إنقراض قومية البجا بقرى كسلا

انفردت صحيفة التغيير امس الاول بنشر خبر خطير غير مسبوق فى صحف الخرطوم منحته ما يستحقه من الاهتمام حيث ابرزته فى الخطوط الرئيسية ، جاء فيه ان وزير الدولة بالداخلية رئيس حزب الامة المتحد بابكر احمد دقنة كشف عن إنقراض مجموعات قبلية من البجا فى قرى بولاية كسلا بسبب انتشار مرض الدرن (السل) المتفشى بشرق السودان علاوة على عزوف الشباب المتعلمين عن الزواج من البنات الاميات ،مما جعل بعض القرى من ولاية كسلا لم تشهد حلات ولادة منذ 5 سنوات تقريبا .
الامير بابكر دقنة بشجاعته المعهودة بالرغم من ان الوضع الصحى لا يقع ضمن مهامة بحكم المنصب الا انه بحكم المسؤلية السياسية والاخلاقية تجاه اهله ادلى مشكورا بهذا التصريح الخطير، كاشفا الغطاء عن حقيقة الاوضاع الانسانية بولاية كسلا وهى اوضاع ظلت السلطات تتستر عليها خوفا من الادانة كأن تجنب الادانة اقييم من ارواح المواطنيين ، لذلك تشدد السلطات الرقابة على عمل المنظمات كما سبق ان طردت عشرة منظمات اجنبية كانت تعمل بالولاية فى يوليو من العام الماضى بحجة ضعف المردود الخدمى وارتفاع التكلفة التشغيلية لعمل تلك المنظمات ، بالله عليكم اليست التكلفة التشغلية لحكومة ولاية كسلا اعلى من مردود ادائها التنموى ؟ فوالى الولاية منذ تقلده المنصب ظل (يخلع ) ويفزع سكان الولاية بمشروعاته المبتكره مثل هدمه المبانى الحكومية بوسط مدينة كسلا بدعوى اقامة مولات وحدائق عامة واقامة مهرجانات السياحة التى لا يؤمها هولاء البسطاء بجانب مشروع اضاءة جبل التاكا واطلاق قناة فضائية واخر ما يشغل بال حكومة الولاية ما يعانيه المواطن فى المدن والارياف وكذلك سد الفجوة التى تركتها تلك المنظمات المطرودة.
كذلك التحذير الذى اطلقه دقنة بخطورة الوضع الصحى والانسانى بولاية كسلا يبدو ان هذا الامر لا يستفز قيادات جبهة الشرق ورئيسها مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد احمد الذى دخل القصر الجمهورى ممثلا لشرق السودان بموجب اتفاقية الشرق الموقعه بين الحكومة وجبهة الشرق بالعاصمة الاريترية اسمرا فى اكتوبر 2006 ، حيث ظل رئيس جبهة الشرق طيلة السنوات الماضية يصف اتفاقية الشرق بالسلسة والنموزجية ، كما ظل يتحفنا من حين الى الاخر كلما اقترب تعديل وزارى بالتلويح بالخروج من الحكومة .
من المؤسف ان الاوضاع بولاية كسلا تصل الى هذه الدرجة من السوء بعد ست سنوات من التوقيع على اتفاقية سلام الشرق وان المجموعات السكانية التى تم التوصل الى اتفاقية سلام من اجلها لازلت تعانى من الفقر المدقع وتنتشر فى اوساطهم امراض انقرضت واصبحت من تاريخ الطب البشرى مثل السل (الدرن) الذى يسجل فى شرق السودان اعلى نصبة اصابة على مستوى العالم لدرجة انه اخذ يهدد السكان المحليين بالانقراض ، كما ارتفعت معدلات وفيات الامهات اثناء الولادة ووفيات الاطفال دون سن الخامسة الى معدلات غير مسبوقة الامر الذى يشير الى ان الاتفاقية لم تحدث اى تغييرا على ارض الواقع بل الاوضاع اصبحت اسوء عما كانت عليه قبل التوقيع على الاتفاقية حيث اشار تقرير صدرمؤخرا عن وكالة التعاون الدولى ان نسبة وفيات الامهات اثناء الولادة ارتفع الى 2448 فى كل مائة الف حالة مقارنة ب500 حالة وفاة ايام الحرب .
كما يسجل شرق السودان اعلى نسبة لحالات سوء التغذية فى السودان بحسب تقرير وكيل الامين العام للامم المتحده للشئؤن الانسانية فلرى امواس فى زيارتها الاخيرة الى السودان ، وتقدر تقارير المنظمات نسبة سوء التغذية فى الشرق ب 28% بينما تقدر المفوضية العون الانسانى نسبة سوء التغذية فى بعض المناطق فى شرق السودان بنحو 20% بحسب تصريح ادلى به المفوض العام للعون الإنساني الدكتور سليمان عبد الرحمن سليمان ل(سودان راديوا سيرفس 31 يوليو الماضى ) وهذه النسبة تقارب ضعف الحد الاقصى لمعدلات سوء التغذية الحادة التى حددتها منظمة الصحة العالمية بنحو 15% والتى تتطلب التدخل العاجل .
الحكومة التى اقدمت على طرد المنظمات من شرق السودان دون ان تتاخذ الاجراءات اللازمة لسد الفجوة بعد عام من تاريخ الطرد ارسلت خطابا الى مسؤول الامم المتحدة للشؤون الانسانية مكتب الخرطوم، على الزعتري، بتاريخ 19 يونيو 2013، طلبت فيه من الامم المتحدة ضرورة التدخل وتقديم المساعدات الغذائية العاجلة فى شرق السودان بحسب (سودان راديو سيرفس- 31 يوليو 2013) ولا ندرى اين وصلت تلك المساعى

