هل الضحك بلا سبب ِقلة…..؟؟

٭ أ صداء الواقع تتداخل وتتصادم حد التناقض في كثير من الاحيان لأنها صدى لواقع كاد يفقد الملامح الثابتة.
٭ الانسان يحزن ويأسى ويضحك في آن واحد.. يتخذ من الالم والمعاناة مادة للسخرية والتندر وتأتي النكتة لاذعة ومريرة وباسمة في الوقت نفسه.
٭ والناس في السودان عموماً لم يعرف عنهم أنهم شعب نكتة كما عرف عن بعض الشعوب أنهم يضحكون بحساب ويتحاشون السخرية قدر الامكان.. بل هناك من يقول ان الانسان السوداني لا يعرف النكتة ولا يتعاطاها ولا يحفل بها.. وتوجد مقولات كثيرة تدل على ذلك مثل «الضحك بلا بسبب قلة ادب» أو فلان أو فلانة ما عنده شغلة يضحك زي نار القصب.. والاب أو الرئيس في مكان العمل أو القائد في أى مجال يحرص على عدم الضحك حتى لا تنهار شخصيته أمام اولاده أو مرؤوسيه.
٭موضوع النكتة والسخرية شكل وقفة دراسة عند الكثير من علماء الاجتماع والسياسة والأدباء والفلاسفة.. يقول العقاد: النكتة السريعة تضحكنا لأنها تفاجيء التفكير بحالة غير مرتقبة وتعجله عن انتظار النتيجة في طريقها غير المألوف.
٭ هناك رأى يقول ان المصريين يطلقون النكات والعبارات الساخرة بسخاء اذا مرت بهم ضائقة والنكتة والقفشة سلاحهم في مواجهة الاحزان والهموم.
٭ ادرك بعض السياسيين خطورة النكتة كتعبير عن سخرية الشعب من القرارات والممارسات التي يراها معادية لمصلحته.. يقال ان الزعيم جمال عبد الناصر أهتم بنوعية النكت المنتشرة في مصر بعد النكسة عام 7691 وكان يطلب تقريراً اسبوعياً عنها لمعرفة تأثير الهزيمة على نفسية الشعب والزعيم سعد زغلول استخدم النكتة والسخرية في أسلوبه السياسي.. يحكى انه سمع أحدهم يطعن في شخص معين ويصفه بأنه ليس من اصحاب المباديء الثابتة النظيفة فتدخل الزعيم قائلاً (بالعكس انا شايف أنه من أصحاب المباديء النظيفة جداً) فدهش الحاضرون وسألوه فقال لأنه دائماً يغيرها حتى لا تتسخ وأخذت الجميع موجة من الضحك.
٭ وقال كمال الشناوي: النكتة هى السلاح السري الفتاك الذي استخدمه المصريون في محاربة الغزاة والمحتلين وكانت النكتة هى الفدائي الجسور التي استطاع ان يتسلل الى قصور الحكام وحصون الطغاة فاقض مضاجعهم وملأ صدورهم بالرعب والقلق.
٭ والنكتة قد تكون اجتماعية أو سياسية وفي فترات بعينها قد تسود الاجتماعية واحياناً تسود السياسية.. يقال أن أحدهم سمع بأن الشعب السوداني بدأ في تعاطي النكتة السياسية والاجتماعية بشكل واضح ومكثف فعلق قائلاً يبدو أن الجماعة تعبوا يقصد السودانيين.
٭ تساءلت هل النكتة علاج نفسي يبدعها الحس الجماعي عندما تحاصره التفاصيل الكئيبة في الحياة اليومية وبالنكتة يحاول القضاء على غبار تلك التفاصيل وتجعله يتلاشى كذرات التراب فالتراب يخنق الصدر والتراب يقتل الأمل وتفاصيل معاناة الحياة أكثر ايلاماً من ذرات التراب.
٭ مع كثرة النكات الساخرة قلت في نفسي بالفعل أننا دخلنا دائرة التعبير بالنكتة وتذكرت قول الكاتب الساخر احمد بهجت (الضحك له درجات يبدأ بالابتسامة التي لا تسمع وينتهي بالقهقهة التي يسمعها الجيران).٭ وبعدها ستختفي عبارة الضحك بلا سبب قلة ادب فللضحك أصبحت أسباب وأسباب .. وشر البلية ما يضحك.
هذا مع تحياتي وشكري

