الجنرال سفاح جار النبي حاكم جنوب دارفور

فى ابريل 2013 انتدبت حكومة الابادة فى الخرطوم الجنرال السفاح جار النبي واليا لولاية جنوب دارفور خلفا لحماد اسماعيل , كان اختيار جار النبى تم على اساس خبرته فى القتل و الدمار بوصفه ضابط سابق بالجيش السودانى نال العديد من الاوسمة و الانواط فى تخصص القتل المنظم ضد الشعوب السودانية , انتدب بخبرته العسكرية لتنفيذ المخططات الصعبة لحكومة المركز لأحداث تخريب شامل و تصفية ما عجز عنه سابقيه .

فى حفل تشين حملة السفاح حاكما على جنوب دارفور قال انه تم تفويضه بصلاحيات كاملة من رئيسه المجرم عمر البشير للقضاء على الانفلات الأمني بالولاية و تحقيق الاستقرار (مهمتي ان احسم الفوضى وابسط الامن وهيبة الدولة ) الراكوبة 20 ابريل 2013 , الا ان الواقع الماثل الان يناقض ما وعد به شعب دارفور المكلوم و المغلوب , لقد كان السفاح يخبئ فى حقيبته الخرطومية مخططات جهنمية من ضمنها اشعال مزيد من الفتن للإجهاز على الاقليم الذى يقاوم سكرات خروج الروح من بدنه السقيم طوال عشرة اعوام.

لقد بدا السفاح مندوب التتار الجدد خطته باستباحة مدينة نيالا و صناعة الرعب و الذعر فى نفوس سكانها , لقد عاشت المدينة فى عهده اسوء ايامها , انعدام الامن و غلاء فاحش , انقطاع النور و الماء , و الصراعات قبلية عصفت بكل اطراف الولاية , لقد حول هذا المجرم المدينة التى تستضيف على جنباتها مئات الالاف من النازحين فى كل من معسكر كلمة , دريج و سقلى , الى معتقل كبير , و جعلها مرتعا للجنجويد الذين نقلوا معاركهم داخل المدن بعد ان نضبت غنائم الريف , وعجزت الحكومة من الايفاء بمرتباتهم , فتركتهم ينالوا مرتباتهم و حوافزهم بنهب ممتلكات سكان المدينة جهارا نهارا.

اما المخطط الاكبر الذى كلف به السفاح جار النبى تمثل فى إشعال نيران الحروب القبلية بين مكونات الاقليم و نجح فى استثارت نار الفتنة بين المسيرية و التعايشة من جهة و السلامات من جهة اخرى , القمر و البنى هلبة , لم يتوقف فى حد اثارة الفتن فقط بل وفر الدعم و السند السياسي و العسكري لطرف ضد الاخر ,منتجا حرب شعواء ضاعفت من حشاشة الامن و الانتهاكات المنظمة ضد المدنيين , فقضى اكثر من 700 شخص حتفهم و نزح اكثر من 30 الف مواطن بين مارس و مايو 2013, و على نفس المنوال يتقن هذا الدور كبر فى شمال دارفور.

نجح السفاح بخبث غير معهود فى استغلال الخلافات حول الأراضي و الحواكير بين القبائل , اما القبائل التى ليست بينها صراعات أراضي و حواكير الان انتج لها نوع جديد من الفتن المنظمة وهى الاغتيالات , يهدف هذ المخطط الى تنفيذ اغتيالات ضد رموز و اعيان بعض القبائل و تلبيس التهمة الطرف الاخر المقصود اشراكه طرفا فى النزاع القبلي و هذا ما قصد بها من وراء اغتيال الرجل الانسان (وادى).

تم اختيار شخصية وادى بعناية فائقة حيث يشغل المرحوم رئيس شورى قبيلة الزغاوة , ورجل مال بارز يمتلك ثروة كبيرة كونها بالكفاح و المثابرة ليس كمثل طفيليي الانقاذ الذين ظهروا فجأة بدون مقدمات , كذلك هو رجل نشط فى الغرفة التجارية لرجال الاعمال بنيالا , احد اقطاب نادى المريخ , بار بالمساكين و الفقراء وفوق كل ذلك , رجل محبوب بناء بأخلاقه و تواضعه شعبية اجتماعية عريضة , لم تتمكن كل الجرائم التى ارتكبت ضد اهله ان تشوه سلوكه و اخلاقه, كان نقيا كالماء , لذلك بكته كل المدينة و بمختلف قبائلها انه ابن نيالا و ابن دارفور و ليس ابن الزغاوة فقط كما يحاول ان يظهره البعض.

