وزارة أكذوبة إسمها المعادن

حملت الأخبار قبل مدة أن وزير المعادن بشّر جموع المسحوقين السودانيين أن الذهب السوداني سيدخل جيوبهم، ولكن المتمعن في هذه البشارة الخاوية يقول:”فنحن لدغنا من قبل من جحر البترول، وسنلدغ من حجر الذهب أيضاً”، فنحن أهل السودان أصبحنا مثل آل بربون في فرنسا لا ينسون شيئاً ولا يتعلمون شيئاً، فوزير المعادن الذي يتشدق اليوم بأن الذهب سيدخل جيوبنا هو نفسه الذى قال قبل سنوات قليلة أن الذهب سيسد (فرقة) البترول، ولم يحدث ذلك أبداً، وهو الذى قال أن عائد الذهب سيصل الى ثلاثة مليارات دولار ولم يحدث ذلك، وقال وقال، ولكن الشعب السوداني نسى كل ذلك، وقد يصدق ماقال، والحقيقة ان الذهب سيدخل جيبه هو، وجيوب الشركات العابرة للقارات وشركات الحظوة مثل شركة القبطى نجيب ساويرس الذى إستولى بليل على أسهم شركة أرياب للتعدين، في صفقة (مغتغتة) لم تُفك طلاسمها حتى الآن.
إن كثير مما يحدث في قطاع المعادن يشير الى عمق أزمة هذا القطاع الذى يوجد على صفحات الإعلام وشاشاته ولا وجود له على أرض الواقع الأليم، وأكبر أزمات هذا القطاع هو التعدين العشوائى، والذى يُدلع باسم التعدين الأهلى، والذى هو أكبر جريمة على تاريخ وحضارة وإرث السودان العظيم، فبسبب هذا التعدين فُقدت آثار لحقب تاريخية لا تقدر بأى ثمن، فقد تم (تسييح) عشرات بل مئات القطع الأثرية الذهبية الصغيرة والكبيرة من قِبل المعدنين العشوائيين، لأن وزارة المعادن تريد الذهب فقط، ولا هم لها بالتاريخ والجغرافيا ولا هذه الترهات، وحتى الان لاتوجد سطوة لهيئة الآثار على هؤلاء المعدنين. وهذه الجريمة التى لن تغفرها لنا الأجيال القادمة هي في رقبة وزير المعادن الى يوم القيامة، لأنه الذى يشجع هذا التعدين العشوائى ويمهد له السبل لفض بكارة كل أراضى هذا الوطن.
ومن كوارث هذا الذهب على السودان أنه يُشترى من المعدنين بأسعار السوق، ثم يُباع في الأسواق العالمية (بالكسر) لإستجلاب الدولار، وهى جريمة أخرى ساهمت بقوة في وصول الإقتصاد السوداني الى أعمال سحيقة من التدهور، بجانب تأثير التعدين العشوائى على قطاعات الزراعة والرعى وعمالة البناء والتشييد وكل القطاعات المنتجة، وتأثيراته البيئية الخطيرة والتى ستظهر أكثر مع مرور الأيام، بجانب تأثيراته الأخلاقية مثل جرائم الإغتصاب والتحرش والشذوذ والمخدرات والخمور وغيرها في صحارى التعدين العشوائى، هذا غير الدماء الغزيرة التى سالت بسبب هذا التعدين وطمع الكبار مثل ماحدث في جبل عامر، وهذه الدماء هى أيضاً فى عنق من تسبب في هذه الأزمات، وقد قال صلى الله عليه وسلم:” مايزال المرء في فُسحة من دينه مالم يُصب دماً حراماً”.
أقول ختاماً أن الذهب لن يدخل جيوب المواطنين حتى يلج الجمل في سم الخياط، ولن يخدعنا أحد بغير ذلك، فنحن ننتظر فرج الله وحده على هذا الشعب، فمن ظلم مرة سيظلم ألف مرة، لأنه لا يخاف الله والدار الآخرة، ولن يصل الذهب لجيب الشعب لأن الجيوب الكبيرة له بالمرصاد، فهى مثل جهنم، يقال لها هل إمتلأت فتقول هل من مزيد..؟

