أخبار السودان

مأمون حميدة وسياسة رفع (العلاج)!

عندما أعلن وزير الصحة بولاية الخرطوم بروفيسور مأمون حميدة عن عزمه على تطبيق سياسة نقل الخدمات الطبية للأطراف، ثار جدل كثيف في تلك القضية. العديد من الأطباء والمختصين في الشأن الطبي اعترضوا على تلك السياسة كونها ? حسب رأيهم – تهدف لتفكيك المستشفيات، بعد أن اكتسبت الخبرات الطويلة، وأصبحت قبلة لكل أهل السودان. أما حميدة فكانت حجته أنه يريد نقل الخدمات للناس الغبش في الأطراف، مع توفير أحدث المعدات والخدمات الطبية في الدول المتقدمة.
وبالفعل طبق حميدة سياسته، ونقل الخدمة للأطراف، وتم افتتاح العديد من المستشفيات ومراكز صحية جديدة. من ضمن المجمعات الجديدة التي تم افتتاحها في شهر فبراير الماضي كان (المركز القومي لجراحة المخ والأعصاب) بمستشفى إبراهيم مالك بالخرطوم، والذي افتتحه رئيس الجمهورية المشير عمر البشير. وزارة الصحة بالخرطوم قدمت شرحها لرئيس الجمهورية، وقالت إن مستشفى إبراهيم مالك تحول إلى مستشفى تخصصي بكلفة بلغت (21) مليون جنيه، وإن هذا المركز مجهز تجهيزاً حديثاً وعالمياً يضاهي مراكز الدول المتطورة. والي الخرطوم د.عبد الرحمن الخضر قال إن الهدف من هذه السياسة هو نقل الخدمات الطبية للمواطنين في مناطق سكنهم. بروفيسور حميدة قال بأن مستشفى إبراهيم مالك بعد أن توفرت فيه كل الخدمات، لن يتم السماح لأي طبيب بفتح عيادة بالقرب من المستشفى، ومن أراد أن يفتتح عيادة خاصة عليه التوجه للأطراف – في حين أن بروف حميدة نفسه يقف مستشفاه الخاص (الزيتونة) في قلب الخرطوم (يمد لسانه) بشارع السيد عبد الرحمن، مجاوراً شارع الحوادث… (سبحان الله)!!!.
حديث وزير الصحة وتأكيد والي الخرطوم وتأمينه على كلامه، جعل الناس تستبشر خيراً. ولكن يا سادتي سأحكي لكم اليوم قصة عجيبة… عفواً، هي ليست قصة بل هي مأساة إنسانية بمعنى الكلمة:
(عمر عبد الباقي) شاب في بداية العشرينات، أصيب في الأيام الماضية بصداع يجعله يفقد وعيه، حمله أفراد أسرته وتوجهوا به إلى مستشفى إبراهيم مالك، فقال لهم الطبيب: “احتمال يكون مصاب بنزيف في المخ، ويجب أن يخضع لأشعة مقطعية، لكنها غير متوفرة بالمركز”… – تصوروا معي المركز القومي لجراحة المخ والأعصاب بالسودان لا تتوفر فيه أشعة مقطعية، ما علينا نرجع لقصتنا -… الطبيب قال لأسرة المريض: “عليكم بإجراء فحص الأشعة في مركز طبي آخر، وانقلوا مريضكم بعربة الإسعاف، لكنها غير متوفرة بالمركز”… – المركز القومي لجراحة المخ والأعصاب، يفتقد لعربة الإسعاف أيضا -!!!!… تم الاتصال بإسعاف ولاية الخرطوم، لكنهم رفضوا المجيء، وقالوا إن تعليمات وزير الصحة ومدير عام الوزارة، تقضي بأن لا تتحرك إسعافات الولاية إلا لحالات طؤاري الخريف!.
أسرة المريض بترتيبات خاصة استعانت بإسعاف الشرطة، الذي نقلهم لأحد المراكز الخاصة، وقاموا بإجراء الأشعة المقطعية، فعادوا إلى مركز إبراهيم مالك بالصورة المقطعية، وهناك تفاجأوا بعدم وجود اختصاصي مخ وأعصاب، في المركز القومي لجراحة المخ والأعصاب!!!… أسرة المريض حملت الصورة مرة أخرى وتوجهت بها صوب طبيب خارج المركز، الذي شخصها بـ(نزيف بالمخ)، وأنه يحتاج إلى عملية عاجلة اسمها (تربنة)، حيث يتم إجراء فتح بالجمجمة، بحيث يتم سحب الدم؛ فأخبروا الطبيب بأنه لا يوجد اختصاصي بالمركز. الطبيب أجرى محادثة هاتفية، وبعدها أخبرهم بأن يعودوا أدراجهم للمركز، وسيجدون أحد الأطباء في انتظارهم.
عند عودتهم وجدوا الطبيب، فحمدوا الله على ذلك، ولكن الطبيب فاجأهم بأن عليهم توفير (جهاز سحب الدم)، لأنه غير متوفر بالمركز. أسرة المريض طافت طوال الليل على صيدليات الخرطوم شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، ولم تجد (جهاز سحب الدم)؛ وعند الصباح فاضت روح المريض (عمر عبد الباقي) إلى بارئها، وانتقل إلى جوار ربه الرحمن الرحيم.
نعم الأعمار بيد الله؛ لكن أن تنقل الخدمة من المستشفيات المتخصصة بحجة التطوير، إلى مراكز صرفت عليها الملايين و(يرفع التمام) على أنها أحدث من المراكز العالمية، وبعد مضي (6) أشهر فقط من افتتاح المركز، لا يوجد به اختصاصي، ولا عربة إسعاف، ولا حتى (جهاز سحب الدم) من المخ، فهذا هو (الفشل الذريع والسقوط) بعينه لحميدة وسياسته (الهدامة).
أرجو أن لا تخرج علينا الوزارة بتصريحاتها وردودها (العقيمة)، بأنها ستشكل لجنة تحقيق، وتتقصى الأمر، وسيحاسبون المسؤول ووو…إلخ.
فوزيرها الهمام هو المسؤول الأول عن هذه الجريمة… أسرة المرحوم رفعت أمرها لله عز وجل، الذي لا يُظلم عنده أحد، وتأمل أن لا يحدث للآخرين مثل ما حدث لابنهم.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السلام على من اتبع الهدي
    وزارة الدفاع وعرفناها وما زلنا نعاني الفجيعة من طنين الذبابة التى فرخت بها
    ظهرت ذبابجديد اسمها وزارة الاستثمار الولد طبيب السنون الذي اصبح في زمن الغفلة سياسيا وقتصلديا ومستثمرا وبدا يصرح ويبرطع اذنة عاوز يتسوى مع ذباب الدفاع
    اما الشئ القريب ظهرت ذبابة جديد في وزارة الصحة حتى الواحد يظن انه لا توجد وزارة للصحة المركزية
    طيب ممكن واحد ناصح يقنعني ماذا يقوم وزير الصحة المركزى وما الفائدة من وجودة اذا كان الوزير الاقليمي له صلاحيات لا حدود لها
    الله يلعن الانقاذ والبشير وعلى وعلى ونافع وصلاح وصلاح وعبدالرحيم وعبدالرحمن ومامون ودفع الله وام الحسن وكبير المساطيل زمصطفى و…………….والخال الرئاسي

