سِر بقاء نظام الإنقاذ

كيف تمكّن نظام الإنقاذ من البقاء ربع قرن؟ سؤال ظل يؤرّق المعارضين باستمرار، وربما احتار في حقيقة الإجابة عليه الكثيرون من أهل النظام نفسه، خاصة مع إدراكهم بما يفعلون. ما يهمنا كثيراً هو أن نساهم بإجابة لعلها تستضمن قدراً من الحقيقة، ثم نضع هذه الحقيقة على طاولة المعارضة المنظّمة لتضمينها استراتيجياتهم لإسقاط النظام، أو على أقل تقدير إزالة بعض الأرق الذي أحكم قبضته بتلابيبهم وتلابيبنا جميعاً.
لقد أحصى الذين يكتبون والذين يتحدثون في وسائل الإعلام المتاحة للمعارضة على قلّتها، أحصوا مثالب النظام وسوءآته منذ فجر يومه الأول، وهي سوءآت تنوء عن حملها الجبال، ناهيك عن الشعب الذي ظل أسيراً لربع قرن كامل تحت مداسه وكل همه أن يبقى وإن أدى ذلك إلى أن يتدرج بالوطن والشعب معاً على مزالق صفحات التاريخ نحو مكبّاته. وحيث أن ذلك الإحصاء قد تم، ووعيه القراء والمستمعون من كل الأجيال، فالحاجة إلى إعادته وتكراره ربما لا تشد نهم القارئ العام، لكنها ربما تفيد التنظيمات المعارِضة في استراتيجيات الإسقاط من منظور موازنة المؤثّرات وترتيبها.
لقد كان دائماً من أساسيات التقييم والتقويم لأي استراتيجية أن يتوقف القائمون عليها عند محطات منها، يستجمّون فيها ويلملمون أنفاسهم ويعدّون العُدّة لمرحلة أخرى. والمعارضة بكل أطيافها لا بد أن تُدرِك بأن ذلك ضرورة وأولوية قُصوى، وإلا أصبح غير ذلك دفناً للرؤوس في الرمال. إذن ما الذي تعنيه مثل هذه الوقفة، هي تعني إعادة قراءة مكامن القوة لدى النظام بشكل أكثر واقعية للتعامل معها بواقعية أيضاً. مكامن القوة هذه، تتمحور حول ركيزتين أساسيتين، أعتبِرُها الركائز التي دعمت بقاء النظام خلال العشرية الأولى من عمره، وهي التي تدعم بقاؤه بعد العشرية الثانية حتى الآن.
تعلم المعارضة ويعلم القراء والمراقبون أن النظام يستثمر لبقائه في استخدام القوة وذلك بتوجيه 70% من إيرادت الموازنة العامة لذلك، وهذا بديهي، ويستثمر في بقائه بتقسيم البلاد، وهذا أيضاً مشهود، وتبنّى ونفّذ التمكين لمواليه وأفقر الشعب، وهو أمر معايش. والنظام يُشعل الحروب بين القطاعات الإجتماعية للشعب ويستخدم فتنة (فرّق تسد)، وهذا أيضاً معلوم وبائن للجميع، ويوظف الحلول المجزأة في ظل عجز المنخرطين في تلك الحلول عن تأمين ضمانة التنفيذ، أو لعلهم يدركون حقيقته لكنهم يتجاوزون عنه لمآرب في أنفسهم، وهذا أيضاً موثّق بتكراره. والنظام سخّر قدرات التنظيمات الإقليمية والدولية مِن تلك التي تحمل فكراً منسجماً مع فكره، بدعم بقائه تخطيطاً وتنظيماً وتمويلاً وتنفيذاً، بحسبان أن وجوده في السلطة يمثّل محطة انطلاق لمخططات هذه التنظيمات إقليمياً ودولياً، وهو لم يُنكِر ذلك بل تفاخر به كثيراً، والنظام دغدغ مشاعر القومية العربية فاحتضنته بدعم مادي وسياسي سنده في كثير من معارج الإدلهمام والخطوب على المستويين الوطني والدولي قبل أن تكتشف بأنه جاحد مراوغ وغدّار فأحجمت عنه إلى حين. النظام لعب على عاطفة المحيط الأفريقي بورقة المحكمة الجنائية الدولية، فأضاف بعضاً من الوقت هروباً مما لا مفر منه، ولكنه يُدرك أن الحبل ممسك به، وأن ذلك القدر وإن طال أمده فهو آتيه. لكن كل هذه الدعامات ليست هي الفيصل في بقاء النظام، على الأقل بحساباتنا وحدود علومنا البشرية، والمعارضة لن تجد معضلة كبرى في وضع استراتيجيات مضادة لكل هذه العوامل، لكنها لوحدها لن تسقط النظام. ما هو السر إذن؟
