ما يلمع ليس ذهباً..!!

** (لا)، ما يلمع ليس إنتاجاً للذهب ولا تصديراً، بل تخريب وتهريب وخداع.. كمال عبد اللطيف، وزير المعادن، للسوداني : ( مليون أسرة سودانية تعمل في مجال التنقيب عن الذهب، بينهم أكثر من ( 150 الف خريج)، وأن حجم الشركات بلغ (15 شركة عالمية ومحلية)، ولم يتراجع حجم الإنتاج، ولكن زاد حجم التهريب و إنخفض البيع لصالح بنك السودان)، هكذا تصريح الوزير المسؤول عن التنقيب.. تصريح – حين تزيح عنه غلاف التلميع – يعكس التخريب الذي يحدثه للاقتصاد الوطني تحت سمع وبصر و بعلم سلطات الدولة العليا ..!!

** ما يحدث لصادر الذهب حالياً حدث لصادر الماشية في العام قبل الفائت، إنتاج و(تهريب)، وليس إنتاج وعائد للبلد.. وبنك السودان يعلم ذلك، بل يدعم هذا التهريب الرسمي بسياساته ( المريبة)..قبل عام ونصف تقريباً، أي قبل سياسة الإحتكار، كانت بالسودان ( 13 شركة وطنية)، تعمل في سوق الذهب بمنافسة شريفة وعبر قنوات الدولة الرسمية وتأتي بالعائد الي البلد قبل تصدير الذهب، وهذا ما يسمى بنظام ( الدفع المقدم)..!!

** وكانت تلك الشركات، عبر البنوك التجارية، تأتي بقيمة الصادر (دولاراً)، وتوردها في البنوك، ثم تشتري الذهب من شركات التنقيب والأهالي بمنتهى المنافسة ذات الفائدة للمنتج، ثم تصدر عبر القنوات الرسمية وبعد سداد ما عليها من رسوم وضرائب..وكانت الحكومة تستخدم (حصيلة الصادر)، وهي دولارات الصادر التي استجلبتها تلك الشركات قبل التصدير، كانت تستخدمها في تغطية بنود الأدوية والسلع الضرورية..هكذا كانت فوائد الإنتاج والتصدير للمنتجين والشركات والناس والبلد، ولم يكن هناك تهريباً..فالمنافسة الشريفة – في عمليات الشراء والتصدير – هي النار التي تحرق عمليات التهريب ..!!

** ولكن اليوم، بعد أن فرض بنك السودان سياسة الإحتكار، لم تعد تعمل في سوق الذهب بالبلاد ولا شركة واحدة من ال (13 شركة)..لقد دمرتها سياسة بنك السودان وحطمتها تحطيماً، لتحل محلها (الجوكية والمهرباتية)، ثم من يسميهم بنك السودان بالوكلاء، وهم ( 5 شركات)، تأسست حديثاً ل ( تحتكر)، ولتصدر بنظام ( الدفع الآجل)، وليس ( الدفع المقدم)..في كل بلاد الدنيا والعالمين، لم يدخل بنكاً مركزياً إلى أسواق الناس بغرض (التجارة)، إذ مهام وسلطات البنوك المركزية في هذه الكرة الأرضية لاتتجاوز (الرقابة)..ولكن عبقرية ما، في غفلة دستور البلد و قوانين التجارة ، نجحت في إقناع السلطات العليا – بما فيها وزارة المالية – بأن يعمل بنك السودان في سوق الذهب ( شراء وتصدير)، و- كمان – بالإحتكار..!!

** أي، إستخدم البنك المركزي سلطته الرقابية ومنع البنوك التجارية عن تمويل عمليات الذهب، ثم منع تلك الشركات الوطنية عن تجارتها المشروعة بوضع شروط تعجيزية من شاكلة وضع (325 كيلو ذهب) كتأمين بطرفه وأن تعمل (وكيلا له )، ومع إلزامها بعدم التصدير، أي بالبيع له وبسعر يحدده البنك المركزي ذاته..هكذا فرض البنك المركزي ( سياسة الإحتكار)، وحطمت الشركات، وأفقدت الناس والبلد فوائد (الدفع المقدم و حصيلة الصادر)، وأفقدت سوق الإنتاج والتصدير مزايا التنافس، ثم ( زاد التهريب)، باعتراف وزير المعادن .. ومع ذلك، سوف يتواصل نهج التخريب.. كل قطاع بالدولة مملوك لفئة، بحيث تفعل ما تشاء وتفسد كما تشاء، وليس للناس والبلد غير (حصاد الكوارث)..!!

تعليق واحد

  1. “ومع إلزامها بعدم التصدير، أي بالبيع له وبسعر يحدده البنك المركزي ذاته”

    السياسة دى لاقتنى وين يا ربى ؟؟ ايواااااااااا البنك الزراعى .. نفس النهج ونفس الأسلوب
    يكون فى واحد نقلوه من البنك الزراعى لبنك السودان ؟؟
    كل البنوك فى السودان لا تقوم بدورها الأساسى .. سواء كان زراعى اوصناعى او عقارى .. انما اسلوب الربح السريع والنشاطات الطفيلية والسمسرة ..
    لكن تجى من البنك المركزى؟؟؟؟

    دى كتيرة منو والله ..

