بعد 25 عاما على اكتشافها.. بعثة جديدة ترفع حطام «تايتانيك» افتراضيا

تستعد شركة «آر إم إس تايتانيك» المحدودة، المملوكة لشركة «برمير إكزبيشن» المحدودة، بالمشاركة مع كل من مؤسسة «وودز هول أوشنوغرافيك» ومعهد ويت للقيام ببعثة علمية غير مسبوقة إلى السفينة «تايتانيك» بعد 25 عاما من اكتشافها، للقيام بما لم يحاول أحد القيام به من قبل: اتخاذ خطوات مبتكرة لرفع حطام «تايتانيك» افتراضيا وحفظ إرث السفينة إلى الأبد وذلك حسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».

وستكون محطة «إن بي سي نيوز» وشركة «إن بي سي بكوك برودكشن» شركتي البث لهذا الحدث الذي سيعرض فقط على موقع «msnbc.com».

وفي ما يمكن وصفها بأنها أكثر بعثة علمية تقدما من الناحية التكنولوجية يتم إرسالها إلى «تايتانيك»، جلبت شركة «آر إم إس تايتانيك» فريقا من كبار علماء الآثار والمحيطات وعلماء من معهد علم الآثار البحرية وبرنامج المواقع البحرية في الإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي، ومركز الموارد الغارقة بالحديقة الوطنية لتنفيذ هذه المهمة التاريخية «لأول مرة».

وستنطلق البعثة التي تستمر لأكثر من 20 يوما من منطقة نيوفاوندلاند بسانت جونز، يوم الأربعاء 18 أغسطس (آب) الحالي. وسوف يستخدم المشاركون في البعثة التصوير الصوتي بالغ التطور، وتكنولوجيا السونار والتصوير بالغ الوضوح والدقة والفيديو والتصوير ثلاثي الأبعاد لتقديم أول تصوير شامل لكامل موقع الحطام بدقة ووضوح غير مسبوقين. ومن خلال مجموعة من الروبوتات المتطورة وأجهزة السونار والكاميرات وكبار الخبراء سيتم رسم حدود موقع الحطام وخريطة للموضع الفعلي للسفينة وآثارها في قاع المحيط ووضع مخطط لإرشاد أعمال الصيانة الجارية لموقع حطام. وهذه البيانات مجتمعة سوف تعمل على رسم صورة كاملة لـ«تايتانيك» التي لم يتمكن سوى عدد قليل فقط من مشاهدتها مباشرة.

وسيتمكن عشاق «تايتانيك» من متابعة هذه الرحلة المثيرة واستكشاف موقع الحطام في بث حي بالفيديو والصور، وكذلك من خلال التفاعل مع أفراد الطاقم الرئيسية من خلال «فيس بوك» (www.facebook.com /rmstitanicinc) وموقع «تويتر» (@RMS_Titanic_Inc) وزيارة موقع البعثة «www.expeditiontitanic.com» (الذي انطلق أمس 3 أغسطس).

ويقول كريس دافينو، رئيس شركة «آر إم إس تايتانيك»: «إن أهمية ونطاق هذه البعثة والفريق الذي قمنا بتجميعه للقيام بها والتكنولوجيا المستخدمة فيها.. كل ذلك سوف يعطي الناس الفرصة لمشاهدة (تايتانيك) كما لم يشاهدوها من قبل. ولدى شركة (آر إم إس تايتانيك) المحدودة هدف واحد هو الحفاظ على ذكرى (تايتانيك) وجميع الذين أبحروا معها. وجميع غايات وأهداف هذه الحملة تتماشى تماما مع هذا الغرض».

أما سوزان أفيري، رئيسة مؤسسة «وودز هول لعلوم المحيطات» التي تعتبر صوتا بارزا في علم المحيطات، فتقول: «باعتبارها البعثة العلمية الأولى من هذا الحجم منذ أن تمكنت مؤسسة (وودز هول لعلوم المحيطات) بمشاركة زملاء فرنسيين من شركة (إفريمير) من اكتشاف موقع حطام (تايتانيك) قبل 25 عاما، فإن هذه البعثة ستوفر فرصة مثالية للاستفادة من التكنولوجيا الجديدة والمثيرة التي نقوم بتطويرها. هذه الرحلة ستقدم لنا احتمالات وآراء مهمة حول تحلل السفينة، وتأثير ذلك على المحيط وقاع البحر».

أما شارون أسكوت، النائب التنفيذي لمدير «بيكوك برودكشن» التابعة لمحطة «إن بي سي نيوز»، فيعرب عن سعادته لمشاركة الشركة في هذا العمل قائلا: «تعرب (إن بي سي نيوز) عن سعادتها بأن تكون في طليعة المشاركين في البعثة. وإننا نسعى من خلال مشاركتنا في تصوير كل العمل والعلوم والتكنولوجيا بالغة التطور المستخدمة من أجل إعادة سرد هذه القصة المهمة».

