مقالات سياسية

سيدى الرئيس: يلزمنا ايضا الاعتراف بالقتلة !!

منذ ان توارى المشير البشير عن الانظار بعد خطابه المستفز والذى اثار السخط الشعبى وفجر الاوضاع المحتقنة اصلا فى ثورة شعبية عارمة ، كنت انتظر ظهورته فى الاعلام للتعليق على المجزرة البشرية التى ارتكبتها قواته ومليشياته على الجماهير التى خرجت فى تظاهرات سلمية منادية باسقاط هذا النظام المجرم و الفاسد . وكنت على يقين بانه سوف لن يشذ كثيرا عما صرح به وزراء الاعلام والداخلية ووالى الخرطوم فيما يلى الاحداث فى مؤتمرهم الصحفى الاخير ، ولكن البشير وبعد صيامه عن الكلام طوال فترة المجزرة ، فقد نطق اخيرا بامر غريب ما كان متوقعا منه ، فهو ما خرجت به صحف الخرطوم صباح الاربعاء 2 اكتوبر نقلا عن خطابه فى مناسبة احتفال الاكاديمية العسكرية العليا بتخريج بعض القادة العسكريين ، حيث وردت فى الصحف انه (…. ترحم المشير عمر البشير رئيس الجمهورية على ارواح الشهداء الذين سقطوا فى الاحتجاجات على رفع الدعم الحكومى عن المحروقات …..)
شهداء حتة واحدة ، يا رآآآآآآآآآجل ؟ّ!

لست مستغربا بالطبع على ممارسة الاستعباط من قبل البشير وزمرته على الشعب الثائر ، وتوجيه اصابع الاتهام الى الجبهة الثورية فى انها وراء القتل والتخريب المنظم فى شوارع العاصمة ، ولكن استغرابى فى ان البشير حاول ان (يطلع منها ) فى وقت مبكر ، وهذا ما اشار اليه قبل ايام احد الكتاب فى المواقع الالكترونية المعروفة ، محذرا رجال الشرطة والامن من الافراط فى استعمال القوة والقتل لان قادتهم سوف يتبرأون منهم وينكرون انهم من اصدروا التعليمات بإعمال القتل المنظم ، وقد جاء الوقت فعلا ، فها هو البشير اول الزايغين ! قال آيه ؟ قال شهداء !!!

كيف تكون الشهادة يا السيد الرئيس على من امرت السلطات (ونقول السلطات وليس البشير فقط للتخفيف عنه موقتا ) باعدامهم مع سبق الاصرار والترصد ؟ وكيف تقنع الشعب الثائر والذى رصد قناصوك بالكمرات وهم يصوبون رصاصاتهم فى اماكن محددة من الجسم ، الرأس او الصدر على اسوأ الفروض ، نزولا لرغبة نائبك الاول ورجل القانون المعروف على عثمان محمد طه : Shoot to kill !

ليس كافيا يا سعادة المشير اصدار الصكوك الرئاسية الفارغة وتعليقها على رقاب شهداء الثورة فهم لا يحتاجونها منك ولكن يلزم اهلهم بالضرورة تحديد القتلة ، وكل القتلة باسمائهم ، وانت اولهم ليوم القصاص وهو قريب جدا ، والمؤشرات كثيرة عن قرب هذا اليوم ولكنى ادلك يا سعادة المشير على واحدة منها فقط ، وهى ان هاجس الخوف قد زال تماما عن الشعب السودانى ، واحيلك هنا ايضا لحادثتين شاهدهما مئات الآلاف فى اليوتوب ، غير حادثة طرد نافع من العزاء ، الحادثة الاولى خطبة رائعة وغير معهودة خاطب بها احد الشباب جموعا غفيرة فى احدى الساحات بالعاصمة ويرجح ان المناسبة كانت تأبين لاحد الشهداء الكُثر ، ويتناول هذا الشاب هذا النظام المجرم ورموزه واولهم البشير بالنقد والتجريح وهو امر لم يالفه الشعب السودانى فى ظل الدكتاتوريات السابقة والحالية الا فى “قهوة النشاط ” فى جامعة الخرطوم فى عهدها الذهبى ، والحادث الاخر هو مواجهة الصحفى الشجاع بهرام عبدالمنعم لوزراء الاعلام والداخلية ووالى الخرطوم فى مؤتمرهم الصحفى ووصفهم بممارسة الكذب والتشبث على كراسى الحكم على اشلاء الشعب السودانى .
نختم مقالنا ونذكر قادة الانقاذ ونقول ان التاريخ قد اثبت انه بمجرد كسر هاجس الخوف لدى الشعوب المضهدة والثائرة ضد الدكتاتوريات فان المعادلة تنقلب وينتقل الخوف الى قادة النظام الدكتاتورى ، ومن يريد التأكد من هذه الحقيقة البسيطة ، فاليرجع لمشاهدة المؤتمر الصحفى المذكور وينظر الى وجه وزير الاعلام اثناء حديث الصحفى وكيف ان الخوف ? وليس الغضب ? قد علا وجهه لمجرد ان احدا قد تجرأ على انتقاد الحكم امام الكمرات ووسائل الاعلام المحلية والعالمية ، هذا غير الارتباك الذى صاحب حديث وزير الداخلية فى ردوده على اسئلة الصحفيين بعد هذا الحادث .

محمد بشير ابونمو
الاربعاء 2 اكتوبر 2013 م

تعليق واحد

  1. قال البشير فى أخر حديث له فى احتفال تخريج قادة عسكريين أن ضحايا المظاهرات شهداء قتلهمة (مترصين) من الذى يتربص بالمتظاهرين غير مليشياته وضباط أمنه ؟ ومن له المصلحة فى التربص بالمتظاهرين وقتلهم غيرغيرأجهزة الامن ؟ ولماذا لم تقبض أجهزة الامن والشرطة على واحد من هولاء المتربصين وتقدمه للعدالة لاثبات صحة اتهاات الرئيس ؟ هذا الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عندالله كذابا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..