في تقديري أن النظام بعد أن أدرك بأنه قد أفقر الشعب تماماً، كان يعلم بأن الإفقار يؤدّي إلى الإنفجار وبالتالي لا بد له أن ينتقل بالشعب إلى مرحلة التدجين، وهي عبارة ووصفة مذمومة في حق الشعب لكنها الواقع الذي سِيقَ إليه، ولذلك فاستخِدامها يأتي في إطار استهجان فِعال النظام الذي أنتجها. لكن ليس الإفقار ولا التدجين من الركائز التي عنيتها بأنها الداعم القوي لبقاء نظام الإنقاذ، وإنما الحالة المتولِّدة من التدجين، وهي المعنية بأنها إحدى الركيزتين، أي حالة بحث الشعب عن مصادر سد فجوة الحاجة المعيشية الأساسية كلما زادت عليه تكاليف المعيشة. فمع التضخم الذي هيأ مناخه النظام، فقد أضحت المداخيل المحدودة لغالب الشعب كما لو كانت (قطن العُشَر) من قلتها وخفّتها في مقابل غول الأسعار، وإزاء هذا الوضع، يبرز السؤال الدائم، كيف يتدبر الشعب السوداني أمره؟ ولماذا هو صامت. في الإجابة على البحث عن سد الفجوة نجد الركيزة الأساسية الأولى، وهي الناتج المتولّد عن التدجين، أي أن تجعل الشعب يلهث وراء لقمة تسد الرمق، لكن هذه الركيزة لوحدها ليست كافية، وإلا إذا بقيت لحالها لكانت عود الثقاب الذي يشعل نار الإنتفاضة بحجمها الحقيقي، لكن النظام أدرك أن القطب الثاني والموائم ليتلاقح مع ناتج التدجين فيخمد نار الإنتفاضة، يكمن في السودانيين الموجودين في الإغتراب والمهجر، فجعلهم مصدر سد الفجوة لحاجة الموجودين بالداخل، وهنا لا أتحدث عن جبايات المغتربين، تلك مثلها مثل كل الأموال التي تحصل عليها النظام من مصادر عديدة وبددها. أنا أتحدث عن الأموال التي يحوّلها السودانيون في الخارج لأهليهم لمجابهة نار المعيشة. ليس غريباً تكافل السودانيين مع بعضهم منذ الأذل سواء في الداخل أو الخارج، وهي سمة شهامة وكرم، لكن إستثارة الحاجة وزيادة أوارها وتأجيج نارها، يزيد من صرخة المكتوين بنارها في الداخل فيستصرخون أقاربهم في الخارج أكثر، فتهز هذه الصرخات مشاعر أؤلئك الأقارب الذين في الأصل لم يقصّروا يوماً، فيضاعفون ما ظلّوا يدفعونه لسد فروق الأسعار التي تتزايد بسبب سياسات النظام المتواصلة وآخرها رفع الدعم عن المحروقات إن كان هناك دعم أصلاً، وعند سد الفجوة تطمئن قلوب الذين في الداخل، وتطمئن قلوب من هم في الخارج، ويبقى نظام الإنقاذ بعيداً من الإنتفاضات بعد أن فعل التدجين الذي أنتجه فعلته. ومع الشركات المملوكة للموالين من جراء سياسة التمكين، فأموال المعارضين وغير المعارضين في الخارج، تساهم في تأخير الإنتفاضة الشعبية فتدعم بقاء النظام، وأيضاً تزيد من مصادر تمكينه لأن شركاته هي التي تمتص تلك الأموال في الآخر.