ويقود الحملة بي إتش نارغيوليت، مدير بحوث تحت الماء في شركة «آر إم إس تايتانيك»، الذي يتمتع بنفوذ معروف في الموقع. وكقائد مخضرم قاد 5 رحلات سابقة إلى حطام السفينة، قام نارغيوليت بالغطس 30 مرة إلى السفينة «تيتانيك» والإشراف على استعادة 5500 قطعة أثرية. ويقول نارغيوليت: «لم يكن لدينا من قبل كل الوسائل العلمية والتكنولوجية لاكتشاف الكثير خلال الرحلة لـ(تايتانيك). أنا متحمس ويشرفني أن أقود هذا الفريق من الخبراء المميزين في رحلة رائعة».

ويشارك في قيادة الحملة ديفيد غالو، مدير المشاريع الخاصة في مؤسسة «وودز هول» لعلوم المحيطات. غالو يدعم بقوة القيام باستكشاف في أعماق البحار، وقد أعرب عن تأثره بهذا التعاون غير المسبوق بين كيانات خاصة ومنظمات غير ربحية وهيئات حكومية لإنجاح هذه البعثة. ويقول غالو: «هناك كم هائل من التكنولوجيا والمواهب يتم تركيزها للحفاظ على هذا الرمز المهم من تاريخ العالم والمستفيد الرئيسي من ذلك هو عامة الناس».

وبتصوير «تايتانيك» ثلاثي الأبعاد لأول مرة من خلال النماذج، فإن هذه البعثة الثامنة لـ«تايتانيك» التي تقوم بها شركة «آر إم إس تايتانك» ستمثل علامة أخرى على الكثير من السوابق:

– فهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحويل موقع هذا الحطام في المياه العميقة إلى موقع أثري وتكون جميع البيانات العلمية الخاصة به متاحة للمراجعة والدراسة، بما في ذلك جميع العوامل التي تؤثر على تدهور الحطام. وخريطة الطريق الخاصة بموقع الحطام هذا ستكون لها آثار بالغة الأهمية بالنسبة لمستقبل «تايتانيك».

– الكائنات الدقيقة التي سيتم جمعها في موقع وتقييمها من خلال التكنولوجيا المتقدمة وقد يتبين أنها أقارب بعيدة لكائنات دقيقة أصلية غرقت مع «تايتانيك»، التي سوف تفتح الباب لمجموعة كبيرة من المفاهيم والمعلومات الجديدة حول تدهور الكائنات.

– استخدام التصوير التلفزيوني ثلاثي الأبعاد وعالي الجودة سيوفر صورا عالية النقاء والجودة للحطام وما يحيط به.

– ستقوم البعثة بجمع معلومات مهمة من أجل وضع معايير جديدة في علم الآثار المغمورة بالمياه من أجل تطوير أساليب إدارة مواقع التراث البحري، وخصوصا في الأعماق.

– بعد أن قامت شركة «آر إم إس تايتانيك» بتجميعهم فهذه المرة الأولى التي يقوم فيها فريق من السلطات الرائدة بالاتحاد في مهمة خاصة بـ«تايتانيك» وهي السعي إلى وضع نموذج وخريطة لـ«تايتانيك» للأجيال القادمة، وكذلك العمل على الحفاظ على الموقع على المدى البعيد.

فعلى بعد 2.5 ميل تحت سطح المحيط، يستقر حطام «تايتانيك» على مساحة 3 أميال مربعة. وفي هذا الصيف، قام «فريق أحلام» من خبراء علوم المحيطات والمبدعين التقنيين وعلماء الآثار البحرية بالتعاون لتحقيق الأهداف الطموحة للبعثة.

ويقوم جيمس بي دلغادو، الرئيس والمدير التنفيذي لمعهد علم الآثار البحري، عالم الآثار الرئيسي في البعثة، بقيادة الجهود الساعية لكتابة التقرير الأثري وخطة الموقع بعد البعثة.

وفي هذا السياق يقول دلغادو: «لقد قام معهد الآثار البحرية بعمل دراسة علمية والتنقيب عن حطام السفن من خلال عمل جورج باس. ومنذ ذلك الحين نحن ماضون في العمل المتطور على تحسين ممارسة علم الآثار تحت الماء. ويسرنا توجيه الدعوة إلينا للانضمام إلى هذه المهمة والعمل مع كبار الباحثين في (وودز هول) والزملاء في المؤسسات الحكومية وشركة (تايتانيك) للتحرك في اتجاهات جديدة لهذا الموقع. وهذه خطوة كبيرة إلى الأمام. كما أن هذه البعثة تمثل عملنا جميعا من أجل هدف مشترك للمصلحة العامة».

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..