الصحافة

تعليق واحد

  1. الكاتبة المحترمة الظاهر عليها مروقة و ( مرطبة ) وما شاعرا بالحاصل …. ….لكن بالله عليك قولى لينا كيف نبتسم ونضحك مع حكومة القرف دى …اصلا من غير الحكومة العجيبة دى بلدنا ماناقصة والفيها مكفيها ابتداء من الطقس الحار وضنك المعيشة والاوبئة والامراض المستوطنة والباعوض والجهل والتخلف واستشراء القبلية والجهوية بعدما قربنا نتخلص منهاوعقدة اللون الملازمانا وقباحة اشكال النساء السودانيات ( الطلتهم ما بتسر ).. و الجماعات التكفيرية والبواليس والدقون… والفشل المصاحبنا من كورتنا وحتى مشروع الجزيرة ..وخيبة احزابنا السياسية ووووو….( بس قولى لى ) ..ولك التحية

  2. سامحيني يا استاذة امال عباس ولكن حسب راي المتواضع جدا جدا
    وارجوا ان لا يساء فهمي انو واحدة من مشاكل السودانيين واكاد اقول
    كل السودانيين وربما اهمها والتي تجعل من حياتهم جحيم لا يطاق وانهم في العذاب الابدي يرزخون
    ومغطسة حجرهم واحدة او اهم هذه المشاكل انو التربية من الطفل ما يولد الي ان يودع هذه الفانية
    انو تربيته خطا خطا خطا حكاية نحنا اكرم ناس واشجع ناس و و و كل هذه الهترشات ما هي الا حجوة ام ضبيبينة
    مافي شعب بكون راضي بهذا المستوي من الذل والهوان وان عينو في علي بابا واربيعين حرامي طالعين ليهو في الكفر ويرقصو فيهو الموزة حلاتا والتين والعنب شرباتا وبرضو راضي
    ولا يبغر من الشعب المصري

  3. وتساءلت هل النكتة علاج نفسى؟؟ أنا أقسم ان مقالاتك الرائعة المختارة بعناية فائقة هى العلاج النفسى وهى الدواء الناجع لمحبى القراءة والثقافة، آه ثم آه ثم آه، يا أيتها الرائعة العبقرية آمال عباس، لماذا نحن فى السودان نضع الاشخاص غير المناسبين فى الأماكن غير المناسبة لماذا ؟؟ لماذا نضطهد ونحارب أصحاب الفكر والرأى من المثقفين أمثال آمال عباس لمجرد الإختلاف فى الرؤية لماذا؟؟ عفوا آمال عباس فأنتى وجدت فى زمن ليس زمنك ومكان ليس مكانك،عيب بل عار علينا ألا تكونى على رأس منظماتنا النسائية وليس هذا فحسب بل أن تكونى شيئا أكبر حتى يستفيد منك هذا الوطن المغتصب المسلوب بإسم الدين وبإسم انقاذه ولا أدرى من أى شئ ينقذونه،وبإسم وإسم إسم…….ما أكثر الأسماء والمعنى واحد سلب إرادتنا ووضعنا تحت الهيمنة وتحت الرحمات، فيا أستاذة الأجيال يا آمال عباس أما أن تكون منهم فتسعد وتتنغنغ واما ألا تكون منهم فتشقى وتعرى هذا للأسف هو وطنى !!!قلت لهم يوما اننى لو كنت من أهل الجنوب لكان خيارى الأول والأخير الإنفصال ولا غيره، هذا الجنوب الحبيب الذى سيسألنا الله عنه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، كيف كنا نعامل الجنوبى والجنوبية!!كيف كنا نحاربهم فى ديارهم!! كيف كان الضابط يطلب من جنوده ألا يتركوا فى هذه القرية دجاجة واحدة وتنهال النيران عليهم حتى يقضوا جميعا، يا من تدعون الدين والخوف من الله ، لك الله يا آمال عباس، لك الله يا آمال عباس ، لك الله يا آمال عباس..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..