عظمة للناظرين يا سواكن!

سواكن مدينةً سودانية جميلة جداً تتميز بموقعها الفريد وتاريخها العريق حيث أنها ترقد في أحضان البحر الأحمر كجزيرة تمثل إحدى عبقريات التصميم المعماري و تعتبر إمتداداً لفترات تاريخية متعاقبة، كما يُشًكِل الطراز المِعماري المستخدم بِها نموذج المدينة الإسلامية، وبناءً على ذلك فقد تقدمت الهيئة العامة للآثار والمتاحف السودانية بطلب لمنظمة اليونيسكو العالمية ضم مدينة سواكن إلى قائمة المواقع الأثرية الحضارية العالمية باعتبارها من المواقع التاريخية المهمة حسب معايير المنظمة العالمية لليونيسكو.

تكمن أهمية مدينة سواكن التاريخية في إستخدامها قديماً كميناء كان يمرُ عبره حجاج بيت الله الحرام من أفريقيا وكان أيضاً يمر عبره الحجاج المسيحيون في طريقهم إلى الأراضي المقدسة في أورشليم (بيت المقدس) حتى أوائل القرن السادس عشر الميلادي، كما كانت مركزاً للتجارة والمال على البحر الأحمر والشرق العربي، وكانت تمون بلاد الحجاز بالحبوب واللحوم والسمن، وقد ورد إسمها في مؤلفات الرحالة وعلماء الجغرافيا والتاريخ العرب كمدينة مر عبرها بعض أفراد أسرة بني أمية من قبيلة قريش المتجهين إلى مصر هربا من العباسيين بعد مقتل الخليفة الأموي مروان بن محمد، كما زارها الكثيرون من الرحالة على رأسهم بن بطوطة و القلقشندي الياقوتي مما يؤكد مكانتها التاريخية التي تستحق إعتبارها واحدة من المناطق الأثرية التي شهدت على أحداث مهمة ومفصلية في تاريخ البشرية.

وتتجلى أهميتها المِعمارية من موقها الطبيعي أولاً حيث تقع في جزيرة مأهولة مُنذ فجر التاريخ وتقول الأساطير أن نبى الله سليمان كان يحبس فيها الجن ليسخره و مِن هُنا أتى إسمها لسكون الجن فيها، وتزخر المدينة بطراز معماري فريد على النمط الإسلامي، من حيث الشكل العام والقصور والمباني ذات المشربيات والأعمدة والنوافذ والأبواب والزجاج الملون والزخارف الإسلامية، حيث تحمل مساجدها طراز المدينة المنورة، ومن مواقعها البارزة مبنى المحافظة وقصر الشناوي الذي شُيد بتصميم هندسي فريد ضم غُرفاً بعدد أيام السنة، وكذلك المساجد ذات المعمار الإسلامي وبوابة غردون وبوابة كتشنر ومدرسة سواكن الأميرية.

كُل ذلك التميز يرنو بعيداً عن الإهتمام الحقيقي الذي تستحقة عروس المُدن السودانية فهي تمتلك من المقومات والمؤهلات ما يجعلها قِبلة حقيقية للسواح بل وللزوار والمهتمين والدارسين من داخل وخارج السودان، فوجودها على ميناء البحر الأحمر يُسّهل الوصول إليها عبر البحر إذا ما تمت إذا ما تمت تهيئتها لإستقبالهم بغرض السياحة، ولكن الإهتمام بها محلياً مُخيباً لمكانتها الرفيعة فقد أدركت دول ومنظمات كثيرة أهمية سواكن و أفردت لها مساحةً مِن إهتمامها منها منظمة اليونيسكو و بريطانيا وتركيا حيث تمت فيها عمليات ترميم لعدد من معالمها و بوابتها الرئيسة و لا زالت يدُ الدولة عنها شحيحةً رغم ثرائها الفاحش بكل المقومات التي تؤهلها لتكون فى مصاف المزارات الأثرية، فدخولها إلى قائمة المواقع الأثرية والحضارية جاء متأخراً بعقود طويله مقارنةً بمكانتها التاريخية الأصيلة.

بُكائية سواكن ( الفنان ادريس الامير)

صب دمعى وأنا قلبى ساكن .. حارفراقك نارى ياسواكن

السكونك وسط البحور ياسواكن .. كنت جنه ومليانه حور ياسواكن

ليك ماضى مدى الدهور ياسواكن .. بيهو شعبك دايمافخور ياسواكن

فى ربوعك شامخات قصور يا سواكن .. بتحكى مجدك عبر العصور ياسواكن

الجبابره الهبت تثور ياسواكن .. بقيادة دقنه الجسور ياسواكن.

همسات – عبير زين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. (اهمية معمارية / طراز معماري / عروس المدن السودانية) سواكن الشفناها دي والا واحدة ثانية هوي ياناس الحمام بالجردل والحوش بسموهو فندق والكهرباء مولدات تقطع الساعة 12 وتراب وجوع وعطش مطاعم رواكيب وخيش ….. ماكتبتيه لاعلاقة له بالواقع ممايجعنا نشك في التاريخ هذه كتابات لاتوجد إلا في الخيال

  2. استكثرث القيمة المالية لدورة لمدة عام (دراسي) لدراسة ترميم الآثار بالجامعة الامريكية بالشارقة. وكان
    هدفي والله يشهد على ذلك المساهمة في ترميم آثار سواكن التي كنت أرى أنها تتعرض سنوياً لمزيد من التعرية والرطوبة والإهمال. أنني مولع بسواكن وما تضمه من كنوز أثرية والأسرار العميقة التي ترقد تحت زرقة مياهها الجميلة. وهذه المرثية الجميلة تبكيني دوماً. وعندما كنت طفلاً كنت أذهب للنيل عند منتصف النهار واصعد على طلحة باسفة كانت هناك ثم أترنم بأعلى صوتي بهذه المرثية الجميلة …….. وكان النهر يردد صدى صوتي الجميل….. ثم أبكي وأبكي وأعود للمنزل مرتاحاً. عشقي لسواكن عشقي قديم لقد تشبثت بها قبل أن أراها. أنه لعمري عشق حقيقي تتضاءل أمامه القيمة المالية التي استكثرتها عليها. كم أنا عاشق حبان.

  3. سواكن تستحق لقب مدينة السودان الاولى وانازرت اغلب مدن لم ارى فيها جمال وتنسيق وتنظيم سواكن سواكن اكرم الله بها اهل السودان واكد اجزم ان سواكن تمثل بترول السودان الحقيقي اذا تم تسوقها وتوظيف وتسخير الامكانيات السياحية الي تذخر بها وبلدنا تمتلك مقومات دولة سياحية عظمة لكن مين يفهم
    سواكن ياهبة من الرحمن
    سواكن ياروضة من الجنان
    سواكن يااجمال وابهاءمن
    ست حسانيازينة وياروعة بنيان
    تتجلي فيك عظمة الخالق عبقرية الانسان
    ياملتقى الحضارات وانضرمكان
    انت ماتستاهلي التجاهل والنسان
    يارمزالشموخ ومصدر رفعت الوطن والانسان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..