إذن فالسودانيون في الخارج، معارضة كانوا أو غيرهم، هم الدعامة الأساسية لبقاء الإنقاذ، ولذلك ليس غريباً أن النظام قد دأب باستمرار على فتح أبواب الهجرة للملايين للإغتراب بعد أن أدرك أن اللعب على هذه المعادلة يحفظ هدوء الشعب في الداخل، ويحفظ فقر المعارضة وغيرها في الخارج، رغم أنه يُدرك بأنها معادلة ناخرة في نخاع الإرث التكافلي السوداني. عندما أكتب عن هذه الحقيقة، أنا لا أدعو أبداً إلى وقف ذلك التكافل وتلك الشهامة التي يتميز بها الشعب السوداني، لكنني فقط أردت أن أنقّب لكشف حقائق استخدام الإنقاذ لها للبقاء، ولتجفيف كرامة وعِزة الشعب، وتوظيف الخصال السمحة فيه لإذلاله. هنا يكمن محكّ المعارضة في القدرة على مجارة التحدي، تحدّي الحفاظ على التكافل متنامياً، ولكن استنباط وسائل حمايته من قدرة النظام على استخدامه لبقائه، وذلك بوضع استراتيجيات مضادة تعجّل بإسقاطه، ولا يجب أبداً أن يكون من بينها وقف تلك التحويلات بأي حال من الأحوال، لأنها تُحافظ على واحدة من مئات الخصال التي دمّرها النظام.

عبد الجبار دوسه
17 نوفمبر 2013

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الأخ العزيز عبد الجبار عساكم بخير
    اعجبني ما طرحت
    على ذات السياق وإضافة لما قلت في تقديري أن على الشعب وخصوصا الراغبين في التغيير الإجابة على الآتي:
    1. الدولة من ناحية سياسية ، أيهما أصلح لنا أقاليم ، مديريات ، ولايات إلخ
    2. الدولة من ناحية اقتصادية ، أيهما أصلح لنا اقتصاد رأس مالي، شيوعي ، مختلط ، إلخ
    3. الدولة من ناحية اجتماعية ، أيهما أصلح لنا أن نأتي بإيدولجيات من خارج الديار أو شئ فاته الزمن أم من واقعنا وتضاريسنا وجغرافيتنا وعاداتنا وتقاليدنا نرسم الهوية والثقافة ، إلخ
    4. هل الدولة المدنية الحديثة تتألف من سلطات (تشريع + تنفيذ + قضاء + إعلام)
    على كل إنسان راغب في التغيير ألا يكتفي بالنقد فقط، عليه البحث عن حلول ممكنة التطبيق ، علينا البحث عن بديل لأن الفوضى غير مرغوب فيها ، الأحزاب إن لم تجد نفسك قريب من أحدها عليك إذن إيجاد البديل الأفضل وإلا ننفخ في قربة مقدودة.