محمد خليفة صديق
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وزير الغفلة دة اول تعيين ليهو بعد الانقلاب كان ضابط امن فى سودانير ومثل ابطال رياضة القفز بالزانة من خفير الى وزير بدون ادنى معرفة بمهام الوظيفتين المهم يكون حلقك كبير بيبلع طيارة ومتملق وحرامى ومعيرصة ودة ما بيحصل الا فى السودان الدولة القرية

  2. نحن عندنا وزارة للنفط واخرى للمعادن والمملكة عندهاوزارة البترول والثروة المعدنية ياترى ليه؟

  3. وزير المعادن ابوسيديرىوالله دى خامى الدهب والريالات والدولارات وشغال تصاديق للشركات ويقبض وعندة اتوات على الشركات المنتجه وقاعدين يبنو ويشيدوا ليه بيوت وقصور والله دى اكبر نصاب وضاحك على طول والله دى مبسوط جنس بسط دى اسس نفسه تماما اما بالنسبه للتعدين المسمى اهلى والله دى اكبر جريمه فى حق الاهالى من المخلفات والاثار الاخرى من جرائم واغتصابات وفاقد تربوى وضياع للشباب وامراض خبيثه ستظهر لاحقا والمسئولين والحكام ولاجابيين خبر وكل همهم امتلا جيوبهم وكروشهم بالمال وانشاء الله باقى الناس تموت وبعدين الاهالى القربيين من مناطق التعدين العشوائى هم الاكثر تضررا من المخلفات البشريه والاتربه والاوساخ والذباب

  4. والله يا جماعة أنا أكتر حاجة بفكر فيها في موضوع التعدين الأهلي إنه موضوع الحفر العشوائية دي لانه لو كانت شركات ممكن يلزموها تعمل تسوير لأماكن الحفر لكن التعدين الأهلي بحفروا و ماشين لقدام يعني لو جات مطرة ساكت في الخلاء ده ممكن الحفر دي تبلع أكبر شاحنة دي غير خطورتها على العرب و السكان العايشين في الصحراء ديك ، و ممكن ساكت من غير مطرة أو سيول تبلع أي عربية او قطيع بهائم متجول جنبها
    غايتو أنا ما عارف الحل يكون كيف ، في زول عنده أي اقتراحات للحل

  5. لك التحية أخي محمد، و أود أن أوافقك الرأي بأن كل الدماء الغزيزة التي سالت من طرفي الصراع بجبل عامر(بني حسين و الرزيقات الأبالة)معلقة في رقبتي وزير المعادن ووالي شمال دارفور. علماً بأن طرفي الصراع قد وجها لهما ذلك الاتهام و نادا بتكوين لجنة تقصي حقائق اتحادية و لكن يقيني أن الدولة لم تفعل ولن تفعل( وإذا عرف السبب بطل العجب)!!!

  6. محمد خليفة انتي يااخي مثال للنفاق والكذب والدجل إذ كنت قبل فترة قصيرة تقتات من فتات مائدة الوزير كمال عبداللطيف في وزارة مجلس الوزراء ادارة الاعلام ولم نسمع لك صوتاحينها ولكن بعد ان رحلت مغضوبا عليك بدات في الترصد لكمال منذ بدايت وجوده في وزارة تنمية الموارد البشرية (كمال اتتاورك ولا كمال عبد اللطيف دا نص مقال سابق لك) مرورا بوزارة المعادن ، اخلص إلى انك لا تصور نفسك انك حريص على مصلحة البلاد ولا العباد انت حريصاً على مصالحك الخاصة فقط ، سؤال اخير كيف ياابودقن تمثل وزارة في مجمع الفقه الاسلامي وانت رحلت منها منذ فترة واستمريت تصرف كل مخصصات ممثل الوزارة وانت لا تمثلها ، ليس دفاعا عن كمال ولكن قولاً للحق انت تعتبر اكثر مصلحجي رزقنجي ان صحت العبارة

  7. اخى محمد عندك فكرة انو كمال عبداللطيف عرض شركة ارياب للذهب بطولها وعرضها لواحد مستثمر مصرى للبيع بثمن بخس فى صفقة مشبوهه واذا اردت المزيد من التفاصيل اذهب الى المسجل التجارى لان وزير العدل فيما يبدو اعترض على البيع لانه غير قانونى لكن كمال فوق القانون!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..