بثينه و الراكوبه و الاعتذار

الصحفية البحرينية بثينة قاسم والتى تعرض عمودها عن الوضع في السودان لردود فعل مختلفة بل و عنيفة احيانا من القراء مما جعلها تدخل في سجال مع القراء لتتلمس تماما لماذا يعرف عن هذا الشعب الاغبش البسيط انه ضليع في السياسة فتدلل علي ذلك بانهم احياء يؤثرون ويتأثرون حيث ان تفاعلهم الكبير مع ما كتبت كان فيما يبدو تجربة جديدة لها جعلتها تتعرف على المارد النائم خلف هذه الوجوه البسيطة السمحة والعارف بالامور المتلحف بثوبه وعمامته البيضاء والذي ينادونه بالزول استخفافا تارة واحتراما تارة وهوية فى معظم الاحيان

لم تشأ الصحفية بثينة ان تترك السودانيين يقدموا لها دروسا في السياسه و التاريخ الا وردت لهم الجميل بدرس اسمى واعمق
نعم : قدمت بثينة اعتذارها للشعب السودانى فرد عليها الناس بالحب الكبير والامتنان العميق فقد وضعت يدها علي الجرح القديم الغائر فى جسده المنهك

لقد قتل وابيد واعدم مايزيد عن مليونى انسان في حرب الجنوب ونصف المليون في غرب ابلاد والالوف في النيل الازرق وشمال وشرق البلاد والخرطوم ولم يقم اى مسئول بالاعتذار لهذا الشعب

لقد شرد الملايين فى انحاء البلاد نتيجة للحروب والفيضانات والمجاعات والفصل من الخدمة ولم يعتذر احد لهذا الشعب

لقد نسي من يذكرون شهداء رمضان ال28 انه كان معهم عدد من الجنود تجاوز عددهم ال150 لم نر لهم صورا او اسماءا ولم يعتذر احد

لقد هاجر الالاف ولجأوا الى دول اخري وحصلوا علي جنسياتها وانغمسوا في مجتمعاتها لكنهم لم يهتموا بتكوين قوة مؤثرة وفاعلة واكتفوا ببعض التحركات الموسمية ونسوا ان يعتذروا لشعبهم حتى ولو لقلة حيلتهم

لقد كون المئات ثروات طائلة فهلوة او انتهازية او فسادا ونسوا ان نجاتهم من المسائلة هو غباء الذى سرق نفسه ولكن المعضلة تبقى فى انهم لم ومازالوا لا يفكرون حتى فى مجرد فكرة الاعتذارلوطنهم

لقد دخلت القوي السياسية فى تحالفات و مشاركات مع الحكومة ثم خرجت ثم دخلت ثم خرجت ثم تحالفت مع بعضها ثم اختلفت ثم توحدت ثم انشقت غير ابهة او منتبهة او مستشعرة ان كل رقصها هذا على جماجم واشلاء وشعبها وحطام وبقايا جمهورية السودان امهم الحنون التى لم تبخل عليهم ابدا لكنهم لم يعتذروا لها ولشعبها

كان عشرات الالاف يسقطون مغشيا عليهم في حفلات مايكل جاكسون والملايين تنساب دموعهم عندما يغنى اغنيته الاشهر: انى ابدا بك انت ايها الرجل فى المراه واسالك ان تبدا باصلاح نفسك ليكون العالم مكان افضل

ابدأ بنفسى واعتذر لك ياوطنى و يشعبى ويا اهلى ويا جيرانى و يا اصدقائى على كل اما ارتكبت وقصرت واهملت او تناسيت فى حقكم

اعفوا لى

قال عليه الصلاة والسلام :حاسبوا نفسكم قبل ان تحاسبوا

شكرا للراكوبة

اكرم محمد زكي
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..