    ودمتم
    أخوك/ علي خليفة

  2. السلام عليك ورحمة الله وبركاته
    لك التحية اخونا عبدالجبار
    من اهم ما جعل الانقاذ تجلس علي انفاسنا الي يومنا هذا هي عدم وجود قيادات للمعارضة القوية التي تستطيع ان تقود فقراءبلدي للاطاحة بالنظام الحاكم لان الاحزاب السياسية الموجوده الان هي من صنع الانقاذ وهي المستفيده الوحيده علي المستوي الحزبي وليس علي مستوي مسولية الوطن
    وكذلك عدم وجود قناة فضائية لفضح هذا النظام وتعرية جرائمه طوال ال24 عاما في حق الوطن والمواطن لان الاعلام المرئي اصبح من اقوي الاسلحه فتكا ودمارا لكل طاغية في الارض وذلك بفاعل
    ولك الشكر
    ارجو ان اكون اضفت شيئا

  3. اقدر للكاتب بحثه عن سبب بقاء حزب المؤتمر (الوطني) ربع قرن في حكم البلاد

    من وجهة نظري أرى ان الفضل في بقاءالنظام قويا في العشرة سنين الاولى كان للصبغة العرقية و الدينية لحروب الحركة الشعبية لتحرير السودان فوقوف النظام ضد الحركة اكسبه الكثير من التأييد و لا ننسى ان الانقلاب نفسه لقي ترحيبا شعبيا بسبب تهاون حكومة الصادق في دعم الجيش الذي اعلن كثيرا عن تململه

    أما في المدة الباقية الاخرى الى اليوم فالسبب كان ببساطة في ضعف النخبة السودانية و فقدانها للبوصلة مع تلبية النظام لكل ما يطلبه الاوربيون و الصينيون و الامريكان فنحن للاسف نعيش في السودام مما يمكن ان يسمى (بالفوضى الخلابة) بمعنى انها تسيطر على العناصر الفعالة في المجتمع

  4. سِر بقاء نظام الإنقاذ ؟؟؟ الأستاذ عبد الجبار دوسه المحترم أود أن إهنيك وأثني علي طرقك لموضوع بحث شيق ومفيد جداً للوصول لأصل الداء علنا نصل للدواء ؟؟؟ وفي بحثنا أجد أنه لا يجب أن نتعامل بالعاطفة وإنما يجب أن نفكر بطريقة علمية وواقعية بحتة حتي نصل للحقيقة وأن كانت مرة؟؟؟ في هذه العجالة أود أن أضع بعض الحقائق والتي قد لا تعجب الكثيرين وخاصةً الذين يفكرون بطريقة عاطفية وعشائرية ودون تعمق ؟؟؟ هذا النظام الفاسد من الطبيعي أن لا يعارضه الا المتضررين منه ولا يؤيده الا المستفيدين منه داخلياً وخارجياً ؟؟؟ لنري من هم المستفيدين منه داخلياً؟؟؟ الجميع بالطبع يعرف الجهاز الحكومي المترهل بالوزراء وأتباعهم والولاة وأتباعهم وكل من يخدمهم ويحميهم من الأجهزة القمعية من شرطة وأمن وجيش ودبابين وهلم جررر وهؤلاء يستهلكون أكثر من 70% من ميزانية الدولة بالإضافة لفتح الباب لهم علي مصراعيه للتكسب بطرق غير شرعية دون أي مسائلة من الوزير للغفير حتي يضمن ولائهم التام؟؟؟ حرس الحدود وضباطه الميامين بين السودان وإثيوبيا وبين مصر والسودان وبين تشاد والسودان والآن بين الجنوب والشمال ؟؟؟ وهنال في السوق بضائع بالملايين مهربة وهي تشمل المخدرات والخمور والذهب والسلاح وهلم جررر واللبيب بالإشارة يفهم أذا لاحظ الثروة ولأملاك الفجائية التي هبطت عليهم من السماء لهم وتجار الجبهة المهرباتية ؟؟؟ كل هؤلاء وأقاربهم وأصحابهم من الوزير لشرطي المرور كونوا فئة مستهلكة بفحش فئة لا يستهان بها تربطها مصالح مشتركة علي نهج ( حك ظهري أحك ظهرك) أو(شيلني وأشيلك) وعلي نهج الكيزان ( بارك الله في من نفع وإستنفع )؟؟؟