(تموت تخلِّي )… ( عايــش لســـة )

مجاهد العجب :
عادت أحذية الـ (تموت تخلي) من جديد بعد اختفائها لسنوات طوال , الاسواق الطرفية في العاصمة كانت هي الواجهة التي تعرض من خلالها تلك الاحذية التي يشيع استخدامها في تلك المناطق ما دفع المشتغلين في هذه المهنة الاتجاه صوبها والتصنيع في ذات الاماكن التي تسخدمها بأعداد كبيرة. قديما كانت الـ (تموت تخلي) منتشرة للحد البعيد في عقد الثمانينات وبداية التسعينات بين الاطفال والكبار على حد سواء.. فالصغار يرتدونها للمدارس والروضة، بينما يلبسها الكبار بديلاً للسفنجة في المنازل وللتجوال بين شوارع وأزقة الاحياء المختلفة.
وعن عودة التموت تخلي من جديد للظهور وارتدائه من قبل فئات عديدة، وان كانت بسيطة يقول آدم سعدان ( صنايعي متخصص): ان التموت تخلي نوع جيد للغاية من الاحذية وهو مطلوب الى الآن ومرغوب سيما في الاحياء الطرفية وبين البسطاء من الناس ( غرب أم درمان وجنوب الخرطوم ) , ولا أبالغ اذا ماقلت بأنه الحذاء الاول في تلك المناطق، فغالبية الناس يفضلونه أسعاره معقولة كما ان تصنيعه الجيد يجعله صامدا لسنوات مقارنة ببقية الاحذية التي يلبسها الناس في بيوتهم وأضاف آدم في حديثه لـ (منوعات الأحداث) لك ان تتخيل ان سعره ذات سعر السفنجة فأيهما أمتن بالنسبة لأسرة بسيطة يعولها رجل محدود الدخل ولديه من الأبناء والبنات ( ما شاء الله عليهم ) وقال ضاحكاً : ( سفنجات اليومين دي الشف بقطعوها في أسبوع ) لهذا تجد الامهات والاباء يأتون بأطفالهم ويتخيرون الاحذية التي يريدونها .
وعن النوعية التي يشتغلونها قال : نصنع ( الشباطة والشباشب أيضاً) ولكل زبائنه فهنالك من يفضل واحدة على الاخرى لكن من ملاحظتي المستمرة تبينت ان طلاب المدارس ورياض الاطفال يلبسون «الشباطة» كونها تتناسب مع محيطهم وهي أجمل شكلاً من الشباشب. أما كبار الشباب وكبار السن فيفضلون الشباشب لأنها خفيفة وقوية , ومضى في حديثه : شغلنا ماشي تمام والحمد لله فعلى الرغم من اعتقادات الكثيرين بانتهاء مهنتنا الا اننا لا زلنا صامدين في وجه زمن تتغير أحواله وأسواقه ما بين ليلة وضحاها، لكن جودة صناعتنا ومتناتها يجعلان التموت تخلي ( عايش لسة ) .
ويضيف ( ح .ج ) لدي أربعة أبناء ثلاثة منهم أولاد في أعمار صغيرة لكنهم يمارسون كرة القدم بجنون وكلما اشتري لهم حذاء يقطعونه في أيام معدودة لهذا فضلت ان أشتري تموت تخلي لكل منهم، واعتقد انه سيصمد فقد نصحني شقيقي بذلك لأنه اشترى من سعدان منذ أكثر من عشرة شهور ( وشباشبهم قاعدة زي ما هي ) .
ويعود آدم ليقول نحصل على مواد التموت تخلي من اللساتك القديمة فهي المكون الاساسي والرئيسي لهذه الصناعة.. وهنالك مجموعة من الشباب المتخصصين يجمعونها ويبيعونها لنا , بالاضافة للمسامير والدبابيس الضاغطة والباقي (شغلنا نحن برانا بنتمو).

الاحداث

تعليق واحد

  1. والله يا مجاهد زكرتنا ايام زمان كنا كلنا في الفصل في الابتدائي بنلبس تموت تخلي وكنا بنلعب بيهو كورة وندخل بيهو في الموية وما بتجيهو حاجة لانو قوي وكان من شده ما قوي بنقول ليهو تموت تحلي تحيا تلقي ,

  2. * اتذكر كنا في الاجازات الطويلة المدرسية نعمل في الزراعة وكنا نلبس هذا (التموت تخلي) وهو فعلاً قوي واقتصادي

    * وعندما تفتح المدرسة كنا نلبس الشدة ……

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..