فى مؤتمره الصحفي التالي للمظاهرات التى نددت بالقتل و طالبت بإسقاط النظام , اشار السفاح جار النبى بأصبعه متهما مجموعة معينة بتنفيذ الجريمة و قال اننا نعرف مكانهم , و يلاحظ فى هذا القول القذر اشارة واضحة لأهلنا الزغاوة ان يتحامقوا و يسعوا لنيل الثأر من تلك المجموعة ليشتعل فتيل الحرب القبلية التى يرجوها السفاح وزبانيته فى الخرطوم , و الا لماذا لم يقبض علي الجناة حتى الان بعد ان نجح فى تحديد هويتهم و مكانهم كما ادعاء , انه وكيل مركزي بارع فى طاعت اسياده و تنفيذ ما توكل اليه من مهام بهبالة منقطعة النظير ة, لكن حكماء العشيرة فوتوا عليه الفرصة و حملوا الحكومة مسئولية اغتيال ابنهم.

كذلك من ضمن المخططات التى ينفذها السفاح جار النبى هو افراغ مدينة نيالا من رجال المال و الاعمال , وهى ضمن مخططات افقار الاقليم التى بدأت بتعطيل مشاريع التنمية , مشروع جبل مرة , السافنا و غزالة جاوزت , تبديد اموال طريق الانقاذ , تدمير الاقتصاد التقليدي لأهل الريف و تهجيرهم من ثم الضربة القاضية سوق المواسير , و الان ينفذ السفاح بالنيابة عن جلابة الانقاذ حلقة اخرى من حلقات الافقار و هى طرد كل الاغنياء من مدن الاقليم , تحت التهديد , الابتزاز و الاغتيال , طرد هذه الاموال قد يساهم فى شل حركة التجارة , و يزيد من الشح فى بعض السلع , و يقلل من فرص التمويل للمنتجين الصغار , و قد يفقد العديد من المواطنين الذين يعملون ضمن القطاع التشغيلي فى اعمال هؤلاء التجار لوظائفهم التى يعيلون بها ذويهم و اطفالهم.

و بالمقابل تحل مكانهم رؤوس اموال طفيلية جديدة , مادلجة و عنصرية لا تعرف الرحمة لتواصل امتصاص دم المواطنين من خلال تنفيذ سياسة المركز , كذلك هى فرصة لغسل هذه الاموال القذرة , و رسم خارطة جديدة للمال و الاعمال تطابق الخارطة الجديدة للقبائل التى يحاول السفاح وضع اللمسات الاخيرة عليها , لقد نجح هذا المخطط فى طرد كل تجار نيالا البارزين بعد ان صفوا اعمالهم و انتقلوا بها الى الخرطوم , القائمة طويلة لكن استطيع ان اذكر بعض منهم , ادم بخور , بغدادي و عبد الوارث و غيرهم كثر .

ان الاعتقاد السائد لدى الحكومة المركزية هو ان التمرد يتلقى دعمه من المدن الثلاثة للإقليم , لذلك ابتكرت طائفة من الاليات لتدمير الاقتصاد المحلى و اشاعة العوز و البؤس فى كل ارجاء الاقليم و افقار المواطنين و من ضمن هذه الاليات و بالإضافة الى ما ذكرناه سابقا هى التضيق على التجار من الافارقة او الانقياء الذين رفضوا ان يكونوا جزء من هذه المخططات القذرة , و لو يعرف الجنجويد ما يخبأه لهم المخطط ما شاركوا فى تنفيذه , هذا المخطط ينظر الى دارفور بمكوناته المختلفة كمهدد رئيسي لسلطة و هيمنة الجلابة فى المركز لكن الاستراتيجية الحالية اقتضت تفريقنا على اساس النعرات الجهوية حتى يسهل اصطيادنا , لكن الدور جايكم يا جنجويد , و ما اقتتال العرب فيما بينهم الا البدايات الاولى من مراحلة تصفية الجنجويد .

