د.السميط لم يمت

شيعت الكويت أمس الجمعة الشيخ الداعية الدكتور عبد الرحمن السميط وبكاءه عارفي فضله ومعدنه يدعون له بأن يتقبل الله جليل أعماله ، ولا نقول الا ما يرضي الله اللهم ارحمه رحمة واسعة فقد كان رجلاً فريد عصره لم يعش لنفسه وعاش حياة عامرة بالخير والدعوة لله في أفقر قارات الدنيا وأكثرها وعورة وتخلفاً افريقيا وأنشأ لجنة مسلمي أفريقيا وكان لها أثرها الكبير.
أن تكون كويتياً فأنت أكثر عباد الله دخلاً، زادنا الله وزادهم من فضله. وكيف إذا كنت طبيباً كويتياً؟ تخيل الذين يسرقون شعوبهم ليبنوا الفلل الفاخرة والعمارات الشاهقة، ويعيشوا العيش الرغد بلا وخز ضمير، وليستمتعوا بالسفر إلى البلاد الراقية متنكرين لمجتمعاتهم، وليس في حسابهم أن كل حياتهم التي يتعبون من أجلها ليعيشوها سعادة، حسب ظنهم، هي سنوات معدودة أقصاها 8 عقود، وإن زادت هي والموت سواء، وآخرون يبنون لحياة لا نهاية لها.
الدكتور عبد الرحمن السميط الكويتي لو أراد أن يعيش أسبوعاً في الكويت وأسبوعاً في سويسرا لاستطاع بكل سهولة، ولكن الرجال لا يبحثون عن المتعة والترفيه الزائلين. هذا الرجل قضى كثيراً من وسنواته الخمس والستين في إفريقيا، وهو مؤسس جمعية مسلمي إفريقيا، وسأنقل لكم شيء عن سيرته ومواقفه وأعماله التي نسأل الله أن يتقبلها. وما أحسب أن أمثاله يقال لهم اموات، فقد أشبع حياته بعمل الخير نسأل الله له القبول، تقول المواقع إن من أدخلهم الإسلام لا يقلون عن سبعة ملايين شخص، وفي رواية »11« مليوناً.. يا الله لم يهد الله به قلب رجل واحد الذي خير من حمر النعم، ولكن ملايين البشر. لله درك يا أيها الشيخ السميط جعلت لحياتك طعماً وهدفاً.
هذا الرجل قدم لنفسه أولاً، وقدم لدعاة الإسلام مثالاً يصعب السير فيه إلا لقليلين مثله لا تلهيهم تجارة. وانقل اليكم أعزائي هذا الجزء من سيرته الذاتية.
»رجل عظيم بدأ حياته بجد بهمة ونشاط. رجل عاش لهم أمة، هم الدعوة إلى الله ونشر الإسلام في الأرض.. دخل على يديه الإسلام أكثر من »10« ملايين شخص.. ترك مهنة الطب التي برع فيها، وربما يستطيع أن يجني من ورائها أموالاً طائلة.. وترك حياة الرفاهية وسط أبنائه وعائلته الكريمة في الكويت مقابل حمل أمانة الدعوة الإسلامية الثقيلة، والدخول في عالم المجهول وسط غابات إفريقيا وأدغالها المليئة بالمخاطر والصعوبات، معرضاً نفسه للموت عدة مرات في سبيل دعوته، هذه الدعوة التي استمرت لأكثر من »30« عاماً وأثمرت إنجازات تعجز دول عن أن تقوم بها، منها:
ــ بناء حوالى 5700 مسجد ــ حفر حوالي 9500 بئر ماء.
ــ إنشاء حوالى 860 مدرسة ــ إنشاء 204 مراكز إسلامية.
ــ كفالة 15000 يتيم تقريباً، لا بالإطعام فقط وإنما بالتربية الإسلامية والتعليم الأكاديمي.
يقول الدكتور السميط عن حال الأمَّة الإفريقية: »سألتُ، قلت لهم: أيش دينكم؟ قالوا: الحمد الله نَحن مسلمون بروتستانت! قلتُ لهم: كيف تكونون مسلمين بروتستانت؟ قالوا: أجدادنا قالوا لنا: إنَّنا مسلمون، لكنَّنا لا نعرف كيف نصلِّي، ولا كيف نصوم، فجاءنا البروتستانت ــ جزاهم الله خيرًا! وعلَّمونا كيف نصلِّي، وبنَوْا لنا هذه الكنيسة ــ وأروني الكنيسة ــ وأعطونا الإنجيل«!
مهما تحدثنا عن السميط لن نوفيه حقه، فهو صاحب خبرات وإنجازات كبيرة وعظيمة، فقد شارك في تأسيس ورئاسة جمعية الأطباء المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا 1976م. كما شارك في تأسيس فروع جمعية الطلبة المسلمين في مونتريال 1974- 1976، ولجنة مسلمي ملاوي في الكويت عام 1980م، واللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة 1987م، وهو عضو مؤسس في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وعضو مؤسس في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وعضو في جمعية النجاة الخيرية الكويتية، وعضو جمعية الهلال الأحمر الكويتي، ورئيس تحرير مجلة الكوثر المتخصصة في الشأن الأفريقي، وعضو مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، وعضو مجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن، ورئيس مجلس إدارة كلية التربية في زنجبار ورئيس مجلس إدارة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في كينيا وغيرها.
مثل السميط هل يقال عنه مات. اذهب مقبولا بإذن الله.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أحسنت أخي الأستاذ أحمد ، لا يعرف قدر الرجال إلا الرجال . نعم لقد رحل السميط ، وبقيت صدقاته جارية إلى يوم الدين .لقد ظل الدكتور السميط يعيش هموم المسلمين في كل أنحاء العالم وكأنه رسول مطبقاً القول المأثور من لم يهتم بأمور المسلمين ليس منهم. كم فجعنا في رجال مثل مبارك قسم الله ، وعبدالسلام سليمان سعد ، والدكتور صلاح الدين محمد الربعة . إن القلب ليحزن ، والعين لتدمع ، والعزاء (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم ينتظر وما بدلوا تبديلا). اللهم وفه أجره بغير حساب .

  2. إنا لله وإنا إليه راجعون ،اللهم ارحم الدكتور الداعية عبدالرحمن السميط رحمة واسعة وأدخله فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وتقبل منه جليل اعماله وخدماته التي قدمها في سبيل الدعوة الاسلامية

  3. تحياتي حقاً لم يمت د. سميط! لقد شرفني الرجل بكتابة مؤلف عن الداعية الاسلامي احمدو بيلو وهو امر لا يفعله الاخرون ودعني اقول لك انه مقابل ذلك حفزني وبالدولار وانا في السودان حين اكتب كتاباً على نفقتي الخاصة ادفع للمصنفات وان بعته للجامعة تخصم مني ضريبة… تصور… وقارن بين دكتور عبدالرحمن السميط الذي من الكويت كلفني بكتابة مؤلف عن الداعية الاسلامي احمدو بيلو وحفزني مقابل الكتابة… ولكن ان تتساءل هل يوجد هذا الكتاب في المكتبات السودانية؟ وهل يعرف السودانيون من هو الداعية الاسلامي احمدو بيلو؟ الذي كان رئيس وزراء نيجيريا وقتل غدراً لانه كان يدعو للاسلام وله قصة حين زار السودان واقيمت حفلة بالمسرح القومي على شرفه وكيف انه انسحب من الحفل… ويوم استشهد اقيمت على روحه الطاهرة صلاة الغائب في كثير من العواصم العربية ومنها الخرطوم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..