصله طلب الوحدة الي تبني صيغة الحزب الواحد أو تحالف قوى الشعب العامل حتي وان لم يقلها صراحة.فهو يقول بأن القوى التقليدية في مجتمعاتنا لا تستطيع تحقيق الطفرة المنتظرة لانها لا تضم من الاصل الا جوانب راكدة ولاتلم من العصر الا القشور.والفئات الحديثة قليلة العدد،والقوات المسلحة"ربما استطاعت ان تقوم بدور محدد كالعملية الجراحية لازالة بعض العوائق في سبيل الطفرة ولكنها غير مؤهلة وحدها لتحقيق عمليات التصميم والبناء الجديد".(المصدر السابق،ص164).ويصل في النهاية لضرورة تحالف كل هذه القوى الاجتماعية ليتكون منها تيار غالب واسع القاعدة يستطيع التفاعل مع قاعدته العريضة.وينتهي بالقول بمطلب سياسي:-"اتخاذ نظام يوحد ارادة المجتمع ويحمي امنه وحريته ويحقق مشاركة اهله في المسيرة".(ص165).
عبّر(الصادق)عن رفضه للتعدد الحزبي الذي يسميه التفرق الحزبي،في خطاب شهير بعد المصالحة الوطنية،جاء فيه:-" وغني عن البيان أن شعبنا لا يرجع القهقرى بل يمضي بإرادة الله وعزيمة أهله إلي الأمام فلا عودة للتفرق الحزبي، ولا مكان لسياسة خاضعة للأحساب والأنساب،ولا فرصة لتعكير وحدة الوطن بين شمال البلاد وجنوبها".(الصحافة28سبتمبر1977).وكان(الصادق)خلال هذه الفترة يؤكد علي كيان" قومي" جامع دراءا للفرقة،يقول:-" ومعلوم أن النضج في السودان لم يكتمل مما جعل الصراع بين الاحزاب صراعات طائفية قبلية إقليمية،وهذا الصراع-مع الضعف الذي أصاب الكيان السوداني كله علي يد تلاعب مايو والتفكير بفكرة الثورة الاجتماعية- يعرض للفتن والدمار،فلا مناص من حزم السودان برباط قومي وحشد إمكانياته كلها في تغيير مكثف للخلاص". وبعد هذه المقدمة يحدد الكيان المقترح في ما أسماه:المؤتمر الشعبي،ويصفه:-" يكون التنظيم السياسي الجامع شعبيا بمعنى أنه يستقطب وفق السياسات المذكورة هنا كل القوى السياسية السودانية الوسطى المذهبية والإقليمية ويكفل مشاركة القوى الفئوية"،ثم يضيف:-" إذا استوعبت القوى السياسية درس الماضي أدركت أن العودة للنظام الحزبي القديم طريق مقفول،وان انفراد حزب مدني بالسلطة او حزب مذهبي طريق إلي كارثة(…) إذا أدركت ذلك فإنها سوف تجد أن لا مناص من العمل لإقامة تنظيم شعبي ديمقراطي جامع تتفادي:الاستبداد والتمزق".(مقترحات عن البديل-يناير1974).ويبدو هذا الفكر غريبا علي صاحب شعار:الديمقراطية عائدة وراجحة!ولكن أغلب الإسلاميين يخشون الفتنة حتي ولو كان السلطان جائرا،أو سلطان غشوم خير من قتنة تدوم.

