موسيقى الحرب و السلام3

أيمانويل جاك….. طفل الحرب … يخوض حرب السلام
لم يكن غريبا ان يصبح الممثل أيمانويل جاك.. نجما من نجوم موسيقى ” الهيب هوب”. و الهيب هوب تعنى احد انواع الموسيقى و الثقافة فى الولايات المتحدة الامريكية, و الهيب هوب تعتبر حركة ثقافية للسود فى امريكا او الامريكيين الافارقة, و هم الامريكيين من اصول افريقية وقد بدات منذ عام 1970م, و نشات كرد فعل لما تعرضوا له من العنصرية, و لاظهار ثقافة و فن مستقل فيهم, و كنوع من التعبير عن انفسهم و عن المشاكل من الفقر و البطالة و العنصرية و الظلم.
وذلك بعد ان ناقشا هو و المخرج كريم شوروبوج فيلميهما فى مؤتمر صحفى ” و كان ذلك من ضمن فعاليات مهرجان الشرق الاوسط السينمائى الدولى فى قصر الامارات عام 2008, و الفلم تحت عنوان ” طفل الحرب… يخوض حرب السلام”.

أيمانويل طفل من حنوب السودان, فهو نجم صاعد فى سماء موسيقى” الهيب هوب” و قصة امانويل الحقيقية بانه شهد جرائم بشعة و فقد طفولته فى الحرب فى جنوب السودان, فقد كان جنديا و هو فى السابعة من عمره, كما انه ارتكب بعضا منها كانتقام.
انقذ ايمانويل من هذه الحياة احد العاملين فى المساعدات الانسانية فى افريقيا, فنقله الى واحدة من اجود انواع المدارس فى كينيا, ينقل ايمانويل تجربه جديدة يخوضها اليوم عبر الموسيقى و يستخدمها كما يقول من اجل حرب هى “حرب السلام ” بحسب تعبيره.

مضى اكثر من عقد منذ ان كان نجم ” الهيب هوب” ايمانويل جاك احد الجنود الاطفال فى جيش الحركة الشعبية لتحرير السودان. لقد عاش ليحكى قصته بعد ان اصبح موسيقيا عالميا يحمل رسالة.
و يقويل ايمانويل يحمل كل البوم من البوماتى موضوعا محددا و لكن البوم طفل الحرب يحكى قصتى و تجربتى, و ما شاهدته اثناء الحرب و ما اريد ان اغيره, اريد ان احدث فرقا.
عندما كان ايمانويل فى السابعة من العمر, تم تجنيده من قبل الجيش الشعبى لتحرير السودان. و كان واحدا من الاف الاطفال الذين تم تجنيدهم قسرا من قبل القوات المتحاربة.
بيد ان ايمانويل كان محظوظا. فعندما كان فى الثالثة عشر من عمره, التقى باحد العاملين فى مجال المساعدة الانسانية فاخرجه من جنوب السودان الى كينيا. و فى كينيا اخذ الى المدرسة و هنا وجد طريقه الى حياة جديدة.
و هو يقول لقد تعلمت لقد تلقيت المساعدة, فان التعليم دعوة الى توسيع نطاق هويته التى لا يبدلها بهوية جديدة
و قال ” انى اشعر بالمسؤولية, كنت ذات يوم واحدا منهم, و انى اعرف الكثير من الجنود الاطفال الذين يعيشون فى الوضع نفسه.
و يتمتع ايمانويل بفهم عميق للظروف التى جعلته يصبح احد الجنود الاطفال, و هو عازم على استخدام مهارته و مواهبه لتقاسم خبراته مع العالم. و هو يستخدم موسيقى ” الهيب هوب ” لنشر رسالة قوية عن السلام و المصالحة.
و يقول ” لقد عشت لاحكى قصة” و يضيف ” انى احكى قصتى من خلال الموسيقى اريد ان الهم الناس”

ثم حقق نجاحات كثيرة حتى تم بث رسالة ايمانويل للسلام فى جميع المحطات التلفزيونية بدء من محطة السى ان ان الى محطة ام.تى.فى. و فى الاون الاخيرة, فاز الفيلم الوثائقى عن ايمانويل الذى يدعى ” طفل الحرب” بجائزة كاديلاك للجمهور فى مهرجان تريبيكا للافلام فى نيويورك. وقد نشرت مطبعة سانت مارتن سيرتة الذاتية عام 2009م.
ويقسم ايمانويل جاك وقته الان حاليا بين لندن و نيروبى, لكنه لم ينسى وطنه السودان. و عندما كان لايزال فى كينيا, اسس منظمة طوعية غير ربحية, تسمى “غوا افريقيا ” اى السلام بلغة النوير, و النوير قبيلة من القبائل السودانية التى تعيش على ضفاف النيل فى جنوب السودان و ينتمون مع الدينكا الى اصل وجد واحد, و هم ثانى اكبر المجموعة النيلية, اذ يحتلون المرتبة الثانية بعد الدينكا من حيث التعداد السكانى, ثم يليهم الشلك, و النوير يتمركزون فى منطقة فشودة و ملكال على النيل الابيض.
و منظمة السلام هى مكرسة لتعليم الاطفال المتضررين من الحرب و الفقر فى افريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويتمثل هدفها الرئيسى فى بناء مدرسة فى لير, جنوب السودان, مسقط راس ايمانويل, التى يوجد فيها اكبر عدد من الجنود الاطفال فى المنطقة.

التحية الى ايمانويل الذى تغنى للسلام, الذى ارسل رسالة كبيرة الى العالم كله يريد ان ياكد بان الحرب الاهلية فى السودان, ليست من صنع المواطن بل المواطن هو الضحية وحتى الاطفال لم يسلموا من لهيب الحرب و التجنيد القصرى, التحية لايمانويل جاك طفل الحرب, رجل السلام.

د. ناجى حسن قاسم
خبير العلاج بالموسيقى- استراليا

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..