هذه الفئة المتمركزة في العاصمة والمدن الكبيرة كونت شبكة أو منظومة فاسدة مستفيدة من هذا الوضع المتعفن وأقل واحد منهم يعيش بمستوي لا يحلم به أجعص مغترب وهي لله هي لله ؟؟؟ هذه المنظومة أو الشبكة الشريرة لتحافظ علي بقائها لأطول مدة ممكنة تعرف من أين تأتيها مخاطر زوالها ؟؟؟ بالطبع من المتضررين منها فتعاملت معهم حسب تقديرها لخطورتهم ؟؟؟ الطوائف الدينية والتي يسميها البعض بجهل أحزاب أي طائفة الأنصار المملوكة لآل المهدي وطائفة الختمية المملوكة لآل الميرغني تم رشوتهم في وضح النهار بالمال وخلق وظائف رفيعة لأبنائهم وترك لهم العمل في تدبير مصالحهم دون أي مضايقات وتم إسترجاع لهم كل ما صودر منهم وهم الآن مع النظام الفاسد سمن علي عسل والذي لا يري ذلك فعليه مراجعة أقرب طبيب عيون ؟؟؟ وكل ما يظهرونه من معارضة ما هو الا نوع من النفاق أو خلاف أخوان علي الورثة ؟؟؟ أضف علي ذلك هذا النظام الفاسد يساعدهم في توطين الجهل والتخلف ويغييب لهم الكثيرين دينياً مما يطيل في عمرهم وبقائهم أسياد يبوس أيديهم الغفير والوزير ؟؟؟ أما الطلاب والشماسة والعطالة العزل وغيرهم بالشارع عندما تظاهروا سلمياً أرهبتهم بطريقة فظة دون رحمة وفي عدة ساعات قتلت منهم أكثر من 200 وجرحت أضعاف منهم علماً بأنهم عزل لا يشكلون عليهم أي خطورة تذكر ؟؟؟ نأتي الآن للمتضررين فعلياً وأكثرهم تضرراً ؟؟؟ وهم المهمشين في كل أطراف السودان والذين الآن يشكلون الخطر الحقيقي لهم وإرعابهم مما جعلهم يركزون كل جهدهم ويصرفون كل ما ينهبونه للقضاء عليهم بشتي الوسائل حتي بالإستعانة بإيران وغيرها ؟؟؟ ولحسن حظهم هنال أطراف مهمشة ما زالت خامدة كالشمال ؟؟ أماالشرق الآن بدأ يتحرك والغرب يحارب بضراوة ويحقق كل يوم إنتصاراً لأنهم أصحاب حق ولا ينكر ذلك الا عنصري ومكابر ؟؟؟ واليوم الذي يقتنع فيه الشباب المستنير وينفض من حول الطوائف الدينية وينضم ويؤيد الثوار ويثور الشمال والشرق فعلي هذه العصابة السلام ؟؟؟ خارجياً من هو المستفيد منهم ؟؟؟ أميركا مستفيدة منهم بالطريقة التي تريدها فشركاتها تحتاج للصمغ السوداني فتم إستثنائه لهم من المقاطعة وشركات المشروبات الغازية التي يحتاجها السودان بشدة ولا يستطيع العيش بدونها تعمل بكل طاقتها ببسي وكوكا كولا وسفن أب( السودان يدفع سنوياً لهذه المشروبات التي ثبت أنها مضرة بالصحة عملات صعبة لا تقل عن نصف مليار دولار سنوياً ) وهي تمنع كل ما يحتاجه السودان من قطع غيار للطائرات وبيع طائرات تجارية جديدة حتي تدمرت سودانير ؟؟؟ مصر مستفيدة من كل ناحية تجارية زراعية سياحية وتمنح الأرض التي تريد وتحتل التي تريد وتدعم لها حكومتنا الرشيدة مبيوعات اللحوم ويتبرع لها ولفرق كورتها رئيسنا الهمام بالسيارات والدولارات ؟؟؟ إثيوبيا مستفيدة من إمداد السودان بالبصل واللحوم والسكر وكذلك العملات الصعبة التي تجمعها جيوش العاملين بالسودان وما يدخله المستثمرين والمبتهجين السودانيين وتبرع ريسنا لقبر ريسهم وهلم جررر؟؟؟ تشاد مستفيدة من التهريب وباسطناها علي الآخر وكمان عرسنا جملتنا لرئيسها ؟؟؟ الصين مستفيد من بترولنا وغيره والهند مستفيدة وتصرف فينا الأدوية المزيفة وصناعاتها الرخيصة وهلم جرر ؟؟؟ وإيران مستفيدة من مشتراياتنا من أسلحتها ؟؟؟ فرنسا تخم في الدهب ومافي واحد عارفها بتشيل كم وتدينا كم ؟؟؟ الأردن تبيع لينا خضروات وتعالجنا بالعملة الصعبة المتوفرة عندنا وما محتاجين ليها وتقدر بمليار دولار سنوياً ؟؟؟ يعني خارجياً ما مزعلين أي حد ؟؟؟ وغير ذلك مشجعين المستثمرين الطفيليين من شوام وأتراك ومصريين وهاك يابيع مخدرات خمور شاورما باسطة ويخموا العملة الصعبة من السوق السودة وريسنا وحارسنا الأسد النتر ماجايب خبر وعاجبه الحاصل دا وما مزعل حد ؟؟؟ نخلص الي أن حكومة الكيزان وشبكتها الجهنمية وإرضائها وإنبطاحها للعالم حولها تعيش الآن في ثبات ونبات والخطر الحقيقي الذي يهددها هو وعي الشباب وإمتلاكه لإرادته بدون عواطف وهوس ديني وتأيده للثوار ؟؟؟ المغتربين يفيدوا هذه العصابة والشبكة الجهنمية بطخهم أكثر من 15 مليار دولار علي أقل تقدير للسوق السودة وهم مجبورين علي ذلك لأنهم لو لم يرسلوا لأهاليهم وأبنائهم لماتوا من المرض أو الجوع أو فصلو ا من الدراسة أو توقف مشروع بناء منازلهم وهلم جررر ؟؟؟ للمقارنة الفلبينيين يضخون لبلادهم حوالي 27 مليار دولار سنوياً ؟؟؟ أما ما يدفعه المغترب للسفارات كضريبة وتجديد جواز وغيره تؤخذ منه غصباً عنه لأنه لن يتلقي أي خدمة مطلوبة من السفارة إن لم يدفع ولن يتحصل علي فيزة خروج من السودان إن لم يدفع وليس لهم خيار غير إستبدال جنسيتهم؟؟؟ يستفيد السوق بالخرطوم من هذه العملات الصعبة الهاملة وسايبة في السوق وخاصةً تجار الجبهة الكبار تساعدهم في ذلك البنوك الشخصية الممنوعة حتي في بلاد أصحابها كبنك فيصل الحرامي وصاحبه السعودي الفيصل وبنك صالح الكامل بنك البركة وخبيره اللص الكبير ومدمر إقتصاد السودان المدعو عبد الرحيم حمدي وبنك المتعافي ( السلام( والبنك اللبناني الخطير بنك بيبلوس ؟؟؟ لقوا الجبانة الهايصة فإبتهجوا وسط الخونة والمرتشين وبائعي الوطن والبلد الماعندها وجيع فهنيئاً لهم ؟؟؟ للمقارنة جارتنا إثيوبيا تمنع البنوك الأجنبية وتشجع وتدعم البنوك الوطنية وبالتالي تسيطر علي العملات الصعبة وتحارب بضراوة السوق السودة الضعيفة جداً ؟؟؟ ولا يوجد فرق بين سعر الدولار في البنوك الوطنية أو السوق السودة يشجع علي المخاطرة في هذه التجارة الغير قانونية ومدمرة للإقتصاد وإثيوبيا تحتاج للعملات الصعبة لأنها تنهض بسرعة كبيرة وتعد من أكثر دول العالم الثالث تطوراً ونمواً حيث تنموا بما يعادل 12.5% والسودان يتدحرج بما يعادل ناقص -3.5% وبعد إتمام بناء سد النهضة سيكون لها شأن آخر حيث ستبيع الكهربا لعدد 5 دول من ضمنهم السودان ؟؟؟ أرجو أن أكون ضربت في المليان بدون عواطف وتحفظ ؟؟؟ والثورة في الطريق إن شاء الله ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..