معارضات متعددة ووسائل مختلفة

المعارضة في بلادي فقدت البوصلة وكل يوم يظهر الخلاف داخل صفوفها رغم التصريحات بتمسكها بتحالفاتها التي لا أجد لها تعريفاً غير انها اتفاقات قيادات منفصلة تماماً عن الجماهير.
فالمعارضة صارت (معارضات) كل معارضة تريد اسقاط النظام بطريقة مختلفة، فالصادق المهدي يريد اسقاط النظام بجمع التوقيعات والمعارضة التي تعتبر نفسها الجسم الاساسي وتطلق على نفسها (قوى الإجماع الوطني) ترفع شعار المائة يوم لاسقاط النظام… والجبهة الثورية ترى ان القوة هي الوسيلة… واخيراً أعلن المؤتمر الشعبي عودته للعمل السري ضمن إستراتيجيته وخطته المقبلة لإسقاط النظام، ووجه في الوقت نفسه كوادره ومنسوبيه بالولايات بالاستعداد للنزول للشارع لإحداث ثورة شعبية للإطاحة بالمؤتمر الوطني!
ورغم هذا الاعلان يؤمن المؤتمر الشعبي على استمرار تحالفه مع قوى الإجماع الوطني والجبهة الثورية وكل الجهات التي تعمل على إسقاط النظام، مردفاً أن علاقتهم بالتحالف سمن على عسل حسب وصفه، قاطعاً بأن عملهم السري لا يعني التراجع عن تنسيقهم مع المعارضة، مؤكداً مشاركة الجبهة الثورية والحركات الشبابية في الحكم خلال الفترة الانتقالية إلى جانب القوى السياسية! وهذا ما لا نفهمه! فهو يعلن عودته للعمل السري ويقطع بأن عملهم السري لا يعني التراجع عن تنسيقهم مع المعارضة! لا يبدو ان المؤتمر الشعبي لا يفهم ما هو العمل السري؟ فهل العمل السري يعلن؟ ثم نواصل مع الأمين السياسي للحزب كمال عمر عبد السلام وهو يؤكد أن المعارضة استطاعت خلال الشهر الأول من خطة المائة يوم من توحيد خطابها وهياكلها التنظيمية، مشيراً إلى أن التحالف لم يتناول تمديد خطة المائة يوم! اذن لماذا العودة للعمل السري؟
ان المعارضة المنقسمة الى معارضات والمصرحة بانها متحدة تناقض نفسها… فلو كان هناك اتفاق لكانت هناك قيادة واحدة وخطة واحدة لتحقيق هدف واحد… ولكن هناك عدة خطط حتى الاعلان لم يتفاعل معها الشارع… وحتى الآن لا يبدو انها حققت نجاحاً… وتفضح ان المعارضة ليست على قلب رجل واحد.
ان المعارضة ما زالت تعتمد على تصريحات سياسية تفتقد التخطيط والبرامج وهذا يبدو واضاحاً في التصريحات مثل اقوال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام كاشفاً عن تنسيق بين أحزاب المعارضة لتنظيم برامج مصاحبة لإفطارات جماعية خلال شهر رمضان لهيئة المصلين والشارع العام لما بعد رمضان… ونحن نقول له رمضان قد انتصف فاين هذه البرامج المصاحبة؟ ثم لماذا الاستعجال بمحاسبة كل من ارتكب جرماً، وكما جاء في الخطاب لن نقول عفا الله عما سلف! ثم الاشارة إلى أن حزبه يؤسس لعلاقات خارجية جيدة مع المجتمع الدولي وأمريكا والاتحاد الأوربي!
ان المعارضة حتى الآن يبدو انها لم تتفق على برنامج معين يحدد كيف يمكن الوصول الى هدفها… فما زالت بين خيار الجبهة الثورية وخيار المائة يوم وخيار جمع التوقيعات وخيار العمل السري.
والله من وراء القصد

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..