العلمانية العالمية

من خلال قراءتي في ما يسمى العلمانية فهناك شيء من الغموض قد لا يفهمه القارئ ولكن سوف أتحدث أنا عن العلمانية بمفهوم أبسط وأسهل من خلال ارتباط العلمانية بهذا التعريف وهو “فصل الدين عن الحياة السياسية” ولكن البعض قد يجهل ما هي العلمانية وما أهدافها وما غاياتها وهل هي دين سماوي وهل هي تغريبية أو شرقيه ومتى قامت العلمانية بتعريف أشمل و أوسع من خلال منظوري “هي حركه اجتماعية تهدف إلى تخلص الأمم من القيود المرتبطة بالأديان السماوية وغير السماوية من خلال أطروحات مفكرين أو منظرين يرون أن يحكم العالم من خلال ما يرونه هم” بما يسمى العالم الجديد أو المتحضر وتجدهم دائماً في عملية تضاد ضد القوانين الشرعية والأعراف البشرية المتعارف عليها وقامت بعد أتفاق المجتمع الأوروبي بإنهاء الحروب المذهبية العقائدية عام 1648م . تحت فكرة العالم الجديد المتحضر وهي قائمة بتضاد ضد القوانين الدينية.
ويذكر أن الأب الروحي للعلمانية في العالم العربي هو ابن رشد لطروحات أوجدها ومن هنا نعتوه بالعلمانية علماً بأنّ ابن رشد مفكراً إسلامياً وقاضياً شرعياً كما هو أحمد البناء المفكر الإسلامي المعاصر صاحب الأطروحات الغريبة المريبة, والأب الروحي للعلمانيين في العالم الغربي هو “باستر” وقد قام بتأليف كتابه الشهير والذي يتحدث عن هذه الحركة المعنون “قاموس العالم الجديد” ,وتسعى هذه الحركة إلى تحضر الأمم ,وكسر القيود القديمة المرتبطة بالقوانين الشرعية ,والأعراف البشرية والتي تستمد قوانينها من الأديان باختلاف عقائدها كانت سماوية وغير سماوية, والبعض يتبادر إليه بأنّ العلمانية هي دين ومعتقدات تغريبية ,وهذا خطأ فهناك علمانيون عرب تحت مسمى مفكرين لهم أطروحات غريبة وتجديدية أو بمعنى أصح لهم أطروحات تخالف بعض القوانين الشرعية المستمدة من الكتاب والسنة الشريفة ,وكانوا مثيرين للجدل والعلمانية حتى في دول غربية تحكمه الكنيسة الكاثوليكية و الأرثوذكسية كما هو قائم الآن في فرنسا وكما انتقلت تركيا من الحكم الإسلامي إلى أنّ أصبحت تحكم من قبل العلمانية وكان مهندس العلمانية الأول مصطفى أتاتورك ,وهناك دول كثيرة تخلت عن التشريعات الدينية التي تحكمها قوانين تلك الأديان السماوية وغير سماوية مثل (كندا -أمريكا ?الهند- كوريا الجنوبية )فمثلا الهند تخلت عن قوانين الديانة الهندوسية وهي ديانة غير سماوية يعني من اختراعات البشر ,ويقولون المنظرين العلمانيون الغربيون “لابد أن لا تخرج التشريعات الدينية من جدران الكنيسة لأن تلك القوانين تتنافى مع الحياة الإنسانية الحديثة والتي كانت سبباً في تأخر أوروبا بأسباب تلك القوانين التي قادة أوروبا إلى حروب مذهبية عقائدية مما أدى إلى تراجع المجتمع الأوروبي كثيراً بأسباب هذه القوانين العتيقة في القرون الوسطى ” ,وكما هو حال العرب والمسلمين الذي يتبنون تلك الأفكار الغربية والتي هي تضاد دائماً مع القوانين الشرعية والعادات الاجتماعية المتعارف عليها ,ومن دعواهم تحرر المراءة وتجريم تزويج القاصرات ولابد أن يكون هناك عمر معين للقاصرات ولا تكون الدولة مرتبطة سياساتها عن طريق التشريعات الدينية لأي دين ,بل عليها أن تتخلى ارتباطها عن التشريعات وأن تتقبل بالأفكار التي تقود الإنسانية إلى حرية المجتمع ولو على حساب القوانين الشرعية والأعراف البشرية المتعرف عليها ,وعلى الفرد أن يتمتع بممارسة حرياته الشخصية حتى ولو كان مخالف للفطرة الإنسانية ولو كان على مرأى من عيون الناس! وعلى القوانين الحكومية الممثلة في الدستور القانوني لدولة عدم تجريم ما يفعله المرء مدام في إطار التراضي بين الطرفين, وهذا أحد الأطروحات العلمانية تحت مسمى “حريات البشر “ولا بد أن يتمتع بالحرية تامة المطلقة بأي وجه كانت ,ومن القضايا المطروحة حاليا والتي تدخل تحت هذا المسمى بعدة اتجاهات طبية واجتماعية وثقافيه ومنه برنامج مساواة بين الرجل والمرأة ,ومن يدعو إلى هذا نادين البدير من خلال برنامجها مساواة في قناة الحرة وغيره من الدعاوى تحرر المرأة ,عن طريق خلع الحجاب في العالم العربي من خلال ما يطرحه هشام حسني وزير الأعلام المصري السابق وهند شعراوي المولودة عام 1909 حتى وصفوها بالإلحاد وطردت من مصر ثم نوال السعداوي حالياً وتجد هؤلاء دائماً باختلاف مستمر من التيار الديني المتشدد في أي دين,وكذلك هناك علمانيون سنه وعلمانيون شيعة ومن عدة مذاهب وأديان الاستنساخ ,وكان أول استنساخ لنعجة دولي الهندسة الوراثية وما أثير حول هذا الأمر من قبل المتشددون الدينيون من تيار القساوسة المسيحيون ,وهم يمثلون التيار الديني المتشدد في العالم الغربي فالعلمانية لا ترتبط بدين ولا مذهب وإنماء هي العلمانية العالمية في أي زمان ومكان كانت.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. العلمانية المطلوبة في العالم الاسلامي علي وجه التحديد هي فصل الدين عن السياسة و ليس فصل الدين عن المجتمع و وقوف الدولة علي مسافة واحدة من جميع الاديان و المذاهب المحتلفة داخل الدين الواحد — و يمكن للدولة اقامة محاكم للاحوال الشخصية كل حسب دينه و معتقده — حتي في المحاكم الجنائية او المحاكم المدنية يحناج القاضي ان يحلف الشاهد بما هو مقدس لديه حتي يضمن صحة شهادته وفق حدود و ضوابط معينة –
    اما الاستغلال السافر للدين كما هو حاصل في السودان امر غير مقبول و ضار بمقاصد الدين و قدسيته .

  2. ارى العلمانية صالحة للحكم اذا كان هناك تعدديه مذهبية او بلد طوائف كما هو موجود في لبنان في العراق فاذا حكم من خلال العلمانية قد يكون انفع لناس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..