البشير في جوبا ، ماذا يريد ، وماذا تريد جوبا من الخرطوم

استباقا لزيارة البشير التي تمت اليوم الثلاثاء الموافق 22 من هذا الشهر الجاري الي جوبا، قبلها ادلي كل من دبلوماسي البلدين عبر الناطقين الرسميين بوزارة خارجيتي البلديين بان ابيي لم تكن من ضمن اجندة قمة رئيسي البلدين وقبلها بايام عممت وزارة الاعلام بجنوب السودان عبر وزيرها مايكل مكوي خبرا فحواه عدم اثارة قضية ابيي في الاعلام الي حين انقضاء الزيارة ، وفي الوقت الذيي تسير فيه الامور علي الارض وتنبئ بمعطيات جديدة تتمثل في تصميم وعزيمة شعب دينكا نقوك بعشائرهم التسعة باجراء استفتاء احادي الجانب يحددون فيه مستقبل ومصير منطقتهم وعودتهم الي جنوب السودان الذي حولوا منه بقرار اداري ابان الاستعمار الانجليزي ، كل تلك المعطيات تجعلنا ان نغوص ونطرح التساؤول اعلاه ماذا يرمي ويريد كل طرف من هذا الزيارة ، التحليلات والقراءات تشير بان الطرفين يريدان تجنب اثارة قضية ابيي لمواقفهم المتباعدة حول هذا الملف حرصا علي عدم افساد هذا الجو الودي والغزل المرحلي المحفوف بالمخاطر لسخونة الملفات العالقة بينهما ، سيركز الجانبان في مباحثتهم الثنائية علي اثارة القضايا التي لايبدو محل خلاف حولها مثل فتح المعابر الحدودية وتنشيط حركة التجارة ومساعدة الجنوب للسودان في اعفائه من ديونه الخارجية وغيرها من ما يصطلح عليها باتفاقيات التعاون المشتركة الموقعة في سبمبتر من العام الماضي ، فالجنوب وقيادته الجديدة حكوميا / وحزبيا ، بعد التغيرات الدراميكية التي حدثت في الفترة الماضية واشتداد الصراع بين التيارات المتصارعة في الحزب الحاكم بالجنوب ، في تقديري ان القيادة الجديدة والتيار المنتفذ حاليا سيكونون اكثر لهفة ورغبة لتعبيد الطريق مع الخرطوم والوصول معها لاقصي درجة من التفاهمات والاتفاقات والتسويات المعلنة والغير معلنة ، لضمان انسياب العلاقة بشكلها الطبيعي والسلس لضمان انسياب النفط وعائداته لمواجهة الظرف الاقتصادي ، والخرطوم ايضا لا تختلف عن الجنوب في في رغبتها لانسياب العلاقة بشكلها السلس لمعالجة ازماتها وتناقضاتها الاقتصادية الداخلية ابرزها زيادات الاسعار في الفترة الماضية التي افرزت حراكا جماهيريا غير مسبوق في سبتمبر الماضي ، الا ان الفارق ان الخرطوم تريد ان تكون علاقاتها طبيعية مع جوبا ولكن ذلك وفق شروطها واشتراطاتها او ما يطلقون عليه حسم الملف الامني كمدخل لانسياب العلاقة بشكلها الطبيعي لذا اتوقع ان تكون من اولويات ملفات النقاش التي يحملها البشير مسألة الدعم المزعوم للجبهة الثورية السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال الذي تتهم به الخرطوم جوبا مرارا وتكرارا ، ومسألة ابيي والواقع الذي يجري علي الارض حاليا الذي اشرنا اليه مسبقا في متن هذا التحليل بخطوة تنظيم دينكا نقوك لاستفتاء احادي الجانب ستحاول الخرطوم استغلال وتوظيف واستثمار هذا الغزل والتلاطف لتحقيق ما ترديده ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه والذي ستجيب عليه الساعات والايام القادمات بعد انتهاء القمة هل تستطيع جوبا خلق توليفة ووضعية بخلق ونسج تفاهم تستطيع ان تحافظ به علي الاستراتيجي من ما هو مطروح عليها في طاولة التفاوض مع الخرطوم في هذه القمة ابرزها قضية ابيي هذا من جهة ،ومن جهة اخري وامكانية حفاظها واستمرارية علاقتها الودية مع الخرطوم ،، هذا ما تسفر عنه الايام
عميق ودي

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بختكم فقد خلت الجو لكم مرمطوهم كما يحلو لكم تلك كانت دعوتكم منذ وصول الثائر للخرطوم وقد تحقق الحلم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..