دولة الجنوب تغرد في سودان للا معقول

دولة جنوب السودان تغرد في سرب سودان للا معقول للتشابه مع دولة السودان في كيفية التعاطي مع الخلاف السياسي والجهوي، بالرغم من تطبيق نهج (فرز الكيمان) بذهاب الجنوب بعيداً عن تفاصل السودان الواحد وفقاً للقانون الأممي الذي أعلن اعترافه بالدولة الوليدة كيما تعطي الشعب الجنوبي (قبلة الحياة) لإخراجه من حالة الاختناق التهميشي غير المبرأ من انتهاك الكرامة، فكان المتوقع من قيادة الجنوب أن ترتقي فوق الخلاف القبلي والسياسي لبناء دولة بأن تحقق طموحات شعب الجنوب الذي لم يهنأ بالحياة الكريمة في السودان الواحد فكان خياره الرحيل، كيما يتنفس الصعداء إلا أن واقع مجريات الأحداث من حوله شاء لها الساسة أن تتناسب تناسباً عكسياً مع طموحات المواطنين وآمالهم التي رقصوا وتغنوا لها لحظة الاحتفال إعلان الانفصال في 9-7-2011م.. إلا أن مطابخ الجنوب السياسية لم تفلح بعد في تقديم وجبة شهية تسد جوع المواطنين وتطفئ لهب التشوق إلى الحياة المحصنة بالحقوق الأساسية.
ها هي أحداث الدولة الوليدة تمضي نحو مهالك للأوفاق باتهام الفريق سلفاكير ميارديت رئيس دولة الجنوب لنائبه السابق دكتور رياك مشار بقيادة عملية انقلابية للاستيلاء على الحكم. قطعاً حالة التوتر التي أصبت جوبا بسبب التراشق بالنار أدخلت شعب الجنوب في تراجيديا الإحباط.. لأن قادتهم أخذوا من سودان اللا معقول كل الأدوات التي تشوه محاولة بناء الحكم الراشد.. عسكرة الحياة الساسية بمنطق ديكتاتوري يغلق منافذ التحول الديمقراطي والوفاق السياسي، وتناسي مطالب الشعب والانصراف للتخلص من الرأي الآخر مع الحرص على البقاء في خانة الضحية التي صدت العدوان.. وتصريحات سلفاكير التي رد عليها دينق ألور بوصفه لاتهامات سلفا بأنها ذريعة تفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حينما يبدأ الشخص في قراءة تفاصل الأزمة الشاملة للدولتين التي ما زالت تعلق بتلابيب عقلية قيادات دولة الجنوب، وأول سؤال يطوف بالخاطر: هل حقاً هناك عملية انقلابية، ولماذا في هذا التوقيت إذا ثبتت صحتها؟، وإلى أين تتجه مؤشرات الجنوب هل نحو حرب أهلية تعصف بكل الأحلام الجميلة لشعبه، وماذا لو ثبتت براءة مشار، وكيف سيدير سلفاكير محركات الأزمة التي ستستدعي المواجهة مع قبلية النوير؟ والسؤال المهم من الذي كتب سيناريوهات اللا توافق بين قيادات الحركة الشعبية التي ارتفعت درجة حرارتها في شتاء جليدي قاسٍ لكثير من بلدان العالم.. إلا أن الجنوب وفقاً لطقسه فهو ساخن سياسياً ومناخياً.. وهل أدرك المجتمع الدولي خطورة مؤامراته على السودان الواحد حينما تجاهل كل شيء مقابل الانفصال في الأزمة السودانية حتى حريق دارفور.
الانفصال لم يكن نعمة على الدولتين لأن الجنوب ارتحل وفي أمتعته أسوأ تجربة حكم مرت على السودان.. شهد شاهد من أهلها وأقر المبعوث الخاص الأمريكي السابق للسودان برينستون ليمان بأن الانفصال لم يوقف دوران محركات الحرب في السودان. والواقع يقول إنه قد يخلق حرباً داخلية في الدولة الوليدة، أي المجتمع الدولي سيجعل الدولتين تحترقان في محرقة الحرب لأنه أحسن قراءة الانفصال من منظور مصالحه.
الجريدة
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..