ولعل طلب الحكومة من الامم المتحده بالتدخل العاجل اعتراف صريح بفشل اتفاقية الشرق فى احداث تغيير فى شرق السودان وهذا الفشل يتحمله طرفا الاتفاقية جبهة الشرق التى لازالت قياداتها تعتقد ان جلوسها على كراسى السلطة بمثابة حل قضية شرق السودان وظلت منذ التوقيع على الاتفاقية تتغزل فى الاتفاقية وتصف سير تنفيذها بالسلس والنموزجى بالرغم من التحديات التنموية التى لازالت ماثله على ارض الواقع، كما يتحمل الشريك الاكبر الحزب الحاكم الذى كان يطرب لهذا الغزل ويهز راسه طربا ويوزع شهادات الوطنية والاخلاص لقيادات جبهة الشرق مكافأة لصمتها عن حقيقة الاوضاع بالاقليم ،هو الاخر يتحمل مسؤلية فشل الاتفاقية التى اصبحت المشروعات التى ينفذها صندوق اعمار الشرق باموال المانحين نهبا لشركات المقاولات التى يمتلكها نافذون ، وهى مشروعات غير مدروسه لم يتسفيد منها المواطن معظمها مدارس ومراكز صحية تفتقر الى الكودار تم انشائها فى مناطق غير مأهولة بالسكان بحسب التقارير الصحفية التى نشرها وفد من الصحفيين زار الاقليم فى ابريل الماضى، وكذلك من المشروعات التى لا تراعى اولويات واحتياجات مواطن الاقليم مشروع الصرف الصحى الذى يعنزم تنفيذه صندوق اعمار الشرق العام المقبل بتكلفة 270 مليون دولار بالمدن الثلاث كسلا والقضارف وبورتسودان بحسب تصريحات ادلى بها مدير الصندوق فى ديسمبر الماضى لقناة الشروق ، صندوق اعمار الشرق يود استثمار 270 مليون دولار مقدمه من دولة الكويت فى مشروع صرف صحى لمجتمع لم يتبق فى بطنه ما يستوجب الصرف.
اننا ندعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها السياسية والاخلاقية تجاه ما يحدث فى قرى كسلا وندعوها للتحرك العاجل لتدارك تلك الاوضاع ، ونقترح انشاء مفوضية قومية لمحاربة الفقر والامراض المستوطنة فى شرق السودان بالشراكة مع الامم المتحدة والمنظمات الدولية المهتمة بهذا الشان ، كما ندعو الحزب الحاكم بعد عجز قيادات جبهة الشرق فى ان تصبح شريك حريص على الحقوق والمكاسب التى جاءت بها الاتفاقية لاهل الشرق ندعو باشراك طرف ثالث من ممثلى منظمات المجتمع المدنى واساتذة الجامعات والمثقفين من ابناء الشرق إشراكهم فى تنفيذ ما تبقى من اتفاقية شرق السودان لاستكمال تنفيذ ملف الخدمة المدنية الذى يعتبر افضل مشروع لمحاربة الفقر وكذلك معالجة قضية المسرحين التى تعتبر قنبلة موقوته وبجانب المساهمة فى الاشراف على التوظيف الامثل لاموال المناحين التى خصصت لتنمية واعمار الشرق فى مؤتمر المانحين لاعمار شرق السودان الذى عقد بدولة الكويت فى ديسمبر عام 2010 .
صحيفة التغيير