ليست النخبة الحديثة مبرأة من غدر الديمقراطية،واتفق تماما مع تحليل (عبد العزيز حسين الصاوى)الذي يقول فيه:-"دخول النخبة في نظام مايو كان دليلا علي يأسها من احداث التغيير من خلال الديمقراطية أو البرلمانية أو الليبرالية حسب الرؤية التي سادت منذ الاستقلال.وكان السلوك السياسي للاحزاب مبررا لموقف سلبي تجاه الديمقراطية ككل باعتبار أن ما جربناه هو النظام الديمقراطي.واعتقد كثيرون منهم بان النظام المايوي قادر علي احداث التغيير دون معارضة أو مقاومة.فكانت الخطط الاقتصادية الطموحة والتنظيم السياسي الواحد الجامع والموحد حسب نظرتهم."في مجلة
كتابات سودانية العدد3 ابريل1993
*********
أخيرا،
هذه الجولة التاريخية أرادت القول أن احداث الاسبوع الماضي هي نتيجة منطقية
لتراث طائفي بدأ من مطلع القرن الماضي وانتهي بأداء القسم ذاك الاسبوع.وعلي القوى الحديثة أن تتوقف عن العويل الذي تعودت عليه عند المحن والنكبات.وعليهم أن يعلموا بأن الأمر عملية تسليم وتسلم اخري بدأت في30 يونيو1989 بين الاسلامويين والطائفية،ولكن الجبهة غدرت بهم في البداية ثم عادت الي امها وما احلي الرجوع اليه.وكل الارهاصات الاولي تدل علي التسليم والتسلم،أولها الانقلاب المكشوف الاقرب لحادث حركة أو مرور.فالاحزاب الحاكمة:الامة والاتحادي علي علم كما صرحوا لاحقا.ثانيا،مذكرة الصادق التي وجدت في حوزته عند الاعتقال يوم7/7/1989 وقوله لديكم القوة وعندنا الشرعية فما الصيغة الجديدة؟ثالثا،تفاوض الترابي مع السيدين في كوبر،وتقديم عرض لحكم أهل القبلة المتفقين علي تطبيق الشريعة حسب برامجهم لانتخابات عام1986.وهي ذات مشترك اعظم:نهج الصحوة،الجمهورية الإسلامية وتطبيق الشريعة.وستكون الخطوة التالية أونهاية التاريخ في السودان.تسريح كل هذه الاحزاب من الخدمة وتكوين حزب اسلامي عريض وشامل يقود تجمع الربيع العربي أو يقدم" للربيع" الاسلامي،النموذج السوداني هدية مجانية لتطبيق المشروع الحضاري الاسلامي.

د. حيدر ابراهيم علي
[email protected]

تعليق واحد

  1. تاني حزب إسلامي.؟؟!! المراغنة والأنصار والجبهة والوطني والشعبي ما كلها أحزاب إسلامية حيكون الفرق شنو يعني.. زمن الرسول (ص) كان في حاجة إسمها حزب إسلامي ولا شريعة إسلامية؟ ما تفضوها سيرة وتخلو الدين لله والناس تشوف معايشها بالعدل والقانون والمساواة وبلاش شعارات دينية جوفاء.

  2. احمد ( الجرار ) الطيب
    في الواجهه
    استمعت لجزء من مقابلة السيد الصادق والطفل المعجزه واليكم =ملاحظات علي هامش النكسه=
    البرنامج معد بفواصل لتشتيت الانتباه
    السيد الصادق كان يدافع عن = طريقة تربيته لابنائه =ولم يتطرق لشيكات زوجته حفيه وبعض ابنائه = التي دفعها عمر البشير
    كعادة الكيزان في سرقة الثورات قال الطفل المعجزة ان الربيع العربي قام به المتأسلمون العالمييون = يا حليلكم يا شباب النت سرقوكم بكل قوة عين ولبدو لما بردت ما اصلهم تربية مخابرات =
    الطفل المعجزة قال في حريه في السودان !!!!!!!!!!!!!!!ضحكت ههههههههها ا لما بكيت
    لم يدرك المتحاورون لماذا يعارض المواطنون =يعارضون لانهم صارو غرباء في بلادهم
    يعارضون لان التوظيف حسب الانتماء الحزبي والماهيه حسب الانتماء الحزبي =حوافز وبدلات
    يعارضون لان المتأسلمون بعد ما شبعوا وكملوها استحمرونا وقالوا لينا تعالوا ==قسمآ الا نطرشكم ليها =
    نعارض لانكم كتلتو الشباب في الجنوب وفصلتو الجنوب =انا قلت الجنوب ؟ اناجبت سيرة الجنوب = والتحيه لشاعرنا القال انا ما بجيب سيرة الجنوب
    نعارضكم كما فال الشاعر لان =الشئ المعكر كليفها دق بنوتها بالكرباج = ورقيص الاعرج المتصابي ذو العقل وزن النمله
    نعارض استحماركم لنا ومحاولة شطب عقار وعرمان والحلو وتقديم ناس = جيش الفتح وجيش الامه الذين أتكاوا علي بندقيه الجيش الشعبي = :confused: وندرك ان الامه والاتحادي لا يمثلون تهديدآ لكم وان كاودا هي العامله لكم قلق
    المواطنون يعارضونكم لمشروعكم = الحضاري = القدم كبري المك نمر علي طريق الغرب
    نقول ايه ولا ايه لم يتسلل الاعداء من حدودنا ولكنهم تسربوا من عيوبنا

