الشيخ شداد والكوتش الترابي..!!

في صباح يوم شتوي من اكتوبر 1964 كان الدكتور الترابي العائد من الدراسة
في فرنسا يقود اجتماعاً عاصفاً لجبهة الهيئات التي اقتلعت حكم الفريق
عبود..الاجتماع يعلو ويهبط في نادي أساتذة جامعة الخرطوم..إثنان من ضباط
الجيش يلجآن الى مبنى دار الأساتذة..الأعين تترقبهما بحذر خاصة أن
تسريبات أفادت أن الجيش يستعد للانقضاض على الانتفاضة الشعبية..المفاجأة
أن مناديب القيادة العسكرية جاءوا ليأخذوا شهود عدل ليتفقدوا القيادة
العامة للجيش..الاجتماع كلَّف الدكتور الترابي ومبارك شداد للقيام
بالمهمة التفقدية..العربة التي أقلت الوفد المزدوج كان يقودها الشاب
والمحاضر بجامعة الخرطوم كمال شداد.

في ذاك التاريخ كان باراك أوباما طفلاً في نحو الثالثة من عمره..الطفل
الصغير يواجه أولى الأزمات حيث انفصلت أمه عن أبيه الذي عاد لافريقيا..في
السابعة والأربعين حقق الطفل الأسود الفقير حلم حياته وأصبح رئيساً لأعظم
دولة في العالم.

حملت الأنباء أن الدكتور كمال شداد الذي بلغ من العمر عتيا ترشح لرئاسة
اتحاد كرة القدم على رأس مجموعة التجديد..قرابة نصف قرن من الزمان
والدكتور كمال شداد حاضراً في المشهد الرياضي ..لاعباً ومدرباً
وادارياً..في كل سنوات شداد لم تجنِ بلادنا سوى الخيبة الرياضية..مصر
الشقيقة تحقق الانجازات..السعودية التي اخذت منا رشدها الرياضي باتت
رقماً مميزاً في خارطة كرة القدم..اثيوبيا الآن تنهض بعد طول سبات..كل
هذه السنوات يتضخم الدكتور شداد وباسم بلادنا يترقى في المناصب الرياضية
الاقليمية ..خبيراً رياضياً حيناً ومراقباً عاماً للمباريات
المهمة..النتيجة العامة على بلدنا لا انجاز ولا فلاح ولا كأس يروي طمأ
الرياضيين.

في ضاحية الرياض السودانية اجتمع ممثلو هيئة قيادة المؤتمر الشعبي صباح
الجمعة الماضية..المجتمعون جددوا الثقة وعززوا البيعة للشيخ حسن الترابي
أميناً عاماً للمؤتمر الشعبي..الآن يحقق الشيخ رقماً مميزاً في صناعة
الأحداث..نصف قرن بالتمام والكمال والترابي صانعاً للقرار في الحركة
الاسلامية..الشاهد يرى نجاحات ضخمة تحسب للشيخ الترابي عبر تحويل تنظيم
صفوي مقرون بمصر الى حزب فاعل وحاشد ومؤثر على الساحة السودانية..لكن بعد
مراجعة كامل المسيرة نجد أن كثير من الأخطاء والهفوات قد أصابت كيان
الحركة الاسلامية..الشيخ الترابي صنع انقلاباً عسكرياً جيِّد السبك محكم
التفاصيل..الآن ذات الرجل يبحث عن خطط سرية تخلِّص البلاد والعباد مما
صنعه بأيديه.

الترابي وشداد ومثلهم الميرغني والمهدي والبشير هم حالات تعبِّر عن عدم
قدرتنا على الثقة في الأجيال الجديدة..هؤلاء رجال أعطوا وما استبقوا
شيئاً..كلما أصررنا على تحميلهم فوق طاقتهم البشرية ظلمناهم ظلماً
عسيراً..الترابي لم يكن يحتاج الى مجد أكبر من دوره في اكتوبر..ويكفي
الصادق المهدي أنه آخر رئيس وزراء منتخب..وكان بامكان البشير أن يخلع بزة
السلطة عقب نجاحه في صناعة السلام في العام 2005..وكذا الميرغني وشداد
بامكانهما اختيار نقطة مضيئة للترجل.

مشكلة بلادي أنها دائماً تستخدم وجوه قديمة جداً لمواجهة مشاكل جديدة
جداً..النتيجة أن بلدنا يمضي للوراء.
الاهرام اليوم
[url]www.facebook.com/traseem[/url] [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا دووووب وعيتوا انو البلد ماشه للوراء… بعد ما ناسك انتهوا منها وجربوا أي نظريه فاشله في الشعب المسكين .. والناس صابره عليهم لانوا ما في يدها حيله … مجموعه طلبة اتحاد جامعة الخرطوم مع شوية عسكر بقيادة الترابي المنقلب على الديمقراطيه فشلوا فشل ذريع في وقت كانت كل السبل مهياء لتخليد اسمائهم على حروف من ذهب … الهدف من الأنقلاب المشوءم كان السلطه والجاه وقد وجدوا هدفهم أها و بعدين ؟؟؟ ستظل تلحقهم لعنات الشعب السوداني على الضياع الذي سببوه لهذا الأمه … لان ما بني على باطل فهو باطل … لكن الله يمهل ولا يهمل

  2. ياظافر نحن كرهنا الاسلوب ده من الغابر اسحق فضل الله فبالله ما تكرر لينا نفس وجع الفشفاش ده اكتب زي خلق الله ما قاعدين يكتبوا وسيبك من شغل في ليلة شتوية بارده وماعارف شنو

  3. الظافر…… أخبار الوالي الذي لا يظلم ببابه …..شنو ؟؟ وعدس الوالي والزبادي مدور لسع يامنقـــــــــــــــــــــة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  4. اكرر قولي يا الظافر انت وامثالك من صحافيي المؤتمر اللا وطني من طبل لهم وجعلتم قزما مثل البشير يعتقد انه إله..مذا ما جنيناه نحن وانتم من اقلامكم الملوثه..وعلي نفسها جنت براقش..

  5. الأخ الأستاذ/الظافر-رمضان كريم
    قال الشاعر:سيذكرنى قومى اذا جد جهم *وفى الليلة الظلماء يفتقد البدر
    اتفق معك تماماً أن سنة الحياة التغيير ولكن بالنسبة لهولاء الزعماء الذين ذكرتهم فان قواعدهم لم يجدوا بديلاً لهم يملأ الفراغ الذين سيتركونه حينما يغادرون مواقعهم اذن نحن كشعب سودانى فى أمس الحوجة لتغيير مفاهيمنا فى كل المجالات حتى نؤسس لدولة المؤسسات والتى عن طريقها يمكن لأى مواطن أن يتبوأ المنصب الذى يريد بشرط الكفاءاة والاختيار العادل.
    وبالله الثقة وعليه التكلان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..