حكومة السودان واستفتاء أبيي في أكتوبر 2013م

بسم الله الرحمن الرحيم

تسعى حكومة جنوب السودان من طرف واحد لإجراء استفتاء منطقة أبيي في شهر أكتوبر 2013م و قد قطعت شوطاً كبيراً في الخطوات التي تمثلت في تكوين لجنة قومية و لجان فرعية بدأت مهامها بالعمل على إعادة أبناء الدينكا من الولايات الجنوبية كافة إلى منطقة أبيي ، مع دعوة المنظمات الأجنبية للقيام بمهام تقديم الخدمات و المساعدات الإنسانية لهم ، و بدأ حراك واسع في حث أبناء نقوك على العودة للمنطقة ، بل أن الاهتمام بالقضية قد جاء من أعلى سلطة بالبلاد كما جاء في خطاب الرئيس سلفاكير ميارديت في الذكرى الثانية لاستقلال جنوب السودان و جاء مرة أخرى في خطابه في تأبين السلطان كوال دينق مجوك حيث ناشد أبناء دينكا نقوك بالعودة إلى أبيي للمشاركة في الاستفتاء المزمع في أكتوبر 2013م .
كما طالعنا بالصحف الصادرة صباح 22 أغسطس 2013م خبر دعوة سفير جوبا بالخرطوم للسيد الخير الفهيم المكي الرئيس المشترك للجنة الإشراف على أبيي ( أجوك) لمناقشة قضايا المنطقة و إبلاغه بقرار دولة الجنوب باجراء الإستفتاء في اكتوبر المقبل حيث رد الخير بأن موضوع الإستفتاء لا يعنيه بل هو أمر يخص رئاسة البلدين .. و السؤال الذي يتبادر للذهن الآن هو : هل حقاً أن إجراءات دولة الجنوب لإجراء الإستفتاء في أكتوبر 2013م هو إجراء أحادي بدون علم حكومة السودان؟ و ما هو موقف حكومة السودان الصريح من مقترح ثامبيو أمبيكي الخاص بالإستفتاء؟ و لماذا لا تقوله صراحة و أمام الملأ ليعلم الجميع ذلك ؟
إن دولة الجنوب هي دولة ذات سيادة و لها محاموها الذين يعلمون أن أبيي مرتبطة ببرتوكول جاء في اتفاقية السلام الشامل 2005م و أن إجراء الاستفتاء فيها مربوط بخطوات قانونية رتبتها الاتفاقية المشار إليها و قانون استفتاء أبيي 2009م و بالتالي يبقى من السذاجة بمكان تجاوزها لكل ذلك و إجراء استفتاء من طرف واحد تجاوزاً للاتفاقية و القانون ، كما أن أبيي قانوناً تعتبر الآن أرض سودانية بناءاً على كل القوانين الدولية و أعرافها و لو أقدمت دولة الجنوب على خطوة الاستفتاء فإنها تكون قد اعتدت على سيادة دولة السودان و من حق السودان قانوناً الرد عليها و تحرير أراضيه ، هذا الأمر يجعلنا نقول أن دولة جنوب السودان لا يمكن أن تلجأ لاستفتاء في منطقة لا سيادة لها عليها من طرف واحد و مخالفة للاتفاقية التي رتبت لها حقوقاً يمكن أن تنالها استنادا للإجراءات القانونية ما لم توافق حكومة السودان على مقترح ثامبو أمبيكي الذي يتحدث عن استفتاء في أكتوبر ، و هنا يبقى السؤال ما هو موقف حكومة السودان من مقترح أمبيكي المشار إليه ؟ المتابع لتصريحات المسئولين السودانيين حول هذا الأمر لا يجد ما يبين موقف السودان الواضح و الصريح حول المقترح ، بل هناك مواقف و تصرفات تشير لرضا حكومة السودان عما يجري من دولة الجنوب في المنطقة فسكوت السودان على خطوات الجنوب في المنطقة بوجود إدارة مدنية من طرف واحد و وجود منظمات تطوعية قادمة من الجنوب و الوجود الفعلي لدولة الجنوب بممارسة سلطاتها على مواطني المنطقة مقابل غياب تام للسودان و ممثليه في المنطقة و منع المساعدات ( قافلة جامعة السودان للعلوم و التكنولوجيا مع الهيئة القومية الشبابية الطلابية لمناصرة أبيي _ نموذجاً) ، و عدم زيارة ممثل السودان في لجنة الإشراف المشتركة لرعاياه في شمال أبيي و اكتفائه بحضور اجتماعات اللجنة بمقر البعثة الأممية فقط ، و ما قاله في لقاء السفير المشار إليه أعلاه بأن الأمر يخص الرئيسين و لا رأي له فيه دليل واضح على تساهل السودان فيما يجري في أبيي و إلا لماذا الصمت تجاه تصرفات دولة الجنوب المعلنة و الصريحة منذ مدة مضت و لماذا يستدعي سفير دولة أجنبية مسئولاً سودانياً ليناقشه و يبلغه أمراً يتعلق بأرض سودانية ؟ و كيف وافق ذلك المسئول على هذا اللقاء ؟
إننا نقول أن سكوت حكومة السودان ممثلاً في رئيس لجنة الإشراف المشترك و الخارجية السودانية حول تصرفات دولة الجنوب و غضها الطرف عن وجود إدارة تنفيذية و شرطية من جنوب السودان بالمنطقة و وجود المنظمات الأجنبية و ممارسة أعمالها دون اعتراض هو دليل موافقة على ما تقوم به دولة الجنوب خاصة إذا عدنا بالذاكرة لما رشح من تصريحات لبعض منسوبي الجنوب فيما يتعلق بصفقة النفط مقابل أبيي التي أشار لها باقان أموم في وقت مضى .
على أية حال فإننا نؤكد أن إقدام دولة الجنوب على تنفيذ خطوة استفتاء أبيي مخالف للقانون و الاتفاقية و قانون استفتاء أبيي 2009م المقر من قبل برلمان المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية قبل استقلال الجنوب ، كما أنه سيجر المنطقة إلى صراعات جديدة قد تهدد الأمن و السلم ، و بالمقابل يطالب أهل المنطقة حكومة السودان بالخروج بتصريح واضح و بين حول موقفها من مقترح ثامبو أمبيكي الداعي للاستفتاء في أكتوبر 2013م و لا تجدي عبارات رئيس الجمهورية رافض لمقترح أمبيكي و واقف مع المسيرية لأن الأرض ليست أرض المسيرية بل هي جزء من السودان الذي يحكمه المؤتمر الوطني و يرأسه عمر البشير و المسيرية شعب تقع مسئولية حمايته و رعايته على الدولة التي تحكمه و تطالبه بأداء واجباته حالهم حال الشعب السوداني في الخرطوم و شندي و حجر العسل .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ان لم يتم جعل المسيرية يستفتوا فسيكون هناك ما لا يحمد عقباه فالظلم ظلمات وهذه الارض ملك اجدادنا وابائنا والدينكا ضيوف تمت استضافتهم فيها والان يريدوا ان يخرجونا منها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..