  3. يا دكتور حيدر.. ايه المهزلة دي.. معلومة تاريخية بسيطة يعلمها الجميع… عام 1919 بريطانيا لم تكن تحكمها ملكة كما ورد في مقالكم "البريطانيون،الي ملكة بريطانيا العظمى اثناء زيارة وفد سفر الولاء للندن عام1919. "…. بل كان يحكمها الملك جورج الخامس

    لقد تطاولت على "السيد" عبد الرحمن المهدي. وانا احب ان اوضح لك معلومة بسيطة: السيد عبد الرحمن لم ينس للحظة واحدة انه يريد ان يخرج الانجليز من السودان. وبما انه كان محارب و سياسي ذكي فلقد كان يعلم ان الحرب المسلحة لا مجال لها مع الانجليز لانهم اقوى و عليه فقد لجأ الى اسلوب الحيلة والدهاء… لقد بلع الملك الانجليزي الطعم في ذلك الوقت … و تصر انت ان تبلعه في زماننا هذا.. لقد كانت المهدية ممنوعة قبل حادثة السيف.. قراءة الراتب ممنوعة… المخابرات البريطانية تراقب السيد عبد الرحمن… حتى طعامه كان مراقب و مدير المخابرات يوميا يعلم بماذافطر او تغدى السيد عبد الرحمن… لقد استغفل السيد عبد الرحمن الملك و حصل منه على تصريح و اعتراف بالمهدية و بزعامته

    يقول البروفسير حسن احمد ابراهيم في كتابه "الامام عبد الرحمن" "و يبدو ان السيد قد حصل انذاك بصفة خاصة على موافقة الحاكم العام… ليقدم لجلاالة الملك (سيف والده)…. و قد فعل ذلك بالفعل بحركة مسرحية بارعة عند استقبال الملك للوفد بقصر بكنجهام…… بينما اعاد الملك السيف للسيد… لا شك ان "حادثة السيف" هذه قد رفعت من شأن المهدية و قائدها, اذ انها كانت بمثابة اعتراف رسمي و فعلي بالمهدية كمؤسسة دعوية و بالامام عبد الرحمن زعيما لها…" ص 79-80

    كما يقول بروفسير حسن "في زيارة لاحقة للخرطوم في نوفمبر 1926 انتقد سلاطين قرار الحكومة بارسال السيد الى لندن قائلا انه لا يمثل الا المهدية المتعصبة التي تشكل خطرا حقيقيا على الحكومة. و وصف سلاطين تقديم السيف للملك بانه (خطأ مسرحي)" ص 79. (

    احب ان اوضح ان البروفسير حسن احمد ابراهيم ليس حزب امة و لا انصاري و يعمل حاليا في الجامعة الاسلامية العالمية بماليزيا

    اما بالنسبة لادعاء د. حيدر ابراهيم ان السيد عبد الرحمن المهدي كان يسخر الانصار.. فاطلب منه قراءة كتاب العرش و المحراب : الدور الاجتماعي و الاقتصادي للامام عبد الرحمن المهدي في تاريخ السودان الحديث للدكتور الطيب محمد آدم الزاكي حيث يقول في صفحة 231-234 "تسخير البسطاء امر تعرض له كثير من المؤرخين الاجانب, و قد نعذرهم في ذلك لانهم يجهلون العديد من عادات و تقاليد الشعوب الشرقية.. و لكننا لا نجد العذر نفسه للمؤرخين السودانيين الذين ما زال يعزفون على نفس الوتر متى تعرضوا للنشاط الاقتصادي للسيد عبد الرحمن…. كنا نعتقد ان المؤرخين الاجانب لا يلامون على مثل هذه الحساسية مما سموه بالاستغلالل, لانه ارتبط عندهم بانشطة الكنيسة..ز التي كانت قد عقدت حلفا غير مقدس بينها و بين رجال الاقطاع تم بمو جبه استغلال الانسان و استعباده بمباركة رجال الدين وهو الامر الذي دعى مستقبلا الى المناداة بفصل الدين عن الدولة…." و يقول ان الاوربيون في كتاباتهم عن مستعمراتهم حملوا معهم هذه العقد و حاولوا ان يطبقوها على مجتمعات هم هم يجهلون تقاليدها و عاداتها و هذا اوقعهم في العديد من الاخطاء التي انعكست على كتاباتهم. ثم يوضح ان العلاقة بين "السيد عبد الرحمن و مريديه علاقة الموقف الابوي… و هي نزعة ترمي الى اضفاء طابع التعاطف و المحبة على العلاقات الاجتماعية. و هي بمثابة طريقة عائلية حميمة ينتهجها شخص ذو سلطان في معاملة الجماعات و الافراد …و الجدير بالذكر ان هذه الجماعات التي استقر بها المقام حول السيد عبد الرحمن جاءت بمحض ارادتها…..جاؤا للاقانة باسرهم …بقصد … الجهاد.. الذي تغير شكله كما تغبر هدفه و سلاحه, حيث قام السيد بتوجيه روح الجهاد العسكري نحو العمران و استصلاح الاراضي…