  2. ادرك نفسك واهل بيتك من دعوة المظاليم يااخ محمد يا خيّر يا بن الزبير ..ما عرفناك منذ ان التقيناك منذ اكثر من نصف قرن من الزمان انك فى مصفوفة المتاسلمين .. ان كان سلفك لا يزال على سدة البنك لما خاطبناه “وهل يصلح العطار ما افسده الدهر” !!!
    ماذا ترى فى مقال الطاهر ساتى هذا .. لعله يفيض بالحكمة وفصل الخطاب بما احتواه من حقائق ماثلة للعيان عن الذهب وسياسات انتاجه و طريقة ألأستفادة من عائدات بيعه .. ان كنت لا تراها فانها مصيبة .. اما ان كنت تراها وتغض الطرف عنها (واخشى عليك )ان كنت مقتنعا بها اوتشارك فى انزال هذه السياسات على ارض الواقع فاحسب ان المصيبة اعظم ..
    يقينى انك مطالب اليوم وليس غدا ان تبين لكافة اهل السودان وتقدم لهم بالدليل القاطع صحة هذه السياسة الجديده (احتكار البنك ودخوله مشاركا فى تجارة الذهب مع تقليص عدد الشركات المنافسه من 13 الى 5 واتباع نظام الدفع المؤخر).. ومدى نجاحهاوتبيان ما صاحب السياسات السابقه (الدفع المقدم) من اخفاقات استوجبت انتهاج النظام الجديد…
    حفظك الله ورعاك وسدد خطاك يا بن شمبات البار..

  3. نسال الله ان يدمر دولة بنى كوز الظالمة ويلحقها بدولة مرسى وزمرته
    ويكفى ماقاله موسى هلال عن وزير المعادن وكبر وفسادهما قبل فساد بقية الشركات
    ان لم تجتث شجرة القساد من جدورها فلن تقوم لهده البلاد قائمة
    كيف ينصلح حالنا وحاميها حراميها

  4. اكيد يكون لعبد الباسط حمزة محمد الحسن – ستار اخوان الرئيس – يد في الامر

  5. عزيزى الاستاذ الطاهر ساتى وهل هذا بجديد عن نظام افسد الحياة العامة ومزق البلاد وفتق النسيج الاجتماعي هذا النظام دمر السودان تماما لانه ببساطة نظام فاسد عبارة عن عصابة لايهمها الوطن ولا الشعب كل مايهمهم مصالحهم المادية وللحفاظ عليها لابدان يبقو في كراسي السلطة الحل هو في اقتلاع هذا النظام لانقاذ السودان من هذا الفساد ومزيد من التمزق لانه بكل بساطة اذا استمر هولاء المنافقون في السلطة لن يكون هناك سودان كما هو معلوم الان بل سيتقسم لدويلات وهذا لايهمهم المهم ان يكونو هم مسيطرين على احد هذا الاجزاء على الشعب السودانى ان يعى خطورة هذا النظام الفاشل وعلى النخبة ان تكشف حقائق هذا النظام وان تعمل على توحيد قوى المعارضة وتوعية الشباب ولا اعتقد بان شباب مصر احسن من شبابنا وعليهم قيادة التغير وتخطى النخبة التى ادمنت الفشل

  6. صدقت يا أستاذ. كل ما يحدث من تخريب يتم تحت سمع وبصر السلطات، لأن من يقوم به هم من الذين الذين يتمتعون بحصانة دستورية أولاً ومن الذين يحتمون بهم ثانياً! جهاز الأمن الاقتصادي وغير الاقتصادي يعلمون بكل من يقوم بتخريب أو يحمي من يقوم به لكنهم لا يستطيعون مسهم بسوء لأن ذلك يعرض الأمنجية نفسهم للضرر! ألم يدمر صابر محمد الحسن اقتصاد السودان بكامله ثم يذهب بعد ذلك بمعاش 4 مليار لكي يجلس في بيته بضعة شهور ثم يتم مكافأته على ما قام به من تدمير للاقتصاد بتعيينه رئيساً لأحد البنوك براتب عالي وبمخصصات طائلة؟ وهاهو علي محمود “يسوط ويبهدل في الاقتصاد وما في زول بقول ليهو بغم”. ألم يهرب مبروك مبارك سليم إناث الإبل ويكتشف أمره ثم لا يقول له أحد “بغم”؟ وهناك أنباء عن أن كمال عبد اللطيف نفسه يهرب الآثار! المؤتمر الوطني مجموعة عائلات مافيا كل فرد فيهايتولى مؤسسة ما أو هيئة ثم يبدا في تخصيص ما يريد من حوافز لنفسه وللمقربين منه قبل أن يبدأ – أو بعد أن يبدأ في تدمير المؤسسة أو الهيئة التي عينه المؤتمر الوطني مديراً لها، والمؤتمر الوطني يعرف أن ذلك الرجل سيدمر – بل ويريد من ذلك الرجل أن يدمر – تلك الهيئة أو المؤسسة التي عينه على رأسها … سيأتي يوم عقابهم هؤلاء الناس … (وما ربك بغافل عما يعمل الظالمون)

  7. يمكننا ان نطلق عليها بكل إطمئنان الدولة العبثية العشوائية فالحقيقة منذ أن تم تعيين هذا الرجل الفاشل كمال عبد اللطيف وانعته بذلك ليس بغضاً ولكن من تتبع اي دور اداه لهذه الطغمة كان كارثة بحق وسبهللية تفجر المرارة والغريبة انه لايتمتع بأي مؤهلات ادارية او تنفيذية حقيقة سوى أنه كان صديق البشير وشافعه وما زال ولعب على هذا الوتر واكاد اجزم ان هذا الرجل هو من عمل على تغييب الرئيس عن معرفة ما يدور لانه ذكر انه يتعشى ويفطر معه وانه يده اليمنى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..