في أزمة السودان وحكامه: هل تصلح المذكرات ما أفسد الحزب؟

د. عبدالوهاب الأفندي

ما يزال كاتب هذه السطور يحتفظ بالرقم القياسي في أطول مذكرة رفعت لقيادة نظام الإنقاذ في السودان، ممثلة في كتابنا ‘الثورة والإصلاح السياسي في السودان’ الصادر عام 1995 (قرابة مائتي صفحة).
ولكن مع ذلك، من الصعب ادعاء السبق في هذا المضمار، لأن هناك ‘مذكرات’ عدة رفعت إلى القيادة، بداية من عام 1990، معظمها شفاهية، تمثلت في طلب اجتماع بالقيادات والتعبير عن قلق حول التوجهات العامة للنظام. وقد جاءت قبل الكتاب وبعده عدة مذكرات مكتوبة، لعل أهم ما كان يميزها، وهي مسألة محورية سنعود لها، أنها كانت مذكرات من شخصيات ومجموعات قيادية في الحزب والدولة، بل إن واحدة من المذكرات كانت من جهاز الأمن!
ولا شك أن تقديم المذكرات، سواء من داخل الحزب أو خارجه، له دلالاته. فعندما يتداول قطاع كبير من العضوية في حزب معين في قضية معينة، ويفضي التداول إلى اتفاق حولها دون بقية الأعضاء، فهذا مؤشر خطير. وعندما يلخص هؤلاء الأعضاء ما توصلوا إليه في وثيقة تحدد ملامح هذا التوافق، فهذا مؤشر أخطر، خاصة إذا كان ما اتفق عليه مخالفاً لرأي قيادة الحزب، بل يشتمل على انتقاد واضح وصريح لهذه القيادة ومنهجها وخياراتها.
ويكون الأمر أخطر بكثير حين تكون كل كوادر الحزب القيادية غافلة تماماً عما يجري، حتى تفاجأ بتقدم هؤلاء الأعضاء بآرائهم كتابة فيما يشبه الإنذار. فكل من هذه التطورات يعكس وجود أزمة، وهي مجتمعة تنبىء بأن الأزمة قد وصلت مرحلة الانفجار.
وأهم دلالة لتداول فئة كبيرة من عضوية حزب في شؤونه وفي الشأن العام، بمعزل من بقية العضوية وخارج أطر الحزب، هو أن هذه الأطر قد فقدت وظيفتها، وفقدت الثقة فيها.
وحينما يخفي الأعضاء مداولاتهم عن القيادة، فهذا يعني أنهم فقدوا الثقة في القيادة، وكل من يتصل بها بحيث يمكنه أن يوصل المعلومات إليها. وهذا بدوره يؤكد عزلة القيادة وبعدها عن هذه القواعد.
من هنا فإن المذكرة التي رشحت المعلومات عنها خلال الأسبوعين الماضيين، وتمت صياغتها من قبل فئة من الإسلاميين المنضويين في إطار حزب المؤتمر الوطني، وتقديمها للقيادة ثم نشرها على الملأ، تمثل مرحلة متقدمة في تصدع الحزب الحاكم، وتكشف بصورة غير مسبوقة عزلة القيادة عن قاعدتها الإسلامية العريضة. ويزيد من أهميتها أنها لم تكن ظاهرة معزولة، بل هي تندرج في سياق أكثر من خمس مبادرات معلومة، وما خفي أعظم. فقد قامت مجموعة من كبار الأكاديميين ومدراء الجامعات السابقين والحاليين من منسوبي الحزب بإعداد مذكرة إصلاحية في الصيف الماضي، وفي نفس الوقت عقدت ثلاث مجموعات تمثل قطاعات الطلاب والشباب والعمال في الحزب لقاءات مباشرة مع الرئيس، وجهت فيها انتقادات صريحة ومباشرة لأداء الحزب والدولة، وفي حالة الطلاب، كانت انتقادات غاية في الحدة. وكانت الخاتمة مذكرة من الهيئة البرلمانية للحزب، وجهت كذلك للرئيس نهاية العام الماضي، وذلك قبل المذكرة الأخيرة. ويشاع أن هناك مذكرات أخرى في الطريق.