    نرجو من ال د. حيدر ان يتأكد ويفهم المعلومات قبل ان يسارع و يتهم رجل قامة مثل السيد عبد الرحمن المهدي قدم ماله و حهده وو قته في سبيل استقلال السودان التام…كما اني اطلب منه الا يخرج المواقف التاريخية من سياقها التاريخي و الاجتماعي لان هذا تضليل للناس…

    رحم الله السيد عبد الرحمن و جعل ما قدمه من مواقف مشرفة في سبيل السودان و استقلاله في ميزان حسناته انشاء الله

  4. السلام عليكم الأحباب في الراكوبة

    د. حيدر أنت أول العارفين بأن المشروع الحضارى سقط في السودان وتحول الى

    مشروع تجاري والبديل هو الكفاح المسلح ومن رحم النضال تولد طليعة نضالية قلبها

    على الوطن و المواطن وتؤسس دولة المواطنة، دولة التعدد، دولة مدنية على أساس

    فيدرالي وثورة حتى النصرز

  5. اشكر لك مهنيتك د حيدر وذلك كثيرا ما يفقتقد في الكتابة. لكني اعتقد ايضا انك تكتب وجهة نظر معسكر واحد وهو ما جعل مقالك يسوق احداث التاريخ وفقا لمنهج معين فيهمل تفاصيل هامة ويسقط احداثا وظروفا هامة واساسية.
    ومثال لذلك اوضاع السودانيين قبيل الفتح الانجليزي . وهل كانت هناك دولة تحكمهم بالعدل واارساء الامن ؟ وماذا كان في ايديهم من القوة في مواجهة تلك الدولة التي قامت بعد وفاة المهدي صاحب الثورة والذي لم تمهله الايام ليقيم نظام حكمه
    هذه واقعة مفتاحية تشرح ما وقع بعد ذلك ولا يمكن فهمه الا في ضوءها .
    من حاصلات مقالك ان الجماعات والجمعيات الدينية هي اس البلاء في السودان
    وعموم هذه الفكرة لا يترك مجالا لمسلم ان ينضوي تحتها اذ انها لا تنبني الا على انكار اي شكل من المجتمع الديني او الزعامة والمشيخة الدينية .
    كما ان خلط المواقف التكتيكية مع المواقف المبدئية الثابتة والواضحة للجماعات التي تحدثت عنها ايا كان راينا فيها هو ظلم .
    عموما انت تحاكم من محورك اناس لهم محور آخر يختلف له مقاييسه المختلفة عن مقاييسك
    نعم هناك سلبيات ولكن لا تؤدي للحكم الذي خرجت به
    شكرا لك

  6. أخيرا،
    هذه الجولة التاريخية أرادت القول أن احداث الاسبوع الماضي هي نتيجة منطقية
    لتراث طائفي بدأ من مطلع القرن الماضي وانتهي بأداء القسم ذاك الاسبوع.وعلي القوى الحديثة أن تتوقف عن العويل الذي تعودت عليه عند المحن والنكبات.وعليهم أن يعلموا بأن الأمر عملية تسليم وتسلم اخري بدأت في30 يونيو1989 بين الاسلامويين والطائفية،ولكن الجبهة غدرت بهم في البداية ثم عادت الي امها وما احلي الرجوع اليه.وكل الارهاصات الاولي تدل علي التسليم والتسلم،أولها الانقلاب المكشوف الاقرب لحادث حركة أو مرور.فالاحزاب الحاكمة:الامة والاتحادي علي علم كما صرحوا لاحقا.ثانيا،مذكرة الصادق التي وجدت في حوزته عند الاعتقال يوم7/7/1989 وقوله لديكم القوة وعندنا الشرعية فما الصيغة الجديدة؟ثالثا،تفاوض الترابي مع السيدين في كوبر،وتقديم عرض لحكم أهل القبلة المتفقين علي تطبيق الشريعة حسب برامجهم لانتخابات عام1986.وهي ذات مشترك اعظم:نهج الصحوة،الجمهورية الإسلامية وتطبيق الشريعة.وستكون الخطوة التالية أونهاية التاريخ في السودان.تسريح كل هذه الاحزاب من الخدمة وتكوين حزب اسلامي عريض وشامل يقود تجمع الربيع العربي أو يقدم" للربيع" الاسلامي،النموذج السوداني هدية مجانية لتطبيق المشروع الحضاري الاسلامي.