لقد غص قلبي عندما قتل السفاح الصغير حماد اسماعيل 15 روحا يانعة زاهرة فى ريعان وشبابها , اما الامس تابعت بحزن بالغ انباء مقتل 30 روح بريئة لم ترتكب جرم سواء مطالبتها بحقها فى الامن و الحرية , هذا العنف المنظم ضد أهالي دارفور فى المركز و الاقليم ينسف اى محاولات للاصطفاف الوطني و يكذب بصراحة ادعاءات الوحدة الوطنية , و الحقيقة البائنة حاليا اننا شعوب عدة نعيش فى بقعة جغرافية سميت مجازا بالسودان , و يحكمنا نظام قاهر بمعايير مزدوجة بنيت على أسس عرقية اقصائية , لذلك تعيش معظم شعوب الهامش غربة وطنية و عزلة اجتماعية قاسية , و بالمقابل نستشعر الانتهازية فى كل خطوة تتخذها قوى السودان القديم , و الغالب يصدمنا السكوت و القنوع المخزي و المخجل بشان معاناتنا , لكن الان فطنا لشعاراتهم الزائفة و استبنا معنى معارضة النظام نهارا, ومعاشرته ليلا, و وعينا قراءة لافتات المسميات البراقة ذات المضمون الواحد , لقد فهمنا و تبينا الرشد من الغى.

لذلك علينا كدارفوريين , زرقة و عرب , جنجويد وتورا بورا , يسار و يمين , شعب و قيادة ان ندرك ان مصيرنا واحد , هدفنا واحد و لا بد من ان نتحالف و نفوت الفرصة على عصابة الانقاذ و انصارهم من الاغلبية الصامتة و ادعياء الوعى الزائف , و ننتزع حقوقنا كاملة غير منقوصة و باثر رجعى , و دعوتي لقيادات الجنجويد ان عودوا الى رشدكم , مازال هناك متسع لإعادة الامور الى نصابها , و لقيادات الحركات اتحدوا صوب هدف واحد ليس مهم من منكم يكون القائد المهم هو خلاص شعبنا من الهلاك , سارعوا خطاكم حتى لا تجدوا دارفور ارض بلا شعب .

اما المجرمين لا مناص من العدالة , وان المصالحة لا تعنى اسقاط التهم فى مواجهة المجرمين و هنا دعوة خاصة لعلى كوشيب ان يسلم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية فى اقرب وقت ممكن , اما موسى اهلال اقول لك اننا لا نرجو ثورة من نهيقك العالي هذه الايام , فان اردت ان تقدم خدمة جليلة لشعب دارفور فقط اشهد ضد حلفاءك من جلابة الخرطوم وافضح مخططاتهم لعل هذا قد يشفع لك و يطهرك , و ان مثل هذه الخطوة قد يكون لها الاثر الإيجابي فى مسيرة الانعتاق , لما تخلقه من وعى و تغير وجهة نظر قطاع عريض من انصارك الجنجويد ليدركوا الحقيقة و قد يمتد اثرها البالغ الى مجمل مسار عملية المصالحة المحلية و الاصطفاف الإقليمي فى مواجهة المركز, هذا ان كنت تمتلك الشجاعة الكافية لتنفيذ دعواتك الاصلاحية.

و نقول للسفاح جار النبى انك الان حجزت لنفسك موضوع متقدم فى قائمة المجرمين , طال الزمن او قصر ستنال عقابك حسيرا مذلولا.
دعوني استعير هذه البكائية

أبكي… وهل يشفي البكاء غليلا وقد انتأوا عنا الاحباب رحيلا
أبكي… وليس من البكاء بد و ان كان المصاب على القلوب جليلا

لكم الرحمة ابناء مدينتي

محمد حسين موسى
[email][email protected][/email] 21 سبتمبر 2013

تعليق واحد

  1. ياأخي محمد كترخير رغم أنك لم تترك لي دمع أزرفة أحسن الله عزائنا في كل مافقدنا علي مدي عشر سنوات وياليت كل دارفور تتفهم مضمون هذا المقال وأسأل الله ان يوفقك لنشر مثل هذه المقالات

  2. ليس لكم غير الجبهة الثورية بدا اليوم يجب ان ينضم المكسر والعميان والسوى لان الوضع ليس له مساحه تفكير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..