الفخ الكبير

يعاب على الجماعات والطوائف الدينية انها لا تملك القدرة على استيعاب الواقع لا بسبب قصور في التفكير حيث انهم يملكون المقدرة الفائقة في ذلك لتحقيق اغراض آنية وذاتية دون التفكير في مستقبل شعوبهم وامتهم ، لهذا نجدهم وعبر التاريخ كثيراً ما يسهل استدراجهم بواسطة الآخرين حتى يرموا بهم في فخاخ لا يخرجون منها الا بالوبال وتدمير منظومة الدول التي ينتمون لها وتشتيت وانقسام شعبها …….

وفي التاريخ الحديث سبق وان استدرج اليهود والصهاينة ــ استدرجوا ــ الجماعات الدينة الأفغانية حتى انجزوا عبرهم مهام استراتيجية ما كان للأمريكا والغرب ان بحلموا بتحقيقها لولا الجماعات الدينية الأفغانية التي حفلت ادبياتها بالكثير من الأقوال والمآثر امتشبعة بالوهم والتي انتهت في نهاية الامر الى ما فيه افغانستان اليوم ، وسائلوا طالبان اليوم عما جرى في السابق ويجري اليوم ، ولم تتنتبه الجماعات الدينية ايضاً في السودان وهي التي وقعت ايضاً في فخ ما سمي باتفاقية السلام الشامل التي فرخت عدة حروب فما حققت سلام واضاعت وحدة البلاد واستقرارها ( والحبل على الجرار كما يقول المصريون أم الشاميون لا أدري ) وهؤلاء أي المصريين والشاميين ايضاً وقعوا في الفخاخ ، ذلك الحرب السورية التي يخوضها الأسد ضد شعبه يستثمرها الغرب ايما استثمار وهم في ذلك قد فعوا بالجماعات الدينية لهذه الحرب وينتظرون من بشار الأسد ان يكمل الباقي ، والجماعات الدينية لم يسعفها التاريخ ولا حسن تدبر الأمور من النأي الدخول في احداث الثورة الشعبية بصفتهم الآحادية وكان ينبغي عليهم ان يدخلوها بصفتهم جزء من الشعب فنجدهم قد تنمروا بمخالب قط لمواجهة الأسد وهم الآن يعانون الأمرين من المأزق والفخ الذي وقعوا فيه …وقد سببوا تاخير انجاز مهام الثورة لنتائجها المرجوه حتى تولت الى صراع دولي .

وعن الفخ الكبير الذي نصب للجماعت الدينية في مصر حدث ولا حرج ، فها هي مصر اليوم تمارس تحالفاً معلناً مع اسرائل لتصفية الجيوب الجهادية في سيناء وكافة انحاء مصر بل والمنطقة بأسرها ، وهم في هذا لا يقصدون هذه الماعات بعينها ولكن يتخذونها ذريعة للتدخل وادارة الأحداث لما يحقق لهم اجندتهم في المنطقة …………….

واليوم تنقل لنا الأنباء عن تنسيق مصري إسرائيلي لشن عمل عسكري بسيناء حيث قرر الجيش المصري المضي قدماً في خطة تطهير جبل الحلال الذي يقع في القطاع الاوسط من سيناء ….!!!!!!
وبالأمس تفاقمت الاوضاع الامنية في سيناء حيث نجد هناك الجماعات المتطرفة تدخل في شبه حرب مع الجيش المصري ما جعل مصر ان تطلب من اسرائيل تعليق العمل باتفاقية “كامب ديفيد” التي تحظر على الجانب المصرى إدخال طائرات وأسلحة ثقيلة إلى المنطقة الحدودية مع اسرائل .
و يذكر ان القيادي في جماعة الاخوان المسلمين محمد البلتاجي أعلن بشكل ضمني مسؤولية الجماعة عما يجري في سيناء وأكد أن الهجمات ستتوقف بمجرد انتهاء ما وصفه بالانقلاب وعودة مرسي رئيسا. وهاهو سوء التدبر بعينه ….. ولنا ان نتصور التطورلت التي سوف تحدث في المنطقة اذا ما سار هؤلاء الجماعة على ما هم فيه من اندفاع ودفع البلاد نحو الهاوية .وقد هوى الذين من قبلهم حتى ادخلوا شعبهم في خوازيق ومتاهات يعلم مداها الله .
انه الفخ الكبير الذي ينقل العملية التي تدور في مصر الآن من مجرد صراع سياسي داخلي الى دائرة الصراع العربي الإسرائلي حيث يجد الأخير ضالته في سوء تدبير الأمور لدي الجماعات الاسلامية في مصر كما وجدها من قبل في السودان …….
الشعوب التي تتمكن من الإنعتاق من مؤثرات الوهم الذي ظلت تروج له الجماعات التي تقحم الدين في السياسة ، مثل هذه الشعوب هي التي تتقدم وتنجز مهامها دون تعقيدات تذكر ، حيث تجد الخلاص في نظام الدولة المدنية الحديثة التي تنأى بالدين عن السياسة صوناً للدين وتحقيقاً لأهداف المجتمع الدينوية دون تعقيد .

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..