ليست عشره مخاز ولكنها الاف

عشر مخاز سودانيه ,كتاب قيم ودراسه وافيه قدمها الاستاذ عثمان ميرغنى رئيس تحرير وناشر صحيفه التيار اليوميه التى نحسب انها تحمل فى طياتها الكثير وتثير الجدل فى بعض الاحيان وقد تتم مصادرتها قبل توزيعها لما تبرزه من حقائق وتحليل علمى ودقيق للاحداث , والكتاب عمل ضخم عكس لنا موسوعيه المؤلف ومقدرته على التقصى والتحليل المنطقى , وقد ركز فى عشر مخاز سوادنيه تمثلت فى عمليه السودنه , انقلاب الفريق ابراهيم عبود , تسيس الخدمه المدنيه , حل الحزب الشيوعى , قرارات التأميم والمصادره ,قرار الرياضه الجماهيريه , حل جهاز امن الدوله , تدمير مصنع الشفاء, محرقه دارفور , مذبحه الشرطه فى سوبا .
تناسى الكاتب ان هناك مخاز اشد وقعا واكثر مراره وعار على السودان سوف تظل اضحوكه العالم وتدخل كتب التاريخ , اول هذه المخاز فصل جنوب السودان . وهذه الخزيه سوف تظل ورم خبيث فى دماغ الشعب السودانى , فقد انقسم الوطن الواحد الى دولتين وانقسم الشعب الواحد الى شعبين .فالحرب دارت قبل الاستقلال وظلت تدور كما الرحى من حكومه الى حكومه حتى الحكومات التى تسمى نفسها ديمقراطيه ساعدت فى تأجيج النيران . وكان القربان ابناء الشعب السودانى , مات واستشهد الملايين من ابناء السودان فى حرب لا معنى لها ولا هدف , وفى فتره حكم الانقاذ وبداياتها , دقت طبول الحرب اكثر عنفا واعلن الجهاد, لم يسلم من الموت والاستشهاد حتى العلماء والطلاب , حتى اصبحت كل احياء المدن فى كل السودان مكان للعزاء وقد وجدنا فى حى واحد اكثر من عشره صيوان نصبوا للعزاء على اعزاء دفعوا ارواحهم فى الجنوب .
ومن المخاز المؤلمه تدمير المشاريع المنتجه التى كانت تمثل روح وقلب الاقتصاد السودانى وعموده الفقرى , تم تدمير مشروع الجزيره , وتدمير مشروع دلتا طوكر الزراعيه وتدمير مشروع القاش الزراعى الذى دمرته اشجار المسكيت ولا احد يفكر فى ازالتها . من يصدق ان حبه البطاطس الواحده فى مشروع القاش قد يصل وزنها الى اكثر من ثلاثه كيلو , ولكن ؟؟؟ تم تدمير مصانع النسيج ومحالج الاقطان وكثير من الصناعات التى كانت مفخره للسودان .
ومن المخاز القتل العمد لشهداء سبتمبر حيث سقط عشرات الشباب بالرصاص ولا احد يعلم حتى اليوم من الذى اطلق الرصاص , من هم القناصه وبامر من كانوا يصطادون الشباب , ولماذا هذه التصفيه المقصوده والحاقده للشباب الذى كان اعزلا الا من عزيمته ,
تناسى مؤلف الكتاب مصادره حريه التعبير وحريه الرأى ,وانعكس ذلك على اصدار الاوامر بوقف بعض الصحف ومصادره اغلب الصحف بعد طباعتها كوسيله ضغط على مالك الصحيفه وتسبيب خساره ماليه له من اجل ( تأديبه ) ( ليعلن افلاسه) وتناسى كيف ان الصحفيين اصبحوا يحملون قلوبهم فى ايديهم, فالقبض متاح فى اى وقت, والتحرى والتعذيب , وكيف ان البلاغات انهالت على اهل الصحافه من كل المدن , وتناسى الكاتب الاعتداء على اهل الصحافه وتلك من المخاز التى لن يغفرها التاريخ فقد تمت تصفيه الصحفى محمد طه نهارا جهارا , فقد تم خطفه من بين احضان اسرته لتتم تصفيته لاراءه التى كان يظن انها جزء من حريه التعبير , والكاتب نفسه تناسى انه هوجم داخل مكتبه بواسطه ملثمين وفى عقر صحيفته ومكتبه و تم ضربه واوشك الكاتب ان يفقد نعمه البصر لولا عنايه الله ولطفه وحوله وحفظه وسكت عنها لان ( الضايق قرصه الدبيب يخاف من جره الحبل )
وتناسى خزيه شهداء بورتسودان الذين اصابهم الرصاص كشهداء سبتمبر وكجبار , فالقتله ليسوا مرتزقه ولكنهم من ابناء الشعب السودانى كما الشهداء من ابناء الشعب السودانى , فالشعب الذى يحمل السلاح ضد الشعب الاعزل, الا من الايمان بقضيته التى خرج من اجلها سلميا , فقد تم وئد حريه التعبير منذ تاريخ البيان الاول يوم انقلاب عبود وتلاه الاخرين قتلا وصلبا وتشريدا واحاله للصالح العام وفساد فى الارض .
تناسى الكاتب حاويات الكبتاجون التى تم استيرادها من اجل تخدير الشباب فى المقام الاول وتحويله الى اده طيعه مقابل حبه يوميه , من الذى اتى بالحاويات التى تطل علينا كل يوم , مخدرات مختلفه الانواع والتاثير ,تجعل متعاطيها مدمنا من الجرعه الاولى , وما هى الاهداف , وكيف تتم ابادتها , وهل تم القبض على اى من اصحابها ام انهم ذابو كفص ملح فى الماء .
تناسى خزيه تصدير ابناء السودان لداعش , شباب وشابات فى ارقى الكليات , من الذى غسل عقولهم وحولهم الى دمى صماء لتفجر نفسها بحزام ناسف من اجل داعش . وهل داعش هى الدين الاسلامى .
ومعذره لاستاذنا عثمان ميرغنى فالمخاز لا تحصى ولا تعد , حتى اصبحت جزء من حياتنا اليوميه , نراها , نفعلها , نسمعها , ناكلها مع طعامنا مبيدات واسمده مسرطنه نشربها مع مياهنا , نستنشقها هواء, رضينا ام ابينا . ورحم الله عبود الذى انجز . وجعفر محمد نميرى الذى رحل عن الفانيه وهو لا يملك دارا ولا عقار . اليست هذه من المخاز ؟ ليست عشرمخاز ولكنها الاف .

عبد الله احمد خير السيد
المحامى بكسلا
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شكرا يا أستاذ عبد الله فقد أوفيت وكفيت.إنّ ما أطلق عليه عثمان ميرغنى صفة المخازى في عهود سابقة إنما هو فى الواقع يمثل نقطة فى بحر ما حدث خلال الستة وعشرون عاما من حكم دعاة الإسلام بما أسموه إنقلاب الإنقاذ الذى أضاع الدين والقيم والأخلاق وحسبنا الله ونعم الوكيل…….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..