أبو قطاطي… حكاية شاعر سوداني صنع له الكوريون (تمثالاً)..!

أم درمان : رحاب فريني

يعد الشاعر محمد علي ابوقطاطي رمزاً من رموز الأغنية السودانية الراقية والكلمة المعبرة فهو احد عمالقة شعراء ام درمان الذين اثروا الساحة الفنية بأعمال خالدة شكلت وجدان الشعب السوداني، بل وخرجت كلماته الرصينة الى خارج الحدود إلى "دولة كوريا" التي نصبت لشاعرنا تمثالاً يحمل صورته بالزي البلدي "الجلابية والعمامة" …."السوداني" زارت شاعرنا الكبير بمنزله العريق بكرري "العجيجة" وهو طريح الفراش لسنين عددا ولكنه مازال يضج بالشباب والحيوية والكلمات الرقيقة… استقبلنا هاشاً باشاً بابتسامة لم تفارقه طوال جلوسنا معه فماذا حكي عن رحلته الطويله مع الشعر والكلمة الرقيقة.؟
(1)
يقول انا محمد علي ابوقطاطي، من مواليد ام درمان كرري "العجيجة الجموعية". وعن بداياته الشعرية يقول بدأت كتابة الشعر منذ العام 1950م وبداية شعري كانت بالشعر الوطني ولكنه لم يغن بل كان يقدم في الليالي السياسية، وعن بداية كتابة الشعر الغنائي قال ابوقطاطي إن ذلك كان بتوجيه من استاذنا عمر البنا وعبدالله رجب. واضاف أن عبد الله رجب كان ينشر لي الشعر في جريدة "الصراحة" والبنا يقول لي "حول من الدوبيت إلى الشعر الغنائي" واول قصيدة كتبتها وغناها الفنان بابكر أحمد بعنوان "شفتك" وبعدها غنت لي الرحمة مكي "الدومة" وفاطمة الحاج ومهلة العبادية اما الأصوات الرجالية في ذلك الزمن فتغني لي الفنان بابكر أحمد وحسين بدير وخالد اسماعيل وعوض دراج. واضاف هؤلاء الفنانين كانوا مشهورين في زمانهم .
(2)
ذكر الشاعر ابو قطاطي في حديثة قائلاً "تعاملت مع مجموعة كبيرة من الأصوات قد تصل إلى الخمسين صوتا ابرزهم الفنان الراحل خليل اسماعيل الذي كان له النصيب الأكبر من قصائده وقد تغني بـ17 اغنية ابرزها "بكرة يا قلبي الحزين تلقي السعادة" وبعده الفنانة منى الخير تغنت لي بـ7 اغنية وايضاً الفنان الهرم محمد وردي تغني بـ7 اغنيات ابرزها "المرسال"…
وعن الفنانين الشباب قال ابوقطاطي "تعاملت مع معظم الفنانين الشباب" واضاف "لم ارد فنانا طرق بابي" واشهر الفنانين الشباب الذين تغنوا لي امير حلفا وطلال حلفا وغنت لي الفنانة سميرة دنيا ثلاث اغنيات .
(3)
الشاعر أبوقطاطي بصالونه الذي استضافنا به مجموعة لصور الرئيس الكوري "كيم ايل سونق" وهو يكرمه وعند سؤالنا له عن هذا الصور ابتسم ابتسامة مضيئة وسرح بخياله وكأنه يستحضر ذلك الزمان وبدأ يحكي عن حبه لكوريا وكيف وصل اليها وقال: لم يعرفني على كوريا احد وكانت اخبارها ممنوعة ولا تبث في السودان وكنا نسمعها في الاذاعات الخارجية وكنا نتخوف من سماعها وعلى الرغم من كل هذا المنع استطعت أن اجمع معلومات عامة عنها "ملامحها وملاحمها ومن يحكمها" واضاف: عندما اعترف الرئيس الراحل نميري بكوريا وفتح لها سفارة في السودان بدأت اكتب لهم شعراً واعطيه للسفارة وكان لديهم معهد للغات الاجنبية وقاموا بترجمة اشعاري، واضاف: عندما تحررت كوريا من اليابان كتبت ملحمة تتحدث عن تلك المناسبة وبعد ذلك وصلت إلى رئيس كوريا "كيم ايل سونق" الذي طالب بأن آتي اليه لحضور ميلاد دولة كوريا وبالفعل ذهبت وتم تكريمي من الرئيس وقام بعمل تمثال لي وانا البس الزي البلدي "الجلابية العمامة"، ووضع تمثالي في قاعة الاجتماعات الكبرى إلى يومنا هذا.
(4)
وعن لونه الرياضي قال ابو قطاطي: منذ أن عرفت التشجيع انا انتمي إلى نادي المريخ العريق واضاف: انا مريخابي ولن اتنازل عنها.. ويكفي أن رئيس المريخ هو الرجل الشهم الخلوق السيد جمال الوالي الذي زارني بمنزلي واكرمني وسوف احمل له هذا الجميل. وقال ضاحكاً: صورة جمال الوالي لن تفارقني إلى مماتي.
واما عن الساحة الفنية وما يدور فيها فذكر ابو قطاطي انها "فكت شوية ولكن الآن بدأت تنضبط". وختم ابو قطاطي حديثه لـ"السوداني" بصوت شكر إلى السيد النائب الاول على عثمان والسيد عبدالباسط سبدرات وعبدالرحمن سرالختم والسيد جمال الوالي وشكر خاص إلى رئاسة الجمهوريه التي التي قامت بدعمه لثلاث اشهر .

السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..