مزاد علني .. هنا تباع الألقاب

رفض فنانا العملاق وبطلنا المغوار حسن خليفة العطبراوي والذي نشهد له بتاريخه البطولي ضد الإستعمار أن يُكَرَّم أو حتى ينتقل من عطبرة للخرطوم ليصنع له مجداً فالوطني الحق لا يحتاج للتكريم مقابل وطنيته وهذه ثقافة كفيلة بتدريسها بالمدارس وأن يكتب ادباؤنا ومعلمونا فيها الكثير والكثير فكان أن نال العطبراوي شرفاً ومجداً بقلوبنا سنظل نذكره ما دمنا على الأرض أحياء… ….. (أم افريقيا ) كلمات في غاية الجمال فليس هناك مثيل للأم وافريقيا بيتنا الكبير ولكن من لقّب الدكتورة سعاد الفاتح البدوي بهذا اللقب العظيم ، هل اخذ موافقة افريقيا واهلها بأن يُمنح إسمها لدكتورتنا ؟ هل سألت الدكتورة سعاد نفسها إذا كانت تستحق هذا اللقب وأنها أم لأفريقيا فعلاً ؟ لأن الأمومة الحقيقية ليست كلمة او لقب وإنما الأمومة عمل ملموس تراه العين وتضحية كبيرة وكلنا نعرف تماماً ما تقوم به امهاتنا من رعاية لنا ولمصالحنا . نحن نحترم الشهادات العلمية ونقّدر من نالها وإستحقها لأننا اهل العلم وأرضنا انجبت علماء كُثر دوماً لهم تقدير بنفوسنا ولكن عفواً وإسمحوا لي بسؤال الدكتورة سعاد ، هل يا دكتورة كان لقبك لجليل أعمال نفذتيها على ارض الواقع كمطلبك بأن نرجع نحن النساء لعواسة الكسرة مثلاً ولا أعيب الكسرة ونقدرها ونحبها جداً ففيها سمة اهل السودان وموروثهم الذي نفتخر ونعتز به ولكن لا نقبل القيام بها إن كانت أمراً يُفرض علينا نتيجة اوضاع سيئة تعيشها البلاد تسبب فيها من لا يخافون الله ولا يحترمون الوطن ولا إنسانه الرائع ولا يهمهم إن جاع او مرض او ضاقت به سُبل الحياة ما دامت جيوبهم مليئة باموالنا أم كان لقبك لنضالك العظيم والمشهود في كل المحافل والقاعات وحتى شوارع البلد ؟ صدقوني انا لا اعرف لماذا نالت تلك السيدة ذلك اللقب ؟ فهي لم تؤسس مدرسة وطنية لتعلم اولادنا حب الوطن ولم تنشئ خلوة لتعلم نساءنا قراءة القرآن ولم تدفع جنيهاً لعلاج طفل مريض ولم تعيد بناء مدرسة كان قد هدمها السيل لنحس بتفاعلها مع اولادنا وتعاطفها معهم وهي لم تقل ( لا ) لمن باعوا وإشتروا في البلد ولم نشعر بمعاناتها مع اهلنا في لقمة العيش التي أرّقت مضاجعهم وحببت للكثير الرحيل والهجرة من الوطن لبلاد اخرى حتى يُأمِّنوا لهم ولاولادهم حياة كريمة وهي لم تر اكوام الاوساخ والتي ملأت كل الطرق والشوارع وقد اطفأت بريق وجمال بلدنا وهي لم تتحدث يوماً عن تدهور مستوى التعليم وتدهور مستوى اولادنا ولا تدري عن الأخطار التي تحاصرهم من كل الجوانب وذلك الإحباط الذي يعيشوه هم وأهاليهم …ارجو منك يا دكتورة ان تعيدي النظر في هذا اللقب ومعناه الكبير وأن تعيدي النظر ايضاً في كثير مما قلت فالحياة قصيرة ولسنا مخلدين فيها ودعينا نرى منك وطنية حقيقية وخوف علينا وعلى مستقبل اولادنا ونحن نحملك على الرؤوس …دمت يا وطن ودام كل من يحبك ويخاف عليك ولا يشتري الالقاب لأجل الالقاب فقط ..
[email][email protected][/email]