من هنا، وبغض النظر عن محتوى هذه المذكرات، فمن الواضح أن الحزب الحاكم في أزمة عميقة، تشكك في فاعليته، بل وفي إمكانية بقائه كحزب، خاصة بالنظر إلى أن معظم هذه الكوادر من المفترض أن تكون قيادية. فهذه الأعراض تشير إلى أن الحزب مصاب بانسداد الشرايين، وانغلاق قنوات التواصل الداخلية، بحيث أن معظم القوى الفاعلة، في قمته وقاعدته معاً، تجد نفسها بمعزل عن مواقع اتخاذ القرار، وتضطر إلى كتابة ‘العرضحالات’ شأنها شأن المواطن العادي.
وقد اضطرت عناصر قيادية من قبل إلى تدبير ‘انقلاب قصر’ ضد القيادة، ولعل مظاهر الاحتقان الحالي هي إرهاصات انقلاب وشيك قادم. فعندما تفقد القيادة ثقة كتلتها البرلمانية، وقطاع العمال والشباب والطلاب وكبار الأكاديميين، ثم الآن القطاع الحي في قلب كتلتها الإسلامية، فما الذي بقي؟
أما إذا نظرنا في متن المذكرة، فإن أشياء أخرى تتكشف، من أبرزها أزمة الفكر والفقه في داخل ما بقي من الحركة الإسلامية السودانية. فمن الواضح من لهجة المذكرة أنها كانت من إعداد جناح ‘اليمين’ في المؤتمر الوطني، أي الجناح الأكثر تمسكاً بالتوجهات الإسلامية (حتى لا نقول المتشدد)، مقابل الجناح ‘البراغماتي’ المهيمن الذي يهمه الاستمرار في الحكم قبل كل شيء آخر، بما في ذلك تعاليم الإسلام. ولكن هذا الجناح لا يريد أن ينازع البراغماتيين الأمر، بل هو يسلم لهم باستمرار القيادة، بل يعدد إنجازاتهم ومآثرهم. ويذكرنا هذا بموقف علماء السعودية وتسليمهم الكامل للعائلة المالكة هناك بأن الأمر كله لها، وقبولهم فقط بدور الكومبارس والمحلل.
وهذا يطرح أسئلة مهمة عن فهم هذه الفئة للإسلام، حيث تبدأ مذكرتها بالإشادة بحكم الإنقاذ واعتباره فتحاً للإسلام لم تكن له سابقة منذ سقوط الخلافة العثمانية. ونمسك هنا عن نقد المبالغة التي زعمت أنه لولا انقلاب عام 1989 لكان الإسلام في السودان اندثر كما حدث في الأندلس، ونقف فقط عند نقطة دعوى أن السودان أصبح، بفضل الإنقاذ، من ‘الاقطار التى لها سبق في درب الوصول الى مجتمع اسلامي تحكمه وتنظم حياته قيم السماء بعد ان غابت عن عالمنا الاسلامي لفترة من الزمان’. ثم لنأخذ هذا مع نقد المذكرة الصريح والمضمن لهذه التجربة المباركة، بدءاً من تقصير في تطبيق الشريعة الذي يحتاج إلى استكمال، مروراً باستشراء الفساد، ثم فقدان استقلال القضاء، وانتهاج نهج الوصاية والقمع تجاه الآخرين، وغياب الشورى والحرية، والخلط بين الحزبية ومؤسسات الدولة مما أفقدها حيادها، ثم لا ننسى ‘الاخطاء التي ارتكبت فى قضية دارفور’، بحسب تعبير أصحاب المذكرة. فإذا كان كل هذا وقع، كيف يصح تسمية ما قام بأنه كان ‘سبقاً’ في الوصول إلى ‘مجتمع إسلامي’؟
على سبيل المثال، كيف يستقيم الحديث عن نظام تحكمه الشريعة وليس فيه استقلال قضاء؟ إن أساس تحكيم الشريعة هو السماح للقضاء بأن يمضي الأحكام بمقتضى الشرع، بغير تدخل لأغراض السياسة وأهوائها، وإذا كان ذلك غائباً، كما تعترف المذكرة بتكرارها أكثر من مرة المطالبة باستقلال القضاء وحياد مؤسسات الدولة بعيداً الحزبية والمحسوبية، وأيضاً تكرارها المطالبة بمحابة الفساد والتحقيق فيه، فكيف يستقيم الحديث عن نظام عادل، ناهيك عن أن يكون إسلامياً؟
