شي جيفارا

بمناسبة الذكرى الخالدة لرحيل الثائر الأممي ارنستو شي جيفارا ملهم حركات التحرر وعرابها يوم 9-اكتوبر-1967، اهدي قراء الراكوبة الأعزاء هذه القصيدة التي كتبتها عن الإنسان الذي وهب نفسه لنصرة المظلومين اينما وجدوا.
وتتزامن هذه الذكرى مع الثورة السودانية والعزة والمجد والخلود للشهداء.

أرنستو شي جيفارا

أرنستو يا أملاً يا إعجازاً
يا موجز تاريخ الثورة والثوار ..
بعيون نضاله ..
أتأمل كل خطوط اللوحة في البرواز
إذ أن الواقع يرجعنا لبزوغ اللوحة مذ كانت فكرة
تتأملها ريشتي الحمراء
وتعانقها سحب طموحاتي ..
أحلامي ..
جنتي الغناء ..
*******
سحر جمال اللوحة
يشعل أشجان الأحرار
يدعوهم لصلاة تتوحد فيها الأذكار
بملامح جيش مغوار
*******
يا أرنستو
ما زلنا نحن الإعصار
ما زلنا نتحدى الظلمة
نرسم نكتب فكر الأمة
نرسمه فألاً ..
نبقيه أملاً ..
واللون يلاحق كل غمام
وبرعنا في الرسم كما الفنان
*******
ولأن اللوحة تبحث عن عنوان ..
مضينا في الجبل وفي السفح وفي الوديان
وعبرنا نهر الكونغو
وتوغلنا وسط الأدغال
في غابات بوليفيا
وحقول السكر في هافانا
فتشنا كل شوارع لاباز ..
فتشنا أكنان قلوب الفلاحين
بحثا عن ذاك العنوان
لا يثنينا الصخب الداوي
في سوق مزادات الكلمات
*******
لا أعرف كيف تحن اللوحة للأمس
لا أعرف كيف يدب الطيف ويستتر
خلف حنيني ..في وهمي ..
ذلك إذ أني ..
رأيت عيوناً تتأمل في طيفي
وسمعت هتافاً يتردد مرات لا ييأس
وتثاقلت مع الأحلام ..
بكيت .. بكيت .. فواستني غيمة
*******
مهلاً .. مهلاً يا أرنستو
هذي بعض ملامح من هرمك
تتشكل في ذاكرتي مبهمة
فإذا صدقتك تهرب تهجر
وإذا كذبتك تقرب أكثر ..
فلماذا أنكرتم دعواي ..
ولماذا مزقتم لوحتي الإعجاز ..
ولماذا أدميتم قلبي ..
وتركتوني في الهم وحيداً ..
أغرق في بحر مزادات الكلمات
*******
من وحيك يا أرنستو
اكتب باللون الأحمر
عنوان اللوحة ..
لأعيد إلى الألوان تناسقها
والعنوان .. طيف مثلك يحبو في الأقطار ..
وا فرحي ..
اسمي مكتوب في السطر الأول ..
*******
يا لوحة طيفي يا مأواي احميني
يا نسمة روحي إن عبيرك يشجيني
وزهورك .. أوراقك تلتحم لتنمو
وملح الأرض ووهج النجمة في تجديد
*******
إني يا أرنستو .. لا أجد من الساحة ركناً لدمي ..
كي أسكبه بعطاء مثل عطائك ..
بفداء مثل فدائك ..
والساحة صاخبة بأناشيد الثوار الأحرار
والساحة جنات من زهر ونضال ..
وبساتين من ورد وجلال
أقسمنا أن لا تذبل في ساحتنا وردة
*******
يا أرنستو يا ينبوعاً يروي الظمآن
طيفك في اللوحة ..
يعيد الإنسانية للإنسان
طيفك يجتاح الغربة
يسحرني ..
يستهوي فكري ..
طيف جاء كنفحة عطر الأحباب ..
كنسمة صدق الأصحاب
فبرحنا أصحاباً أنا والطيف
ما عدت وحيداً يا أرنستو
وأنا ما عدت وحيدا
فالنجم يضيء سماواتي
*******
فبرغم حدائقنا تذبل
وبرغم اللون على لوحاتي يبهت
وبرغم نجومي تتهاوى تأفل
لكني يا طيفي أتسامى بعبير نضالك
يا فكراً يأتي ..
ليذكرنا أنا نملك لوناً في كل الأقطار
لولاك للطخنا اللوحة
وأحلناها داكنة الألوان ..
ولطخنا أنفسنا
*******
لكني من بعد عرفت الإنسان .. الإنسان
تسامت روحي ..
ضمدت جروحي ..
تسعدني أحلامي ..
يلهمني فكري وطموحي

شعر : عمار عبد المنعم خليفة

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..