    مايجرى فى مركز السلطة فى السودان هو حلقة جديدة من مسلسل

    حكم مؤسسة الجلابة الماسونية للسودان !

    قصة المسلسل تدور حول تبادل الادوار بين موسسة الجلابة بشقيها

    العسكرى المتمثل فى حكم العسكر والمدنى المتمثل فى الحكم المركزى

    الديمقراطى الليبرالى !!

    يضعف الحكم المدنى ,يستقوى بالعسكر بانقلاب ابيض ( تسليم وتسلم ) ,

    يضعف الحكم العسكرى , يطلب التحالف من احزاب الجلابة !!!

    ومااعنيه هنا من مؤسسة الجلابة , هى الصفة المركزية للحكم المدعوم

    من اقطاب الساسة الشماليون وقواته المسلحة ومؤسساته الاقتصادية !!

    وقد وجدت مؤسسة الجلابة افضل طريق لكسب العيش الرقد واستقلال السلطة

    والثروة هى مركزية السلطة !!!

    وان مايجرى من صراع حاليا وسابقا( قبل الانفصال ) فى السودان هو صراع اهل

    الهامش الجغرافى ومركز السلطة الفاسد , المتمثل فى مؤسسة الجلابة

    بشقيها المدنى والعسكرى .

    مركزية السلطة لاترغب فى دفع استحقاقات حلول مشاكل السودان , خوفا على

    مصالحها الضيقة , المتمثلة فى الهيمنة والسلطة المطلقة ومايصاحبها من منافع

    خاصة !!!
    هذة الاستحقاقات تتمثل فى دستور ينظم علاقات الحاكم والمحكوم ,

    و يتوافق علية اهل السودان قاطبة ,

    وحكم فدرالى حقيقى يتيح للاقالبم ان تححق طموحات قاطنيها

    وثروة تقسم بالعدل بين الاقاليم مع مراعات الاقاليم الاكثر انتاجا , والاقل انتاجا

    واعادة هيكلة للدولة , وتشكيل جيش وشرطة وخدمة مدنية بعيدا عن الايدلوجيا

    والولاء الحزبى والاثنى .

    بسط حرية التعبير والاعلام ,حرية التنظيم السياسى ,واستغلال القضاء

    وفصل السلطات التشرعية والتنفيذية .

  7. تقسيم الهامش و الجلابة تقسيم فطير و الأوفق : المظلومين و الظالمين فلا يوجد مكان في السودان خال من الجراحات ، نعم جراح البعض عميقة و أليمة ، لكن الكل مجروح و مليء بالغبائن ، نرجوكم لا تستعدوا أهل المصلحة في الثورة بهذه التقسيمات الفجة البليدة فالإنسان يقاس بقضاياه التي يدافع عنها لا بإقليمه أو أبيه أو قبيلته أو جهته أو عائلته ، تلك أشياء لم يكن له يد في اختيارها ، لكنه يُحاسب فيما يختاره من قضايا يدافع عنها و كم من أهل الهامش من يستميتون في الدفاع عن الظلم …أما تحليل من يكتب بعنوان [توضيح لبعض مواقف السيد عبد الرحمن رحمه الله] لقصة تسليم السيد عبد الرحمن لسيف أبيه للملك جورج و إعلانه الخضوع التام لسلطة الملك جورج ، هذا التحليل لا أدري لماذا يذكرني بقصة عن مومس تمارس البغاء سرا و كان لها ابن ، اكتشف الابن عندما كبر ما كانت تقوم به أمه فواجهها و هو يحمل سكينا ، بكت و دافعت عن نفسها بأنها كانت تفعل ذلك من أجله . صاح فيها : أتورثيني عار الدنيا كله فما قيمة حياتي حينذاك ، ليتك تركتيني أموت أو خنقتيني بيديك … نعيم الدنيا كله لا يشتريه الأحرار بساعة ذل واحدة ، و الغايات النبيلة لا يمكن الوصول إليها بالطرق الدنيئة ، و كما قال غاندي : "كيفما تكون البذرة تكون الثمرة " و أنت لن تجني البرتقال من شجرة اللالوب … قال أسلوب ذكي قال … هذا هو الذي نتجرع الآن مرارته …