لا يجب أن يساء فهم الأمر، فمعظم ما تطالب به المذكرة، من تصد للفساد، واستقلال للقضاء، وتحييد لمؤسسات الدولة وإبعادها عن الوصاية الحزبية، وتوحيد الصف الوطني وضمان نزاهة وعدالة الانتخابات، وغير ذلك من الإصلاحات، هي مطالب محقة، وقد ظللنا ردحاً من الزمن ندعو لها، وما من سميع. ولكن على أي أساس يمكن أن يوصف النظام الذي يفتقد كل هذه المقومات بأنه أعاد شرعة الإسلام إلى واقع الحياة بعد غياب؟ وأهم من ذلك، كيف يستقيم دعوة من سمحوا بكل هذه الانحرافات أن يقودوا النهضة والعودة إلى الدين؟ أليس من الأجدر المطالبة بمعاقبتهم بما شوهوا الإسلام وصدوا عن سبيل الله كثيراً؟
ولنأخذ فقط قضيتين تم طرحهما، أولهما ‘الاخطاء التى ارتكبت فى قضية دارفور’، وثانيهما الفساد والمحسوبية وما تعلق بهما من انحرافات. فهل حقيقة ما وقع في دارفور مجرد ‘أخطاء’؟
وهل الإشكال هو، كما جاء في المذكرة، أن ما حدث في دارفور ‘أدخل البلاد في مشكلة كبيرة’، في تلميح إلى الانتقادات الدولية والعقوبات والإحالة على المحكمة الجنائية الدولية، أم أن الإشكال الحقيقي هو مخالفة تعاليم الدين في قتل الأبرياء؟
تقديرات الحكومة تقول بأن ضحايا الحرب كانوا عشرة آلاف قتيل، وقد قضى الآلاف منذ أن سمعنا ذلك التقدير، بينما تقول المنظمات الدولية أن مئات الآلاف قضوا. ولا خلاف على قرابة مليوني شخص قد شردوا من ديارهم. وكل هؤلاء من المسلمين، وغالبيتهم الساحقة من المدنيين الأبرياء. فكيف تمر مجموعة تدعي تمثل قيم الدين على هذه ‘الأخطاء’ مرور الكرام، ولا تطالب بالتحقيق والتحري وإحقاق الحق ومعاقبة المسؤول، حتى لو كانت مسؤوليته مجرد التقصير والإهمال؟ لقد أطيح بابن علي بعد أن قتل أقل من ثلاثمئة شخص، بينما قتل حسني مبارك حوالي تسعمائة، وكان العدد في اليمن أقل من ذلك. وقد وقع التدخل في ليبيا بعد قتل بضع مئات، وتعرضت سورية للمقاطعة والإدانة من كل جانب بعد أن وصل الضحايا إلى ثلاثة آلاف. ولكن دعنا من كل هذا، ألم يعلمنا الله تعالى أن قتل نفس واحدة بغير حق يساوي قتل الناس جميعاً؟ أم أن هناك إيمانا ببعض الكتاب وكفرا ببعض؟
أما موضوع الفساد، فحدث ولا حرج. فقد وصف الشيخ صادق عبدالله عبدالماجد، زعيم حركة الإخوان المسلمين المشاركة في النظام الحالي، الحكومة الحالية بأنها أكثر حكومة عاصرها فساداً، وهو عاصر كل الحكومات منذ الاستقلال. وليست المشكلة هي في مجرد أكل الأموال بالباطل، وهو أمر لا يحتاج إلى إثبات، يكفي أن تقارن مرتبات كبار المسؤولين بما ينفقونه وهم وأقاربهم. ولكن المشكلة في اختيار القيادات وأسرهم عيش الترف في بلد عامة أهله يكابدون الفقر ولا يكادون يجدون قوت يومهم. فهذا أمر لا يشي فقط ببعد عن أمر الدين ونسيان لأمر الآخرة، وإنما ينبىء كذلك عن فقدان للحس السياسي وللإحساس عموماً. فأين هم من حديث لا يؤمن من بات طاعماً وجاره جائع، فكيف بمن يكون متخماً وشعبه يكابد المسغبة؟
إننا في حالة مؤسفة، يبدو فيها أن دعاة الإصلاح في حاجة إلى إصلاح الفكر والفهم، إن كانوا يعتقدون أن ما يجري في البلاد يجسد روح الإسلام، فمال بال المفسدين الذي يوكل إليهم هؤلاء الإصلاحيون أمر الإصلاح! إذا كان يمكن وصف ‘انتفاضة’ بقايا الإسلاميين في المؤتمر الوطني بأنها، بحسب وصف أحد المعلقين، ‘عودة وعي’ لأنها انتبهت فجأة إلى ما كان معلوماً للقاصي والداني من بديهيات حول أوضاع البلاد، فإنه يبدو أن هذه الصحوة في حاجة إلى صحوة.