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ما لم تسقظ الحكومة الانقاذية بي موسى وآمنة ضرار وكل المنتفعين سيظل انسان الشرق نسيا منسيا… نعم للخكومات السابقة اخطاءها لكن الحلية فظيعة .. يا ابناء البجا اعرفتم من يهمهم امركم ؟؟؟ الاجابة واضحة وضاحب العقل يميز.. الانقاذ عدوكم ولو كان فيها امنة ضرار ولو كان فيها موسى محمد احمد.. الانقاذ مقصود بيها الحومة دي ما تسمع اتجادي شارك ولا اولاد السيدين شاركوا دة كلام افضى من الفاضي ذاتو.. وبعدين يا متعلمين .. دي نهاية تعليمكم ؟؟؟ يعلمكم الاستعلاء؟؟ كم وكم اعمامنا خريجين ثانوي او حنى جامعة وزوجاتهم اقل تعليما.. فقط بعد جيل تنتهي المشكلة ويصبح ابناء الوالدين احدهما متعلم مهتم بالتعليم .. دة لو ما لقينا دولة ليها معني تهتم بي تعليم ابناءها حتى لو ابهاتهم ماتو… نداء تحكميم صوت العقل لا صوت الاستعلاء نستعلي على بنات عمومتنا.. وحتى متى ؟؟ بالتضجية نعاني شنين قليلة اقل من العشرين .. وبدون التضحية نعاني الف عام هذا اذا ام ننقرض اساسا… ومن اجل سودان يهتم بالجميع قوموا الى ثوراتكم واحدة ضد الانقاذ وواحدة تطوعية للتعليم والصحة والعلاج .. وواحدة لاشاعة السلم والجو المناسب للتنمية والانتاج وهكذا

  2. الاستاذ الجليل اونور
    لك التحيه الخالصه والتحيه للاخ بابكر دقنه الذى ادلى بهذا التصريح فظهر المسكوت عنه …ولايه كسلا بدايه تعتبر من اقذر الولايات حيث لا اهتمام بالنظافه ولا صحه البيئه وهم الوالى ووزرائه الكرام التكويش على الميزانيه … فقد اقاموا لنا كورنيش القاش من اجل ممارسه الرزيله واختلاط الفتيات مع الشباب وقد رايت ذلك بعينى ليس فى الكورنيش فحسب انما داخل الرمال من الشرق حتى الغرب ..اتنين اتنين قاعدين واحد ماسك يدها وواحد لافى يده حول خصرها وحاجات تانيه .
    والى كسلا وحكومته تعودوا الاهتمام باشياء لا تجلب مصالح للمواطن المليارات التى صرفت فى حديقه وسط المدينه كان من المفترض ان تكون لصالح المستشفى ومدارس الريف والمراكز الصحيه بالريف ..انسان كسلا مغلوب على امره واخونا موسى محمد احمد داخل القصر واحسب انه ما عاد يذهب الى همشكوريب او تلكوك او ايه منطقه من مناطق الشرق فقد اكتفى بالوظيفه الهلاميه وامتيازاتها وصدق من قال ان السلام يضعف الرجال …
    كسلا تحتاج الى ابناؤها المثقفين والحادبين على مصلحتها والريف يحتاج الى ابناءه الهاربين منه فقد تعلموا وهم فى ارفع المناصب ولكنهم تناسوا ان هولاء اهلهم وذويهم ..
    ولا اظن بان مرض الدرن وحده المستوطن فهناك الايدز والملاريا وامراض العيون وكثير من الامراض الاخرى لم تلتفت لها حكومه الولايه لانشغالها بانجازاتها الكبيره فى وسط المدينه كما يحلو لهم .. ويموت الاطفال وتموت الامهات لسوء التغذيه ولا ورشه واحده لبنات الريف من اجل التوعيه ..ولك الشكر مره اخرى فقد قذفت بحجر فى بركه راكده لعلها تتحرك .

  3. المقصود بانقراض مجموعه من البجه هم الهدندوة نعم الفقر والجوع والمرض يهدد كل البجه بالانقراض لكن حكايه عزوف الجيل المتعلم من ابناء الهدندوه الرافض الزواج من بنات اهله دي عايزه نتوقف كثير عندها ,,طيب ايش فائده التعليم للابناء مادام في النهايه هم يرفضوا الزواج من بناتهم بدعوي انهن جاهلات ,,مش المفروض الجيل المتعلم يقوم بازاله الجهل ,,لو كل متعلم اتزوج جاهله وقام بتعليمها الحروف الابجديه واركان الاسلام مش احسن ليهم بدل مايتزوجو الشايقيات والجعليات وغيرهن ,,اعتقد الجيل المتعلم اناني وعايز الجاهز ,

  4. يامحمد علي اونور ياريت تلتفتوا لمشاكل اهلكم في القاش وتسيبوا التطبيل لمحمد طاهر ايلا في البحرالاحمر وياريت تقعد في القاش وتسيب الخرطوم والترطيبه ،،وكمان تسيبوا البني عامر في حالهم لانكم دايرين الف سنه ضوئيه عشان تلحقوهم ،،مستقبلكم مرهون بتعاونكم مع البني عامر لاهم هم المتعلمييين واصحاب رؤوس الاموال والتجاره في الشرق ،،واخيرا كلم محمد طاهر ايلا يسيب البني عامر في حالهم وما يكسر منازلهم وما يحاربهم في السوق لانو ماحيقدر في النهايه البني عامر امه عظيمه لها تاريخ عظيم وامه منتشره في العالم ،السعوديه ،،قطر ،الكويت ،،الامارات ،،اوربا ،،امريكا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..