  8. الدين معلبات والسياسة منكهات هذا مايراد للشعب السوداني فلا يمكنك ان تسال ماذا يوجد داخل العلبة ولكن يمكنك اختيار النكهة كيزان /انصار/سلفيين/ختمية/طرق صوفية اما ما بداخل العلبة فلا يعرفه الا الصانع وممكن يكون خنزير لكن منو البقدر يقول البغلة في الابريق /عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم الكلام الحصل الاسبوع الفات دا جا قبل اوانه بشوية لكن طالما حصل فالمتقيح من الجروح يعالج جملة ولا نامت اعين الجبناء

  9. الى حاج عبد الله… هلا تعلمت من غاندي الذي تستشهد به و تعلمت اختيار الفاظك و امثلتك بدلا عن الامثلة الوقحة التى تستشهد بها

    نعم اسلوب ذكي… سواء فهم عقلك الصغير هذا ام لم يفهم… و التحليل موثق من قبل عقول على مستوى البروفسير حسن احمد ابراهيم….

    كما ان اسلوب الترفع عن الصغائر من اجل الحصول على المغانم الكبيرة موجود حتى في السيرة النبوية الشريفة… الم يقبل المصطفى صلى الله عليه وسلم بازالة كلمة محمد رسول الله من الاتفاق الذي وقعه مع سهيل بن عمرو في صلح الحديبية حين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو" فقال سهيل :" لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك"، فقال رسول الله : "اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيلا بن عمرو"

    و دعني اعطيك مثال اخر من امريكا التي تعيش فيها و تعلم من اوباما….. فاوباما هذا (على الرغم من ان الواحد يختلف معه في اشياء كثيرة) الا اننا لم نسمعه يوما سب اي احد.. حتى هيلاري كلينتون تجاوز كل ما حدث اثناء الانتخابات..و طلب من زوجها بيل كلينتون ان ينصحه حول تجربته الرئاسية

    نصيحة اخوية.. طالما جائتك الفرصة ان تعيش في بلد مثل امريكا.. فاغتنمها لتتعلم مفاهيم مثل الوطنية و تقدير رموز البلاد الذين قدموا الكثير لبلادهم و يعتبرونهم كنوز قومية… فاذا تعلمت هذا استطعت ان تقدر السودان و رموزه الذين جاؤوا باستقلاله..

  10. – ما قولك يا دكتور حيدر في مقولة الزعيم الأزهري: لولا الأسد الرابض في حلة خوجلي ما نال السودان استقلاله، ويعني بالأسد مولانا السيد علي الميرغني.
    – لكل حزب أو منظومة أو مؤسسة في الدنيا أخطاء واخفاقات، أنت لم تذكر الانجازات الكبيرة لهذه الطوائف، ومن ينكر تلك الانجازات والاسهامات (والتي هي أكبر بكثير من الاخفاقات) من ينكر ذلك فهو جاهل بتاريخ السودان، وانا لا أعني بقولي (جاهل) هنا دكتور حيدر أبدا، ولكن أعني الذي ينكر عموما.