‘ كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن
القدس العربي

تعليق واحد

  1. من الذى يصدف فى مذكرات الثعالب الله يكفينا شرهم ياربى لك كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك

  2. احكي قصه عن استقلال القضاء الكيزاني كنا في احد ارياف السودان بها قاضي محكمه فدعانا احد المواطنين لوجبه عشاء ومعنا اخرون وبعد حضور الجميع والتعارف تحولت الدعوه لمنتدي سياسي بحكم ان صاحب الدعوه مازال يقراء ورد المهدي وتداول الحضور فساد النظام فساد الصحه فسادالجيش القضاء فما كان من القاضي الا واعتذر عن مشاركه الناس الحديث وقال انه ممنوع في الكلام في السياسه مقابل حوالي

  3. سيدى الفاضل التسابق المحموم الذى يحدث فى اصدار المذكرات من الكيزان واعضاء الحركات الاسلامية زرافات وافرادا ماهى الامحاولة يائسة للتبراء من النظام واوزاره بعد ان تيقنوا بدنوا آجله ولكن هيهات لا تفيد الصلاة يوم القيامة فهم من ساندوا النظام الذى اكلوا من سحتة وساندوه فىكل جرائمة

  4. والسودان . هل سيبقى السودان الفضل متماسكا حتى تثمر احدى او بعض اوكل هذه المذكرات ثمرة.؟

  5. والله يا أستاذ الأفندي ما نعرفه ونؤمن به هو أن هؤلاء القوم ذاهبون ذاهبون ان صححوا أو كتبوا المذكرات أو لم يفعلوا أي شئ ..لقد دنت نهايتهم بكسب أيديهم وفسادهم وسياساتهم الخرقاء التي قتلتنا في كل جزء من الوطن وعذبت أبناءنا واغتصبت بناتنا وأذاقتنا الذل والهوان بأكثر مما فعل القذافي و ابن علي ومبارك وصالح والأسد .. أما تقسيم البلاد وبيعها جراء بقاءهم في الحكم فهذا شئ اخر سنقتص منهم بسببه من لحم سحتهم ودمائهم النجسة .. وليس الأمر ببعيد

  6. الاستاذ الافندي
    هذه المذكرات ليست الا فبركات حتي يتم اقناع الشعب البسيط أن هناك مجال من الحرية في الحركة الاسلامية .. وأن الربيع العربي السوداني يبدأ من داخل الحزب الحاكم… وانهم هم القادرن علي حكم هذا البلد…. لن تحل المذكرات المشكلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في البلاد…. ولن توقف الفساد والمفسدين لانهم اصبحوا منتشرين في كل انحاء الوطن الغالي… الحل في الهبة الشعبية واقامة دولة العدل والقانون .. دولة المؤسسات المنفصلة عن الحزب .. دولة الجميع فيها سواسية امام القانون…. هذا هو البلد الذي نحلم به دون مذكرات وهمية!!!!!