  2. هذهجريمه من جرائم مامون حميده الكثيره لعنكما الله دنيا واخره انت وعبد الرحمن الخضر والبشير

  3. ربنا يرحم المتوفى ويجعل الجنه مثواه الاخير وان يلهم اهله الصبر الجميل
    حميده وماادراك ما حميده هذا الرجل رغم خبرته الطبيه الكبيره الا انه عقيم ادارياً وملهوف مادياًومنبوذ طبياً وملفوظ اجتماعياً لكى الله يا بلدى ممن امسك بذمامك

  4. هذه جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد ود مأمون يعلم ذلك …يا بروف أن نفدت من سؤال أهل المريض كيف ستنفد من سؤال الله يوم القيامة…….دعك من هذه الدنيا الفانية فقد حققت فيها من المال مالم تكن تحلم به من دماء الفقراء والمحتاجين …….انظر الي الآخرة يوم لا ينفع مال أو بنون أصحا يا بروف قبل فوات الأوان

  5. ربنا يرحم عمر عبدالباقي. ، نثني:- (والله يلعن الانقاذ والبشير وعلى وعلى ونافع وصلاح وصلاح وعبدالرحيم وعبدالرحمن ومامون ودفع الله وام الحسن وكبير المساطيل ومصطفى وكل من فاز بجائزة رجالية ولا حريمي …………….والخال الرئاسي كمان )
    حسبنا الله ونعم الوكيل

  6. السؤال اين نقابة الأطباء وأين المجلس الطبي السوداني مما يجري للشعب السوداني في مؤسسات يفترض أن تكون علاجية…….هل ينتظر المجلس الطبي حتي يتقدم أهل المتوفي رحمه الله … اقصد المقتول رحمه الله بشكوي رسميه? أليس من أولي واجبات هذا المجلس التحقق من أن الخدمات الطبية وان لم تكن في مستوي المعاير العالمية فعل الأقل فهي أمنه وتؤدي اقل المتطلبات كتفريغ تجمع دموي بالجمجمة وهو ما يدرب عليه أطباء الامتياز…….بل اين صوت الأطباء بالداخل والخارج عما يحدث بالحقل الطبي ولماذا اصبحوا كما وصفوا بالبرجوازية الصغيرة الصامتة …..لو حدث ذلك في أي بلدان العالم لكامت الدنيا ولم تقعد ولكن في السودان لا قيمة للانسان……
    أنني أرجو من أهل المتوفي رفع قضية جنائية ضد وزهير الصحة الولاءي الذي فرغ مستشفي الشعب من هذه الخدمات وأدعي كذبا انه قام بتجهيز مستشفي إبراهيم مالك بأحدث الأجهزة للعناية بمثل هذه الحالات وأقلها جهاز أشعة مقطعية…..انه قتل مع سبق الإصرار والترصد وإذا لم تتخذ الإجراءات القانونية فسوف لن يتوقف عند المرحوم بإذن الله عبد الباقي …..
    لقد كتبنا وكتبنا وكنا نظن أن ضمير د مأمون وأبو قردة قد يصحو ولو متأخرا ولكن لا حياة لمن تنادي……
    أننا لا نملك إلا أن ندعو الله العلي القدير أن يري هؤلاء ما يفعلونه بأبناء هذا الشعب المغلوب علي أمره في انفسهم وأولادهم وكل عزيز لديهم …..أميين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..