  11. عندما يرد عليك أحدهم بالسب و الشيتيمة فتأكد أنه عجز عن دحض حججك ، فمن رمز لاسمه بـ [توضيح لبعض مواقف السيد عبد الرحمن رحمه الله] لم يجد غير أن يصفني بصاحب العقل الصغير ، طبعا هو لديه عقول كبيرة يرهن لها عقله أمثال البروفسير حسن أحمد ابراهيم ، لكنه يعجز أن يرد على ما أثرناه … استشهد بصلح الحديبية : لو كان الرسول (ص) قال للمشركين هاكم سيوفنا و نعلن لكم خضوعنا و ردوا عليه أن احتفظ بسيفك لتدافع به عنا ، لو حدث ذلك لكان استشهاده بالحدث في محله … تحدث عن الرموز … أي رموز يا سيد (توضيح…) قد شتمناها أو أسأنا إليها ؟ نحن انتقدنا موقفا وقفه السيد عبد الرحمن المهدي ابن من استحل دماء و أموال و فروج من لم يؤمن بمهديته … أما الوطنية فهي أبعد ما تكون من الخنوع و السكوت و غلق العقل ، ظلام الماضي هو الأب الشرعي لبؤس الحاضر الذي نعيشه … نصيحة : لا تكثر من شتم و تحقير خصمك خاصة إذا كنت لا تعرفه فإن هذا يدل على عجزك الفاضح .

  12. الى hanibal نعم المهدي لم يورث ابنه عبد الحمن مال او عقار ولكن ورثه كما قال د. الطيب محمد ادم الزاكي في كتابه العرش و المحراب صفحة 3 "… ربما تكون الظروف الاسرية هي التى حتمت عليه تحمل تلك التركة المثقلة بالريادة و القيادة باعتباره الوريث الشرعي لدولة المهدية بكل رصيدها الهائل من الجهاد و النضال الوطني, و في نفس الوقت ورث عنها كمية لا يستهان بها من العداوات و الاحقاد, محليا و عالميا….. وفي كل الاحوال فالرجل قام بحق الزعامة و الوصاية خير قيام. لقد كانت مهمته مهوة الزعامة المفروضة على الزعيم و كان عليه ان يتولى رعاية جماعته في شؤون دنياهم و شؤون دينهم و عقيدتهم…" وفي صفحة 36 يواصل الكاتب "الانحناء للعاصفة هو الشعار الذي رفعه السيد عبد الرحمن و اجبر عليه افراد اسرته. و قد حاول جاهدا ان تسمح له الحكومة بالاستقرار باسرته في ام درمان و لكنه فشل في ذلك, فقد كان الرجل و جماعته هدفا لثارات سلاطين باشا, مفتش عموم السودان, و مستشار الحاكم العام الشخصي في شؤون المهدية بحكم عيشه و سط دولتهم, و يبد ان سلاطين سعى لهذا المنصب سعيا حثيثا ليصب جام غضبه و انتقامه على الانصار, و قد تفضل … بتخصيص مرتبات اسرى حرب لأولئك الذين و قعوا في قبضة الحكومة و على راسهم السيد عبد الرحمن الذي كان يمنح 24 جنيها للصرف على من معه من الاسر ويبلغ عددهم 122 من ابناء و بنات و احفاد و زوجات المهدي, يبلغ نصيب الواحد منهم حوالي 21 قرش صاغ, لم يكتف سلاطين بذلك بل جرد عبد الرحمن من لقب السيد ليعرف بالشيخ عبد الرحمن واوصى بان لا يسمح له باستخدام كلمة المهدي في تسمياته و ان يسمى فقط عبد الرحمن "محمد احمد" و اخيرا اعلمه بكل حزم بان الحكومة لا تعترف بطريقة دينية اسمها المهدية ولا بزعامته لمجموعة ما يعرف بالانصار, و اقترحت عليه السلطات طريقة دينية ليتزعمها و اسمها "الرحمانية", فاثر عبد الرحمن السلامة و لم يرد مناطحة سلطة لا قبل له بمواجهتها, قد كان عليه في تلك الظروف الحرجة ان يجد صيغة مناسبة لحياة تلك الفئة التي وضعته الاقدار على قيادتها, صيغة تجمع بين نقيضين لا يلتقيان.
    النقيض الاول: انه يريد ان يحافظ على كيان جماعة محاربة هو مسـول عنها, و يقوم هذا الكيان على عقيدة دينية لا تسمح لنفسها أن تظل خاضعة لحكم الكفار و يؤمن كل فرد من افرادها ان الاخرة خير له من الاولى
    النقيض الثاني: انه يريد ان يشعر الحكومة انه رجل مسالم لا يرغب في حرب كحروب المهدية و انه لا يشكل اي خطر على امن الدولة, وان في مقدرتهم ان يكبح جماح انصاره وان يوجه طاقتهم القتالية وجهات بناءة جديدة و مثمرة, فقد كان الرجل مدركا لما ال اليه مال السودان و بات على يقين بقوة الحكومة و قدرتها ومغبة الخروج عليها, وان الجراة بالثورة من قبيل الانتحار, وتؤدي الى خسارة ارواح بريئة مدفوعة بالحماس و الغيرة الدينية بغير عائد, وان وزرها يقع على الانصار, ولذلك كان من مصلحته البعد عن الثورة و الناي عما يخلق التوتر بينهم و بين الادارة القائمة. و جدير بالذكر ان السيد عبد الرحمن قد استكتب تعهدا من قبل الحكومة بحسن السير والسلوك و التزاما بعدم التسبب في اخلال الامن, وقد تم ذلك كله بكفالة الشيخ طه ود شقدي شيخ قرية جزيرة الفيل.
    تحت كل هذه الظروف وجد السيد عبد الرحمن نفسه مجبرا على العمل بالنقيض الثاني فتقدم بطلب للحكومة للسماح له باستصلاح اراضي الجزيرة ابا. و اشترطوا عليه ان يعمرها و يحسن زراعتها في مدى خمسة اعوام فاذا افلح في استثمارها ملكت له بموجب قانون التعمير الذي كان معمولا به في ذلك الوقت….
    تمتد جزيرة ابا لاكثر من خمسة و ثلاثين ميلا شمال كوستي, وقبل ان تمتد اليها يد العمران كانت عبارة عن كتلة من الاحراش و الغابات و الحشائش الكثيفة.."