  7. شكرا على هذه التشخيص المتأخر لحال الحركة الإسلامية التي جاءت بالإنقاذ ? وتبكي وتنتحب وهي تنشد الخلاص وتبحث عن مخرج (انقاذ 2) … ولكن بعد خراب مالطا – وفصل الجنوب بخيراته … والمذكرات هذه تعبر عن جلد للذات أكثر ما تنشد الاصلاح أو التمسك بأدبيات الحركة وشعاراتها (الإسلام هو الحل ) ، (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ….) (ونأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع) – واتفق معك في كل ما قلته ولكن ألا تتفق معي أن حزب المؤتمر الوطني هو حزب شمولي كونه البشير – وان مسايرة الاسلاميون له هو من باب من فقد بوصلته – لانعدام القائد والمفكر بعد أن اُبعد الترابي كشخصية فكرية برغم من تحفظ البعض عليه
    – ألا تتفق معي أن استعجال الحركة الإسلامية للسيطرة على السلطة كان (خطأ وخطئية لا تغتفر) – في ظل عدم وجود برنامج ومشروع لدفة الحكم والتعامل مع قضايا المجتمع وفق مرجعيتهم الإسلامية خاصة وان النظام الشمولي مكروه ويتعارض مع (مرجعيته) الإسلامية التي ترفع قيم العدل والحرية ومكارم الأخلاق وهو ما لا يتسع له مثل هذا النظام .
    – ألا تتفق معى أن الإسلاميين سواء أن وصلوا للحكم بالانقلاب أو الانتخاب – لن يفلحوا ما دام ليس لهم برامج للحكم من منطلقات دينية واقعية قابلة للتطبيق
    – ألا تتفق معي أن الإسلاميين لو انتبهوا لمناهج التربية الروحية في البيت والأسرة والمسجد والمجتمع بدأ من الفرد ? مرورا بالجماعة (نوعا وليس كما ) لكان أفضل لهم من التشدق بالسلطة والتنازل عن الثوابت في سبيل تقديم تجربة سياسية مشوهة بعيدة كل البعد عن الدين

  8. المؤتمر الوطني حزب تسلقه المنتفعين والانتهازيين والبحاثين عن المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة وعلى حساب الوطن وهو مثله مثل توامه الاتحاد الاشتراكي الذي اصبح اثرا بعد عين بمجرد سقوط نظام مايو وان كان الفساد في نظام نميري لا عادل 1% من فساد نظام الانقاذ وحكامه وربما احس بعض منسوبي المؤتمر بان سفينته توشك على الغرق فحاولوا بهذه المذكرة التملص من المسؤولية والنجاة بانفسهم من السفينة التي تتلاطمها الامواج العاتية.

  9. المؤتمر الوطني حزب تسلقه المنتفعين والانتهازيين والبحاثين عن المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة وعلى حساب الوطن وهو مثله مثل توأمه الاتحاد الاشتراكي الذي اصبح اثرا بعد عين بمجرد سقوط نظام مايو وان كان الفساد في نظام نميري لا يعادل 1% من فساد نظام الانقاذ وحكامه وربما احس بعض منسوبي المؤتمر بأن سفينته توشك على الغرق فحاولوا بهذه المذكرة الصبيانية التملص من المسؤولية وذر الرماد في العيون والنجاة بأنفسهم من السفينة التي تتلاطمها الامواج العاتية.