    كان فيها بعض القبائل بالاضافة "للدينكا و هم سكانها الاصليون حتى قبل دخول العنصر العربي للسودان.
    الشيخ محمد احمد هو اول من استقر في ابا من عشيرته" و بقصد د. الطيب هنا المهدي الذي تحدث د. ادم عن المصاهرة التي انعقدت بين اسرة المهدي و القبائل الاصليين الدينكا بزواج محمد شقيق المهدي الكبير بابنة المك علي زعيم الدينكا … و يواصل د. ادم ان الاستعمار الانجليزي كان يضع العراقيل و يمنع السيد عبد الرحمن من العودة لابا.. كما ان السيد عبدالرحمن كان " يعلم انه لم يرث الجزيرة من والده و لم يكن محتاجا لتنبه المستر لايل مفتش كوستي حول ذلك الموضوع لان نشاته في دولة المهدية علمته ان الارض ملك لله …و استنادا على الاذن الصادر من الخرطوم بموجب قانون استثمار الارض
    حكم المستر لايا للسيد عبد الرحمن و سمح له بممارسة عمله الاستثماري في الزراعة.
    وما ان سمع الانصار بعودته الى ابا حتى " بدات جموعهم تتقاطر نحوه املة ان يستعيد الابن نفوذ ابيه و يجدد دعوته لدحض الباطل و طرد المستعمر, و لم يخيب ابن المهدي امالهم و لكن اتبع اسلوب جديدا للنضال-و الغريب في الامر ان الانصار المتوثبين سرعان ما استجابوا لاسلوب النضال السلمي, ومن ثم تحولت الجزيرة ابا الى معسكر كبير للعمل الزراعي و الذي استطاع عبدالرحمن من خلاله ان بنفذ سياسته وان يجد فرصته لتجديد علاقته بالانصار وان يجمعهم حول تعاليم الدين و ان يخضعهم لسلطة النظام حتى لا يتعرضوا للتصفية, كما استطاع ان يقنعهم بالاسلوب الجديد..
    " استدعى السيد عبد الرحمن يوما احد رجاله .. وطلب منه ان يستعد للتحرك للخرطوم بعد ان يعد له السيد عبد الرحمن السلاح… ثم دعى اليد الرجل الذي فوجئ بالسيد يمد له سلاحا لم يكن يتوقعه و هو عبارة عن صرة من المال, فبهت الرجل و لكن السيد عبد الرحمن اقنعه ان هذا هو سلاح العصر الذي يستخدمه في ما يستقبل من ايام
    اصبحت الجزيرة ابا مركزا لنشاط اقتصادي كتب له ان يكون اول واهم الخطوات في بناء التنظيم الجديد للمهدية الجديدة و الذي بدا تشييده السيد عبد الرحمن على اسس جديدة و قيم جديدة. و لكن الهدف ظل واحد في كل الحالات و هو النضال من اجل الحرية
    راجع(راجعي) كتاب د. الطيب محمد ادم الزاكي صفحة 3-44

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..