  10. بالعـودة الى ما قبل الانقاذ والوضع الذى كنا نعايشه بالرغم من الضائقة المالية انعدام اهم مقومات الحياة وما نلاقيه من معاناة من اجل توفير المواد الغذائية و ضروريات الحياة التى تسد الرمق لكى نعيش فقط .
    لم نشهد من فساد وانحرافات خلقية و قتل وتشريد وحروب فى كل مكان ؟
    من قتل من الابرياء الم يكن لهم الحق فى العيش ولهم مطالب يجب ان تحقق ؟
    عليه من يود ويرغب فى اصلاح النظام وهم من كوادر الحزب ورفع المذكرت لت تجدى نفا فى نظام يتحكم فيه عدد من الافراد و هم اصحاب القرار وليس بالسهل اشراك او التنازل لكائن كان بمشاركهم برايه فى اى امر يتخذ .
    اسلامنا بالفطرة ونشأنا ونحن مسلمون ليس لنا حاجة لكى نسلم بحد السيف وهذا زمن ولى ونفارع بالحجه والبراهين كما يدعون بانهم متبحرون ومشبعين بالدين ويا ليت لو يطبقون هذا الذى بين جوانحم فى بيوتهم قبل الاخرين .
    ولكن الحديث بما يفعلون انه لشى يدعوا الى العجب ونسأل المولى عزا وجل ان يكون اللطف وهو الطيف الخبير .

  11. ربنا يديك العافيه واننا في حوجه ماسه لكتاب راي مثلك فقد كان مقالك من القلب للقلب وصراحه لاول مره اطالع مقال بهذه العلميه والصدق بعيدا عن التملق والطبطبه ومحاولة ارضاء الحاكمين فقد كنت اكثر نصحا للحاكم من علماء الدين في السودان الذين يبذلون الغالي والنفيس من اجل تزيين ظلم الفاسدين مش عارق ماذا يقول هولاء لله يوم لاينفغ بشير ولانافع اما انهم نسوا الله فانساهم انفسهم اما انهم اتخذوا الدين مطيه للدنيا وكسب العيش

  12. لك التحية استاذنا عبدالوهاب الافندي على هذا التحليل الواضح وضوح الشمس ..

    اولا بتنا لا نصدق هؤلاء القوم ونعتقد ان جميعهم مفسدون ولا خير في صغيرهم ولا

    كبيرهم ولا نسائهم ولا رجالهم ولا شيبهم ولا شبابهم فهم في الفساد والسكوت

    عن الحق وارتكاب الجرائم سواء …

    ثانيا هذه المذكرة كتبت بعد عشرات السنين من حكمهم البائس يعني اين كان هؤلاء

    ؟؟؟؟ ام في كهفهم كانوا نائمون ام من قبورهم بعثوا قبل يوم الدين بعد موتهم في

    الميل اربعين ؟؟؟؟

    ثالثا الجرائم والمنكرات التي ارتكبها النظام والواضحة للملاء الا من عميت قلوبهم التي

    في الصدور كفيلة بأن يبتعد كل من كان تابعا لهذا النظام كأضعف الايمان طالما لم

    يستطع الانكار لا باليد ولا باللسان فليبتعد وذلك اضعف الايمان …

    رابعا ان يأتوا هؤلاء بعد ان وقعت الفأس في الرأس فهذا يدل على انها مذكرة

    مفبركة لشغل الرأي العام عن الوضع المحتقن وربما هي خطوة للانقلاب مرة اخرى

    ولكن هذه المرة داخل منظومتهم الاجرامية ..

    خامسا اما النفاق والتجارة باسم الدين فهي غير غريبة عليهم فهم من أتوا بفقه

    السترة وكذلك اتخذوا الدين مطية لهم لتحقيق رغباتهم بحيث يأخذون منهم ما يحتاجونه

    حسب الموضوع والمرحلة ويتركون ما ينتقدهم وفي سبيل ذلك شروا العلماء

    والشيوخ الذين باعوا دينهم بعرض قليل من الدنيا …

    خامسا شعب السودان عرف هؤلاء القوم وحفظهم عن ظهر قلب ولكن لكل بداية نهاية

    ونهاية الظالم سمعنا بها في السير وقصص القران وشاهدناها هذه الايام بأم

    اعيننا لكن امثال هؤلاء لا يعتبرون حتى يروا اخذ العزيز الجبار بعد ان مد لهم ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..